توريد 124 ألف طن قمح لصوامع وشون كفر الشيخ حتى الآن    القسام تستهدف قوات الاحتلال في موقع كرم أبو سالم بصواريخ رجوم    الخاريجة الفلسطينية تدين فرض الاحتلال قيودا على كنيسة القيامة    هجوم من غزة على موقع كرم أبو سالم الإسرائيلي وسقوط إصابات.. تفاصيل أولية عن الحدث    فينيسيوس جونيور يسخر من نجم برشلونة في احتفالات الليجا    قبل كلاسيكو الأهلي.. ماذا يحتاج الهلال لحسم لقب دوري روشن السعودي؟    مانشستر سيتي يحتفل بالظهور رقم 100 لجوليان ألفاريز    تحقيقات موسعة في انتحار سيدة شنقًا بمدينة نصر    الأحوال المدنية: استخراج 8235 بطاقة رقم قومي للمواطنين بمحل إقامتهم    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    «سلامة الغذاء»: تصدير نحو 280 ألف طن من المنتجات الزراعية.. والبطاطس في الصدارة    وزير الإسكان: قطاع التخطيط يُعد حجر الزاوية لإقامة المشروعات وتحديد برامج التنمية بالمدن الجديدة    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    بين القبيلة والدولة الوطنية    بالصور.. صقر والدح يقدمان التهنئة لأقباط السويس    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    نتنياهو: إسرائيل لن توافق على مطالب حماس وسنواصل الحرب    روسيا تسيطر على بلدة أوتشيريتينو في دونيتسك بأوكرانيا    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 25 فلسطينيا من الضفة الغربية    حزب المؤتمر يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة: نقدر جهودكم في ترسيخ قيم التسامح    محافظ بني سويف لراعي كنيسة الفشن الإنجيلية: مصر ملاذ آمن لجيرانها    رئيس جامعة المنصورة يهنئ الأقباط بعيد القيامة (صور)    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    وزير الرياضة يتفقد منتدى شباب الطور    اتحاد الكرة يلجأ لفيفا لحسم أزمة الشيبي والشحات .. اعرف التفاصيل    القاهرة: 37 مركزا تكنولوجيا مجهزا لاستقبال طلبات التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    1.5 تريليون جنيه لدعم التعليم والصحة في الموازنة المالية للعام المقبل    في إجازة شم النسيم.. مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة بالغربية    التعليم: نتائج امتحانات صفوف النقل والاعدادية مسؤلية المدارس والمديريات    رفع حالة الطوارئ بمستشفيات بنها الجامعية لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    ماري منيب تلون البيض وحسن فايق يأكله|شاهد احتفال نجوم زمن الفن الجميل بشم النسيم    خلال 4 أيام عرض.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر    توقعات الأبراج اليومية، الإثنين 6-5-2024 أبراج الحمل والثور والجوزاء    أنغام تُحيي حفلاً غنائيًا في دبي اليوم الأحد    بعد انفصال شقيقه عن هنا الزاهد.. كريم فهمي: «أنا وزوجتي مش السبب»    بالتزامن مع ذكرى وفاته.. محطات في حياة الطبلاوي    جناح مصر بمعرض أبو ظبي يناقش مصير الصحافة في ظل تحديات العالم الرقمي    حفل رامى صبرى ومسلم ضمن احتفالات شم النسيم وأعياد الربيع غدا    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    معلومات الوزراء: أكثر من مليون مواطن تلقوا خدمات طبية ببرنامج الرعاية الصحية لكبار السن    رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث تعزيز التعاون مع ممثل «يونيسف في مصر» لتدريب الكوادر    "الرعاية الصحية" بأسوان تنظم يوما رياضيا للتوعية بقصور عضلة القلب    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة في طوخ    لتجنب التسمم.. نصائح مهمة عند تناول الرنجة والفسيخ    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يضغط لاستبعاد قطاع الزراعة من النزاعات التجارية مع الصين    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    «منتجي الدواجن»: انخفاضات جديدة في أسعار البيض أكتوبر المقبل    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    «التعليم»: المراجعات النهائية ل الإعدادية والثانوية تشهد إقبالا كبيرًا.. ومفاجآت «ليلة الامتحان»    السيطرة على حريق شقة سكنية في منطقة أوسيم    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى ميلاده.. «الخال» الغائب الحاضر
نشر في البديل يوم 25 - 03 - 2017

«مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء، هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض أن تقليده سهل وتكراره ممكن».. كلمات وصف بها محمد توفيق في كتابه «الخال»، عبد الرحمن الأبنودي، الذي تحل ذكرى مولده اليوم.
«همج بتزرع حرايق في بلاد الحلم.. كإني في مسرحية أو بأشاهد فيلم.. خلصنا م اللي في يوم عطل مسيرتنا.. جونا اللي ما يكرهوا إلا انتصار العلم! يا زارع الغل.. مصر بتزرع الغلة.. وانت كذاب خلطت البلطجة بملة.. اللي رشاك بالتمن وقالك اقتلني..أنا وانت وسط اللهيب.. وهوه في الضله».. كلمات نظمها الأبنودي تصف الأوضاع التي نعيشها حاليا؛ من تفجيرات، وكأنها حاضرا معنا يشاركنا آلامنا.
ولد الأبنودي 11 إبريل عام 1939 في قرية أبنود بمحافظة قنا بصعيد مصر، وكان أبوه يعمل مأذون القرية، نشأ على حب الشعر؛ ففي صباه نظم عددا من القصائد الوطنية، ومن فرط حبه للشعر، أهمل دراسته بعد الثانوية العامة، ولم يحصل على ليسانس الآداب إلا بعد رحلة في كتابة الشعر.
جاء الأبنودي إلى القاهرة بعدما ذاع صيته في القرى المجاورة لقريته بأنه شاعر، وفي العاصمة كان الركن الثالث لصديقين مثلوا سويا الثقافة واللغة العربية بكل مستوياتها في ستينات القرن الماضي؛ حيث كان الأبنودي شاعرا للعامية، وأمل دنقل شاعرا فصيحا، ويحيي الطاهر عبد الله قاصا وروائيا.
ويتحدث الأبنودي عن هذه الفترة في مذكراته، قائلا: "قبل الانتقال النهائي للقاهرة والإقامة بها مع أحد بلدياتنا أنا والشاعر الراحل أمل دنقل.. وفي بلدتنا قنا بعد أن ذاع صيتنا في البلاد التي حولنا كشعراء جدد.. جاءنا شاب أسمر من الأقصر وهو الروائي الراحل يحيي الطاهر عبد الله، الذي عرفنا منه أنه ترك قريته هناك لكي يعيش معنا في قنا.. وقد فوجئت به أمي حين أخبرها أنه يريد أن يعيش معنا في بيتنا، وقد سمحت له بذلك إلى أن اصطحبنا حين انتقلنا إلى القاهرة، وقد سلك طريق كتابة الرواية واشتهر في مجالها وتمسكت أنا وأمل بكتابة الأشعار.. وفي هذا الفترة أو في هذه المرحلة كنت قد بدأت أراسل الصحف بالقاهرة وكذلك مجموعة من الشعراء هناك.. وقد لعب الحظ دوره الكبير حين نشر لي الشاعر الراحل الكبير صلاح جاهين أول قصائدي في مجلة "صباح الخير" وفي باب كان يحرره تحت عنوان: شاعر أعجبني".
وعن الخطوة المصيرية في حياته وبداية انطلاقه، يحكي الخال: "كنا في هذه الفترة نعيش خطرا داهما في مجال زراعة القطن، حيث انتشرت الدودة وأصبحت تهدد هذا المحصول، وفي هذا الوقت كتبت قصيدة عن القطن، وكيف نقاوم هذا الخطر، وفوجئت في عدد (صباح الخير) أن صلاح جاهين نشر هذه القصيدة مصحوبة برسم لأكبر رسامي المجلة، ومنذ أن نشرت هذه القصيدة العامية، أحسست أنني وضعت قدمي فوق مشوار الشعر، كما أنها فتحت لي أبوابا كثيرة؛ حيث عرف الناس في المحيط الذي كنت أعيش فيه هناك أنني أصبحت شاعرا، والحقيقة أن أهمية هذه الأغنية أو هذه القصيدة لم تتوقف عند هذا الحد، بل جعلتني أرتبط بالشاعر الكبير صلاح جاهين، كما ساهمت في دخولي عالم الطرب من أوسع أبوابه حين فوجئت مرة أخرى بأن القصيدة تغنى في الإذاعة".
واستطاع بعدها "الخال" أن يصنع لنفسه اسما بين الكبار أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين، وجعل للقصيدة العامية طابعا جديدا، ووسع من انتشارها، وجعلها لصيقة بالوجدان العام بعدما تم تداولها على ألسن كبار المطربين، كالعندليب الذي تغنى بالكثير من كلماته، سواء الوطنية "أحلف بسماها وبترابها، ابنك يقول لك يا بطل"، أو العاطفية "أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب"، كما تغنى بكلماته محمد رشدي، وفايزة أحمد، وشادية، وصباح، ووردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة، وغيرهم، وحصد الأبنودي عددا من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية عام 2001، وجائزة الشاعر محمود درويش للإبداع الفني عام 2014، كما كان عضوا للجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة.
وقبل أن يرحل "الخال" في 21 إبريل 2015، ترك لنا إنتاجا غزيرا من شعر العامية الذي يحوي الكثير من الصور الشعرية التي ساهمت وتساهم في تجديد القصيدة الفصحى، ومن أهم أعماله "السيرة الهلالية" التي جمعها من شعراء الصعيد، و"جوابات حراجي القط"، و"الأرض والعيال"، و"أنا والناس"، و"الموت على الأسفلت"، ومن أشهر كتبه "أيامي الحلوة"، وهو عبارة عن حلقات منفصلة نشرت في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام، ثم جمعت تحت هذا الاسم، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.