بعد أداء دونالد ترامب، اليمين الدستورية ليتولى رسميا رئاسة الولاياتالمتحدة، بدأ حراك عبر المحيط الأطلسي في ألمانيا وأوروبا، حيث اجتمع بعض القادة المتطرفين في محاكاة لطريقة إدارة ترامب للسلطة. القوميون ومن بينهم زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية، مارين لوبان، وجريت فيلدرز، من حزب الحرية الهولندي، من بين أولئك الذين يستعرضون قوتهم في بلدانهم. اجتماع اليمين الشعبوي وصعود الأحزاب المناهضة للاتحاد الأوروبي، والاستسلام لتولي ترامب رئاسة الولاياتالمتحدة وانتصاره غير المتوقع، ومفاجأة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في العام الماضي، من خلال استفتاء، كل هذه عوامل تؤكد أن القارة ستواجه سنة لم يسبق لها مثيل من الانتخابات التي تبلغ ذروتها في سبتمبر في ألمانيا، وفي فرنسا مع لوبان وحلفائها السياسيين، حيث يرغبون في وضع حد للوضع الراهن في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة. ومن جانبه، قال جان ايف كامو، أستاذ العلوم السياسية في المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية: اجتماع كوبلنز هو علامة على أن القومية والأحزاب الشعبية تطرح نفسها في أوروبا باعتبارها البديل الموجود في الساحة الحالية، ويضيف: الأحزاب الشعبوية تعتقد أن فوز ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لحظتان تعززان دورها، وأنه قد حان وقت الظهور. لوبان، هي الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بعد استطلاع للرأي نشر هذا الأسبوع، في حين أن فيلدرز المعادي للإسلام والاتحاد الأووروبي، قد يفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية الهولندية في 15 مارس المقبل، ومن المرجح أن كليهما بجانب فروك بيتري، الزعيم الألماني المعارض لليورو، ومايو سالفيني، الأمين العام للحزب التجمع الشمالي في ايطاليا، يجتمعون لنصرة اليمين الشعبوي في أوروبا. وقالت لوبان، في مقابلة مع راديو كلاسيك: الهدف من كوبلنز هو تقرير معالم مستقبل أوروبا وسيادتها وحريتها، ليحل محل المسخ الحالي وهو الاتحاد الأوروبي، وأضافت: ما يوحدنا هو رفض التهاون في مسالة الاتحاد الأوروبي، وترك الحدود مفتوحة أمام المهاجرين والواردات. كانت المخاطر السياسية والسوق وتشكيلة الانتخابات الأوروبية هي الموضوع الرئيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام في دافوس، سويسرا. وفي هذا السياق، قال جي بي مورجان تشيس، الرئيس التنفيذي لشركة جيمي ديمون، في مقابلة مع بلومبرج: أملت في أن يدرس زعماء الاتحاد الأوروبي ما تسبب في خروج المملكة المتحدة، ومن ثم معالجة الأمر وإحداث التغيير، مؤكدا أنه على هذا النحو قد لا تبقى منطقة اليورو على قيد الحياة. تشير الاستطلاعات إلى أن لوبان، ابنة مؤسس الجبهة الوطنية، جان ماري لوبان، هي في الصدارة، وذلك قبل الجولة الأولى من الانتخابات المقررة في 23 أبريل، ولكن حتى الآن لا يوجد استطلاع يشير إلى أنها قد تفوز في جولة الإعادة يوم 7 مايو. حصلت لوبان على نسبة 25% من الدعم، أما فرانسوا فيون، المرشح الجمهوري فحصل على نسبة 23%، وفقا لاستطلاع قامت به صحيفة لومند. وفي هولندا، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب فيلدز قد يحصل على ما بين 29 و34 مقعدا من أصل 150 مقعدا في البرلمان، ومع ذلك، فحظوظه في أن يصبح رئيسا للوزراء محدودة، خاصة بعد إنهاء التحالف مع حزب الحرية، فيما تترشح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من الحزب الديمقراطي المسيحي، والتي تقود أكبر اقتصاد في أوروبا لأكثر من 11 عاما، تترشح لولاية رابعة كمستشارة لألمانيا في سبتمبر. بلومبيرج