آوى إلى فراشه مهموماً حزيناً بعد عزله من العمدية نتيجة لثورة شعبية عارمة ضده،.. وفى الثلث الأخير من الليل قام من نومه فزعاً وهو يردد أنا معى الشرعية ولن أتنازل عن العمدية وراح يكرر أنا معى الشرعية .. أنا معي الشرعية .أيوة الشرعية !.. على الفور قامت الزوجة النائمة بجواره من نومها فزعة الزوجة: ( بصوت حنون ) ماذا ألمَّ بك زوجى الحبيب؟! إنسى الأمر وفكر فى قادم الأيام ، وحاول تسأل نفسك ليه أهل البلد ثاروا ضدك ؟ العمدة المعزول: ( بصوت غاضب ) والله يازوجتى لن أترك هذا الأمر الزوجة: ماذا أنت فاعل؟ العمدة المعزول: سأجعلها ناراً تأكل الاخضر واليابس الزوجة: ( فزعة ) ناراً؟! .. تأكل الأخضر واليابس؟! وأى شىء ستحكمه بعدما النار تاكل كل حاجة ؟! العمدة المعزول: نعم سأجعلها ناراً تحرق الجميع وسأستدعى أهلى وعشيرتى وأبناء عمومتى من القرى المجاورة ولن نهدأ حتى عودتى الى العمدية الزوجة: ألا تخشى من أن تبدو في نظر الناس شريرا ، أو تفقد تعاطف عمد القرى المجاورة ، وبعض المؤيدين المخدوعين؟ العمدة المعزول: طيب أشيرى علىَّ الزوجة: لا تنكر الواقع وتقبله كما هو وانتظر فقد يفشل العمدة الجديد فى تحقيق أحلام الشباب الذين خرجوا ضدك لأنك لم تقدم لهم شىء طوال فترة حكمك العمدة المعزول: أأنت معهم أم معى أنا؟ .. لقد حكمت سنة واحدة .. وهل سنة واحدة تكفى لتحقيق أحلامهم؟! وهل نسى أهل القرية الطفرة الهائلة فى محصول المانجو خلال فترة حكمى؟ الزوجة: خيبك الله .. مانجة؟! ..المشكلة ليست فيما كنت ستقدمه لأبناء القرية، لكنها تكمن فى انحيازك التام لأهلك وعشيرتك فقط ، فضلاً عن التنازلات التى قدمتها للعمدة الأسمر في القرية الكبيرة اللي بعيد والذى لايتحدث بلهجتنا ولايصلى تجاه قبلتنا ، ألمَّ تتنازل له عن بعض الجرارات التابعة للجمعية الزراعية لقريتنا؟! العمدة المعزول: ( بحسرة وندم ) نعم يازوجتى وكان هذا سبب خروج الشعب علىَّ بعد أن تسرب الخبر من أحد العاملين بالجمعية الزراعية، يا ليتنى قمت بإقالته الزوجة: ( مستنكرة ) الجرارات فقط؟! وماذا عن أراضى الوقف فى الضفة الشرقية للترعة الكبيرة التى تشق قريتنا؟ وماذا عن الامتيازات التى منحتها له ولأهل قريته؟ أقول أيه ولا أيه العمدة المعزول: ليس هذا وقت العتاب يازوجتى .. فهذا العمدة الاسمر هو من ساعدنى أنا وجماعتي ومول حملتى الانتخابية .. فكيف لا أتنازل له عن هذه الأشياء؟! بدلاً من هذا العتاب فكرى معى كيف أعود إلى منصبى حتى تصبحى أنت أيضاً سيدة القرية الأولى الزوجة: ( عاد اليها حلم الحصول على لقب السيدة الأولى فتغير تفكيرها تماماً ) أمامنا طريقان.. الأول وهو أن يحتشد أهلك وعشيرتك وأبناء عمومتك فى الساحة الواسعة أمام الدوار رافعين صورتك هاتفين باسمك وتستعين ببعض الشيوخ مثل الشيخ (أبوكلام) واطلب منه الإنضمام للمتظاهرين ويخبرهم أن وحياً من السماء نزل عليه ويقول لكم دافعوا عن شرعية العمدة وأثبتوا فى أماكنكم حتى يعود العمدة إلى منصبه .. والثانى هو الإستعانة ببعض القوى الخارجية وخاصة بالعمدة الأسمر فله تأثير كبير على اتخاذ القرار على مستوى القرى العمدة المعزول: الرأى كما قلت يا عزيزتى.. لكن ماذا لو أحبطت هذه الخطة؟ الزوجة: إذن تعطى الأمر للعصابة المسلحة التى كنت ترعاها بأن يروعوا أهل القرية وحرق منشآتهم الحيويه العمدة المعزول: هزَّ رأسه .. تمام سأفعل .. أنت داهية سياسية يازوجتى وبالفعل فى الصباح تم تنفيذ مخطط العمدة واحتشد أنصاره أمام دوار العمدة الجديد وأرسل رساله إلى العمدة الأسمر يطلب فيها حمايته ومسانتدته حتى عودته إلى منصبه مقابل التنازل عن ماتم الاتفاق عليه قبل ذلك. ولأن العمدة الأسمر ليس لديه مبدأ فقد تخلى عن العمدة المعزول بعد نجاح العمدة الجديد فى مخاطبة أبناء قرية العمدة الأسمر وكشف لهم كيف يدعم عمدتهم الارهاب من أجل عودة العمدة المعزول للكرسي ولأن العمدة الجديد كان يحظى بتأييد شعبى جارف واستطاع أن يوحد الجميع تحت راية واحدة وهى حب القرية والعمل من أجلها حتى تصبح قرية نموذجية، وكان العمدة الجديد قد استطاع أن يرصد تحركات العمدة المعزول ورصد أيضاً تحركات العصابه وقضى عليها، وأصبح لديه من الأدله ما يمكنه من القبض على العمدة المعزول شعبياً والملفوظ اجتماعياً ، فقبض عليه وقدمه للمحاكمة ووقف العمدة المعزول خلف القضبان وهو ينظر إلى قاضيه بعينان متحجرتان بعد مواجهته بالأدلة التى تدينه وحكمت المحكمة باعدام العمده المعزول وما أن إن سمع العمدة المعزول الحكم نظر إلى زوجته قائلاً لها قبحك الله فبئس المشورة كانت مشورتك ثم شهق شهقة أودت بحياته على الفور فمات قبل ان يموت وهذا هو مصير كل من خان الأمانة وحنث باليمين واستكبرعلي المواطنين ولم يستمع لنصح الناصحين