قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن الرحمة -وما اشتق منها- مفردة مهمة ومكون أساسي في تأسيس فقه الدولة، فهي قلب الإسلام وشعاره، نحتاجها في كل زمان ومكان، فإذا غابت أصبحت القلوب جامدة وخاوية، وقد جرت الإشارة إلي هذه الفضيلة تصريحًا وتلميحًا أكثر من 250 مرة في القرآن الكريم، فضلًا عن أن الرحمة صفة من صفات الله عز وجل وإحدي مشتملات البسملة التي نستخدمها كثيرًا في أغلب شئون حياتنا، وهذا يعطينا رسالة واضحة بأهميتها في الحياة". وأضاف مفتي الجمهورية في تصريحات الليلة، أن قضية التراحم بين الناس هي قضية الإسلام الأولي، فقد حث الإسلام في تكامله علي الرحمة، ودعا إلي التراحم والرفق في الأمور كلها، فقال تعالي: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقال صلي الله عليه وسلم مخبرًا عن نفسه: «إنما أنا رحمة مهداة»، والتشريع الإسلامي إنما يجسد موضوع الرحمة والتراحم المجتمعي. ولفت مفتي الجمهورية إلي أنه قد وردت في السنة النبوية القولية والعملية صورٌ متنوعة وأمثلة رائعة من رحمة رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد كان رحيمًا رؤوفًا بالأطفال وكبار السن والضعفاء، وكان رحيمًا عطوفًا علي المرأة، وكان رحيمًا بالمخطئين، وكان رحيمًا شفوقًا علي الأسري، وكان رحيمًا بالحيوان والطير، وهي رحمة متجردة عن الهوي وعن النفعية الدنيوية والأهداف الشخصية. وأردف قائلًا: إنه صلي الله عليه وسلم كان مصدرًا للرحمة، وباعثًا لها، ومتخلِّقًا بها في جميع أحواله، ورحمته صلي الله عليه وسلم ليست للآدميين فحسب، بل للعالمين، من إنسانٍ، وحيوانٍ، وماءٍ، وهواءٍ، وجمادٍ، وغير ذلك.