أكد وزير الخارجية سامح شكري أن القيادة السياسية تضع دائما نصب أعينها التحديات التي تواجه قارة أفريقيا وشواغلها، انطلاقا من مسئولية مصر وانتمائها الأفريقي. وقال شكري- في كلمة مسجلة وجهها إلي الجلسة الختامية لمنتدي السلام والتنمية المستدامين في نسخته الثانية اليوم /الجمعة/ - أن مصر سعت بفضل قيادتها الحكيمة بألا تقف عند حدود رئاستها للاتحاد الأفريقي، وأن تستمر في النضال مع القادة الأفارقة لاجتياز التحديات التي تواجه قارتنا لبناء مستقبل افضل لشعوب القارة. وأشار وزير الخارجية إلي أن النسخة الثانية من المنتدي ورغم أنها عقدت افتراضيا إلا أنها حظيت باهتمام واسع علي أعلي مستوي انعكس في حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء الدول والحكومات الأفريقية علي المشاركة فيها وتوجيه كلمات مسجلة للمنتدي، فضلا عن مشاركة عدد كبير من الوزراء وكبار المسئولين من دول أفريقيا، ومن منظمات دولية وإقليمية والشركاء الدوليين ومراكز الأبحاث والمجتمع المدني ما يؤكد اقتناع دول القارة بأهمية المشاركة الفعالة في منتدي أسوان باعتباره منصة رفيعة المستوي تثري العمل الأفريقي المشترك للتعاون مع الأطراف الدولية من خلال تبادل الاراء والخبرات. وأوضح انه علي مدار الأيام الخمس الماضية أبرز المنتدي القضايا المطروحة علي الساحة الأفريقيي بهدف توثيق العلاقة بين السلام والتنمية المستدامين وبحث سبل تجاوز الاوضاع غير المسبوقة التي تشهدها قارتنا في مختلف مناحي الحياة، وذلك من خلال اتخاذ خطوات عملية وفعالة وواقعية للتعافي بشكل أكبر والبناء بصورة اقوي. وأعرب عن شكره لكافة المشاركين والمتحدثين في المنتدي علي اسهاماتهم الفعالة في مختلف الجلسات ومشاركتهم المحورية في اثراء النقاشات. واوضح وزير الخارجية أن مداولات الدورة الثانية لمنتدي أسوان أظهرت أن أثار جائحة كورونا تؤثر علي الجهود المبذولة لتحقيق السلام والتنمية والاستقرار والتنمية المستدامة.. مشيرا إلي أن التحديات الناجمة عن جائحة كورونا تتطلب سياسة شاملة وطويلة المدي من أجل دعم قدرات الدول الأفريقية علي التعامل مع المخاطر والأزمات، فضلا عن ضرورة معالجة قضايا العنف ومنع نشوب الصراعات وإعادة الإعمار والبناء للحفاظ علي الاستقرار وتحقيق التنمية في مرحلة ما بعد الأزمات والنهوض بدور المرأة والشباب لدفع اجندة السلم والامن. وشدد شكري علي أن التضامن الأفريقي البناء في مواجهة تحديات القارة لهو السبيل الأمثل لدفع جهود التنمية في الدول الافريقية تحقيقا لآمال شعوبنا وتعظيما لدور القارة علي الصعيد الدولي، مشيرا إلي أن مصر هدفت من تدشين هذا المنتدي إلي إثراء روح التكاتف والتضامن لارسال صوت الشعب الأفريقي إلي المجتمع الدولي من خلال المداولات الأمر الذي ستترتب عليه تحفيز المجتمع الدولي لمساندة تطلعات القارة ما يعزز من آلياتها في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ومن خلال تطوير مشروعات البنية التحتية والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات، وبحث سبل توفير التمويل المستدام وتسخير التجارة من أجل دعم السلم والأمن وهي كلها محالات تضطلع بدور رئيسي في مرحلة التعافي ما بعد جائحة كورونا. وشدد علي أن تحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية يعد أمرا يصعب تحقيقه دون سواعد شباب القارة وسيادتها، حاضر اليوم مستقبل الغد، باعتبارهم الأساس في دفع أجندة السلام والأمن، مشيرا إلي الحرص علي أن تتضمن النسخة الثانية للمنتدي جلسة حوار شبابية تبرز المساهمة الإيجابية للشباب الأفريقي في تجاوز آثار كورونا، وفي دفع أجندة السلم والأمن والتنمية في القارة الأفريقية، فضلا عن التركيز علي الدور الايجابي للمرأة في استدامة السلم والأمن بقارتنا لتحقيق الرخاء والأمن والسلام. وأضاف أنه ومن هذا المنطلق يجب علينا تمهيد الطريق أمام الشباب في القارة لاستكمال ما بدأه الأباء من أجل تحقيق الرخاء والتنمية لشعوبنا واستغلال هذا المنتدي باعتباره محفلا مستداما لتحقيق أهداف التنمية الافريقية 2063. وأعرب عن ثقة مصر التامة، بالرغم من التحديات، في قدرة دولنا وشعوبنا علي التغلب علي الأزمة الراهنة التي تشهدها قارتنا والعالم بأسره والعبور إلي بر الأمان.. معبرا مجددا عن التقدير للشركاء الذين قدموا الدعم للمنتدي. وأشار شكري إلي أن مصر تضامنت أفريقيا في نضال الاستقلال واليوم ندعوكم إلي نضال أفريقي جديد في مواجهة الأثار المترتبة علي جائحة كورونا.. معربا عن الأمل في أن نلتقي وجها لوجه في النسخة الثالثة لمنتدي أسوان ونتطلع إلي استمرار المشاركة الواسعة فيها والتوسع في الشراكات الخاصة بها وتعزيز التعاون فيما بيننا من أجل متابعة الاستخلاصات الصادرة عن منتدي أسوان ووضعها موضع التنفيذ. وأكد، في ختام كلمته، أن الشعوب الأفريقية تستحق منا جميعا أن نعمل بلا كلل من أجل تنمية موادر قارتنا لصالح جميع للشعوب في إطار من التعاون البناء الذي كما يقدر حق تلك الشعوب في التنمية يعترف أولا بحقها في الحياة. ومن جانبه.. وجه الرئيس الكونغولي رئيس الاتحاد الافريقي فيليكس تشيسكيدي تشيلومبو - في كلمة مسجلة وجهها إلي المنتدي - الشكر إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعوته للمشاركة في المنتدي في نسخته الثانية، الذي يعد فرصة لتبادل الأراء حول سبل تعزيز السلام والأمن في ربوع القارة. وأشار إلي أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير علي الدول الأفريقية، كما كان لها تداعياتها علي الاقتصاد العالمي، وأثرت علي حياة الملايين في قارتنا، موضحا أننا نعمل جاهدين علي تقليص الأثار الشديدة لجائحة كورونا. وأكد علي أهمية تسخير موارد الدول للتصدي لهذه الجائحة.. داعيا كافة دول القارة لاتخاذ الاجراءات لتحقيق التنمية المستدامة وأن تضع صوب اعينها أهمية تقليص الاثار السلبية والقيام بالواجبات الأساسية في تخفيض الفقر والمجاعة وتقوية البنية التحتية. وأشار إلي المخاطر الشديدة التي سببتها كورونا بالنسبة للأسر.. مشددا علي ضرورة تحسين مستوي المعيشة لشعوب القارة واتخاذ اجراءات صحية قوية وراب أي صدع في السياسات الصحية. واعتبر رئيس الاتحاد الافريقي أن تطبيق السياسات بطريقة فعالة يجنبنا مخاطر كبيرة ويقوي صمود دولنا. وأعلن السفير أحمد عبد اللطيف المدير التنفيذي لمنتدي أسوان السلام والتنمية المستدامين في نسخته الثانية - خلال الحلسة الختامية - استخلاصات المنتدي التي تضمنت من بينها ضرورة التغلب علي الآثار السلبية لجائحة كورونا عن طريق تعزيز القدرات الدوائية وإمكانية توزيع اللقاحات عبر أنحاء القارة وتعزيز المراكز الأفريقية للسيطرة والتحكم. وقال إن الاستخلاصات شملت كذلك ضرورة التركيز علي إعادة البناء بشكل أفضل من خلال تعزيز الاستجابة والتعامل مع جائحة كورونا، واصلاح القدرات في المؤسسات الصحية، وتوسيع نطاق الخدمات والرعاية الاجتماعية، واتخاذ إجراءات لدعم الهيئات الصحية، وتفعيل مركز إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراعات والتغلب علي أسباب الضعف وبناء السلام، وعلينا إعطاء شمولية وتصميم سياسات لتلبية احتياجات تغير المناخ، وادماج أشخاص النازحين نتيجة جائحة كورونا ووضع خطط لدمج الشباب في العمل وتعزيز التعاون مع المؤسسات المالية واعطاء أولوية لتنفيذ أجندة المرأة والتركيز علي البنية الأساسية والتجارة، وحث المجتمع الدولي لإلغاء الديون، وتمديد خدمات دفع الدين والإسراع لتعزيز التعاون في إطار منطقة التجارة الحرة القارية، وتعزيز الاسهام في الاستثمار والتصنيع في القارة، وتقييم أوجه الضعف في المؤسسات المحلية وتعزيز الاقتصاد الأخضر والرقمنة بما يؤكد بناء مركز متكامل بين العمل والسلام للتصدي للتحديات. وأضاف أنه بالنسبة لإعادة البناء فإن استخلاصات المنتدي تشير لضرورة وضع سياسات مالية وتنويع مصادر التمويل، وعلينا إعطاء أولوية لإعادة الإعمار وتوفير احتياجات الاتحاد الافريقي لحفظ السلام. وأوضح أنه بالنسبة لتعزيز الشراكات نحو تعاف أقوي يجب تعزيز التعاون بين دول القارة وبناء قدرات الدول لمواجهة التحديات، إضافة إلي تعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن لتحقيق طفرات في مبادرة اسكات البنادق. وأشار إلي أن الاستخلاصات شملت استخدام الثقافة والتراث والفنون لخلق شبكة من الخبراء ودراسة ممارسات والاستفادة من منتدي أفريقيا لدعم التعاون بين الدول.