عادت الهجمات المتكررة والمعادية للأجانب، التي تنم عن كراهية النيجيريين في جنوب إفريقيا، إلى الانتشار من جديد بعد حرق أكثر من ستة منازل للنيجيريين في بريتورياالغربيةبجنوب إفريقيا بعد اتهام نيجيريين ببيع المخدرات، وأعمال أخرى منافية للآداب . قال موقع أفريكا نيوز، إن الشرطة الجنوب إفريقية متورطة بشكل كبير في قضايا كراهية الأجانب، ولو ردت الشرطة في الوقت المناسب على الشكاوى المقدمة من النيجيريين، كان من الممكن السيطرة على الوضع ومنع وصوله إلى هجمات خطيرة، ويجب على الشرطة بناء الثقة مع المجتمع حتى يمكنهم تجنب هذه المأساة. وأضاف الموقع: "حتى يتم منع تطور كراهية الأجانب، لابد أن يضمن القادة بجنوب إفريقيا تعزيز الثقة بين المجتمع وبرامج التكيف الهيكلي التي تقوم بها شرطة جنوب إفريقيا، من خلال خطوات استباقية، من الشرطة على وجه الخصوص بشكل واضح وثابت، ونشر وحدات متخصصة، والتنسيق بشكل أفضل مع وحدات الاستخبارات ومكافحة الجريمة وتحسين العلاقات مع المجتمع والمنتديات الشرطية، وكذلك تحسين زمن الاستجابة لشكاوى الجريمة من قبل أفراد الجمهور". وتابع الموقع أن المشكلة الرئيسية تكمن في فقدان ثقة الشعب في الشرطة، خاصة بعد القرارات التعسفية التي اتخذتها شرطة جنوب إفريقيا ضد الشعب بما فيهم الأجانب، وكذلك تصريحات الشرطة بأنهم لن يسمحوا للمواطنين بخرق القانون والعمل على تآكل الأمن، ومن الواضح تماماً أن هناك حاجة ملحة إلى تدخلات عاجلة من الدولة في تغيير نظم مراكز الشرطة والكيفية التي تتعامل بها مع الهجمات المعادية للأجانب؛ فبدلاً من حماية الأجانب بصفة عامة والنيجيريين المتضررين باستمرار بصفة خاصة من المهاجمين ومطاردة الجناة، تتعامل معهم بسلوك سيئ وفساد غير مسبوق. وذكر موقع أوول أفريكا، أن نيجيريا لم تصمت حيال هذا الظلم تجاه رعاياها في جنوب إفريقيا، بل صعدت الموقف إلى الاتحاد الإفريقي؛ وطالبته بالتدخل كمسألة ملحة لوقف الهجمات المعادية للأجانب من المواطنين الأفارقة الآخرين في جنوب إفريقيا. وأوضح الموقع: "من الواضح أن تصعيد الأمر من قبل نيجيريا يعتبر دعم للمعارضة داخل جنوب إفريقيا ذات الوضع المتأزم والمظاهرات المستمرة التي تطالب بالإطاحة برئيس البلاد، جاكوب زوما، حيث إن حكومة الرئيس النيجيري بخاري، وجهت انتقادا حادا لحكومة جنوب إفريقيا، وقالت مستشار الرئيس بخاري للشؤون الخارجية: يبدو أن حكومة جنوب إفريقيا فقدت السيطرة على الوضع، مما ينبئ باحتمالية عداوة بين البلدين". وأشار الموقع إلى أن هناك حوالي 116 نيجيريا تم قتلهم في هجمات بجنوب إفريقيا في العامين الماضيين، وفي عام 2016 وحده لقى حوالي 20 شخصا مصرعه، الأمر الذي أغضب الشعب النيجيري، وطالب حكومته بالتدخل الفوري ولو باستخدام القوة، ضد جنوب إفريقيا التي تستخدم شرطتها الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي المحرم لتفريق الحشود، ولكن هذا التصعيد لم يردع المتظاهرين.