* صباحي: إن لم تكن الحادثة مدبرة ومتعمدة فهي تعبر عن عجز تام وعدم قدرة على حماية أرواح ودماء المصريين كتبت – هدى أشرف: ألقى حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، مسئولية الدماء التي سالت في أحداث أمس، على رقبه من يحكمون ويديرون البلاد الآن، بدءاً من المجلس العسكري ومروراً بالحكومة ووزارة الداخلية، وأكد صباحي على أنهم عجزوا على مدار شهور عن تأمين البلاد من مخاطر الإنفلات الأمني، رغم الأصوات التي بحت في تقديم الحلول والمقترحات لهم والمطالبة بأن يكون أمن المواطن أولوية ورفض أن يتم تخيير الشعب المصري بين كرامته وحريته وبين أمنه. وقال صباحي في بيان له اليوم أن الجريمة التي شهدتها بورسعيد، أسفرت عما يزيد عن 70 مواطناً مصرياً وإصابة ما يزيد عن 500 مواطن، وجاء هذا قبل أن نقتص لشهداء ثورة، ومحاسبة المسئولين عن إسالة دماء المصريين، وجرحهم وإمتهان كرامتهم في أحداث متعددة بعد 11 فبراير 2011، آخرها أحداث مجلس الوزراء، وأصبحت مهمتنا قصاص عادل جديد لعدد آخر من الشهداء الأبرياء. وأضاف صباحي أن هذه الأحداث التي وقعت على أرض استاد بورسعيد وأصابت كل المصريين بالألم والغضب وأشاعت مشاعر الحداد في الميادين والشوارع والبيوت، مشدداً على أنه إن لم تكن مدبرة ومتعمدة فهي في الحد الأدنى تعبر عن عجز تام وعدم قدرة على حماية أرواح ودماء المصريين، رغم وجود قوات الأمن، التي وقفت عاجزة متفرجة تاركة دماء المصريين تسيل دون أدنى تدخل. وأوضح صباحي أننا عدنا بعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب، التي تم تأمينها بالكامل، وما أن بدأت الثورة تستعيد زخمها وروحها وحيويتها بالاحتشاد الشعبي السلمي العظيم في 25 و27 يناير، حتى عادت مرة أخرى فزاعة البلطجة والعنف وتخويف وترهيب المصريين لتطل برأسها بقوة عبر حوادث سطو مسلح وعنف غير مسبوق وعمليات سرقة ونهب وأخيراً مهزلة استاد بورسعيد. وقال صباحي إذ ندين ما حدث لا يجب أن نغفل الدور الحيوي لمجموعات الألتراس في الثورة، ولا نستطيع أن نغض البصر عما يمكن أن يكون تدبيراً لانتقام ثأري أسود وأحمق منهم رداً على دورهم وعلى هتافاتهم ضد السلطة ومعارضتهم لها. واستنكر صباحي ما يجرى الآن من محاولات فرض سيناريو الفوضى المتعمدة والمخططة والممنهجة، في ظل الأحداث المتوالية في الأيام الأخيرة، وخاصة في هذا التوقيت، مضيفاً أنها تجعلنا نؤكد مجدداً أن أحداً لن ينجح أبداً أياً كان في إطفاء جذوة الثورة ولا تعطيل مسيرتها، التي ستكتمل بإذن الله وإرادة الشعب المصري. وجدد صباحي الثقة في أن الشعب المصري العظيم الذي اعتبره قادر على الحفاظ على وحدة صفه، في تلك اللحظات الحرجة والإحتشاد والإجماع على مطالبه العادلة في العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية، موضحاً أنها كلها أهداف لن تتحقق إلا بإسقاط بقايا النظام السابق، والبدء في بناء النظام الجديد عبر سلطة مدنية منتخبة من الشعب إستكمالاً للثورة العظيمة، التى بدأت في 25 يناير 2011، وإجهاض أى محاولات تشويه للثورة أو الانقلاب عليها أو ترهيب شعبنا وتخويفه لإثنائه عن استكمال مسيرتها. وتوجه صباحي بخالص التعازي لضحايا الوطن ولأسرهم، وتوجه أيضاً بخالص الدعاء ليشفي الله المصابين ويعافيهم، وأكد صباحي أن كلمات التعازي لن تفيد، ومشاعر المواساة لن تضم الجراح، والتحقيقات الوهمية لن تطفىء نيران الثأر في الصدور، فلا بد من تحقيق جاد فعلاً ، ونزيه، ومستقل، وتقديم المسئولين عن تلك الجريمة فوراً للمحاكمة والقصاص، مضيفاً أن دماء أبنائنا ليست رخيصة، ولم يعد مسموحاً بالتهاون في حقهم ودمهم وأكد على أن الثورة ستنتصر، ومصر العظيمة لن يتسلل الوهن إلى أطرافها، ولن تنسى أبطالها ومن إستشهد أو جرح من أجلها، ولن تغفل عمن تآمر عليها.