رحيل الكابتن غزالي.. الموت يغيب شاعر المقاومة بالسويس

«يا رايح السويس.. بلدي وأملي.. وغنايا.. متطلش ع الخرايب.. ولا تحزن ع اللي.. غايب».. كلمات جسد بها شاعر المقاومة الشعبية بالسويس الكابتن غزالي، حبه لمدينته، التي غيبه الموت عنها اليوم، راحلا عن عمر يناهز 89 عاما، بعد صراع طويل مع المرض بسبب أمراض الشيخوخة من قلب وضغط وجلطة.
وقدم الراحل العديد من الأعمال التي بثت روح المقاومة في نفوس أهالي السويس وقوات الجيش، أثناء فترة الحرب من خلال أشعاره التي خلدها التاريخ، وأسس فرقة ولاد الأرض، التي كانت تجوب مدن القناة خلال حرب الاستنزاف وعقب انتصار أكتوبر المجيد، وكان له دور كبير في تحفيز الجنود من خلال أغانيه التي كان يشدوها مع فرقته على آلة السمسمية، ومن أغانيه الشهيرة "فات الكتير يا بلدنا " و"يا بيوت السويس".
ولد الغزالي و"ولاد الأرض" من رحم المقاومة والرفض لكل أنواع القهر والاستبداد، ولا يستطيع أي باحث أن يفصل بين الرجل والتجربة، حيث نشأ الغزالي بمدينة السويس التي ارتبطت بحركة المقاومة ضد كل أشكال القهر والاحتلال، ومنذ سنوات شبابه المبكر، انضم لحركة الفدائيين في منطقة القناة ضد تواجد قوات الاحتلال البريطاني، وساهم في العديد من العمليات الفدائية، وتعرض لخطر الموت أكثر من مرة، واستمر في العمل النضالي بمشاركة فرقته بعد النكسة، ووقفوا في وجه من يقبلون الهزيمة والاستكانة حتى ساهموا بدور محوري في تحقيق نصر أكتوبر 73.
وقال الراحل في حوار لأحد المواقع الإخبارية: "أصبحت قائدًا لأكبر قطاع في المقاومة الشعبية الذي انبثقت منه منظمة سيناء الفدائية، وأصبحت رئيس المنطقة المنوط بها حماية الشواطئ والمصانع وهي تعد منطقة خطيرة، وأهدافا استراتيجية للعدو، ولم يكن لدينا وقتها سوى أسلحة تقليدية غير متكافئة مع أسلحة العدو المتطورة، فكان من الضروري أن نبتكر شكلا من أشكال من المقاومة المعنوية والنفسية حتى لا نصاب بالملل، خاصة أن ما رأته السويس طوال 6 سنوات لم تره من قبل، وظلت في مواجهة مع العدو طوال هذه الفترة، وقدم الشعب نماذج من التضحية والاستشهاد في سبيل الدفاع عن الوطن".
اعتقل الكابتن غزالي يوم 7 مارس 1973 بسبب خلافه مع نظام ما بعد عبد الناصر، وتم تحديد إقامته في بنها وظل بها نحو سنة، ثم عاد إلى السويس، وهنا ظهرت فكرة فرقة "ولاد الأرض للسمسمية"، وبدأت تظهر في مختلف مدن القناة، وانتشرت دعوة المقاومة بالفكر والثقافة، وكانت كل كلمات أغاني فرقة "أولاد الأرض تراهن على بكرة".