يعاني مسجد أبو الريش التصدع جراء إهمال وزارة الأوقاف له. ويمثل واحدًا من أقدم وأكبر المساجد التاريخية بمدينة دمنهور، حيث يوجد به مقام العارف بالله عطية أبو الريش، الذى يحمل المسجد اسمه، والكائن في أحد أكبر أحياء مدينة دمنهور، وهو حي "أبو الريش". ولا يتوقف زوار أبو الريش عن التوافد إلى مقامه طوال العام، ويزيد الإقبال في مولده الذي يقام فى نهاية كل عام. ولد العارف بالله عطية عز الدين بن يحيى الملقب ب "أبو الريش" عام 311 هجرية بأرض الحجاز، وتوفي عام 381 هجرية، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه والسيدة فاطمة بنت رسول الله. تزوج ابنة ملك اليمن، وأنجب منها 5 أبناء، أكبرهم سيدي قضيب المدفون مع والده في مسجده. هاجر أبو الريش من الحجاز إلى مصر؛ ليستقر بها، وتعلم على أيدي كبار العلماء في عصره، وأعطاه الله كرامات متعددة، ومنها قدرته على ترويض الوحوش والطيور التي كانت تأنس به، ويقال إنه لقب ب "أبو الريش"؛ لأنه كان يتخذ من ريش الطيور فراشًا له، وإنه كان يفهم لغة الطيور، ويحاورها. وقال إبراهيم محفوظ، أحد رموز الطرق الصوفية بدمنهور، إن مسجد أبو الريش الذي يعد قبلة كل الصوفيين بمصر يعانى من تصدع الجزء الذي يقع به مقام العارف بالله، مشددًا على أنه لا يليق بمسجد له هذه الأهمية التاريخية والدينية أن يصبح حال المسجد هكذا، مطالبًا وزارة الأوقاف بالتدخل لإنقاذ المقام من الانهيار. وأشار إلى أن كثيرًا من أهالي الحي ومريدي الإمام يشعرون أن هناك تعمدًا في إهمال المسجد طوال تلك السنوات قائلًا "رغم أن بعض الظن إثم، إلا أن الشواهد تؤدي إلى تلك النتيجة للأسف"، مؤكدًا: "جميعنا نتمنى أن تثبت خطأ ظننا". ومن جانبه قال حسن الحسيني، عضو مجلس إدارة المسجد إن المقام يعاني منذ سنوات من الإهمال الذي أدى الى تصدع سقفه، كما تصدعت دورات المياه، وتمكن مجلس الإدارة من ترميمها بالجهود الذاتية، بينما ننتظر توفير موارد من التبرعات لترميم المقام، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف لا تصرف على المسجد، ولا تقدم أي دعم على الإطلاق، رغم أنها تقوم بتحصيل مبالغ صندوق النذور وقيمة التبرعات من جلود الأضاحي، وكل دخل المسجد يتم توريده بإيصالات رسمية للأوقاف. وأضاف الحسيني أن مجلس الإدارة كان قد تقدم بمذكرة رسمية لمديرية الأوقاف؛ للمساهمة في ترميم الأجزاء المتصدعة من المسجد، إلا أنها لم ترد، ولم تبدِ أي استجابة. يذكر أن مدينة دمنهور كانت قد شهدت خلال سنوات حكم الإخوان نفوذًا واضحًا من جانب التيارات السلفية التي طالبت بوقف مولد أبو الريش ونقل المقام خارج المسجد إلى مقابر المدينة، وأثارت تلك الحملة غضب سكان الحي الذين أعلنوا تصديهم لأي خطوة من هذا القبيل.