تمر اليوم الذكرى السابعة على وفاة موشيه هيرش، الحاخام الفلسطيني المناهض للصهيونية، وزعيم حركة "ناطوري كارتا" المعادية للحركة الصهيونية، الذي أمضى عمره في نصرة القضية الفلسطينية، موقنًا بأن الأرض ملك لوطنه فلسطين. ولد موشيه هيرش عام 1923 بنيويورك، هو فلسطيني يهودي ينتمي إلى يهود البَدَتْز، عاش في حي ميا شعاريم اليهودي في مدينة القدس، بعد وفاة الحاخام امرام بلو، تولى هيرش محله وأصبح زعيم حركة «ناطوري كارتا»عام 1974. «ناطوري كارتا» يعود تاريخ تأسيس هذه الحركة إلى عام 1935، وبها ما يقرب من 5 آلاف فلسطيني يهودي يعيشون بين القدس ولندن ونيويورك. وتشير ناطوري كارتا إلى اليهود الذين يعيشون بالقدس ويؤيدون إقامة دولة فلسطينية ولا يعترفون بإسرائيل، ويرفضون التعامل معهم أو قبول معونات الحكومة لهم، فهم مقتنعون بأن الرب حرمهم من إقامة دولتهم في أي مكان على وجه الأرض، لذلك فهم يؤمنون أن الأرض من حق فلسطين ويحلمون بأن تعود إليهم كاملة؛ كما أنهم ضد الاستيطان، وفي عيد استقلال إسرائيل من كل عام، يقومون بحرق علم إسرائيل ورفع العلم الفلسطيني. ارتبط موشيه هيرش بعلاقة طيبة وقوية مع الشعب الفلسطيني، وبعد هزيمة يونيو عام 1967 التى احتلت على إثرها الضفة الغربية وقطاع غزة، توطدت علاقة هيرش بقادة منظمة التحرير الفلسطينية، ووثق علاقته بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي عينه مستشارا له، كما عينه وزيرا لشؤون اليهود في السلطة الوطنية الفلسطينية. كان لموشيه تصريحات قوية وداعمة للحق الفلسطيني ومناهضة لإسرائيل، ومنها قوله إن "إسرائيل دولة دنسة لأنها تقوم على أسس علمانية وقومية تستغل اليهودية. الصهيونية مخالفة لتعاليم الرب. مصادرة أراضي أناس يعيشون عليها لا يمكن إلا أن تؤدي إلى الفوضى". العقيدة التي تحكم حركة ناطوري كارتا، هي أن دولة إسرائيل بدعة اخترعها الصهاينة، فأعضاء الحركة مؤمنون بمقولة يرددونها دائمًا في كل مجالسهم، وهي تقول "إن إعادة دولة إسرائيل ستتم فقط عندما يأتي المسيح، وأية محاولة لاسترداد أرض إسرائيل بالقوة هي مخالفة للإرادة الإلهية". رغم عدم اعترافه بإسرائيل وضربه بقوانينها عرض الحائط، فإن الحكومة الإسرائيلية لم تحاول الاقتراب من موشيه أو تعاقبه، كما كان الإعلام يتجاهل وجوده حتى لا تزيد شعبيته، وظل كذلك حتى توفي في الثاني من مايو 2010، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 79 عاما.