يدرس مجلس النواب حاليًّا تعيين متحدث إعلامي باسم المجلس، ولكن حتى الآن لم يتم اختيار من سيتولى هذا المنصب، وهل سيكون من خارج المجلس أم أحد النواب، خاصة وأن هناك أكثر من 50 صحفيًّا وإعلاميًّا داخل البرلمان. مقترح تعيين متحدث إعلامي للبرلمان هو الأول من نوعه في الحياة النيابية منذ ثورة 1952، فرغم وجود أكثر من 10 برلمانات خلال هذه الحقبة، إلا أنها لم يكن فيها هذا المنصب، ومع كثرة الأخيار والشائعات حول نشاط مجلس النواب أصبح هذا المنصب ضروريًّا، على غرار الجهات والوزارات والأحزاب، التي لها متحدث إعلامي. أبرز المرشحين تتوجه الأنظار إلى ائتلاف دعم مصر، صاحب الأغلبية داخل المجلس، فلن يأتي هذا الشخص إلا بمباركة الائتلاف، حيث رشح عددًا من النواب، من بينهم الكاتب الصحفي أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، والمهندس محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، وهو ليس متحدثًا لبقًا، كما أن مشغولياته كثيرة، سواء لكونه أحد أكبر رجال الأعمال أو بصفته رئيس اتحاد الغرف الصناعية، بجانب أنه رئيس ائتلاف دعم مصر. اختيار شخص ليس عضوًا بالبرلمان عدد من النواب، أبرزهم مصطفى بكري، أكدوا ضرورة وجود شخص متفرغ تمامًا لهذا المنصب، وأن تكون لديه القدرة على التواصل مع الإعلام والعمل على إيضاح الصورة الكاملة، وأن يكون ملمًّا بالحياة النيابية والسياسية، ولديه خيره في كيفية عمل مجلس النواب، وفي نفس الوقت ليس عضوًا، بحيث لا ينشغل عن مهام منصبه. وشدد بكري على أن هذا المنصب حساس جدًّا ومهم للمجلس الحالي، وتأخر كثيرًا، مشيرًا إلى أن رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال تحدث عن ضرورة اختيار متحدث للمجلس، خاصة مع انتشار الشائعات والأخبار غير الصحيحة حول القوانين والتشريعات التي يتم إقرارها. عدم بث الجلسات وقطيعة رئيس المجلس مع الإعلام ساعد عدد من الأسباب الموجودة داخل المجلس على ضرورة استحداث هذا المنصب في أقرب وقت ممكن، أبرزها عدم إذاعة جلسات المجلس بشكل مباشر، وذلك وفقًا لقرار المجلس في بداية دور الانعقاد الأول، بعد موجة انتقادات من الرأي العام لأداء النواب داخل المجلس، بالإضافة إلى عدم تواصل عبد العال مع وسائل الإعلام منذ انتخابه رئيسًا للبرلمان، حيث لم يصرح لأي وسيلة إعلامية حتى الآن رغم مرور أكثر من عام ونصف على المجلس. لا ضرورة لهذا المنصب الكاتب الصحفي صلاح عيسي قال إن تركيبة مجلس النواب الحالي يصعب أن يكون لها متحدث إعلامي، حيث إن هناك تيارات مختلفة، فكيف سيكون هناك متحدث إعلامي يعبر عن كل هذه التيارات المختلفة؟ بجانب أن مجلس النواب لا يمكن ان يتم التعامل معه على أنه حزب سياسي له توجه معين أو وزارة خدمية تعمل كلها في مهمة معينة ومحدده، فالبرلمان نشاطه مختلف وتكوينه المتعارض يصعب لأي شخص أيًّا كان أن يعبر عن كل ما فيه. وأوضح عيسي، في تصريحات خاصة، أن معظم البرلمانات والمجالس النيابية في العالم ليس لها متحدث إعلامي، ولكن يكون لها مكتب إعلامي، يصدر بيانات صحفية عن أعمال المجلس وأجندة أعماله، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يكون لكل ائتلاف أو تكتل متحدث يعبر عن كيانه ولكن لا يمكن أن يعبر عن 600 نائب، لكل منهم رأي مختلف عن الآخر.