بعد ليلة درامية (الأربعاء الماضي) في ثاني أيام شهر نوفمبر كانت الساحة خالية تماما لمؤيدي الرئيس للحديث عن إنجازه في ضرب العملة الخضراء في مقتل حتى تهاوت إلى 11 جنيهاً, ومبالغتهم التي وصلت إلى أن قال بعضهم أن الدولار سيصل الأيام القادمة إلى سابق عهده، ولن يزيد عن 7 جنيهات ومعها تنخفض أسعار السلع بشكل كبير, لم يمر سوى الليل وفي صباح الخميس لم نجدهم على الساحة ربما ذهبوا إلى نفس المكان الذي وصل إليه الجنيه. الإشادة التي ظلوا يتغنون بها طوال الليل ذابت مع أول خيط من نور الشمس, حتى أن اختفائهم أصبح أكبر بعد حلول المساء بعد قرارات رفع الدعم عن المواد البترولية, حتى أن بعضهم خرج ليتحدث بثوب المعارضة وأن ارتفاع الأسعار مجدداً لن يستطيع أحد تحمله, أما اللجان الإلكترونية فالتزمت الصمت يوم كامل لا أكثر ثم خرجت لتبرر كعادتها دون أي سند سوى التخوين والتشهير بكل معارض. بعد مرور ثلاثة أيام وضح أن الأمر خرج من أيدي المسيطرين عن اللجان الإلكترونية ورأينا تسريبات من داخل مجموعات عملهم عن المتحكمين فيهم وطريقة الإدارة, ووصل الأمر إلى أن أحد المديرين للمجموعات عنف أعضاء لجنته لحديثهم المتكرر عن غلاء المعيشة وطالبهم أن يكون رأيهم داخل المجموعة لا خارجها. إذا عاد الزمن للوراء 4 سنوات فقط لا أكثر وإن كانت ذاكرتنا حاضرة, ستطلعنا على ما قمنا به مع مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي, والكل يعرف أن هناك مصطلح أصبح لا يفارقهم بسبب تأييدهم المطلق دون تفكير لقرارات رئيسهم, فماذا عن من يوجه الناس للهجوم على أشخاص بعينهم الآن وتأييد قرارات هم أنفسهم متضررين من إصدارها, وتتعارض مع مصالحهم الشخصية وحياتهم اليومية بشكل كبير. يبدو أن الأمر الآن أصبح غير طبيعي فكيف لمجموعة ترى أنها يمكنها التحكم في ملايين المواطنين الذي يشعرون بتأثير السياسة الاقتصادية عليهم بشكل مباشر وأن باستطاعتهم ترويض شعب كامل بأحاديث لا تمت للواقع بصلة, وتوجيهم لتأييد قرارات هم بالأساس ضدها حتى وإن كانوا لا يعوا بخطورتها الكاملة الآن. إذا تخلى مؤيدو الرئيس ومحركيهم عن العالم الافتراضي لمدة ساعة واحدة فقط, ونزلوا إلى الشوارع والمواصلات العامة ليروا حجم التذمر الذي ساد المجتمع , والغضب المكتوم الذي عانيه المواطن بعد غلاء كل احتياجاته الأساسية, ولو رأوا كيف أصبحت الشوارع هادئة بعض الشيء ليس لإصلاح الوضع المروري لسمح الله ولكن لتخلي عدد كبير عن سيارتهم بسبب ارتفاع سعر الوقود, لصمتوا إلى الأبد إن كانوا يشعرون كما يشعر بنو الإنسان , ولحسن حظهم أنهم يتحدثون من وراء شاشات لا يراهم أحد وإلا كان وضعهم الآن غير محمود. الوقت الحالي بالفعل مؤيدي الرئيس لم يعدوا كما كان, من كان يرجو منه خير وقام بتأييده من أجل الاستقرار وخلافه قد ذهب عنه بل راجعه وأعرف منهم كثير في محيطي , وأما أصحاب المصالح الشخصية من أمثال مديري اللجان الالكترونية فهم سيظلوا على تأييدهم حتى لو تغير الرئيس نفسه. الآن في انتظار الهجوم الذي سأناله أنا وأهلي وكل من يعرفني, لا لأني خائن ولكن كذلك في نظرهم , حتى وإن كانوا لا يؤمنوا بذلك فسيفعلون كما اعتادوا فهي هوايتهم.