رحلة عذاب يومية يعيشها المئات من شباب محافظاتسوهاج وقنا والأقصر والبحر الأحمر والوادي الجديد أمام شباك مكتب تصديقات وزارة الخارجية بسوهاج، بسبب الوقوف عدة ساعات تحت حرارة الشمس الحارقة في أوقات الذروة للحصول على خاتم شعار الجمهورية على الأوراق والمستندات الرسمية الخاصة بهم قبل السفر لأي دولة، في غياب تام من كافة المسؤولين المعنيين بتخفيف المعاناة عن المواطنين. لا تقتصر رحلة عذاب ومعاناة المتعاملين مع مكتب التصديقات على حد الوقوف في الحر مما يؤدي لإصابة كثيرين بضربات شمس، مع تأخر فتح شباك استلام الطلبات عن المواعيد الرسمية، إضافة إلى تقاعس الموظف المختص عن إنهاء الإجراءات في سهولة ويسر. ورغم قرب مكتب التصديقات من ديوان عام محافظة سوهاج والذي يبعد عنه عشرات الأمتار، فإن المحافظ الدكتور أيمن عبد المنعم، الذي يمر بصفة مستمرة أمام المكتب في طريقه إلى عمله، لم يوجه المسؤولين إلى إنشاء مظلة حديدية أمام الشباك لتظل المواطنين وتحميهم من حرارة الصيف وبرودة الشتاء، رغم تقديم العديد من الشكاوى بهذا الشأن لكن دون جدوى. محمد حلاوة، مدير مكتب تصديقات وزارة الخارجية بسوهاج، قال إن وقوف المواطنين في الشمس ليس مسؤولية المكتب وإنما مسؤولية الجهاز التنفيذي بالمحافظة، فالمكتب ملحق بحجرة في الطابق الأرضي بمبنى تابع لهيئة الاستثمار، ولا يوجد مكان بداخل المبني لاستقبال واستراحة المواطنين. وعن سبب طول مدة إنهاء الطلبات والمستندات لعدة ساعات، قال حلاوة، إن المكتب به موظف واحد فقط لاستلام الأوراق ومراجعتها بداية اليوم بجانب المدير الذي يقوم باعتمادها وختمها بعد فحصها والتأكد من سلامتها، ثم يتم تسليمها لأصحابها في نهاية اليوم. وأوضح حلاوة أن المترددين على المكتب كانوا في السابق يقفون داخل المبنى بعيدا عن الحرارة في الصيف والبرودة في الشتاء ولكن أحد المحافظين السابقين لسوهاج قرر عدم دخولهم وإنهاء أوراقهم من الشباك المتواجد في الجهة الشرقية، بحجة أنهم يمثلون إعاقة ويسببون زحاما داخل المبنى ما يؤثر بالسلب على الاستثمار، على حد قوله، فيما أشار حلاوة، إلى أن المعاناة ليست خاصة فقط بالمترددين على المكتب، وإنما تشمله كموظف ممثل لوزارة الخارجية، حيث يعاني هو وزميله أيضا من ضيق المكان الذي هو عبارة عن حجرة لا تتجاوز مساحتها 20 مترا.