بعد يومين فقط من الانتخابات الأمريكية، ظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بجانب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وأعلن للمرة الأولى، وفي أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، أنه يضمن الانتقال السلس للسلطة. ولكن ما لم يقله أوباما، إنه يهدف أيضا إلى إقرار العديد من السياسات التي ستكون كالصخرة في طريق ترامب، حين يتولى المنصب الرئاسي بشكل رسمي في 20 يناير المقبل، وقبل 3 أسابيع من مغادرته البيت الأبيض، يجعل أوباما أولويات الحكومة المقبلة مختلفة، فهو يستخدم كل قوة تحت تصرفه لتكريس أوضاع صعبة. أوباما حظَر التنقيب عن النفط قبالة ساحل المحيط الأطلسي، ومول عيادات تنظيم الأسرة، وأمر بنقل المعتقلين من غوانتانامو، وانتقد بناء المستوطنات الإسرائيلية، وعاقب روسيا لتدخلها في الانتخابات الأخيرة من خلال الهجمات الإليكترونية. قد يكون الرئيس المقبل قادرا على دحر بعض المشكلات أو معظمها، ولكن كل خطوة يأخذها أوباما تتطلب من ترامب تخطيها والتغلب على آثارها. يواصل أوباما ملء صفوف الحكومة بمن عينهم بنفسه منذ يوم الانتخابات، حيث قال إنه عين 103 شخصا في المناصب العليا في الخدمة المدنية، والمجالس واللجان الرئيسية والرقابية، بما في ذلك المجلس الوطني المعني بالإعاقة، ومجالس الزوار في الأكاديميات البحرية. يحاول أوباما تحرير مرتكبي جرائم المخدرات اللاعنفيين من السجون الاتحادية، ففي الأسابيع القليلة الماضية، عفى عن 78 متهما، ويوم الأربعاء، أكد أنه سيجتمع مع المشرعين الديمقراطيين لمناقشة سبل حماية قانون الرعاية بأسعار معقولة، بهدف تصعيب الطريق على ترامب وإدارته. يرى العديد من المحافظين أن أوباما يتصرف بدافع الحقد، حيث قال نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق: "إنه يفعل كل هذه الأشياء وفقا لأرثه، وخلال أسابيع الثلاثة المقبلة، حال استمر في هذه السياسة، سيبدأ الأمريكيون بالتفكير من هو المتطرف، أوباما أو ترامب؟". يلاحظ العديد من المساعدين في البيت الأبيض أن الكثير من تصرفات أوباما غير واضحة بشكل أكبر من تصرفاته خلال فترة الانتخابات الرئاسية، وهو يكسر المنهج الأيديولوجي الذي يتبعه خلال السنوات الثمان التي شغلها في منصبه. كل ما يفعله أوباما يهدف إلى الضغط على الرئيس الجديد، لتصبح مهمة ترامب أصعب، ولكن بعض حلفاء أوباما الليبراليين يهللون لما يفعله، بل يشجعونه على فعل أكثر من ذلك. وفي هذا السياق، يقول مات بينيت، نائب الرئيس الأول في مركو ثرد واي، وهو مركز ليبرالي مستقل: "الجمهوريون يحترقون بسبب الأفعال المفاجئة لأوباما واستخدامه الكثير من سلطته"، مضيفا: "هم لا يحبون ما يفعله، ولكنه يسير في طريقه ويستمر في هذه الأفعال، فهو يحاول أن يضع ترامب في صندوق محكم الغلق". أفعال أوباما لم تمر دون ملاحظة الجمهوريين وترامب والأشخاص الذين يعملون بشكل محموم لتشكيل الإدارة الجديدة. نيويورك تايمز