قال موقع هيسبريس أن برلمانيي إفريقيا يؤيدون مبادرة الملك محمد السادس من أجل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وجاء ذلك خلال اختتام أشغال المؤتمر ال39 لرؤساء الجمعيات الوطنية للاتحاد البرلماني الإفريقي بالرباط، واعتبروا أن عودة المملكة إلى أسرتها المؤسساتية الإفريقية أمر ضروري حتى تكون القارة موحدة ومزدهرة. وأضاف الموقع أن عودة المغرب إلى صفوف الاتحاد الإفريقي تمثل قوة له، بعد الإصلاحات التي أطلقتها المملكة لتعزيز النمو والديمقراطية في البلاد، ما يجعل الاتحاد البرلماني الإفريقي يولي أهمية كبرى للمغرب، خاصة أن المملكة اهتمت مؤخرا بالانخراط في مشكلات القارة كالتنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب ومشاركة المواطنين، لاسيما الشباب في النهوض بالديمقراطية. انتهاء القطيعة قررت المغرب إعادة تفعيل عضويتها في الاتحاد الإفريقي بعدما ظلت معلقة منذ عام 1984؛ إثر انسحابها احتجاجا على ضم الاتحاد لجمهورية الصحراء الغربية عضوًا في الهيئة، الأمر الذي أثار غضب الملك الراحل الحسن الثاني، لكن الملك الحالي محمد السادس، عاد إلى الظروف التي أحاطت بالانسحاب، وشرح في رسالة وجهها إلى رئيس الاتحاد عشية انعقاد قمة الاتحاد في العاصمة الرواندية كيغالي، دواعي انسحاب المغرب من الاتحاد "منظمة الوحدة الإفريقية سابقا"، مؤكدا أن المملكة، تفاديا للانقسام، اتخذت القرار المؤلم بالانسحاب بعد الانقلاب على الشرعية الدولية، وفرض أمر واقع لا أخلاقي، بحسب تعبيره. وشدد العاهل المغربي على أن المملكة تريد العودة إلى كنف عائلتها المؤسسية ومواصلة تحمل مسؤولياتها بحماس واقتناع، مضيفا أن قرار العودة تم اتخاذه بعد تفكير عميق وبدعم من القوى الفاعلة في المملكة كافة. ويرجح مراقبون أن الإجراءات المرتبطة بقرار عودة المغرب للاتحاد الإفريقي لم تكن وليدة اللحظة، بل تم التحضير لها منذ سنوات داخل المغرب وخارجها بمشاركة دول مهمة في القارة الإفريقية، مثل السنغال وساحل العاج والجابون. ورغم أن رسالة العاهل المغربي التي طالب فيها بالعودة إلى الاتحاد، لم تشترط تعليق عضوية الصحراء الغربية، فإن مقترحا تم تداوله داخل أروقة الاتحاد يساند عودة المغرب وطرد البوليساريو، ووقعت على المقترح حتى الآن اثنتين وعشرين دولة عضوا في الاتحاد الإفريقي، أعربت عن استعدادها للضغط من أجل قبوله. أهداف العودة ويثير القرار المغربي المفاجئ بالعودة إلى الاتحاد، رغم أن موقفه من قضية الصحراء لم يتغير، العديد من التساؤلات حول دلالات عودة المغرب في هذا التوقيت، ومن الواضح أن الرباط تسعى لاستغلال ثقلها الاقتصادي والثقافي في القارة الإفريقية من أجل دعم مقترحها للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وهو أمر لن يكون متاحا إلا إذا تم وضع حد لسياسة المقعد الفارغ التي لم تجد نفعا، بل أضعفت الموقف المغربي الذي أخلى ساحة الدبلوماسية الإفريقية لخصومه. وسينتهج المغرب سياسة العمل من الداخل لتعزيز موقفه داخل الاتحاد، كما أشار إلى ذلك العاهل المغربي في رسالته عندما قال إن "علاج الجسم المريض من الداخل سيكون أكثر نجاحا من علاجه من الخارج"، وهو الخيار الذي يرجحه معهد "آماديوس" للأبحاث والسياسات في الرباط في مقال منشور على موقعه الإلكتروني، حيث يرى أن مواجهة جبهة البوليساريو من داخل هيئة الاتحاد الإفريقي ستكون أسهل من مجابهتها خارجه.