بعد مرور أسبوعين فقط على بدء العام الجديد، أطل «زيكا» برأسه القبيح مجددا، من بوابة أنجولا، بعدما اعتقد كثيرون أن عام 2016 أغلق الباب على الفيروس الخطير. قال موقع فورين بوليسي، إن السلطات في أنجولا أعلنت يوم الأربعاء الماضي، عن أسماء مصابين بفيروس زيكا الوبائي، ليزيد من معاناة البلد الإفريقي الذي مازال يتعافى من الكوليرا ووباء الحمى الصفراء، اللذين أوديا بحياة المئات، وذكراهما المشؤومة عالقة في الأذهان، حتى طل «زيكا» برأسه على نظاق واسع. وأوضح وزير الصحة الأنجولي، خوسيه جوميز سامبو: «قبل شهرين، لم يكن لدينا أي حالة للمرض، لكن اليوم لدينا حالتين لزيكا، وعلينا اتخاذ تدابير الوقاية، خاصة في الحرب ضد الباعوض الناقل للمرض"، بحسب «فورين بوليسي». وأضاف الموقع أنه رغم اكتشاف حالتين للمرض، إلا أن مسؤولي الصحة في البلد الإفريقي لم يتخذوا أي إجراءات، وتعمل منظمة الصحة العالمية بشكل جدي مع الحكومة الأنجولية لمراقبة المرض والتحقيق في أي حالات جديدة قد تحمل زيكا، خاضة بعد تفشي الإيبولا في غرب إفريقيا عام 2014. وتابع «فورين بوليسي» أن هناك سببا لتفشي المرض في أنجولا، حيث الكثافة وضعف البنية التحتية، والأرض المهيأة لتفشي المرض، ويمكن ل"زيكا" أن ينتقل كالنار في الهشيم إذا ترك دون احتواء، والمشكلة الأكبر التي تواجه المنطقة أن سلالة فيروس زيكا الجديدة المنتشرة، يبدو أنها أكثر ضراوة عما شهدناها في الماضي، ما يجعل القلق يزداد في أنجولا. وأكد الموقع أن دراسة أجريت في سبتمبر 2016، أوضحت أن هناك أكثر من 2 مليار شخص في آسيا وإفريقيا يمكن أن يكونوا عرضة لخطر الإصابة بفيروس زيكا، بخاصة في القارة السمراء جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا؛ لأن العديد من الدول في المنطقة لديها ضعف في النظم الصحية، بما فيها أنجولا، ما يجعل من الصعب على الدول النامية مقاومة التفشي في الوقت المناسب. واستطرد «فورين بوليسي»: «زيكا ليس النضال الوحيد الذي يواجه القطاع الصحي المحاصر في أنجولا، بل هناك مشاكل كبيرة في التمويل؛ ففي مارس من العام الماضي، التهمت أنجولا الإنفاق العام بعد انخفاض أسعار النفط العالمية، خاصة أنها واحدة من أكبر الدول النفطية في إفريقيا، وتعتمد عليه بنسبة 95 % من الإيرادات الحكومية، واستهدفت تخفيضات الإنفاق الخدمات الحكومية الحيوية مثل المياه والصرف الصحي والصحة، المرجح أن تفاقم تفشي المرض». وقبل اكتشاف حالات جديدة لفيروس زيكا في أنجولا، هناك 69 بلدا وإقليما في جميع أنحاء العالم، انتشر فيها الفيروس منذ بدء ظهوره عام 2015، وتقول منظمة الصحة العالمية، إن معظم الحالات المصابة في أمريكاالجنوبية والوسطى، تم الإبلاغ عنها، ومن البلدان الإفريقية الأخرى التي انتشر فيها المرض قبل أنجولا، الرأس الأخضر وغينيا بيساو. وزيكا ليس جديدا على القارة الإفريقية، بل تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في أوغندا عام 1947، وينتشر الفيروس أساسا عن طريق الباعوض، ويمكن أن يسبب أعراضا شبيهة بأعراض الأنفلونزا، ويسبب تشوهات خلقية للنساء الحوامل المصابات، وسجلت منظمة الصحة العالمية حوالي 2300 حالة لعيوب خلقية، مثل صغر الرأس وغيرها.