* الوكالة : قبائل الرشايدة السودانية الأكثر إمدادا للسلاح إلى قبائل السواركة في سيناء ..والرحلة تستغرق 15 يوما * مواطن من سيناء :الاعتقالات العشوائية ووعود التنمية التي لا تتحقق دفعت البدو للحصول على المزيد من السلاح سيناء- رويترز: وسط ظلام الصحراء جلس عارف.. البدوي الذي يبلغ من العمر 44 عاما.. على الأرض ليصف كيف يقوم بتهريب السلاح عبر صحراء سيناء المصرية إلى قطاع غزة في الوقت الذي وصلت فيه عربة رباعية الدفع محملة عن آخرها بالسلاح. قال الرجل إن الشحنة الأخيرة وصلت للتو من السودان. ثم قام لتحية السائق بعد أن أطفأ الأنوار الأمامية للشاحنة الذي اخترق لبرهة حجب الليلة التي غاب عنها القمر. وكشف عارف عن محتويات شحنة الأسلحة التي بدأت تلمع تحت أضواء الكشاف الذي أمسك به مساعده البدوي “هناك 80 كلاشنيكوف... سندفن هذه الشحنة في الصحراء حتى نجد مشتريا.” وقال مسئول مصري طلب عدم نشر اسمه إن تهريب السلاح من جانب القبائل البدوية خاصة عن طريق البر من السودان إلى سيناء ومنها إلى قطاع غزة يتنامى. فيما ينفي السودان أن يكون قد سمح بمرور أي شحنات من السلاح عبر أراضيه إلى أي مكان. وقال المسئولون المصريون إن التهريب مازال غير منتشر وأن البدو يملكون السلاح كجزء من ثقافتهم لكن هذه الأسلحة لا يتم الاتجار فيها على نطاق واسع. وتشير برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس إلى القلق من أن إيران ترسل السلاح إلى حركة حماس في غزة عبر السودان ومصر. وجاء في برقية من السفارة الأمريكية في القاهرة بتاريخ أبريل 2009 أن وزير الداخلية المصري حبيب العادلي كان وراء “خطوات لعرقلة تدفق الأسلحة الواردة من إيران عبر السودان وعبر مصر إلى غزة. ومن شأن اتساع هذه التجارة المربحة وازدهارها أن يهدد الاستقرار في سيناء حيث يشكو البدو من التهميش ولا يستفيدون إلا بأقل القليل من وراء السائحين الذين يتوافدون على شرم الشيخ وغيرها من المنتجعات السياحية على ساحل البحر الأحمر. وقال صفوت الزيات المحلل العسكري “سيناء تعاني من عدم التوازن الأمني... والتخلف يشعل تجارة السلاح التي تغذيها المناطق غير المستقرة في شمال غرب السودان المجاور.” وأضاف أن هناك سوقا جاهزة للسلاح الذي تهربه شبكات تهريب عبر الأنفاق إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ عام 2007. غير أن نصوص معاهدة السلام الموقعة في 1978 تكشف السبب الذي يجد المصريون من أجله صعوبة في حراسة حدودهم والحفاظ على الأمن في سيناء حيث يشتبك البدو المسلحون جيدا أحيانا مع قوات الأمن. فالمعاهدة التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين على نزع سلاح منطقة وسط سيناء والسماح لمصر بالاحتفاظ بعدد قليل من الجنود المسلحين تسليحا خفيفا للقيام بحماية الحدود التي يبلغ طولها 266 كيلومترا. وبعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 عرضت مصر زيادة عدد قواتها في سيناء إلى 3500 جندي للمساعدة في تأمين حدودها مع القطاع. لكن إسرائيل رفضت بسبب مخاوفها الأمنية. وقال الزيات “بموجب (اتفاقية) كامب ديفيد تكون سيناء منزوعة السلاح إلى حد بعيد.. ونتيجة لذلك تحدث الهفوات الأمنية التي تتعلق بتهريب البشر عبر الحدود المصرية الإسرائيلية أو وقف تهريب السلاح والمخدرات في سيناء وإلى غزة.” وتحت الضغط الإسرائيلي من أجل تأمين الحدود استخدمت الشرطة المصرية أساليب قاسية من بينها إطلاق النار مباشرة على المهاجرين بمجرد رؤيتهم. كما تبادلت القوات المصرية إطلاق النار مع المهربين من البدو الذين يقومون بتهريب المهاجرين عبر الحدود مقابل حوالي 1000 دولار للشخص. وبدأت إسرائيل في نوفمبر الماضي العمل على بناء سور بطول الحدود بينها وبين مصر بهدف وقف تدفق المهاجرين الأفارقة. ولا تتوافر أدلة قوية على ضلوع البدو في “العنف الإسلامي” على الرغم من اعتقال السلطات المصرية عامي 2004 2005 لحوالي 5000 بدوي في حملات أمنية بعد سلسلة من التفجيرات في منتجعات بالبحر الأحمر. وقال عارف مهرب السلاح الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي إن الاعتقالات العشوائية والوعود التي لا تتحقق بالفرص الاقتصادية لم تشجع البدو إلا على الحصول على المزيد من السلاح. وأضاف أن كل بدوي يملك سلاحا وأن بعض البدو استخدموا السلاح خلال الأشهر القليلة الماضية ضد قوات الأمن. وأضاف أن المهربين لا تحركهم دوافع فكرية لكن امتلاك السلاح جزء من تقاليد البدوي. بينما قال مساعده الذي طلب عدم نشر اسمه إن طريق التهريب يبدأ من كسلا في شرق السودان. وينقل المهربون السودانيون السلاح لمسافة 700 كيلومتر حتى الحدود المصرية وهناك يلتقطه بدو سيناء وينقلونه عبر الصحراء الشرقية شمالا حتى قناة السويس وهي عنق الزجاجة في مسار التهريب. وأضاف المساعد إن الرحلة تستغرق 15 يوما على الأقل وأن قبائل الرشايدة السودانية هي القبائل الأكثر إمدادا للسلاح إلى قبائل السواركة البدوية المصرية وهي إحدى قبيلتين تهيمنان على سوق السلاح في سيناء. وقال إن القبائل التي تقيم على طول خط التهريب تتولى تأمين الشحنات من نقطة إلى أخرى حيث تحصل كل قبيلة على نصيبها نقدا أو سلاحا. وتتراوح الأسلحة بين البنادق والقذائف الصاروخية وحتى المدافع المضادة للطائرات. وفي مارس 2009 ذكرت قناة “سي بي إس نيوز” التلفزيونية إن طائرة إسرائيلية قصفت قافلة لتهريب السلاح في السودان قبل شهرين مما تسبب في مقتل ما يزيد على 30 شخصا لمنع القافلة من الوصول إلى غزة. كما تشير وثائق سربها موقع ويكيليكس إلى وجود فراغ أمني في بعض مناطق سيناء. وأشار مسئول من سيناء في مذكرة في ديسمبر 2009 إلى أن: “البدو يسيطرون على وسط سيناء لأنهم مسلحون بشكل أفضل من الشرطة المصرية.” وسئل مسئول أمني رفيع آخر في القاهرة عن تقارير تجارة السلاح هناك وطلب عدم نشر اسمه أن من غير العملي أن يستخدم البدو السودان مصدرا لتهريب السلاح وقال إن مصر تسيطر بقوة على حدودها مع غزة مواضيع ذات صلة 1. مسئول بالمخابرات الإسرائيلية يتهم مصر بالتعاون مع مهربي السلاح في سيناء 2. مصدر امني :ضبط سيارتين محملتين بالأسلحة الآلية و الخفيفة في الشرقية والامن ينفي 3. أجواء الحرب تسيطر على السودان..واتهامات بين الجنوب والشمال بإشعال الصراع 4. حكومة جنوب السودان تتهم الجيش السوداني باختطاف مدنيين 5. ويكيليكس تكشف محاولات السفارة الأمريكية للعب في ملف سيناء