تشير استطلاعات الخروج في الانتخابات الهولندية الى تفوق احزاب الوسط المؤيدة لاوروبا بينما مني حزب الحرية الشعبوي بخسائر كبيرة. ومن المتوقع ان يحصل حزب "في في دي" الذي تزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك رات بمقعد واحد اكثر من حزب العمال، وهو حزب ليسار الوسط يتزعمه ديدريك سامسوم.
تحليل: ماثيو برايس - بي بي سي
هيمن السياسي القومي ذو الشعر الاشقر المميز خيرت فيلدرز على المشهد السياسي في هولندا منذ عدة سنوات. وحاول فيلدرز، الذي نال شهرة بسبب مواقفه المعادية للاسلام، اجتذاب الناخبين في الانتخابات الاخيرة بالدعوة لابطال عضوية هولندا في الاتحاد الاوروبي.
ولكن في النهاية، عاد الهولنديون، وهم شعب يتسم بالواقعية، الى النط الذي اشتهروا به. فقد رفضوا باغلبية كبيرة فيلدرز وغيره من الاصوات المعادية لاوروبا وصوتوا باعداد كبيرة للحزبين الوسطيين الرئيسيين اللذان فازا بما يكفي من الاصوات تمكنهما من تشكيل ائتلاف حاكم اذا شاءا ذلك.
وشكلت نتيجة الانتخابات الهولندية اضافة ليوم جيد بالنسبة للعملة الاوروبية الموحدة اليورو، حيث كان القضاء الالماني قد دحض في وقت سابق اعتراضا على دستورية برنامج انقاذ اليورو، كما ازيح الستار عن برنامج لتوحيد قطاع المصارف الاوروبي.
ومن المرجح ان يفوز الحزبان بمقاعد اكثر من العدد الذي توقعته استطلاعات الرأي.
ووفقا لاستطلاعات الخروج التي اجرتها شبكة "نوس" الهولندية فإن "في في دي" سيحصل على 41 من اجمالي 150 مقعدا في البرلمان مقابل 40 مقعدا لحزب العمال.
ويمكن للحزبين تشكيل حكومة ائتلافية ولكن زعيميهما استبعدا هذا الاحتمال اثناء الحملة الانتخابية.
وتشير توقعات الخروج ايضا الى ان حزب الحرية الذي يتزعمه خيرت فيلدرز سيفقد 11 مقعدا من ال 23 مقعدا التي يسطير عليها. ويتوقع ان يحصل الحزب الاشتراكي على المركز الرابع ب 15 مقعدا، وهي نفس النتيجة التي حصل عليها في انتخابات 2010.
وتعهد رات في حملتها لانتخابية بخفض العجز في الموازنة في هولندا وتنشيط الاقتصاد بالاستثمار في البنية التحتية بينما تعهد سامسوم بخلق فرص عمل جديدة.
وقال سامسوم إن دول الاتحاد الاوروبي يجب ان تتعاون بشأن الازمة الاقتصادية ورفض فكرة ان هولندا تخضع لتوجيهات فرنسا او المانيا في موقفها ازاء منطقة اليورو.
وينظر إلى توجه سامسوم إلى انه تأييد لموقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يريد زيادة الانفاق وزيادة الضرائب المفروضة على الاغنياء.
وتتقارب سياسات رات مع خطط المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي تتركز على الالتزام بخطط التقشف الاقتصادي التي تهدف إلى خفض العجز في الموازنة.
ويقول محللون إن نتيجة الانتخابات في هولندا ستكون هامة لحملة ألمانيا للانضباط المالي في منطقة اليورو.
وجاءت الانتخابات بعد ان سحب حزب الحرية تأييده للخفض في الموازنة الذي اقترحه رات منذ ستة اشهر.