بدأت القوى السياسية حربا طاحنة ضد الدكتور محمد البرادعي – نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية – بعد التصريحات التي نسبتها له جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية.. وطالبوا بعزله، واتهموه بخلافة محمد مرسي في مصر، لمحاولة القفز فوق ثورة 30 يونيو مثلما فعل المعزول مع ثورة 25 يناير 2011. وقدم عبد العزيز فهمي، ناشط سياسي بالحزب المصري الديمقراطي، بلاغا للنائب العام ضد الدكتور البرادعي، بصفته وشخصه مطالبًا بعزله واستبعاده من منصبه بسبب تواطئه لصالح أمريكا. استند فهمي في بلاغه لمقال الدكتورة غادة شريف بعنوان "يا برادعي.. لماذا تجهض الثورة؟" والذي يتحدث عن التواطؤ والعمالة التي يقوم بها البرادعي ضد الثورة المصرية وشعب مصر لصالح أمريكا، على حد وصف البيان. وطالب فهمي مؤسسة الرئاسة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد البرادعي، بسبب تهديداته بالاستقالة مع عدم قبول عدد كبير من أفراد الشعب تلك التهديدات، فضلًا عن إحالته للتحقيق، بسبب مخالفته لمطالب الشعب في محاكمة الفاسدين والمجرمين الذي يطالب بالعفو عنهم. وشن الدكتور ممدوح حمزة الناشط السياسي والاستشاريالهندسي العالمي هجوماً حاداً علي الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للشئون الدولية متهماً إياه بممارسة مهمة إنقاذ الإخوان والعمل على تمكينهم من الحكم مرة أخرى. وأضاف حمزة أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي أو المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت أو الدكتور البرادعي ليس من حقهم العفو عن محمد مرسي لأنه متهم في قضايا ولابد من محاكمته فيها أولاً متهماً البرادعي بلعب دوراً خبيثاً لتمكين الإخوان مرة أخرى من الحكم وأنه يعمل وفقاً لخطة أمريكية. واتهم حمزة البرادعي بأنه لا يمثل سوى أمريكا في مصر وأنه لا يمثل الثورة المصرية علي الإطلاق وأنه ليس من حقه الحديث في أي شئ يتعلق بالأمور الداخلية للبلاد باعتبار أن منصبه هو نائب الرئيس لشئون العلاقات الدولية قائلا: "لابد أن يدرك البرادعي أنه في منصب رسمي ولا يتحدث بشكل شخصي ولا يجب أن يمزج بين آرائه الشخصية والموقف الرسمي للدولة". وقالت سكينة فؤاد، مستشار الرئيس لشئون المرأة، حول ما ذكره الدكتور محمد البرادعى، بانه من المحتمل ان يتم الافراج عن الرئيس مرسى فى إطار صفقة، وان الشعب لن يقبل إلا تطبيق القانون على الجميع، كما تتم الآن محاكمة الرئيس الأسبق حسنى مبارك. وأضافت سكينة فؤاد، أنه لا توجد أى نية للانتقام من شخص بعينه، أو إلصاق الاتهامات لاحد دون سند قانونى، مشيرة الى ان الارادة الشعبية تريد ان تعرف حقيقة الجرائم التى تهدد الامن القومى المتهمة فيها الرئيس السابق. وأكدت مستشارة الرئيس، أن العفو ليس منحة من شخص، ولا يمكن التفاوض على دماء، مؤكدة أن الشعب لايريد إلا تطبيق القانون. فى نفس السياق قال محمد أبو حامد، رئيس حزب "حياة المصريين"، إن بيان الدكتور محمد البرادعي أزعجه جداً، مضيفاً أن الشعب المصري أثناء مشاركته في مظاهرات 30 يوليو لم يكونوا غاضبين من الإخوان فقط ولكن غاضبين على الإخوان وجميع النخب السياسية، مشيراً إلى أن الشعب كانت ثقته الوحيدة في مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة. وأضاف أبو حامد، خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "الشعب يريد" على قناة "التحرير" أن الشعب المصري بنزوله أعطى الشرعية للقوات المسلحة. وأشار إلى أن الإخوان ارتكبوا جرائم كثيرة، ولكن البرادعي يتجاهل جميع جرائمهم الإرهابية، وأن الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب كلها جرائم خيانة عظمى والتحقيق سيدين جرائم الجماعة،على حد قوله. وأوضح أبو حامد أنه لا أحد يملك أن يتنازل عن الحق ويعد بخروج آمن، مضيفاً أننا لسنا في صراع سياسي، ولكن في حالة حرب ضد الإرهاب والحياد في حالة الحرب خيانة ويجب على البرادعي أن يدرك هذه الحقيقة مؤكداً أنه لا أحد من السياسيين يدعي بأن له الفضل بنزول الشعب يوم 30 يوليو قائلاً: "اللي مش قادر يشيل المسئولية يمشي". كان الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية قد قال إنه يتمنى إسقاط الاتهامات الموجهة لمرسي "إذا لم تكن جرائم خطيرة". وأضاف "أريد أن أرى عفوا محتملا في إطار صفقة كبيرة لأن مصير البلد أهم بكثير". وأضاف البرادعي إنه لا بد من فض الاعتصامين اللذين تنظمهما جماعة الإخوان في القاهرة من خلال الحوار بعد أن أصدرت وزارة الداخلية إنذارات بأنها ستتخذ خطوات لفض الاعتصامين. وقال: "لا أريد أن أرى المزيد من الدماء..لا أحد يريد ذلك.. ونبذل قصارى جهدنا لأجل ذلك". وأضاف: "لذلك أؤيد حوارا ينبذ العنف في إطار صفقة لوقف كل هذه المظاهرات ثم البدء في بناء البلد." وتابع قائلا: إن الإخوان "في حاجة لأن يتعاونوا". وأضاف: "لكنهم في حاجة بالطبع لأن يشعروا بالأمن.. يحتاجون إلى حصانة.. إنهم في حاجة ألا يشعروا أنهم مستبعدون.. وهي أمور نحن على استعداد لتوفيرها". على الجانب الآخر، كشف مجدى حمدان عضو المكتب التنفيذى لجبهة "الإنقاذ"، أن ترجمة تصريحات نائب الرئيس، والتى أدلى بها لعدد من الصحف الأمريكية جاءت ترجمتها غير دقيقة وغير صحيحة، وتحدث فيها بأن الخروج الآمن للإخوان، مطروح على الطاولة وبالعفو عن الرئيس المعزول إذا كانت التهم الموجهة له غير خطيرة. وأضاف حمدان: أن الترجمة الصحيحة لما قاله هى: "أنه لا مانع من الإفراج عن مرسي إن لم يكن قد ارتكب جرما يخالف القانون"..وبالتالى "البرادعى" أصاب فى حديثه، مشيرا إلى أن "المعزول" أخطأ وارتكب جرائم منها التخابر لصالح دول أجنية، وقتل المتظاهرين فى بورسعيد ، والإتحادية ،والمقطم" ووقع فى فترة حكمة 200 شهيد، مضيفا أن تهمة قتل المتظاهرين يحاكم عليها الرئيس المخلوع إذا سيحاكم بها مرسى. وأوضح عضو تنفيذى الجبهة، أن البرادعى تحدث بلغة السياسة الدولية، مؤكدا أننا لسنا فى خصومة مع مرسى ولكن مع نظام إدارته للبلاد، وارتكب جرائم فى حق مصر.