مصطفى بكري: تعديل وزاري يشمل 15 منصبًا قريبا .. وحركة المحافظين على الأبواب    خلال 24 ساعة.. إزالة 8 حالات تعدي على الأراضي الزراعية وبناء مخالف بالغربية    التنمية المحلية: انتهاء كافة الاستعدادات لانطلاق الموجة الأخيرة لإزالة التعديات    محافظ قنا: بدء استصلاح وزراعة 400 فدان جديد بفول الصويا    «القومي للمرأة» ينظم عرض أزياء لحرفة التلي.. 24 قطعة متنوعة    القوات الأوكرانية تسقط 4 طائرات مسيرة روسية في أوديسا    الأمم المتحدة: تقارير تشير لانتشار الأوبئة والأمراض بين الفلسطينيين في غزة    «التحالف الوطني» بالقليوبية يشارك في المرحلة ال6 من قوافل المساعدات لغزة    استشهاد امرأة فلسطينية إثر قصف طائرات إسرائيلية لرفح    «الجنائية الدولية» تنفي ل«الوطن» صدور مذكرة اعتقال بحق نتنياهو    كيف يعالج جوميز أزمة الظهيرين بالزمالك أمام دريمز بالكونفدرالية ؟    «ليفركوزن» عملاق أوروبي جديد يحلق من بعيد.. لقب تاريخي ورقم قياسي    مرموش يسجل في فوز آينتراخت على أوجسبورج بالدوري الألماني    عاجل.. مفاجأة في تقرير إبراهيم نور الدين لمباراة الأهلي والزمالك    البحث عن مجرم مزق جسد "أحمد" بشبرا الخيمة والنيابة تصرح بدفنه    أحمد فايق يخصص حلقات مراجعة نهائية لطلاب الثانوية العامة (فيديو)    فيديوجراف| صلاح السعدني.. وداعًا العمدة سليمان غانم    تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة صلاح السعدني.. مات على سريره داخل منزله    أسرع طريقة لعمل الشيبسي في المنزل.. إليك سر القرمشة    حصل على بطاقة صفراء ثانية ولم يطرد.. مارتينيز يثير الجدل في موقعه ليل    افتتاح المؤتمر الدولي الثامن للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان    محافظة الجيزة: قطع المياه عن منطقة منشية البكاري 6 ساعات    وزارة الهجرة تطلق فيلم "حلقة وصل" في إطار المبادرة الرئاسية "أتكلم عربي"    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    مهرجان كان السينمائي يكشف عن ملصق النسخة 77    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    ألونسو: مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ ستكون مثيرة    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شخصيات صنعت 2013

شخصيات صنعت الأحداث فى 2013 .. خلال عام انقضى صالوا وجالوا بين أيامه .. جابوا أركانه بحلوه ومره .. منهم من صعد إلى عنان السماء شهرة وفعلا وقولا .. فيما هبط آخرون إلى أدنى درجات الشعبية بل وفقدوا كل ما صنعوه خلال عقود .. شعب لم يمهل حاكمه حتى يعيث فى مصر فسادا .. ووطن انحاز لشعبه وجيش اختار دعمه فى مواجهة محاولات تخريب وإفساد .. جماعة حكمت فقتلت وأرهبت .. وجيش حمى .. وشخصيات واجهت وشخصيات صنعت الأحداث وتقدمت الصفوف .. وأخرى توارت عن الأنظار دون سبب لكنها صنعت الفارق حتى وإن لم تكن فى وجه المدفع .. انسحاب وانهزام ونصر وثورة .. دماء وإرهاب وحرب على التطرف .. مواقف نادرة ضاحكة وشهور باكية دامية .. عاشها المصريون بكل تفاصيلها لكنهم لا ينسون من صنع الفارق فى حياتهم سلبا وإيجابا .. لا يتركون الفرصة لتقييم عام مضى ولا يحاولون تجاهل ما دار فيه .. الصباح رصدت أهم الأشخاص الذين صنعوا هذا العام بأحداثه .. بحثت فى ملفاتهم .. دارت حول أسرارهم لتكتب عنهم وتبرز أهم معالم حياتهم وصفاتهم وتعود بقارئها إلى تاريخهم لعلها تفتح الباب لاستكشاف أسباب اتخاذ قرار معين أو توضح حقيقة موقف بعينه ..

-الاهم في 2013 السيسى .. الداهية الطيب
الإخوان حاولوا أن يصوروه فى صورة شيطان والملايين من محبيه يتعاملون معه على أنه مرسل من السماء لإنقاذ مصر
فى الحقيقة هو ليس شيطانا ولا ملاكا.. هو إنسان ناداه قدره فاستجاب.
كان بإمكانه أن يكتفى بما حققه فى ظل الإخوان أو بما فرضه على الإخوان، كان وزير دفاع مصر وسلطاته واسعة.. والإخوان ورئيسهم لا يستطيعون إيذاءه وإن أرادوا.
شىء ما دفعه لأن يستجيب لنداء القدر، يدخل كتاب التاريخ، يكتب لنفسه نهاية مختلفة ويسير فى طريق محفوف بالمخاطر.. هو عقلانى وعاطفى.. داهية وطيب.. صوفى ورجل مخابرات فى نفس الوقت.. مصر بعده ليست كمصر قبله.. ولا هو بعد 30 يونيه هو نفسه قبلها وإن أراد.. التاريخ لا يعود للوراء.. يحب مصر بلاشك ولكن على طريقته، يريدها قوية مستقرة.. هادئة.. يعرف أنه لابد أن يستخلصها من يد الإخوان ثم ينطلق بها، يفتح كتاب التاريخ على الأبواب التى تروى حكاية محمد على.. يقرأ ويفكر.. يفتح مرة أخرى على حكاية جمال عبدالناصر يقرأ.. ويحلم ويقدم ثم يحجم، يقرر ولا يعلن ثم يعلن أنه لم يقرر.
هو محتار وحيرته بشرية.. لكنه لن يختار سوى ما هو مكتوب عليه وعلينا.. مثل كل الأبطال التراجيديين، تتفاوت صورته باختلاف زاوية النظر إليه.. الإخوان لا يحلمون بشىء بقدر حلمهم بأن ينجحوا فى اغتياله ماديا أو معنويا.
المهم أن يطالوه بأذى.. محبوه يرونه جزءا من أسطورة أقرب لبطل فيلم القلب الشجاع الذى يبيعه حلفاؤه لأعدائه.. العارفون ببواطن الأمور يعرفون أن الأعداء المصطفين فى معسكره أخطر بكثير من أولئك الذين يرفعون راية العداء الصريح والواضح.. يملك كاريزما عبدالناصر ودهاء السادات.. والإعلان عن جمعه بين العنصرين يبدو ضروريا حتى تهدأ فوبيا عبدالناصر لدى الخائفين منه.
هو بالتأكيد أهم شخصية فى 2013 ليس فى مصر فقط.. ولكن على مستوى الشرق الأوسط إذا ما حسبنا تأثير ما حدث فى مصر على المنطقة والعالم.
كثير من المصريين يريدون أن يروه رئيسا لمصر.. وعدد أقل يريدون أن يروه وزيرا للدفاع وعدد آخر لا يريدون أن يروه حيا من الأساس.
-عزله الشعب فى 30 يونيو لعدم قدرته على حكم البلاد محمد مرسى العياط .. الرئيس المعزول بأمر الناس
إحنا بنمص الصدمة، كان هذا تعليق محمد محمد مرسى عيسى العياط مسئول ملف الرئاسة فى مكتب الارشاد - رئيس الجمهورية المعزول - على كل كبوات جماعة البنا، و ردًا على المطالب الشعبية بإسقاط حكم المرشد « الإخوان جلدهم تخين»، و «مصر غير قابلة للانضغاط» فى محاولة لمعاداة بعض دول مجلس التعاون الخليجى، وعن الإرهاب تمنى «سلامة الخاطفين والمخطوفين»، وعن مدى درايته بشئون البلاد كان يعرف جيدًا «مين بيقول إيه وفين وعشان إيه»، ووصف قوى المعارضة بالقرود عندما قال «القرد لو مات القرداتى يشتغل إيه؟؟!»، وعلى المستوى السياسى لم يقف كثيرًا أمام كارهى جماعته «الثعابين» على حد قوله عندما قال «أمد إيدى هنا ألاقى تعابين، أمدها هناك ألاقى عقارب»، وعن مشروع النهضة الوهمى بناءً على تصريحات سابقة من نائب مرشده «خيرت الشاطر» كان المعزول يعرف جيدًا «أن مشروع النهضة له جناحان ومؤخره كى يتسنى له الهبوط بسلام»، بالإضافة إلى إنجازاته فى مجال الزراعة «القمح مش محتاج صوامع .. القمح محتاج صوامع»، و أدواره فى إنقاذ الأمن القومى لمصر -الدولة- علم «الجهبز » مرسى «المعزول » حاليًا بوجود «ثلاثة أو أربعة صوابع بيلعبوا فى البلد » هدد قائلًا: «اللى ها يحط صباعه فى مصر ها أقطعه» هكذا كان ينظر الإخوان للأنثى المغتصبة بواسطة مدعى الإسلام بغض النظر عن تحريمه الزنى، المعزول مرسى لم يهمل أبدا دور المرأة فى شهور حكمه فطالما أكد لنا «احترامه للمرأة بجميع أنواعها»، وحذر جهاز الشرطة المتواطؤ ضد نظامه من «الحارة المزنوقة»، وفى مجال الرياضة وضع أول خطة فى التاريخ حتى الآن لا تعترف بها الفيفا وهى خطة «43765»، وعن محاولات بعض القوى إحباط مشروع الخلافة الإخوانى أكد علمه بكل ما يحدث من حوله، وأن سبب أزمة الكهرباء «الولد اللى بياخد 20 جنيه عشان ينزل السكينة»، وعن انتقال السلمى للسلطة وإجراء الانتخابات البرلمانية أكد المعزول « عاشور بتاع الحزب الوطنى بيأجر بلطجية » .
زواج سياسى باطل
شهد مطلع عام 2013 أبرز حالات الزواج السياسى والأولى من نوعها بين جماعة الاخوان المسلمين ومجلس طنطاوى العسكرى بمباركة نصف الشعب وشهادة الشهود الذين أعلنوا أن زواج جماعة الإخوان المسلمين من السلطه «باطل» .
ليطل علينا بوجهه البشوش بملامح تخفى شخصية كرتونية لا تعرف شيئًا عن الحكم سوى السمع والطاعة، ليصل محمد محمد مرسى عيسى العياط إلى مقعد الرئاسة ليلقى خطابًا حماسيًا فى ميدان التحرير وسط احتفالات عمت ميدان التحرير وميادين أخرى لفوز ما رأى البعض أنه مرشح الثورة بديلًا لشفيق الذى أجمعت القوى السياسية وقتها أنه وجه جديد لنظام مبارك العجوز .
خطا مرسى على طريق مشروع مغاير لمشروع النهضة الذى استخدم فى الترويج، وبعد مرور مائة يوم دون تنفيذ أى وعود، لتأتى جمعة الحساب فى الحادى عشر من أكتوبر 2012، وتشكل أول مواجهة دامية بين مؤيديه ومعارضيه، ويظهر بوضوح انفصال الإخوان المسلمين والقوى الإسلامية بشكل نهائى عن قوى الثورة التى زاملتها فى الأيام الأولى خلال اللقاء الذى سمى باتفاقية « فيرمونت» الشهيرة والتى تعهد خلالها مرسى بالقصاص لدماء شهداء 25 يناير وتحقيق أهداف ومبادئ الثورة على أن يكون الحكم «مشاركة لا مغالبة».
جماعة عانت الرفض
فى تلك الجمعة الباردة من شهر أكتوبر، قررت جماعة الإخوان المسلمين مزاحمة المتظاهرين المعارضين فى ذات مساحة تظاهرهم احتجاجًا على فشل الرئيس مرسى فى الوفاء بخطة المائة يوم الأولى لحكمه، والتظاهر فى المقابل تأييدًا للرئيس، مما أدى لاشتباكات دامية استمرت لعدة ساعات وانتهت بانسحاب الجماعة من الميدان ودعوتها للتظاهر فى مليونية بميدان نهضة مصر تأييدًا للرئيس، واستخدام لفظ الشريعة للمرة الأولى فى المليونيات التى توالت تأييدًا لمرسى طوال الأشهر التالية.
وعندما خرج الرئيس المعزول بخطاب لمؤيديه أمام الاتحادية قائلًا «أهلى وعشيرتى صارت تلك الجملة علامة على فترة حكمه القصيرة التى انتهت بعزله، والتى رسخ بحسب رؤية معارضيه ومنظرين وباحثين غربيين لحكم دولة بحجم مصر لصالح فرقة واحدة من المقيمين على أرضها.

توالى مسلسل تراجع الشعبية السريع الذى لم يطل محمد مرسى وحده بل ومعه معاونيه من أعضاء جماعته خاصة مع استمرار الإخفاق الاقتصادى وتدهور علاقات مصر الخارجية التى سلمت مفاتيحها لمدير ملف العلاقات الخارجية بالجماعة عصام الحداد، ليكون إخلاص الرئيس المعزول محمد مرسى للجماعة بشكل مطلق مفتاحًا لاحتراق جسد الجماعة التى تلقت أكبر ضربة لشعبيتها منذ نشأتها على يد حسن البنا .
ابن الجماعة المدلل
من جهته كان محمد مرسى يؤكد على مساعدة الجماعة له، ودعمها لمواقفه، مؤكدًا أن الشعب عندما ينتخب هو ينتخب مؤسسة، ولا ينتخب فردًا، فى إشارة إلى جماعة الإخوان. وفى محاولة لانتزاع تعاطف المصريين قال «إن الشعب المصرى يعرفنى، ويعرف المؤسسة التى أنتمى إليها، ويعرف تاريخنا جيدًا » .
ويبدو أن محمد مرسى، هو الذى لا يعرف الشعب المصرى جيدًا، ويخاطبه كما لو كانت شعبية الإخوان كما كانت، متجاهلًا مواقف القوى السياسية المختلفة منه، وتأثر شعبية الإخوان فى الشارع المصرى بأفعال الإخوان فى المصريين!
ويبقى التساؤل: هل ينجح الدوبلير فى دور البطولة المطلقة، أم يعلن اعتزاله النهائى بعد فشل هذا الفيلم الهزلى! الإجابة قريبة جدًا، إن لم تأت من الشارع فسوف تصدر عن صناديق الاقتراع.
بقاء مرسى مرهون بأمن مصر
فى محيط قصر الرئاسة احتشد الشعب يفصله عن أصحاب القبعات الحمراء والزى العسكرى سِلك شائك وتصريحات من قائد الجيش، الفريق السيسى، تعهد فيها بعدم المساس بأى مصرى، مكبرات الصوت تصدح بهتافات تدعو رئيس الدولة للرحيل عن كرسيه، مشهد يتكرر فى ميادين مصر، هتافات ومتظاهرون وعساكر، سِلك شائك وعدسات مصورين تطير بصور حية من ميادين التظاهر إلى أرجاء العالم الذى يترقب تطورات الأوضاع فى مصر.
30 يونيو، عام اكتمل والرئيس محمد مرسى يعتلى عرش مصر، وهى من تحته تترنح، عام تم واكتملت فيه ملامح الثورة والغضب، تشكلت المعارضة، وتمرد قطاع من الشعب لا يستهان به. وسيناريوهات بعضها خارج من رحم «الجماعة» يبشر المصريين بجنات خلد ونعيم فى الآخرة وخلافة وشريعة فى الدنيا على أرض المحروسة، فيما ينذر البعض الآخر - وهم الأغلبية - بدولة فتنة ومحاباة للأهل والعشيرة
30 يونيو .. الاعتذار لا يفيد
30 يونيو كان يومًا فاصلًا فى تاريخ بلد شهد ثورة أطاحت بطاغية، وجاءت بجماعة، وملايين من المواطنين يرجونه يومًا كبقية الأيام، وأن يمر بردًا وسلامًا على رئيس الجمهورية الذى أتم عامه الأول فى الرئاسة «الرئيس أخطأ وكل ابن آدم خطّاء.. وخير الخطائين التوابون.. وقد اعتذر الرجل ووعد بإصلاحات وتصويبات»، هكذا يبرر مؤيدو الرئيس موقفهم الرافض لتظاهرات 30 يونيو

وخوفًا من حرب أهلية وانقسامات طاحنة تهدد أمن مصر، وفى ظل رفض شعبى صارخ لرئيس لم يجلس على كرسى حكم مصر طويلًا جاءات لحظات الحسم ليعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسى عزل الرئيس مرسى، وتعيين المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية رئيسًا مؤقتًا وتعطيل العمل بدستور الإخوان، واختيار عمرو موسى رئيسًا للجنة الخمسين المكلفة بصياغة العقد الاجتماعى الجديد .
-عمرو موسى .. الواثق
كانت مفاجأة صادمة للمتابعين لأداء عمرو موسى قبل الانتخابات الرئاسة 2012، فى النتيجة النهائية التى أسفرت على حصوله على المركز الخامس، بعد أن كانت كل الترشيحات تصب فى حصوله على المنصب الرئاسى، أو على الأقل خوض الإعادة مع مرشح آخر، لكن حدث ما لم يتوقعه أكثر المراقبين خبرة للانتخابات، وهو حصوله على هذا المركز المتأخر.
لكن المفاجأة الحقيقية أتت- بعد ذلك- من عمرو نفسه، عندما وقف فى شجاعة نادرة وبثقة عالية بالنفس، يعلن تقبله نتيجة الانتخابات، بل الأكثر من ذلك تعهده للشعب بعزمه على المضى قدمًا فى سبيل نهضة البلاد ووضعها على الطريق السليم.
لم تمثل النتيجة لعمر موسى الدبلوماسى البارز والأشهر فى تاريخ الدبلوماسية العربية والمصرية بل والدولية، سوى « خسارة وقتية»، لكنه فى قرارة نفسه، يعلم أنه يمتلك من القدرات والامكانيات التى لن تقف أمامها نتيجة أيا كانت.. فهو واحد من صناع الدبلوماسية المصرية والعربية، منذ أن التحق بوزارة الخارجية فى عام 1958، بعد عام من حصوله على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، حيث شغل العديد من المناصب المهمة، حتى توليه فى عام 1991 منصب وزير الخارجية، لمدة عشر سنوات، وتمكن من لفت الأنظار إليه بقوة، بأداء مشرف ومتزن، أوصله ليكون « فارسًا شعبيًا» تم الغناء له، كما أوجدت تصريحاته ضد العجرفة الإسرائيلية، صدى طيبًا لدى المواطنين، الذين شعروا بحزن شديد عندما غادر منصب « الوزير» إلى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، لكنه كعادته فى صنع المفاجآت حولها من مجرد مكان شرفى إلى بؤرة لصنع القرار العربى، وعندما غادرها كانت أحداثًا جسامًا يمر بها الوطن، بداية من ثورة 25 يناير 2011، وحتى الآن، وقد جاء أداؤه متزنًا فى كل المواقف التى تعرضنا لها، فكان أحد الوجوه البارزة فى جبهة الإنقاذ، التى عبرت عن سخط قطاع عريض وكبير من المصريين على حكم مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، هذا الحكم غير الرشيد الذى لم يراع هوية وقيمة هذا الشعب وتاريخه النضالى، لكل من يحاول سلب حريته.
من هنا كان عمرو موسى من الداعمين لثورة 30 يونيو 2013، وشاء القدر أن يسهم مع 49 شخصية وطنية، فى الخطوة الأولى لتحقيق استحقاقات خارطة الطريق، التى أعلن عنها، بعد رحيل مرسى بإرادة شعبية، هذه الخطوة الخاصة بتعديل دستور 2012، وتمكن فى انتخابات اللجنة المكلفة لهذا الغرض، أن يفوز بمنصب «الرئيس» بحصوله على 30 صوتًا مقابل 16 لصالح منافسه سامح عاشور.
استطاع موسى بدهاء السنين وبحنكة السياسى المتسلح بثقافة واسعة والقدرة على التفاوض الشاق، وصولًا للهدف المرجو، أن تخرج وثيقة الدستور، محققة نسبة توافق عالية من قبل أعضاء اللجنة، وحتى عندما جاءت لحظة عاصفة، وهى المواد التى لم يحدث عليها توافق، كان قراره الحكيم بالعودة مرة أخرى لمائدة الحوار، أو التفاوض، ثم الخروج للتصويت، وهو تصرف « رجل دولة» أحترم المهمة التى كلف بها، فأنجزها على خير وجه، فقد استخرج كل مخزونه الروحى والإبداعى والثقافى والسياسى من أجل إنجاز المهمة التى آمن بها.
فإذا كانت سنة 2012 تعبر عن لحظة ضياع حلمه الرئاسى، فقد استبدل ذلك فى 2013 بحلم الوطن، الذى يحلم أفراده بدستور يغير فيه الكثير من العبث الذى تم فى العقود الماضية.. دستور ينص على نسب معينة وملزمة للدولة من الدخل القومى لصالح الصحة والتعليم والبحث العلمى.. دستور لأول مرة يتحدث عن المقومات الثقافية للبلاد.. دستور انحاز للعدالة الاجتماعية قولًا لا شعارًا.
فى النهاية عمرو موسى هو النموذج الذى وثق فى نفسه، بعد أن حصنها بالعلم والخبرة، فنجح فى الاختبارات التى مر بها بدرجة لافتة للأنظار.
-سامى عنان .. المرفوض
رغم فشله فى إدارة المرحلة الانتقالية الأولى عقب تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد إبان ثورة 25 يناير، على الأقل من الناحية السياسية، كنائب لرئيس المجلس العسكرى ورئيس أركاب حرب القوات المسلحة، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة ضد المجلس العسكرى بقيادة المشير حسين طنطاوى حينها، خصوصا من قبل القوى السياسية والثورية والاعلامية، وهو ما أثار شكوك وهجوما حادا على المجلس بتهمة مساهمته فى تسليم البلاد لجماعة الاخوان عن طريق الصفقات.. كما أن الفريق سامى عنان نائب رئيس المجلس العسكرى السابق، تقلد منصب مستشارا للرئيس المعزول للشئون العسكرية بعد إقالته من رئاسة أركان الجيش، وهو المنصب الذى استقاله منه قبل أيام من عزل «مرسى» بعد موجة غضب شعبى عارمة، إلا أن «عنان» يرى فى الوقت الحالى أنه الوجه المناسب والشخصية القادرة على قيادة البلاد، وبدأ «يجس النبض» فيما يخص إمكانية ترشحه لانتخابات رئاسة مصر بعد 30 يونيو.
سامى حافظ عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، من مواليد محافظة الدقهلية مركز المنصورة قرية سلامون القماش عام 1948، وله 3 أبناء «ولد وبنتان» وله 6 أحفاد من كل ابن حفيدين، ويعمل ابنه الأكبر سمير فى الأكاديمية العربية البحرية، نفى فى 21 مارسى الماضى، أن يكون قد طُلب منه الوساطة لعقد جلسة مصالحة بين حركة حماس الفلسطينية والفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بناء على نصيحة خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، للحركة باللجوء إلى «طنطاوى» و»عنان» بعد فشل وساطة الرئيس المعزول محمد مرسى، ثم اختفى الفريق من المشهد السياسى تماما بعد هذا النفى، حتى ظهر للمرة الأولى فى الأول من يوليو الماضى، بعد نزول ملايين المصريين فى الميادين للمطالبة بعزل «مرسى»، وعلق حينها الفريق على بيان القوات المسلحة قائلا إن «بيان القوات المسلحة وضع النقاط على الحروف، وأكد عدم تخليها عن إرادة الشعب، وأنه غير قابل للتأويل أو التحريف» مشيرا الى أن البيان صدر حقنًا لدماء المصريين بعد اشتباكات المقطم، مؤكدًا أن الجيش لن يتخلى عن شعب مصر العظيم وأن مصر مقبلة على عصر جديد بفضل الشعب. إلا أنه ظهر لأول مرة على وسائل الاعلام من خلال اتصال هاتفى مع الاعلامى عمرو أديب على قناة «اليوم» الفضائية المشفرة، مساء 3 يوليو الماضى، عقب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بتنفيذ خارطة طريق عزل بموجبها محمد مرسى من الرئاسة، وبدأ حينها الفريق سامى عنان اتصاله بعبارة «مساء النصر على مصر». وقبل أن تنطلق تأويلات وتحذيرات من نية «عنان» الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، بدا الفريق وكأنه يجس نبض المصريين ومؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، وظهر مجددا فى 20 سبتمر الماضى، من خلال أولى لقاءاته الجماهيرية بقبائل مرسى مطروح واعلن حينها أن لم يحسم قراره بعد بالترشح للرئاسة، إلا أن قبائل مطروح أعربت عن تأييده إذا فكر فى الترشح خصوصا فى حال عزوف الفريق أول عبدالفتاح السيسى عن الترشح للرئاسة، الامر الذى قاد لهجوم حاد على «عنان» عبر شبكات التواصل الاجتماعى، خصوصا بعد نشر صورة له بالزى المدنى وهو يتصفح إحدى الجرائد، كفكرة متداولة عن المرشحين للرئاسة، ليحبك عليها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى قصص ساخرة تكفى لتغطية كل مرشحى الرئاسة.
ولم ينتظر «عنان» كغيره من الزعماء والقادة كثيراً على كتابة مذكراته بعد خلع رداءه العسكرى وانتفاء صفة المسئول الرسمى، فلم يمضِ سوى عام فقط، حتى قرر أن يكتب مذكراته ويفرج عنها مبكراً، ربما رأى أن هذه اللحظة هى البداية فى مشواره المراثونى نحو الرئاسة، بدعوى كشف أسرار الفترة الانتقالية الأولى التى أعقبت ثورة 25 يناير، حين كشف عن مؤامرة قطرية اخوانية على مصر، ما أثار المؤسسة العسكرية ودفع العقيد أركان حرب أحمد محمد على، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، لنشر تحذير رسمى بضرورة توخى الدقة والحرص عن نقل مذكرات القادة العسكريين السابقين نظرا لخطورتها على الأمن القومى المصرى.
المذكرات التى حرص «عنان» فيها على تبرير بعض المواقف التى أثارت الغضب تجاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى كان نائبا لرئيسه، مثل تواجده فى الولايات المتحدة الأمريكية يوم 24 يناير 2011 قبل اندلاع الثورة، وأحداث ماسبيرو، حاول من خلالها إصلاح الأخطاء وتصحيح بعض الانطباعات عن شخصه وعن المجلس العسكرى. لكن تغيبه عن حضور الاحتفالية الرسمية التى أقامتها المؤسسة العسكرية احتفالا بالذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، أثار العديد من الشكوك حول مدى علاقته بالمؤسسة العسكرية منذ إقالته، وفسر البعض توجيه الدعوة لوزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوى، دون «عنان» على أنه خلافا بين الأخير والفريق أول عبدالفتاح السيسى، رئيس جهاز المخابرات الحربية عندما كان «عنان» فى الخدمة.
-عدلى منصور.. الرئيس الزاهد فى الحكم
يحاول المقربون منه إقناعه بالترشح للرئاسة، بسبب دبلوماسيته، فى إدارة المرحلة الانتقالية، إلا أنه ظل يؤكد أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية، وأنه سيعود لمقر عمله فى المحكمة الدستورية فور الانتهاء من خارطة الطريق بنجاح.. فالقانون والدستور هما ما فرضا عليه أن يكون الرئيس المؤقت لمصر.
عدلى منصور.. القاضى المجهول القادم من المحكمة الدستورية حتى سدة عرش مصر، نائب رئيس المحكمة الدستورية لمدة 10 أعوام ثم رئيسها ورئيس مصر، فى نفس اللحظة، فقد أدى اليمنين، يمين توليه رئاسة المحكمة والدولة فى يوم واحد، ولم يفصلهما سوى دقائق.
لم يكن تاريخ ال30 من يونيو هو فقط الخاص بالثورة المصرية، ضد حكم الإخوان، ولكنه أيضاً تاريخ تولى منصور رئاسة المحكمة الدستورية العليا خلفاً للمستشار ماهر البحيرى، الذى أحيل للتقاعد، وذلك بعد تعديل قانون المحكمة بالمرسوم بقانون رقم 48 لسنة 2011 نص على أن يُعين رئيس المحكمة بقرار من رئيس الجمهورية من بين أقدم 3 نواب لرئيس المحكمة بعد موافقة الجمعية العامة.
لتتوالى الأحداث على مصر، ومنها على رئيس المحكمة الدستورية الجديد، ليعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع عزل محمد مرسى فى ال3 من يونيو، وتعيين المستشار عدلى منصور بصفته رئيس المحكمة الدستورية رئيساً مؤقتاً للبلاد.
ليكن ذلك الرئيس المؤقت الذى أتم عامه ال68 منذ عدة أيام، رئيس كل الصلاحيات، فبعد أن أدى اليمين كرئيس للمحكمة يوم الرابع من يوليو، ثم أعقبه بدقائق يمينًا أخرى رئيسا لجمهورية مصر العربية صار الرئيس عدلى يحمل صلاحيات السلطات الثلاث «السلطة القضائية» كرئيس للمحكمة الدستورية و«السلطة التشريعية» بعد حل مجلس الشورى و«السلطة التنفيذية» كرئيس للجمهورية.
ومنصور الذى يعد ثانى رئيس مؤقت فى تاريخ مصر بعد صوفى أبو طالب رئيس مجلس الشعب والذى تولى إدارة المرحلة الانتقالية بعد اغتيال السادات، لمدة ثمانية أيام من 6 إلى 14 أكتوبر عام 1981، من مواليد القاهرة، متزوج وله ثلاثة أبناء هم أحمد وياسمين وبسنت لا نعرف عنهم سوى أسمائهم.
كما ترأس منصور جلسات الاستماع الدستورية عام 2012 والتى ألغت قانون «العزل السياسى»، الذى كان يحظر على أعضاء النظام السابق التنافس فى الانتخابات، والذى كان من شأنه منع الفريق أحمد شفيق من الترشح للانتخابات الرئاسية.
وإلى جانب شهادة الحقوق، التى حصل عليها من جامعة القاهرة عام 1967، حصل المستشار على دبلوم الدراسات العليا فى القانون العام ودبلوم بالدراسات العليا فى العلوم الإدارية من كلية الحقوق فى جامعة القاهرة أيضا.
شغل منصور عدة مناصب فى السلك القضائى، حيث عُين مندوب مساعد بمجلس الدولة، وعضواً بإدارة الفتوى والتشريع لرئاسة الجمهورية والمحافظات، ثم لوزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى، ولوزارتى الخارجية والعدل، كما انتدب للعمل مستشاراً قانونياً للهيئة العامة لصندوق تحويل مبانى وزارة الخارجية، مستشاراً قانونياً للمركز القومى للبحوث، كما التحق للعمل بالمكتب الفنى للمستشار رئيس مجلس الدولة، وبإدارة الفتوى والتشريع لوزارات الأوقاف والصحة ووزارة الشئون الاجتماعية وشئون الأزهر وعضوا باللجان القضائية للإصلاح الزراعى للعام القضائى ، ومستشاراً بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، كما أعير إلى المملكة العربية السعودية للعمل مستشاراً قانونياً لوزارة التجارة والصناعة فى منطقة حائل.
فى 1984 عين مستشاراً لمجلس الدولة، كما عين وكيلاً بمجلس الدولة فى 1990 وانتدب للعمل مستشاراً بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، عام 1990 إلى ديسمبر 1992، وشغل منصب نائب رئيس مجلس الدولة فى فبراير 1992. وفى ديسمبر 1992 عين نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا فى ديسمبر 1992.
هذا وتمت إعارة منصور للمملكة العربية السعودية كمستشار قانونى لوزارة التجارة خلال الفترة بين عام 1983 وحتى 1995.
فى عهد هذا الرئيس المؤقت، تم تشكيل لجنة الخمسين الخاصة بتعديل دستور الإخوان، وكتابة دستور جديد، الذى أعلن منصور الاستفتاء عليه فى منتصف يناير القادم. منصور «هادئ الطباع»، كما وصفه المقربون منه، يعد من أبرز شخصيات هذا العام، كما أن هذا العام بالنسبة له محطة فارقة فيه تحول من رجل القانون إلى ممثل رأس الدولة.
-حازم الببلاوى.. المهزوز
كان على رأس «الصاعدين الجدد» خلال عام تأرجحت فيه الموازين فى مصر مرتين، وكأنها تعيش تسونامى سياسى، ليصعد الرجل إلى كرسى رئاسة وزراء مصر بسرعة الصاروخ، ويدير واحدة من أهم المراحل فى تاريخ مصرى الحديث.
الدكتور حازم الببلاوى. رجل أو مسئول يرى كثيرون أنه يستحق أن يكون على رأس أبرز الشخصيات الاقتصادية والسياسية لهذا العام، وأحد أبرز اللاعبين الجدد فى مصر ما بعد 30 يونيو، فلم يكن تكليفه بتشكيل الحكومة الحالية تكليفا سياسيا بقدر ما هو إنقاذ حقيقى للوضع الاقتصادى الخطير فى البلاد. لكن للأسف لم تأت الرياح كما اشتهت السفن.
المقربون من «الببلاوى» يرون فيه شخصية متعاونة لأقصى درجة ويناقش المحيطين به فى أفكاره وأفكارهم إلا أنه ذو شخصية قوية متفرد بالرأى عند تنفيذه، فهو يستمع للعاملين معه ثم يتخذ قراره الخاص، ولا يتراجع عن قراراته حتى إذا لم يقتنع بها من حوله، بالإضافة إلى أنه لا يحب الكلام كثيرا خارج إطار العمل، ولا يعمل ساعات إضافية إلا إذا اقتضت الحاجة لذلك.
ولد «الببلاوى» فى 17 أكتوبر 1936 وتخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1957 مع مرتبة الشرف، ثم حصل على دبلومات للدراسات العليا فى الاقتصاد السياسى والقانون العام من جامعة القاهرة، ودبلوم الدراسات العليا فى العلوم الاقتصادية من جامعة «جرينوبل» الفرنسية.
وحاز درجة الدكتوراة فى العلوم الاقتصادية من جامعة باريس فى ديسمبر عام 1964، وحصلت رسالته فى حينها على جائزة «أحسن الرسائل»، كما درس فى جامعة «كامبريدج» البريطانية خلال العام الدراسى 1962- 1963.
بدأ حياته العملية مندوبًا فى مجلس الدولة، قبل أن يسافر فى بعثة دراسية إلى فرنسا وإنجلترا للحصول على الدكتوراة، ثم عين مدرسًا فى كلية الحقوق فى جامعة الإسكندرية عام 1965، وتمت ترقيته إلى أستاذ للاقتصاد فى الجامعة نفسها عام 1976.
عمل الرجل فى جامعة الكويت، ثم فى «الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى»، ثم مستشارًا لوزير المالية، ومديرًا للدائرة الاقتصادية فى البنك الصناعى الكويتى، قبل أن يعود إلى مصر لرئاسة «البنك المصرى لتنمية الصادرات» عام 1983، ثم رأس بعد ذلك «الشركة المصرية لضمان الصادرات.» وهو ما يوضح أن رحلة صعود الرجل بدأت من الصفر.
وتسلم «الببلاوى» رئاسة وزراء مصر فى 16 يوليو 2013، ومن أبرز قراراته خلال هذه الفترة حتى الآن قرار فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بميدانى «رابعة العدوية» و«النهضة» وتطهير كرداسة ودلجا من العصابات الإرهابية.
وتشمل إنجازاته الاقتصادية التى لم يشعر بها المواطن بعد ضمن الخطة التى وضعها لتنشيط الاقتصاد عن طريق ضخ 3٫22 مليار جنيه لتحقيق معدل نمو فى حدود 3.5 % ورفع قيمة الاعتمادات لتصل الى 24.5 مليار جنيه فلم تخذله الاستثمارات والأموال الخليجية التى راهن عليها لكى تكون النقطة المضيئة والسند الحقيقى لانتشال الاقتصاد المصرى من أخطر أزماته التاريخية، والتى كانت اللاعب والسند الأساسى لخطة الحكومة الاقتصادية.
وكانت أجرأ تصريحاته خلال عام 2013 أن وضع الإخوان على قائمة الإرهاب ليس منطقيًا أو قانونيًا، فكان يردد دائمًا خلال المؤتمرات فى مصر وخارجها أنه «لا يوجد مسوغ قانونى لإدراج الإخوان كجماعة إرهابية، كما أنه ليس منطقيًا أن يتم وضع أى شخص ينتمى لتلك الجماعة فى السجن»، بحجة أنه «لا يوجد فى القوانين المصرية مفهوم جماعة إرهابية، وأن التشريعات المصرية كافية للتعامل مع أى فصيل متطرف».
وهو يؤمن بأن مصر تحتاج إلى السوق الحرة القائمة على حكم القانون، باعتبارهما أمرين مهمين لا يزالان غائبين عن اقتصاد البلاد حاليًا، ومن أقواله « اقتصاد السوق لا يمكن أن يعمل إلا حين يسود حكم القانون».
ومن إنجازاته أيضًا أنه عمل على إحداث تغيير ملائم وقوى فى بوصلة العلاقات المصرية الخارجية، فعمل على توحيد كل الدول العربية فى إطار مساند الاقتصاد المصرى، وسعى لتحويل بوصلة مصر من واشنطن والاتحاد الأوروبى إلى موسكو وبكين، ليخلق معادلة متوازنة على جميع الأصعدة، دون الانحياز إلى قوة عالمية بعينها.
ويرى رجل الشارع فى تقييمه لأداء الدكتور الببلاوى وحكومته، أنه لم يقدم أى إنجاز ملموس حتى الآن، فيما يرى بعض أعضاء النخبة السياسية أنه يقود «حكومة مرتعشة الأيدى» على المستوى الأمنى، وعلى المستوى الاقتصادى فإن مصر مازالت تنزف، وأسعار الدولار مستمر فى الارتفاع، ناهيك عن ارتفاع أسعار معظم السلع، لأن رئيس الحكومة دائما ما يعمل بطريقة «رد الفعل» فقط.
-أيمن نور.. على كل الموائد
لا تعرف لمن ينتمى.. خلال عام 2013 لن تستطيع تحديد هويته.. فهو مع الإخوان تارة ومعارض لهم معارضة ناعمة تارة أخرى.. يبحث عن الاستقرار السياسى لكنه لم يجده على موائد الجماعة.. ولم يستطع أن يمنحهم صك الشرعية المزعومة.
أيمن نور.. محام وسياسى لطالما كان فى صفوف المعارضين لنظام مبارك.. ما بين اعتقالات وحبس غير مبرر ظل نور حبيس سجون مبارك لسنوات بعد أن كان المرشح الأوفر حظا فى انتخابات الرئاسة المصرية عام 2005، وحل فى المركز الثانى بعد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. نور خلال 2013 كان مطروحا ليحل مكان هشام قنديل رئيسا للوزراء لكن عناد الجماعة ومرسى مع الشعب حرماه من هذا المنصب أو قل إنه لم يكن فى حسابات الإخوان، لأنه ليس منهم وإن كان مواليا لهم.
ومن مرشح رئاسة الوزراء مطلع 2013 إلى معارض لثورة الشعب فى 30 يونيو هارب ترك بلاده ليدافع عن جماعة محظورة فى الخارج، ويروج لانعدام شرعية إسقاط مرسى الشرعى من وجهة نظره، ضاربا بكل مطالب الشعب عرض الحائط.. غير عابئ أو آبه لما يريده المصريون.. يؤازر جماعة قتلت وسحلت وشاركت فى كل أمر ضد إرادة الشعب.. وبين بيروت ولندن وماليزيا وقطر يحاول نور طوال الأشهر الستة التى تلت ثورة الثلاثين من يونيو أن يعزز فكرة أن ما حدث فى مصر انقلاب على الشرعية، وأنه ليس مطلب المصريين.
أيمن نور صاحب معادلة غريبة لا يمكن تحليلها بسهولة.. فكيف لرجل بدأ حياته وفديا ليبراليا أن يتحول إلى مناصر لجماعة تعبث بأمن مصر؟.. رجل خرج ليعارض مبارك فى عز سطوته ويخالف فساده عملا وقولا. كيف له أن تجتمع أفكاره مع تنظيم دولى يريد لمصر أن تتهاوى.. إلا لو كانت مصالح مشتركة تربطه بهم؟.. فكيف لمن يجد فى الحزب الوطنى مفسد للحياة السياسية أن يخاطر بتاريخه النضالى لدعم جماعة أثبتت الأيام أنها تعمل لصالح ما هو أكبر من الوطنية والانتماء لمصر.. لجماعة ولاؤها لذاتها لا لبلادها؟
أيمن نور، وفقا لملفات أمام النائب العام، متهم بالخيانة العظمى وفقا لبلاغ تقدم به مجموعة من المحامين على خلفية إلقائه كلمة فى ماليزيا يدعم فيه الإخوان المسلمين ويؤيد شرعية مرسى المعزول بأمر الشعب، ويرفض فيه ثورة 30 يونيو واصفا إياها بالانقلاب.. ورغم أن نور أسس حزب الغد على أسس ليبرالية لكنه فجأة تحول لداعم لفكرة اليمين المتطرف المتمثل فى جماعة الإخوان.. وهو ما جعله عرضة للحبس حال رجوعه للقاهرة على خلفية تقديم بلاغات للنائب العام تطالب بوضعه على قوائم ترقب الوصول، بل وصل الأمر إلى حد اتهامه بخيانة البلاد والتآمر على مصالحها العليا.. نور الذى نسى أو تناسى أنه وقف يوما فى مجلس الشعب يدافع عن هذا المواطن الفقير جاء اليوم الذى يقف فيه ضد مطالب الشعب بإسقاط نظام لم يف بعهوده ولم يقدم لمصر سوى الدمار والخراب طوال 365 يوما من حكم مرسى.
أيمن نور تزوج منذ الثانية والعشرين من عمره من الإعلامية الرافضة لحكم الإخوان جميلة إسماعيل وأب لشابين نور وشادى.. وفى الشهور الست الأخيرة يرفض نجلا نور التعليق على أدائه تاركين له حرية تحديد مصيره، وإن كان شادى أيمن نور رافضا لما يفعله والده وربما معلقا على أفعاله للمقربين منه إلا أن جملته الأهم منذ دخول والده فى طيات التنظيم الإخوانى: «هو حر يعمل اللى يعمله ماليش دعوة باللى بيعمله».
نور المولود فى الخامس من ديسمبر 1964 والمتحول من الليبرالية إلى الدفاع عن التنظيمات الدولية ربما يكون مؤثرا خلال عام 2013 بما قدمه من خدمات جمة للإخوان وتدويل قضيتهم بما تربطه من علاقات بمنظمات تدعى دعم حقوق الإنسان فى دول العالم متسترة خلف هذا المبدأ لتقدم خدمات جليلة لأعداء وطن لن يسقط. � إلى المملكة العربية السعودية للعمل مستشاراً قانونياً لوزارة التجارة والصناعة فى منطقة حائل.

فى 1984 عين مستشاراً لمجلس الدولة، كما عين وكيلاً بمجلس الدولة فى 1990 وانتدب للعمل مستشاراً بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، عام 1990 إلى ديسمبر 1992، وشغل منصب نائب رئيس مجلس الدولة فى فبراير 1992. وفى ديسمبر 1992 عين نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا فى ديسمبر 1992.
هذا وتمت إعارة منصور للمملكة العربية السعودية كمستشار قانونى لوزارة التجارة خلال الفترة بين عام 1983 وحتى 1995.
فى عهد هذا الرئيس المؤقت، تم تشكيل لجنة الخمسين الخاصة بتعديل دستور الإخوان، وكتابة دستور جديد، الذى أعلن منصور الاستفتاء عليه فى منتصف يناير القادم. منصور «هادئ الطباع»، كما وصفه المقربون منه، يعد من أبرز شخصيات هذا العام، كما أن هذا العام بالنسبة له محطة فارقة فيه تحول من رجل القانون إلى ممثل رأس الدولة.
-مبارك.. المحير

«اسمى حسنى مبارك»... «كل هذه الاتهامات أنا أنكرها تماما».
ما بين العبارتين تتلخص شخصية الرئيس الأسبق مبارك، العبارة الأولى قالها لأحد رجال الإعلام الأجانب، عندما سأله عقب توليه رئاسة مصر فى عام 1981، هل ستسير على نهج وخطوات جمال عبد الناصر، أم السادات؟ فأجاب اسمى حسنى مبارك، فى إشارة إلى أن له فكرا وطريقة إدارة مختلفة عن سابقيه، أما العبارة الثانية فرددها من داخل قفص أعد له خصيصا فى أكاديمية الشرطة، وذلك فى 13 أغسطس 2011، ليحاكم فى عدد من القضايا المرتبطة بقتل المتظاهرين والفساد المالى، وجاءت إجابته عقب انتهاء النيابة من تلاوة لائحة الاتهامات، وتوجيه سؤال من المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة حول هذه الاتهامات فأجاب بالإنكار.
هذا الإنكار لم يمنع من صدور حكم بإدانته فى 2012، لكن جاءت 2013 لتحمل العديد من علامات البشارة، وربما الميلاد من جديد، وذلك عندما قررت محكمة النقض إعادة محاكمته، وتم إخلاء سبيله من كافة القضايا المتهم فيها، التى تجمع كل المؤشرات على صدور أحكامها فى 2014.
ويضاف لذلك أن عام 2013 شهد أسوأ إدارة للدولة المصرية منذ الفراعنة وحتى الآن، فعندما تولى د. محمد مرسى الرئيس السابق وجماعة الإخوان المسلمين حكم البلاد، أوشكت مصر فى الدخول ضمن الدول الهشة، أى اللادولة، حينئذ بدأنا من جديد نفكر فى مبارك وسنوات حكمه.
بالتأكيد ليس هناك من يملك إجابة شافية، هل هو مدان جنائيا أم لا، حتى ينطق القاضى بحكمه، أما شعبيا فقد قال له الشعب ارحل.. فرحل، لكن هذا الرحيل لا يمنع، خاصة فى السنوات القادمة، بعد أن تهدأ وتستقر الأوضاع فى مصر، أن نعيد السؤال: ماذا فعل بنا مبارك؟
الآن ستأتى الإجابة مرتبكة.. فهناك من يرى أنه لولا حكمته فى السنوات الماضية، لدخلت مصر فى دوامة من الصراعات العالمية لا قبل لنا بها، فى حين يرى البعض الآخر، أنه هادن أكثر من اللازم، حتى الشهادات والكتب التى صدرت مؤخرا من قبل سياسيين ووزراء ورؤساء حكومات، لا تخرج منها بقول فصل.. فهى تشييد به فى صفحات، وتدينه فى صفحات أخرى من ذات الكتاب.
فى كل الأحوال نحن أمام شخصية لها دورها المؤثر والجوهرى فى حرب أكتوبر 1973، فهو أحد الذين أعادوا بناء القوات الجوية، بعد نكسة 1967، وأنه تمكن بعد أن تولى رئاسة مصر فى مرحلة عصيبة، بعد اغتيال السادات، أن يسترد كل أراضينا، سواء بالتسليم المباشر من إسرائيل، أو عبر مفاوضات مثلما حدث فى طابا، وكذلك استطاع التصدى بقوة للإرهاب.
لكن ماذا حدث لهذه الشخصية القادرة على البناء.. عندما استمر فى الحكم لأكثر من ثلاثين عاما، لماذا جاء بناؤه للوطن مشمولا بقرارات التنكيس والإزالة.. فالبفعل لدينا مؤسسات ضخمة، لكنها تعم بفساد واضح.. لدينا تعليم.. هو الأسوأ على الإطلاق.. تمتلك مصر رموزا ثقافية وفنية لها احترامها الدولى، لكن لم نحسن توظيفها، لدينا ثلث آثار العالم، ولا ينعكس ذلك على الاقتصاد.. ماذا حدث لمبارك المنضبط عسكريا، والذى لاقى كل أنواع الاحترام والتقدير والنياشين والأوسمة.. لماذا لم يخرج مرفوع الرأس من رئاسة مصر، بل خرج بثورة شعبية، لماذا لم يشعر، خاصة فى السنوات العشر الأخيرة أن البساط يسحب من تحت قدميه، أخيرا لماذا لم يكن بصيرا وقادرا على قراءة المستقبل، وهو القائد العسكرى الذى صال وجال.
والسؤال الأخطر: لماذا خانه التوفيق فى اختيار اللحظة المناسبة للخروج من حكم مصر، فمبارك المولود فى 4 مايو 1928، حلم أن يكون أحد ضباط الوطن، فحقق ما أراد، وحينما ألتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1949، لم يقف طموحه عند هذا الحد، فالتحق بالكلية الجوية ليصبح أحد رموزها، فقد بزغ نجمه بشدة وتولى أكثر من منصب قيادى، وصولا لقيادة سلاح الطيران فى فترة مهمة من تاريخ الوطن، وعندما اغتيل السادات، وتولى مبارك الحكم، كان مبشرا بالقدرة على أن تحتل مصر مكانتها اللائقة بها، ولكن تنتهى سنوات حكمه الثلاثين، بثورة شعبية أطاحت به وبرموز حكمه، لذا سيظل مبارك محيرا.. لكن هذه الحيرة لا تمنع من كلمة حق، أننا بالفعل شاهدنا فى عهده فسادا وظلما، لكنه لم يكن خائنا لتراب وطنه وحدوده المقدسة.
-محمد البرادعى.. المنسحب
شخصية ديمقراطية اشتراكية.. هكذا يصف نفسه، لا يتهاون فيما يعتبره مبادئ الحريات والحقوق الإنسانية.. أصدر الرئيس السابق محمد مرسى إعلانه الدستورى الذى يحصن قرارته من الطعن أمام القضاء ويحمى جمعية تأسيس الدستور وقتها عندها قاد منذ 5 ديسمبر 2012 جبهة الإنقاذ الوطنى، وهى تحالف لأبرز الأحزاب المصرية المعارضة لقرارات الرئيس المعزول محمد مرسى.
«البوب» هكذا يطلق عيه مؤيدوه، واعتبرته قوى سياسية عدة «ضمير الثورة» وأطلق عليه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى «رئيس جمهورية تويتر»، ولم يكن البرادعى مجرد أمينا على مبادئ وأفكار الثورة فالرجل فى كل حقبة زمنية متتالية طاله ما طاله من اتهامات ومزايدات على شخصة تجاوزت حدود الانتقاد المنطقى لبعض تصرفاته التى اختلف عليها الكثير من شيوخ السياسة، فمنهم من وصف تصرفاته بالعقلانية عندما أعلن عدم خوضه الانتخابات الرئاسية فى عهد المجلس العسكبرى رافضا خوض الانتخابات قبل إقرار دستور جديد للبلاد فى ظل رفض شديد من الوسط السياسى الذين اعتبروا البرادعى يسعى لتعطيل المرحلة الانتقالية وإثارة البلبلة، ومع مرور الوقت ونزول الجماهير فى 30 يونيو ثبتت صحة توقعات «البوب».
وقتها برز نجم الدكتور محمد البرادعى حيث كان من أبرز المرشحين لتولى منصب رئيس الوزراء حتى أصدر الرئيس المؤقت عدلى منصور فى 9 يوليو 2013 قراراً جمهورياً بتعيين محمد البرادعى نائباً لرئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، وقام البرادعى بدور كبير يشهد له فى توضيح ما حدث فى 3 يوليو مؤكدا «ثورة وليست انقلابا» وأجرى الحائز على نوبل العديد من الجولات وأجرى العديد من الاتصالات لتوضيح الصورة فى الخارج فى ظل اعتصام أنصار جماعة الإخوان فى «رابعة العدوية» والذى كان بمثابة سرطان فى رأس النظام برمته وقتها قررت الحكومة فض اعتصام رابعة العدوية بعد محاولات عديدة من البرادعى لحل الأزمة بشكل سلمى إلى أن تداعيات الأحداث وقتها اضطرت النظام السياسى لاتخاذ قرار فض اعتصام رابعة العدوية بالقوى تجنبا لوقع أحداث جديدة بعد أحداث الاتحادية» والحرس الجمهورى، وقتها أعلن البرادعى رفضه لفض الاعتصام تخوفا من تفاقم الأحداث والتى رأى أنها ستكون ملتهبة على الصعيد الدولى وبالفعل تم فض اعتصام رابعة العدوية بعدها أعلن البرادعى استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية.
«أتقدم إليكم باستقالتى من منصب نائب رئيس الجمهورية، داعيا الله عز وجل أن يحفظ مصرنا العزيزة من كل سوء وأن يحقق آمال هذا الشعب وتطلعاته ويحافظ على مكتسبات ثورته المجيدة فى 25 يناير 2011، والتى أكدها بصيحته المدوية فى 30 يونيو 2013، وهى المكتسبات التى بذل من أجلها التضحيات الجسام من أجل بناء وطن يعيش فيه الجميع متمتعين بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان والحكم الرشيد والتوافق المجتمعى والمساواة التامة بين جميع المواطنين دون تفرقة أو إقصاء أو تمييز».
ما سبق هو جزء مقتضب من استقالة البرادعى الأخيرة، هذا الرجل الذى وضعت عليه القوى المناوئة لجماعة البنا آمالها وطموحاتها طوال الثلاث سنوات الأخيرة والمنصرمة، فالرجل تعود على أن يفاجئنا فى كل حقبة بخبر «تنحية» قبل «توليه» حيث تراجع عن ترشحة للانتخابات الرئاسية معترضا على صياغة دستور فى عهد رئيس ما بعد ثورة يناير، ثم قام بعد ذلك بتقديم استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات، وبدأت حملات التخوين والمزايدة على رجل يعرف الجميع أنه شخص غير تنفيذى، ولكنه منظر سياسى لا يرثى له فى مثل هذه المواقف، رئيس جمهورية تويتر أعلن أن الحل الأمنى لن يحقق الاستقرار، والنظام السياسى بدا عليه الارتباك ثم عاد لترميم بقاياه والبرادعى فى الخارج ترك مفجر الثورات مصر فى وقت تحتاج فيه لنظام سياسى انتقالى «مؤقت». يمكن أن يحل محل نظام الإخوان ورئيسهم المعزول «محمد مرسى» إلا أن البرادعى فضل الهرب من أى مسؤلية سياسية، فالرجل غير مستعد لدفع ضريبة مواقفه وتحمل المسؤلية كاملة، كان طامحا فى مصالحة مع جماعة لا تعرف إلا الإرهاب كى تمارسه، جماعة أعلنت الحرب على الدولة بأكملها فيما فيها الشعب الذى سلبها السلطة، وبدأت جماعة الإخوان المسلمين فى الترويج لموقف البرادعى وبدأت فى إطلاق مسمياتها المسمومة «موقعة الفض» ثم «مذبحة الفض» إلى أن اعتبرت ما حدث فى رابعة العدوية «هولوكوست عسكرى» لقمع وتصفية فصيل سياسى دون أن تعترف أن دماء الضحايا مسئولية تلك الجماعة التى حشدت بالأموال والعتاد والسلاح أحيانا لإحداث خلل عام تعيشه مصر حتى الآن، فى وقت تبرأت تماما من كونها حشدت أنصارها إلى الموت السريع فى ظل تعامل أمنى لا يعرف الحل الوسط وإنما ينفذ الأوامر دون تهاون وبكل قسوة.
وخسر «البرادعى» الجبهتين، الإخوان اعتبروه نائبا لنظام انقلابى دموى وأبناء مبارك طالبوا بإسقاط الجنسية عنه، والشعب المصرى ندم على ثقته الكبيرة برجل هرب من الباب الخلفى مع أول مواجهة، واستقال البرادعى ولم يبق له سوى فتات من المواقف التى أثرت فى مصر 2013 وبقى له هروبه من المواجهة وعدم استكمال خارطة الطريق التى شارك فى وضعها ولكنه أصبح الآن غير قادر على تنفيذها أو حتى رسم ملامحها فنائب رئيس الجمهورية شخص غير تنفيذى مسئول سياسى بدرجة مفكر.
-على جمعة .. مفتى الشعب
هيئته الدالة على أنه عالم دين تجعلك تقف أمامه مشدودًا لتواضعه ونور وجهه .. اشتهر بالعديد من الفتاوى الدينية والآراء الوسطية المعتدلة . . اختير عام 2009 من ضمن أكثر خمسين شخصية مسلمة تأثيرًا فى العالم حسب تقيم المركز الملكى للبحوث والدراسات الإسلامية بعمّان فى الأردن. . أنه المفتى السابق الدكتور على جمعة الذى تولى دار الإفتاء لمدة 10 سنوات خلالها أحدث طفرة فى أسلوب الفتوى الوسطية، ووصلت عدد الفتاوى التى تلقتها دار الإفتاء فى عهده إلى 3 ملايين فتوى.
خلال حكم مرسى نشبت مشاحنات بين الدكتور على جمعة وقيادات الإخوان بسبب تبنيه للفكر الأشعرى السمح و للمدرسة الأزهرية الوسطية المعتدلة دون اللغو الأمر الذى أثار استياء وغضب قيادات الأخوان بالإضافة إلى الخطبة التى ألقاها من فوق منبر رسول الله حيث استنكر العلامة الكبير موقف الجمعية الشرعية من ترشيح محمد مرسى وتأييده مستنكرًا إياه قائلًا: «أن هذا يخالف موقف الشيخ محمود خطاب السبكى مؤسس الجمعية الشرعية نفسه، والذى تعهد بألا يدخل فى السياسة، وأن يقف مع الجميع على مسافة واحدة ومجمع البحوث التزم والأزهر التزم ودار الإفتاء التزمت وخاطب الجمعية قائلًا « عودوا إلى الله فقد خالفتم عهد المؤسسيين وخالفتم العدل والاتفاق وألا نخالف فى الله لومة لائم».
وبمجرد ما أنهى جمعة خطبته تعالت الأصوات فى المسجد احتجاجًا على ما قاله فضيلة المفتى من جانب أنصار محمد مرسى فقال المفتى « الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص وأمرنا رسول الله بالاستماع إلى كتابه وسنته، وذكر حديثه الشريف عن أهل الفتن قائلاً عن الرسول الكريم « سيأتى أقوام أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من كلام خير البرية لا يجاوز إيمانهم تراقيهم طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كان أولى بالله منهم »، وأضاف المفتى: حدثنا رسول الله عن كلاب النار، وقال الخوارج كلاب النار وحذرنا من سفهاء الأحلام، وحذرنا من المفسدين فى الأرض الذين يتكلمون بكلام رسول الله منهم براء وحذرنا ممن يكذبون على الله ورسوله ويتهمون المؤمنين فى دينهم، وحذرنا وقال سيخرج من طأطأ هذا أقوام يمرقون من الدين مروق السهم من الميه، طوبى لمن قتلهم وقتلوه . وأضاف المفتى أنهم يشوشون على الأمة، واستشهد بحديث رسول الله « أنا برىء ممن خرج على أمتى لا يميز بين فاجر وتقى يوم القيامة .
جمعة بعد انتهاء فترة توليه الإفتاء انتهز الرئيس المعزول الفرصة وأطاح به كمفتى ارضاءً لقيادات الإخوان، ورفض طلب هيئة كبار العلماء برئاسة شيخ الأزهر للتجديد له لمدة عام معللًا ذلك برفضه التام بعمل أى استثناءات لمن تجاوزوا السن القانونية، وبحجة إعطاء فرصة لشباب علماء الأزهر المتبحرين فى العلوم الشرعية والفقهية لاستكمال المشوار الذى بدأه فضيلة المفتى، وأيضًا لتجديد الدماء داخل دار الإفتاء المصرية، على الرغم من أن الرئيس المعزول كان يعلم تمام العلم أن جمعة حقق من الإنجازات فى دار الإفتاء مالم يحققه أحد من قبل.
جمعة تعرض لمحاولات تشويه جمة، ومنها استخدام أنصار الإخوان لعبة التلويح بالفيديوهات والفيديوهات المضادة على الفيس بوك، حيث تم بث فيديو مفبرك منسوب إليه، وتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر، ويوضح الفيديو كلمة للعالم الجليل فى حضور وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، وعدد من قيادات الشرطة والجيش. . يبيح فيها قتل المعتصمين فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة ووصفهم بالبغاه الذين يستحقون القتل من قبل رجال الجيش والشرطة. وحينما قال جمعة إن الفيديو مفبرك وغير صحيح على الإطلاق موضحًا أنه قام بتسجيل الفيديو مع إدارة الشئون المعنوية التابع للقوات المسلحة حول الأحداث الجارية ودور القوات المسلحة فى رد اعتداء المعتدين على المنشآت العسكرية، والمعتدين على أكمنتها. مؤكدًا أن الفيديو أزيلت منه بعض الكلمات لتشويه صورته.
يؤكد دومًا أنه ضد إراقة دماء المصريين جميعًا سواء على اختلاف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية الفيديو المفبرك أظهر جمعة وهو يفتى بجواز قتل المتظاهرين أنصار الشرعية ورافضى الانقلاب ووصفهم بالخوارج . وفى كلمة له فى 18 من أغسطس 2013 فى حضور وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، وعدد من قيادات الشرطة والجيش قال نصًا « اضرب فى المليان، وإياك أن تضحى بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، فطوبى لمن قتلهم وقتلوه، فمن قتلهم كان أولى بالله منهم، بل إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش، فإنهم لا يستحقون مصريتنا، ونحن نصاب بالعار منهم ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب ». وأضاف أن الرئيس المعزول محمد مرسى سقطت شرعيته لأنه يعتبر إماما محجورًا عليه بسبب اعتقاله. وخاطب جمعة الحاضرين قائلًا إن الرؤى قد تواترت بأنهم مؤيدون من قبل الرسول .
أعرب جمعة عن رفضه للخطاب المتشدد الذى وصف فيه الدكتور محمد عمارة قيادات القوات المسلحة، وكل من شارك فى وضع خارطة الطريق ب «الخوارج» مؤكدًا أنه لن يترك من قام بتلفيق هذا الفيديو، وسوف يقوم بمقاضاته معتقدًا أن أحد قيادات الإخوان قامت بفبركة الفيديو من أجل إحداث وقيعة بين المفتى السابق وجميع محبيه لافتًا إلى أن هناك حربًا يقودها قيادات الإخوان ضد علماء الأزهر من أجل الإطاحة بهم جميعًا لأنهم يدعمون مواقف الجيش المصرى الشريف مطالبًا جميع المصريين بألا ينساقوا وراء مثل هذه الفيديوهات المضللة. وقد لقى جمعة حربًا ضروسًا من جانب طلاب جماعة الإخوان حيث قام عدد من طلاب جامعة القاهرة بمحاولة منعه من الدخول والتعدى عليه لفظيًا ومحاولة طرده من مدرج كلية دار العلوم فى سبتمبر 2013 أثناء إشرافه على مناقشة رسالة ماجستير بكلية دار العلوم، كما قاموا بتكسير عدد من مقاعد المدرج، وحاولوا التعدى عليه، كما قاموا بإغلاق البوابات الخارجية للجامعة بالجنازير، وأشعلوا الشماريخ.اعتراضًا على تأييده لعملية فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى ب «رابعة العدوية»، والتى أدت إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف، كما قام عدد من طلاب الإخوان بالتظاهر أمام منزله وسبوه بألفاظ خارجة .
سيرة الشيخ – المتاحة للجميع توضح أنه ولد فى 3 مارس 1951 فى بنى سويف، مصر. متزوج، وله ثلاث بنات، ويقيم فى مدينة 6 أكتوبر. ومفتى جمهورية مصر العربية منذ 28 سبتمبر 2003 وحتى 2013. ويتولى عدة مناصب حيث أنه عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وأمينها العام وأيضًا عضو فى مجمع البحوث الإسلامية منذ عام 2004، وحتى الآن. وأستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة- جامعة الأزهر وعضو مؤتمر الفقه الإسلامى بالهند.


-أحمد على.. المتحدث الوسيم
«ده حتى أحمد على جاذب جدًا الستات».. بهذه الجملة تحدث الفريق الأول عبدالفتاح السيسى عنه فى فيديو مسرب بثته وكالة أنباء تابعة للإخوان معتقدين أنهم بذلك يشوهون صورته أو يكشفون دوره الحقيقى.. لكن الحقيقة أنه صاحب الدور الأبرز فى المرحلة الماضية، ورغم أن المؤسسة العسكرية لم تعتد على تعيين أحد رجالها فى هذا المنصب، لكنه استطاع باقتدار أن يقدم صورة متكاملة لمن يتحدثون باسم مؤسسة أو هيئة سيادية.

العقيد أحمد محمد على المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة أحد أبرز الوجوه التى ظهرت خلال عام 2013 ليكون لسان حال الجيش والمعبر عنه أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية.. فقد استطاع أن ينقل للإعلام كل كبيرة وصغيرة متاحة للنشر عما يحدث فى سيناء فور بدء الحرب على الإرهاب.
كلماته مقتضبة.. بياناته شديدة الوضوح ومختصرة ومعبرة ولا يصعب فهمها مباشرة على العكس من بيانات جهات أخرى تفتقد لرجل بمواصفات العقيد أحمد محمد على.. وما يفهم من كلمات السيسى عنه أنه إشادة بدور المتحدث وقدرته على الإقناع واتساع أفقه ليكون مقبولًا من قطاعات عريضة من المصريين.
الجيش عانى كثيرًا إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير خصوصًا من جهات أرادت تفتيت قواه وتشتيت صورته ممثلة فى المجلس العسكرى تحت قيادة المشير محمد حسين طنطاوى لكن تعيين العقيد أركان حرب أحمد على استطاع أن يغير الصورة وعلى العكس من مؤتمرات القادة العسكريين قبل أحمد على العامرة بالانتقادات والسقطات اللفظية والأمثلة عليها كثيرة لم يكن أحمد على مثار جدل أو انتقاد طوال فترة توليه مهمة التحدث للإعلام بلسان القوات المسلحة.
وبما أن للقوات المسلحة المصرية دورًا محوريًا ورئيسيًا...أصبح للناطق الرسمى أهمية فى ظل تعدد وسائل الإعلام و تنوعها فى الوطن العربى لضرورة العمل الجاد لبناء نظام متكامل للاتصال ودقة المعلومات عبر تبنى أفضل الممارسات لتطوير قنوات الاتصال و ضمان أعلى معايير الشفافية.
أبرز لحظات العام كانت عندما وقف المتحدث العسكرى ليتحدث عن إحصاءات وأرقام العمليات فى سيناء، ويحذر من مغبة الوقوف إلى جانب الإرهاب ودعمه فى مواجهة الدولة فضلًا عن محاولته التواصل مع الإعلام بشكل مثمر وبناء يتيح أكبر قدر من المعلومات.
المتحدث العسكرى لمن لا يعرف الكثير تخرج فى الكلية الحربية سنة 1991... و حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية وبكالوريوس العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية «ساند هيرست».. وماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان. كما حصل على دورة كلية القادة والأركان البرية بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى دورة من كلية الدراسات العسكرية المتقدمة.. وأيضًا ماجستير العلوم والفنون العسكرية. وتقلد عدة وظائف منها جميع الوظائف الحتمية بسلاح المشاة حتى قائد كتيبة.. وهو أيضًا عضو هيئة تدريس بالكلية الحربية وعضو هيئة تدريس بكلية القادة والأركان ومدرس زائر بكلية الحرب العليا.
وربما لا يعرف كثيرون أن العقيد أحمد على تمكن من الحصول على ماجستير فى العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية من كلية الدراسات العسكرية المتقدمة، وكان أحد اثنين من الشرق الأوسط الذين حصلوا على هذه الدرجة، إلى جانب دورة كبار القادة من كلية دفاع حلف الناتو فى روما، وقبل توليه مهام المتحدث العسكرى كان يعمل بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع منذ عدة سنوات، حيث يوجد بها مقر مكتبه الذى يعمل فيه عدد من الضباط الشباب من مختلف الأسلحة، لمعاونته فى أداء رسالته كمتحدث عسكرى رسمى للقوات المسلحة المصرية.
العقيد أحمد على أول متحدث عسكرى للقوات المسلحة، على مدار تاريخها الطويل.. دوره فى 30 يونيو كان واضحًا جدًا حيث حرص على التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتوضيح الصورة الحقيقية، ونفى تهمة الانقلاب عن الثورة الشعبية.. ما دفعه لعقد لقاءات ومؤتمرات صحفية تشرح للغرب حقيقة ما يحدث فى مصر.
العقيد أحمد عى حاصل على أنواط الواجب العسكرى من الطبقات الأولى والثانية والثالثة. ونوط التدريب من الطبقة الأولى. ونوط الخدمة الطويلة بالقوات المسلحة.
ونوط «بروناى» من الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية «ساند هيرست» لأفضل الدارسين الوافدين. و ميداليات العيد 25 لانتصارات أكتوبر والعيد 50 لثورة يوليو المجيدة و العيد 25 لتحرير سيناء - ثورة 25 يناير 2012.
-محمد ابراهيم .. رجل العصرين
يمكن أن تطلق عليه لقب رجل العصرين، عصر مرسى وثورة 30 يونيو.. المقربون منه يرون أنه لم يكن راضيًا عن الأوضاع إبان حكم الإخوان مصر، ولكنه ظل صامتًا، حتى ظن الشارع السياسى أنه متواطىء مع الجماعة، ولم يكن أحد يراهن عليه فى دعم ثورة الشعب فى الثلاثين من يونيو، لكن يبدو أنه كان يعمل فى صمت ولا ينفذ أوامر قيادات مكتب الإرشاد.. اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.
واجهت إبراهيم العديد من المشاكل واتهم بالتخاذل فى التعامل مع المجرمين من أجل أمن المواطنين، وفى عهده حدثت مذبحة الاتحادية وخرج شباب الثورة عقبها ليطالبوا بإقالته، وحدث فى عهده تمرد الأمن المركزى بعد أن سقط منهم العديد من الضحايا فى الاشتباكات، وخرج الأفراد والأمناء والضباط يطالبون بإقالته ولكنه تعامل مع الموقف بذكاء واحتواه، وكأن القدر قد كتب استمراره فى الوزارة، وعدم رحيله عنها، حتى يكون سندًا لثورة 30 يونيو، الغريب أنه منذ توليه المسئولية أقنع الإخوان بأنه معهم وأنه سيعمل لإرضائهم .
خلال عهده سقط العديد من شهداء الشرطة، وفى كل مرة يخرج قائلًا أرواحنا فداء الوطن ممن تآمروا عليه العديد من القيادات الأمنية المحتسبة على الإخوان فى الوزارة ليطيحوا به إلا انه استمر وقامت الثورة ثم وقف بجانبها وخذل مرسى وجماعته بعد أن وعدوه بإبقائه فى الوزارة إذا تمكن من إخماد نيران الثورة التى ستطيح بهم من على كرسى العرش، وعقد خيرت الشاطر معه اجتماعًا، وهدده فى حالة تخليه عن النظام والانحياز للثورة سيتم اغتياله هو وأولاده.. الرجل وافق فى البداية على تنفيذ أوامره، ولكن كانت الصدمة التى هزت عرش الإخوان عندما وقف بجانب الشعب، وبعدما ساعد الشعب فى الإطاحة بالجماعة وجد أمامه موقف اعتصام رابعة العدوية ونهضة مصر الذى استمر أكثر من شهر وعقد العديد من الاجتماعات لفض الاعتصامين، وتراجع فى قراره لعل قيادات الإخوان يقومون بفضه بدون تدخل من الداخلية حتى خرج الشعب لتفويض الدولة بمحاربة الإرهاب، واتهم حكومة الببلاوى بالتخاذل، وأنها لا تستطيع اتخاذ قرار فض الاعتصام، وكان موقفه بأن استجاب فور صدور قرار النيابة والحكومة بفض الاعتصام لإنهاء عملية إرهاب المواطنين، على الرغم من علمه بأن الموقف يشكل خطرًا عليه، وكمية التهديدات تتزايد حتى كانت محاولة اغتياله رغم تحذيرات الأمن الوطنى له بأن موكبه مستهدف.
ولد محمد إبراهيم بمحافظة السويس فى 10 إبريل 1953، وتخرج فى كلية الشرطة عام 1976، وعقب تخرجه بدأ مهام عمله فى وزارة الداخلية برتبة ملازم أول بمديرية أمن السويس عام 1980، وظل فى مديرية أمن السويس يعمل فى مجال البحث الجنائى لفترة طويلة بلغت 14 عامًا، حتى تم نقله فى عام 1994 للعمل فى مديرية أمن الدقهلية.
وظل اللواء محمد إبراهيم يعمل فى مباحث الدقهلية لمدة عام، وتم عقب ذلك نقله فى 1995 للعمل فى إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن قنا، واستمر عمله بها لمدة عامين، حتى تم نقله عام 1997 للعمل فى مديرية أمن الإسماعيلية فى المباحث الجنائية، وظل يعمل بها لفترة طويلة بلغت 9 سنوات متواصلة حتى تم نقله فى عام 2006 للعمل فى قطاع التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية.
تدرج اللواء محمد إبراهيم فى المناصب داخل قطاع التفتيش والرقابة التى عمل بها لفترة بلغت 4 سنوات، حتى تم نقله فى عام 2010 للعمل فى مديرية أمن أسيوط، وتم تنصيبه نائبًا لمدير أمن أسيوط، وظل فى ذلك المنصب لمدة عام واحد فقط، حتى تم ترقيته فى 2011 ليتولى منصب مدير أمن أسيوط، ومع بداية تكليف اللواء أحمد جمال الدين بمنصب وزير الداخلية فى بداية شهر أغسطس 2012، قرر ترقية اللواء محمد إبراهيم خلال حركة ترقيات بوزارة الداخلية ليتولى أخيرًا منصب مساعد أول لوزير الداخلية مديرًا لقطاع مصلحة السجون والذى ظل يعمل به حتى تم تكليفه بتولى وزارة الداخلية فى عهد رئاسة المخلوع محمد مرسى للجمهورية فى 5 يناير 2013.
-ياسر برهامى.. مفاجأة السلفيين
مثير للجدل، مواقفه متناقضة، لكن تستطيع أن تعتبرها «اجتهاد» خاصة أنه غير مستفيد كثيرًا من مواقفه، ولم يكون ثروات، وليست لديه أموال أو شركات على عكس العديد من قيادات الدعوة السلفية.. أقسم بالله أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك طلب منه أن يدعو له مرة على المنبر، وفى مقابل ذلك تغدق عليه الأموال وتفتح له فضائية، ويصبح أحد نجوم الفضائيات.. هكذا حكى لنا الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية والمرشد العام لحزب النور والرجل الأخطر والأهم والعقل المفكر ونجمهم الساطع وكبيرهم الذى علمهم السياسة والدين.
العام 2013 كان مصيريًا ونقطة تحول فى حياة برهامى، كما هو فى تاريخ مصر، واستطاع الرجل أن ينقذ الدعوة السلفية من أن تلقى مصير جماعة الإخوان، وكان أحد الصقور الذين تصدوا للسير فى سراديب الإخوان المسلمين، وأيقن أن الوقوف معهم بمثابة استعداء للشعب المصرى، وبدأت حربه مبكرة جدًا مع الرئيس المعزول محمد مرسى عندما رفض ترشيحه فى الجولة الأولى، وأقنع مجلس أمناء الدعوة السلفية بترشيح عبدالمنعم أبو الفتوح كمرشح السلفيين فى انتخابات الرئاسة، وبعدما أفرزت المنافسة محمد مرسى فى مواجهة أحمد شفيق رفض برهامى «سرًا» ترشيح الدعوة السلفية والوقوف إلى جانب الإخوان فى الكفة الخاسرة.
برهامى ذالكم الرجل الذى يلتف حوله مؤيدون بمئات الآلاف وربما بالملايين عندما تقترب منه وأنت مدجج بسيوف النقد وسهام الهجوم لاتملك إلا الاستماع عليه عندما يستقبلك بابتسامته التى لاتفارقه ولا يفارقك، مهما تنتقده بل وتسبه لايهتم بالرد، وهذا لايمنع إطلاقا أن عنده من مواطن الاستحواذ وحب السيطرة وأن له جناحًا داخل حزب النور، وهو ذاك الجناح الذى أطاح بعماد عبدالغفور من رئاسة الحزب، كما أن له جناحًا آخر داخل الدعوة السلفية يحصل منهم على الموافقات الفقهية بعد إقناعهم وعرض وجهة نظره وسبيله ودليله الدائم «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».
الشيخ ذائع الصيت لايملك من حطام الدنيا إلا شقة وسيارة فيات متهالكة وعيادة بالإسكندرية مكتوب على بابها قوله تعالى :«إنما المؤمنون أخوة».. أخى لاتتحرج أن تطلب الكشف مجانًا أو مخفضًا إن كنت تحتاج إلى ذلك، رغم أن الكشف فى عيادته يتراوح بين 15 و20 جنيهًا.
شارك فى تأسيس معهد إعداد الدعاة للمدرسة السلفية بالإسكندرية والتدريس فيه، حيث قام بتدريس مادتى التوحيد وأصول الدعوة حتى إيقافه سنة 1994 م وشارك فى كتابة مقالات مجلة صوت الدعوة إلى حين إيقافها سنة 1994.
حصل برهامى على بكالوريوس الطب والجراحة فى عام 1982ثم ماجستير طب الأطفال عام 1992م من جامعة الإسكندرية، كما حصل على ليسانس الشريعة الإسلامية عام 1999م من جامعة الأزهر، وهو من مواليد مدينة كفر الدوار بالبحيرة عام 1958م.
و ظل أربعين عامًا عاكفًا فى مسجده يلقن تلاميذه العلوم الشرعية، معتقدًا أن هذا الشعب الذى أنهكته البدع وأمور الشرك لا يزال يحتاج عشرات السنين حتى يصفيه شيوخ السلف وينقوه، حتى إذا جاءت اللحظة الحاسمة التى يجادل فيها أصحاب العقيدة النقية المجتمع الجاهل المبتدع، أصبح متصدرًا المشهد، لا يترك منبرًا إلا ليتحدث عن دفاعه عن الشريعة، حلم السنين حانت لحظته، اسمه ياسر برهامى، عمله الأساسى طبيب، لكن العيادة لا تعد مجالًا لسطوته، بل المسجد هو ملعبه.
يواجه الشيخ برهامى حربًا ضروسًا هذه الأيام من جماعة الإخوان المسلمين وصلت إلى حد تهديده بالقتل ومحاولة التعدى عليه وعلى منزله وعيادته، للحد الذى وصل إلى تكليف الدعوة السلفية مجموعة من فتيانها لتأمينه فى المؤتمرات والندوات التى يعقدها الحزب السلفى للتصويت بنعم على الدستور ووجه رسالة شديدة اللهجة لمنتقديه والذين يقفون ضد المشاركة فى الاستفتاء، وعلى رأسهم أبو إسحاق الحوينى قائلا: «الشيخ الحوينى أفتى بدون علم».
برهامى ختم عام 2013 بتصريحه أنه يرفض المصالحة مع من تلطخت أياديهم بالدماء مؤكدًا أن الذين حاولوا سحب البلاد إلى الهاوية عليهم مراجعة أنفسهم والحوار معهم يكون بالفكر، وليس مجرد حوار سياسى ومن أذنب يعاقب.
-محمود بدر.. الفتى المتمرد
شاب خرج من محافظته حتى يصبح ثائرًا، تعلم الدفاع عن حقوق الشعب، دائمًا كان يشعر بالمسئولية تجاه أسرته، إلا أن حان الوقت، وأصبح مسئولًا عن شعب بأكمله، يؤثر فيه ويتأثر به، قابل العديد من الإساءات والتهم، ولكنه لم ينظر لأحد ولم ينشغل يومًا عن دوره الذى طالما يسعى إليه، كان يشعر أنه سوف يصبح له تأثير سياسى فى المجتمع، فيعرف عنه أن طموحه ليس لها حد، بل أصبح أن يحلم أن يصبح رئيس للجمهورية ذات يوم، وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه مازال يشعر بالمسئولية تجاه الرأى العام، الذى أصبح جزءًا من حياة المواطن البسيط.
محمود إسماعيل بدر صحفى وناشط سياسى، ولد بشبين القناطر محافظة القليوبية، مواليد 1985، وهو ابن المحامى والناشط الحقوقى إسماعيل بدر الذى أخذ منه ميوله القومية الناصرية، وكان له تأثير كبير على محمود بدر، وخطب من بنت عمه منذ سنوات وحتى الآن.
محمود بدر يبلغ من العمر 28 عامًا، وتخرج فى كلية الخدمة الاجتماعية، بدأ حياته العملية بممارسة الصحافة، فبدأ عمله بجريدة صوت الأمة ثم انتقل إلى صحيفة الدستور ثم انتقل إلى جريدة التحرير بعد تضامنه مع الإعلامى إبراهيم عيسى ضد المالك الجديد رضا إدوار فى عام 2012 ثم انتقل بدر منذ فترة إلى العمل بجريدة «الصباح» بسبب خلافات مع إبراهيم عيسى، وظل فى الصباح فترة قصيرة، وفى نفس الوقت كان يعمل معدًا فى برنامج العاشرة مساءً الذى كانت تقدمه الإعلامية منى الشاذلى، وحينما تركت منى البرنامج عمل مع الإعلامى وائل الإبراشى، ثم عمل بإحدى القنوات الفضائية العربية، وعمل منسقًا لحملة الرئاسية لمرشح عمر موسى، أثناء الانتخابات الرئاسية 2012.
بدأ عمل محمود بدر السياسى عند انضمامه لحزب العربى الديمقراطى الناصرى بمحافظة القليوبية، وعمل أمين شباب الحزب بالمحافظة، استمر المشاركة فى العمل السياسى والحزبى، حتى أصبح عضو اللجنة التنسقية بحركة كفاية فى 2006، نشاطه كان واضحًا فى الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التى كانت تنظمها وتقودها الحركة.
ثم شارك بجمع توقيعات للجمعية الوطنية للتغيير التى كان يتزعمها الدكتور محمد البرادعى عام 2010، بدر كان دومًا يحلم بمشهد سياسى مختلف مثله ومثل غيره من شباب الأحزاب والتيارات السياسية، فعقب سقوط نظام مبارك، وثورة 25 يناير، وخلال حكم المجلس العسكرى كان له موقف مؤثر بجانب العديد و الحركات الإسلامية، وخصوصًا فى موقعة العباسية الشهيرة الذى سقط فيها العديد من الشهداء، على الرغم من كونه منتميًا للتيار الناصرى الذى يعرف بالعدوة التاريخية للتيارات الإسلامية.
ورغم ذلك تبرأ من عناوين الصحف الرئيسية وقتها، وكان على رأسها صحيفة التحرير الذى كان يعمل بها. أما موقفه من الانتخابات الرئاسية ففى المرحلة الأولى انتخب عمرو موسى لاقتناعه أنه سوف يقود البلاد إلى الأمام، وفى المرحلة الرئاسية الثانية اختار بدر محمد مرسى، لأنه رأى أن هذا ضمان لعدم رجوع نظام مبارك وأعوانه.
ولكنه تغير موقفه تجاه نظام الإخوان المسلمين عقب استشهاد الصحفى الحسين أبو ضيف على يد الإخوان المسلمين، وأنصار الرئيس المخلوع أمام قصر الاتحادية فى ديسمبر 2012.
وفى 26 إبريل 2013 وبميدان التحرير أسس محمود بدر مع محمد عبد العزيز وحسن شاهين حركة تمرد، وكانت عبارة عن فكرة بسيطة، تضم تكوين رابطة لجمع توقيعات من الشعب المصرى، بهدف سحب الثقة من الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وعمل انتخابات رئاسية مبكرة.
تأسيس الحركة قابله فى البداية سخرية كثيرة من قبل الإخوان، وحركات ثورية حينها كانوا يرون أنها ليست ذات أهمية أو حتى وزن سياسى لحركة جمع توقيعات من الشعب المصرى بالرقم القومى، إلا أن الفكرة انتشرت وفى جميع أنحاء مصر، واستطاعت فى خلال شهرين أن تجمع 22 مليون توقيع، وتم تحديد يوم 30 يونيو لتخرج مسيرات كثيرة وعمل مليونات فى جميع ميادين مصر لسحب الثقة من محمد مرسى، وهو ما كان فى الثالث من يوليو. ليصبح محمود بدر أحد اللاعبين الأساسيين فى صنع 30 يونيو.
ثم أصبح محمود بدر من ضم الأسماء التى تم ترشيحها للجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور، مما أثار اختياره جدلًا كبيرًا بين عدد من السياسيين والنشطاء، ولكنه لم يلتف لأحد، وأصبح عضوًا مؤثرًا داخل اللجنة.
ظل الفتى الثائر يدافع عن كل شعب يعيش ثورة، فدافع عن البحرين، وظل ينادى بحريتها والدفاع عن حقوقها، ثم ظل يدافع عن ثورات الربيع العربى مثل ثورة تونس وثورة ليبيا وثورة اليمن، وأيضًا ظل يهاجم نظام بشار الأسد، ويساعد العديد من السوريين، من خلال لقاءات كثيرة فى عدد من البرامج الفضائية يعبر من خلالها عن رأيه فى الثورات العربية.
أكثر الأشخاص المؤثرين فى محمود بدر عمه عمرو بدر منسق حملة «مرشح الثورة» حمدين صباحى، وعضو سابق بالانتخابات البرلمانية بدائرة شبين القناطر بالقليوبية، وكاتب بجريدة التحرير، وأكثر الأشخاص الذين أثروا فى محمود بدر أيضاً الإعلامى الكبير وائل الإبراشى، الذى ظل يتعلم على يديه الصحافة وكيفية عمل التحقيقات، وكشف الحقيقة للشعب.
-مصطفى حجازى .. المؤثر
فى لقاءاته الإعلامية يعرفه الإعلاميون بأستاذ العلوم السياسية ومؤسس التيار المصرى ، الغامض صاحب الأفكار والنظريات، واحد من الوجوه الجديدة المتداخلة مع الحياة السياسية فى مصر، ولكن ليس تحت الأضواء مثل آخرين، لقلة الظهور الإعلامى وحواراته الصحفية.
كما يُعرف بأنه أحد أهم الضيوف الذى يمكن سؤاله عن الاستراتيجيات السياسية، للتعليق على الأحداث الجسام، وأصبح فى ليلة وضحاها محط اهتمام العالم والمصريين.
مصطفى سعد الدين حجازى، والملقب من قبل الغرب ب« ريتشارد جير العرب».. هكذا يطلقون عليه.. لكونه من أبرز الشخصيات العربية التى تجيد التعامل مع الإعلام بكفاءة واحتراف، وأحيانًا بقليل من العنف المبرر، وليس أدل على ذلك المؤتمر الصحفى العالمى الذى عقده حجازى باعتباره مستشار الرئيس عدلى منصور للشئون السياسية، وفيه أثبت أنه اختيار موفق لمؤسسة الرئاسة، وكشف الفارق بينه وبين من كان يعتمد عليهم مرسى.
ولد الدكتور مصطفى حجازى فى خمسينيات القرن الماضى بالقاهرة، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدكتوراة فى الفلسفة والهندسة والإدارة الاستراتيجية للأزمات من جامعة جنوب كاليفورنيا، ليصبح أحد أهم الخبراء الدوليين فى مجال التخطيط الاستراتيجى، ثم تخصص فى الإدارة والتفكير الاستراتيجى والتطوير المؤسسى، ليحصل على منصب عضو مؤسس لمعهد حوكمة الشركات الأوروبية» european corporate governance institute»، وعضوًا فى اللجنة الاستشارية التابعة للبنك الدولى، وأيضا عضو فى مجلس أمناء المؤتمر العالمى الإسلامى للتنمية.
وأسس«حجازى» مركز متخصص فى التفكير والشركات العاملة فى مجال الحكم والتنمية من الشركات والمؤسسات الاستراتيجية، ويشمل مجال عمله تقديم خدمات استراتيجية لتطوير الكيانات والمجتمعات. كما عمل لفترة فى تريس العلوم السياسية فى قسم مفوضية الاتحاد الأفريقي.
خبير دولى بمجال الدراسات الاستراتيجية
يحمل الدكتور «حجازى» 20 عامًا من الخبرة الدولية الشاملة والإدارية فى مجال الاستشارات الاستراتيجية، وحوكمة الكيانات الاقتصادية والاجتماعية، وإدارة الاستثمار، والسيكولوجية المؤسسية والتنمية المستدامة، ومؤسسة نسق للفكر الإنسانى، ومركز المربع للفكر الاستراتيجى، وواضع منهجية أكمى للتنمية المستدامة، والتى تعد منهجية متفردة فى مجال النشأة والتطور الاستراتيجى للكيانات الاقتصادية والاجتماعية.
غطت خبرات الدكتور حجازى أمريكا الشمالية و الكتلة الغربية من الاتحاد الأوروبى، واتسعت خبرات الموسعة إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث قضى فى خدمة هذا المجال إلى ما يقرب من 17 عاما فى العديد من دول العالم .
وأثناء شغله لمنصب مدير معهد «أكمى كورب» للتفكير الاستراتيجى، وضع «حجازى» العديد من برامج بناء القدرات المؤسسية، والتى تضم على سبيل المثال لا الحصر،علم النفس المؤسسى، و حوكمة الشركات من مؤسسة إلى وظائف، واستراتيجية بارادايم المستدامة، ومبدأ مؤسسة استراتيجية الصندوق، و استراتيجيات قناة الاستثمار الخاصة.
لقب المفكر الاستراتيجى بالعديد من الألقاب على المستويين الدولى والمحلى، فى الإعلام الغربى حصل على لقب «ريتشارد جير العرب»، وفى القاهرة وصفه الإعلامين ب«الرجل المناسب فى المكان المناسب»، و «صوت مصر الجديد»، واختصه الإعلامى عمرو أديب بوصف «مصرى واحد بيفرق كتير».
ل«حجازى» العديد من المؤلفات التى ترجمت لأكثر من لغة حية، يأتى على رأسها مؤلفات منها «التخلف الاجتماعى: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور»، الصحة النفسية: منظور دينامى تكاملى للنمو فى البيت والمدرسة»، «لماذا العرب ليسوا أحراراً؟»، «الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية».
تردد عن الدكتور مصطفى حجازى بعض الشائعات، نظرًا لغياب المعلومات الوفيرة عن الفترة السابقة لظهوره على الساحة السياسية وخاصة بعد انضمامه إلى مستشارى الرئاسة، أنه كان أحد مدربى مهارات التغيير السلمى للنشطاء السياسين فى صربيا.
كما ترددت شائعات أخرى بناءً على اختفاء الرجل وعدم ظهوره إعلاميًا، أنه رجل القوات المسلحة القادم المدعوم بقوة للترشح لرئاسة الجمهورية.
الدكتور مصطفى حجازى، يمثل فئة من المفكرين المنكفئين على أنفسهم، يفضلون الابتعاد عن الأضواء، قليلو الظهور فى الإعلام، والحفلات والندوات والمناسبات الخاصة. وعلى الصعيد الدولى يتمتع «حجازى» بقدر كبير من العلاقات الدولية المهمة من رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء وسفراء، بالإضافة إلى المفكرين والخبراء الدوليين، وكذلك على صعيد الشرق الأوسط، فهو يتمتع بشخصية ذات كاريزما خاصة، يغلفها الفكر المستنير والدبلوماسية الحكيمة، مما جعلت منه حديث الأوساط السياسية.
-المسلمانى .. معارض فى قصر الرئاسة
عرفناه إعلاميًا متميزًا؛ صاحب رؤية سياسية مهمه بحكم عمله فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بعد تخرجه فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة 1992- .. وكان كل ذلك من خلال إطلالته علينا قبل سنوات على الشاشة ببرنامجه «الطبعة الأولى» على قناة « دريم » الذى طالما اعتبره البسطاء بوابة عبورهم لفهم المصطلحات السياسية المعقدة بطريقة سهلة بعيدة عن تكلف السياسيين فى أحاديثهم أحادية الجانب فهم تعودوا على الحديث من بروج عالية لتسمعهم الصفوة وأصحاب النفوذ والمصالح؛ أما البسطاء فيبدون من الأعلى صغارًا لا وزن لهم ولا قيمة؛ فقرر هو اقتحام تلك المنطقة الرمادية وتوصيل الحقائق والمعلومات العلمية والسياسية بمصطلحات بسيطة يفهمها رجل الشارع العادى.. عن المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية أحمد المسلمانى نتحدث .. وقف المسلمانى فى ظل النظام الأسبق موقفًا يحسب له عندما امتلك وسيلة تعبير عن رأيه فى ظل نظام قمعى وراح ينتقد الحكومة وقراراتها السياسية والاقتصادية على مدار عدة سنوات جعلت من برنامجه منافسًا قويًا لبرامج التوك شو رغم أنه لم يحسب عليها أو ينتمى لها يومًا .
بعد ثورة 30 يونيو ألقى النظام الجديد على عاتق المسلمانى مسئولية ربما تكون الأصعب - فى وجهة نظرنا - وهى منصب المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية .. لكن لماذا هى الأصعب ؟ ذلك لأن المستشار الإعلامى من واجباته توصيل رسالة صحيحة عن المؤسسة التى يعتبر وجهًا لها ؛ ولأن مؤسسة الرئاسة وقفت على رأس المؤسسات المعرضة للإهانة والتجريح والسب والقذف خاصة مع تولى مرسى ورجاله لها وانحطاط قدرها على أيديهم؛ كان على المسلمانى أن يطرح الوجه الحقيقى لتلك المؤسسة - المؤقتة - بعد ثورة 30 يونيو؛ ولأن منصب المستشار الإعلامى ليس بجديد عليه بصفته عمل لسنوات طويلة مستشارًا شخصيًا للعالم الجليل أحمد زويل وساهم كثيرًا فى توصيل رسالته للمصريين بشكل صحيح وواع؛ فهو يعرف أدق تفاصيل المهنة، وإن اختلفت ما بين عالم كبير أو رئيس جمهورية؛ المهم أنها محددة ومن بينها وضع خطة إعلامية لمؤسسة الرئاسة؛ والإعلان عن بعض القرارات التى تخرج من المؤسسة بجانب ترتيب لقاءات الرئيس بالإعلاميين لشرح وجهات نظر الرئاسة للإعلام فى القضايا المثارة على الساحة.. استطاع المسلمانى أن يؤدى دوره بخبرة رجل سياسة فى المقام الأول بحكم عمله فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية؛ وكونه إعلاميًا يعرف أصول المهنة ومتطلباتها.. خرج فى جولات مكوكية بناءً على تكليف من الرئيس عدلى منصور على الأحزاب والقوى السياسية لمناقشة أمور سياسية معهم من بينها خريطة المستقبل ولجنة تعديل الدستور، وذلك بمجرد توليه المنصب.. وبعد ستة أشهر من العمل داخل القصر الرئاسى ظهر كشف الحساب الخاص بالمسلمانى، والذى يؤكد أن الرجل استطاع رسم سياسة إعلامية للمؤسسة التى ينتمى إليها ؛ فكان دائم التواجد فى الأزمات؛ لا يبخل على وسائل الإعلام والفضائيات بتصريحات توضح ملابسات القضايا المهمة؛ بل جلس على كرسى الضيف كثيرًا من أجل توصيل رسائل النظام للشعب بشكل كامل؛ ربما وقع فى أخطاء فليس من بيننا معصومًا منها؛ لكن كشوف الحساب تعتمد على ميزان إن رجحت كفة الصواب على كفة الأخطاء يكون الرجل قد حقق النجاح فى مهمته.. انتظرنا طويلًا أن يجلس رجال المعارضة على مقاعد السلطة لتحقيق أهداف نادوا بها لسنوات طويلة، وهم على مقاعد المعارضة من أجل التغيير؛ ورغم أن مقاعد السلطة ربما تغير من صفات أصحاب النفوس الضعيفة إلا أن المسلمانى الشاب الريفى الذى خلق لنفسه مساحة خاصة على مقاعد الإعلام والمعارضة لم يتغير بمغريات كرسى السلطة حتى الآن.
-أحمد «الطيب».. الصوفى هازم الإخوان
صوفى، أزهرى، عُرف بين أقرانه بالطيبة فأُطلق عليه «الطيب» اسمًا ولقبًا، وبادر فى إبريل 2011 برد جميع المبالغ المالية التى تقاضاها كراتب منذ توليه مسئولية المشيخة، طالبًا العمل دون أجر دعما للاقتصاد المصرى الذى يمر بأزمة بعد ثورة 25 يناير.
هو الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذى تم تعيينه شيخًا للأزهر فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى 19 مارس 2010 خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوى، وكان «الطيب» وقتها رئيسًا لجامعة الأزهر وعضوًا بالحزب «الوطنى» المنحل، ولكن بمجرد تعيينه شيخًا للأزهر، قدم استقالته من عضوية الحزب نهائيًا لإبعاد المؤسسة الدينية عن الصراعات السياسية.
ينتمى «الطيب» كمريد صوفى إلى الطريقة «القصبية الخلوتية» نسبة إلى مؤسسها العالم الجليل الشيخ حسن القصبى الذى كان من كبار المناضلين الوطنيين ضد الاستعمار الفرنسى، وعلى الرغم من تصوفه إلا أن مطالبته الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد خلال استقباله بالقاهرة بعدم سب صحابة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وأم المؤمنين «عائشة» تحديدًا، رفع من شأنه فى قلوب المصريين عامة و«السلفيين» خاصة، كما حاز على احترام دول الخليج العربى عندما طالب «نجاد» بعدم التدخل فى شئون دول الخليج العربى.
ولكن موقفه ضد «أخونة الأزهر» أشعل النار فى نفوس الإخوان، خصوصًا أن الجماعة لم تنس له موقفه الرافض لوصول عبدالرحمن البر «مفتى الإرشاد» لمنصب مفتى الجمهورية، خلفًا للدكتور على جمعة، ما أدى لشن حملة شرسة ضده على مواقع التواصل الاجتماعى من قبل اللجان الإلكترونية للجماعة، حيث نشطت الحملة فور الإعلان عن تسمم مئات من طلاب المدينة الجامعية، وهو ما اعتبرته الجماعة ولجانها فرصة لن تعوض للنيل من الرجل فى محاولة لعزله من منصبه.
وأثناء اندلاع مظاهرات الغضب فى مختلف الميادين قبل ثورة 30 يونيو، كان شيخ الأزهر فى مسقط رأسه بقرية «القرنة» بالأقصر، بعد أن اختار أن يكون وسط أهله لدواعٍ أمنية، حتى تلقى اتصالًا هاتفياً من الفريق أول عبدالفتاح السيسى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع، عقب إذاعة البيان التاريخى الذى أعطى فيه جميع القوى السياسية والحزبية والثورية مهلة 48 ساعة للخروج من الأزمة التى مرت بها مصر آنذاك.
وبحث الفريق والشيخ سُبل الخروج من الأزمة، وكيفية وأد نيران الفتنة بين المصريين جميعًا سواء معارضين أو مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى، وما هى إلا ساعات وأرسل «السيسى» فى صباح الثلاثاء 4 يونيو طائرة خاصة نقلت «الطيب» من مسقط رأسه إلى وزارة الدفاع ليشارك فى وضع خارطة طريق مستقبلية لمصر، وهو ما انفردت «الصباح» بنشره فى عددها الرابع.
وخلال اللقاء أعرب شيخ الأزهر عن انحيازه لإرادة الشعب المصرى، قائلاً: «لا خيار أمامنا الآن إلا الانحياز لإرادة الشعب الكريم»، وهو الموقف الذى لقى ترحيب «السيسى» و«البرادعى» والبابا تواضروس الثانى الذى كان حاضرًا للقاء.
وقال الطيب حينها عبارته الشهيرة «أستند فى موقفى إلى ارتكاب أخف الضررين والذى يعد واجبًا شرعيًا نظرًا لتمسك كل طرف برأيه، ورفضه التزحزح عنه» لذلك أوافق على المقترح المتضمن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى الرئاسة مؤقتًا رئيس المحكمة الدستورية العليا، ويتم تعطيل الدستور مؤقتًا لحين تشكيل لجنة لتعديله.
وبعد مشاركته فى وضع خارطة الطريق التى عزل «مرسى» بموجبها، شن الإخوان هجوما لاذعًا على شيخ الأزهر، ووصفوه ب«شيخ العسكر»، وانقلب عليه عدد من علماء الأزهر الذين كانوا خلايا نائمة داخل المشيخة، ومنهم يوسف القرضاوى المعروف «بإمام الدم»، والذى تفرغ لانتقاد الأزهر وشيخه.
وعلى الرغم من تطاوله المتكرر على شخص شيخ الأزهر وإساءته للمؤسسة الدينية وعلمائها الأفاضل بإصداره للفتاوى التحريضية ضد الجيش المصرى، إلا أنه رفض للمرة الثالثة اتخاذ أى موقف ضده بوصفه عضوًا فى هيئة كبار العلماء، حين عرض أحد أعضاء الهيئة على «الطيب» مذكرة يطالب فيها بفتح باب التصويت لشطب «القرضاوى» من عضوية «كبار العلماء» بسبب تصريحاته الأخيرة ضد الجيش المصرى، حتى لا يتم تفسيرها على أنها آراء تعبر عن وجهة نظر الهيئة.
وعلى الرغم من تطاول العديد من قيادات الإخوان عليه، إلا أنه تلقى الإهانات بصدر رحب، وقال بتسامح شديد إنه «لن يتخذ أى موقف قانونى من الذين أساءوا لى».
-أردوغان .. أصبع الإخوان التركى
إخوانى معسول اللسان، يثبت أن الانتماء للجماعة يتجاوز الحدود الجغرافىة، وأن التنظيم بالنسبة لأعضائه أهم من الوطن.. كان أول من رفع إشارة «رابعة» أمام الإعلام العالمى فى 2013، رغم أنه بالتأكيد لا يعرف أين يقع مسجد رابعة العدوية، وتدخله فى الشأن المصرى الداخلى دفع الحكومة المصرية إلى طرد سفىر بلاده من القاهرة، ولعل رجعة السفىر لن تكون الا بسقوط رئيس وزرائه.
رجب طيب أردوغان هو النموذج البراجماتى المعدل من أستاذه نجم الدين أربكان، وإذا كان أربكان استطاع الحصول على الأغلبية، وتشكيل الحكومة بحزب إسلامى فى تركيا مرتين، (السلامة الوطنى أولاً فى 1974 ثم الرفاة فى المرة الثانية عام 1996)، لكن فى كل مرة كان الجيش، حامى العلمانية فى تركيا، يتدخل ويسقط حزبه الاسلامى.. من هنا تعلم «رجب» الدرس من «صاحبه».. وعرف أن الطريق الإسلامي يجب أن يمر عبر عمليات تجميل كثيرة كى ينجح فى تركيا.
ولد «رجب طيب أردوغان» فى عام 1954 فى أفقر أحياء مدينة إسطنبول التركية لأسرة من أصول قوقازية فقيرة، والده كان يعمل بالحرس البحرى التركى على ساحل البحر الأسود، ولم تكن أسرته ثرية، لهذا زرعت فى وليدها التدين منذ نعومة أظفاره، لأن الفقراء عندما لا يجدون مردودًا فى الدنيا يحلمون بالآخرة.. وكان متشددًا فى أفكاره الدينية لدرجة جعلت مدرس التربية الدينية يطلق عليه اسم «الشيخ رجب». «أردوغان» الغلام كان يخرج بعد المدرسة ليبيع البطيخ والسمسم والليمون فى شوارع إسطنبول، من أجل كسب أموال إضافية تساعده وأسرته، ومن هنا عرف أن الأفكار الدينية وحدها لا تكفى، بل يجب أن يدعمها نجاح فى الشارع.
اهتماماته المبكرة بالسياسة جعلته يلتحق بكلية الاقتصاد فى جامعة مرمرة، وعلى الرغم من طموحه السياسى إلا أن كرة القدم كانت تجرى فى دمه، وظل يمارسها خلال دراسته الإعدادية والثانوية والجامعية لمدة 16 عامًا، وكان على وشك احتراف اللعبة، لكن طموحه كان أن تصفق له الجماهير فى البرلمان وليس فى الاستاد.
معاداته للعلمانية ظهرت منذ انضمامه للجيش، وحينما طُلب منه حلق شاربه الذى يخالف القوانين العلمانية رفض بإصرار، وقام بتسمية أحد أبنائه «نجم الدين» على اسم أستاذه نجم الدين أربكان، وجعل إحدى بناته تكمل دراستها فى أمريكا لعدم السماح لها بالدراسة فى الجامعات التركية بحجابها.
ورغم الوجه الإسلامى الذي يحب أردوغان أن يرتديه فإن الكثيرين من الأتراك يرونه مراوغًا مزدوج الشخصية، لأنه على عكس الكثير من الإسلاميين لا يرفض مصافحة النساء، لأن هذا فى رأيه يفسد إمكانيات الحوار والتواصل، لكنه يستغفر الله كلما صافح امرأة، وعلى الرغم من أن أردوغان لطالما كان يردد «الحجاب شرفنا» إلا أنه لم يتطرق إلى الحجاب فى حملته الانتخابية، وعلى الرغم من تمسكه والتزامه الدينى إلا أنه قام بإلغاء قانون يجرم الزنى، وذلك من أجل عيون الاتحاد الأوروبى.
طريق أردوغان السياسى بدأ بقيادته للجناح الشبابى لحزب «الوطنى» الذى أسسه نجم الدين أربكان، ثم انضم إلى حزب الرفاه عام 1984، ودخل السجن لمدة 4 شهور، ثم استغل بعدها حظر حزب «الفضيلة» وانشق مع عدد من الأعضاء، منهم عبدالله جول، وأسس حزب «العدالة والتنمية»، والذى أكد منذ نشأته على احترامه لمدنية الدولة للوصول إلى هدف «أتاتورك» بإقامة مجتمع متحضر فى إطار القيم الإسلامية، وبالفعل خاض الحزب الانتخابات التشريعية عام 2002 واستطاع تحقيق الأغلبية الساحقة، وتولى «جول» رئاسة الحكومة كى يسقط الحكم القضائى عن زميله «أردوغان»، وبالفعل استطاع تولى رئاسة الحكومة فى مارس 2003.
ورغم النجاح الاقتصادى المشهود الذى حققه أردوغان خلال عشر سنوات تولى فيها رئاسة الحكومة، حيث أشرف على تحويل تركيا من دولة متأزمة اقتصاديًا إلى أسرع الاقتصاد نموًا فى أوروبا، إلا أن وجهه الإسلامى بدأ يظهر بوضوح.. باستحياء فى البداية ثم بسفور مع الوقت.. ومساندته غير المشروطة لجماعة الإخوان فى مصر رغم أن هذا ليس فى صالح أنقرة تدل على أن أجندة أولوياته ليست تركية الهوى، بل هى تملى عليه من قيادات الجماعة فى مكتب الإرشاد.
أردوغان (الذى يرفض تعلم الإنجليزية ) لا يسمح بأى نوع من المعارضة، وسجن مئات الضباط فى الجيش بتهمة التآمر على الانقلاب ضده، فيما خرج الآلاف من الأتراك فى تظاهرات سلمية سرعان ما تحولت إلى اشتباكات هى الأعنف فى تاريخ تركيا خلال سنوات طويلة، بعدما أصرت الحكومة على تحويل ميدان تقسيم لمنطقة تجارية، وعندما اعترض الشباب التركى لم يجد أردوغان غضاضة فى أن يرد عليهم بالغاز والخرطوش والرصاص كعادة الطغاة.
فى الأيام القليلة الماضية لاحقت قضايا الفساد «حكومة أردوغان»، والذى أثبتت التحقيقات فيها تورط 24 شخصا بينهم نجلا وزيرى الداخلية والاقتصاد فى تركيا، كما أثبتت أيضا تورط مدير عام بنك «هالك بنك» سليمان أصلان فى قبول رشاوى وعمولات، كل ذلك أدى إلى اهتزاز الثقة بحكومة أردوغان، مما دفع 4 وزراء لتقديم استقالتهم لكن أردوغان رفضها.
-فلاديمير بوتين.. الحليف القوى
«لا أحد يعرف عن صمته شيئًا» بتلك الكلمات وصفته زوجته «لودميلا بوتينا»، اشتهر كثيرًا بحبه لرياضات فنون الحرب، إضافة إلى ألعاب أخرى تعشقها بعض حسناوات بلاده مثل كرة المضرب، وقد اعترف هو نفسه أن والده عمل طباخًا فى أحد بيوت جوزيف ستالين القروية فى جورجيا، «بوتين» حصل على المركز الأول فى قائمة مجلة فوربس لأكثر الشخصيات العالمية تأثيرًا عام 2013.

ولد «بوتين» فى 7 أكتوبر عام 1952 فى سانت بطرسبورج، خريج كلية الحقوق من جامعة لنينجراد فى عام 1975، وأدى خدمته العسكرية فى جهاز أمن الدولة، تم انتخابه فى 26 مارس 2000 رئيسًا لروسيا الاتحادية، وتولى منصبه فى 7 مايو 2000، وأعيد انتخابه للرئاسة فى 14 مارس 2004 وهو يشغل منذ 8 مايو عام 2008 منصب رئيس وزراء روسيا الاتحادية.
وقد أعيد انتخابه رئيسًا لجمهورية روسيا الاتحادية فى 4 مارس، 2012، وبعد فرز 88.06% من الأصوات، تبين حصوله على 64.72% من الأصوات، وهو ما لا يجعل هناك حاجة إلى جولة ثانية من الانتخابات، حيث يشترط القانون حصول الفائز على أكثر من 50% للفوز بالانتخابات من المرحلة الأولى، وكانت جهات من المعارضة اتهمته بتزوير الانتخابات وخرجت إثر ذلك مظاهرات عديدة.
كانت «لودميلا بوتينا» زوجة فلادمير بوتين إلى أن أعلنا طلاقهما عبر التليفزيون الرسمى فى يونيو 2013، أنجب الزوجان ابنتين: ماريا - ولدت عام 1985 وكاترينا- ولدت عام 1986، ويعرف عليه إنه عارض الحرب الأمريكية على العراق، يتقن اللغتين الإنجليزية والألمانية إلى جانب الروسية، وحاصل على شهادة الدكتوراه فى العلوم الاقتصادية، فهو رجل استخبارات من الطراز الأول، تحول إلى سياسى بارز ثم زعيم فى نظر شعبه ثم قائد قوى التف الجميع حوله لإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادى والسياسى بعد تفكك الاتحاد السوفيتى، فقد أعاد إلى الروس ثقتهم بأنفسهم بعد أن أنقذ بلاده من شبح الانهيار، وقال عنه المحللون إنه «رجل بلا وجه ولا روح»، فالمعلومات القليلة التى يعرفها الناس عنه تضفى إليه صفة جديدة هى الغموض.
منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، حاولت موسكو إعادة العلاقات مع مصر ومنحها مساعدات عسكرية ضخمة لإعادة التعاون العسكرى المفقود منذ حرب أكتوبر 1973، وسرعان ما فوجئنا بزيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين وبصحبتهما مسئولون دفاعيون وشركات تصدير الأسلحة الروسية، وقيل إن ذلك تمهيد لزيارة «بوتن» إلى مصر.
ومنذ أن بدأت الأزمة السورية، كان هو أقل المسئولين فى العالم حديثًا عما يجرى هناك، فضّل العمل من وراء الستار، فزوّد النظام السورى بالأسلحة التى يحتاجها فى معاركه ضد المعارضة المسلحة، وظل يحاول التوصل إلى حل ينقذ حليفه الأبرز فى الشرق الأوسط ويعزز مكانته، ونجح «بوتن» فى إحباط المخطط الأمريكى للتدخل العسكرى فى سوريا، بمبادرة الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية ووضعها تحت المراقبة الدولية.
ورغم أن معارضيه دائما ما يتهمونه بتحديه المستمر للبرلمان الروسى وسياسة القبضة الحديدية التى يتبعها تجاه الصحافة فى بلاده، فإن شعبيته زادت صيتًا بين دول الغرب.
أما عن القضية الأشهر فى روسيا، هى قصة مغنيات فرقة «بوسى رايوت» وهم ماريا اليوخينا وناديا تولوكونيكوفا، والذى تم اعتقالهم عام 2012 أثناء أداء أغنية تنتقد بوتين ومساندة الكنيسة الروسية له، وتطلب كلمات الأغنية من السيدة العذراء مريم أن تخلصهن منه. وداهم عناصر الأمن المكان بعد ثوانٍ على بدء الأغنية لاعتقال جميع أعضاء «بوسى رايوت»، وحكم على ناديا بالسجن عامين، وأخلى سبيل زميلة لها، لكن ناديا وزميلة ثالثة هى ماريا اليخينا رفضتا الاعتذار فى مقابل الإفراج عنهما فى وقت سابق، ومنذ تلك الحادثة، تحولت فرقة «بوسى رايوت» إلى رمز للاحتجاج على نظام الرئيس بوتين الذى عاد إلى الرئاسة عام 2012 لولاية ثالثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.