يذكرني شهر رمضان هذا العام والذى أنصرف فيه الصائمون عن معاني كثيرة يتفرد بها شهر الصوم،حيث الصلاة وقراءة القران وذكر الله عز وجل والنهل من خيرات الشهر الكريم،الى احاديث السياسة والشأن العام ومايدور من أحداث ومعارك وضحايا ومصابين،برمضان أخر عاشه المصريون قبل أربعون عاما والذى خاض فيه جنود مصر البواسل معركة العبور وهزموا الجيش الذى لايقهر. فى رمضان عام 1973وفى اليوم العاشر من الشهر الفضيل كان الجيش المصرى يسطر بأحرف من نور نصرا جديدا فى سجل انتصاراته،وكان يوم السبت السادس من اكتوبر هو يوم الفصل فى معركة حاسمة ثأر فيها الجيش لكرامته التى جرحت بهزيمة يونيوعام 1967،فى الساعة الثانية ظهرا عبر جنودنا قناة السويس وحطموا خط بارليف المنيع،وكانت صيحة الجنود الصائمين وهم يعبرون الضفة الاخرى من قناة السويس'الله اكبر'التى شقت عنان السماء هى المدد وهى العون،وكأن الله سبحانه وتعالى يمدهم بجنود من عنده يملأون قلوبهم عزيمة ويزيدوهم اصرارا. لقد عاش الشعب المصري فى هذا العام فرحة النصر،وكانت نشرات الاخبار فى الاذاعة المصرية هى مايلتف حوله المصريون فى البيوت والمقاهى والمصالح،وكانت الابصار شاخصة ومحلقة امام شاشات التلفاز التى كانت تقتصر على بعض البيوت والمقاهي،وقتها طغت حالة الحرب على أجواء رمضان ،وكان لكل عائلة أبن أو أب أو أخ فى ساحة القتال،ومنهم ايضا من أصيب أو مات شهيدا،وعاشت معظم البيوت المصرية حالة من الحزن والفرح فى آن واحد،ولكن فى النهاية جمعتهم روح النصر . هذا هو الجيش المصري الذى يتطاول الاقزام عليه الان ،الجيش الذى حارب فى سبيل استقلال الوطن ورفعته ،جيش عرابي وعبد الناصر الذى يتفرد عن باقى جيوش العالم بأنه جيش الشعب وليس الصفوة كما هو الحال فى باقى الدول،الجيش الذى وصفه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه خير أجناد الارض وبأنهم فى رباط الى يوم الدين ،كان جنود مصر ومازالوا هم حماة هذا الوطن والسد المنيع ضد اى ماينال من عزة هذا الشعب وكرامته. أقول هذا وأنا أقارن رمضان نصر أكتوبر ورمضان نصر ثورة 30 يونيو،والفارق هنا عظيم بين شعب التف حول جيشه وقيادته وحقق نصرا عظيما فى 1973وتحمل ألم فقد عزيز واستشهاد الابناء فى سبيل نصرة الوطن ،وبين شعبا ايضا خرج رافضا استئثار جماعة بمقدراته ومطالبا بالخلاص من حكمها وأستجاب جيشه لمطالبه وانحاز لصفه،ماعدا فريقا ادعى انه صاحب حق ولم يعترف بجريمته فى حق الشعب،لقد كان نصر اكتوبر فى مواجهة عدو خارجى ،ولكن ماأصعب أن يصل بنا الحال لان يكون اعدائنا من بيننا ومن أخوة لنا. يقولون انهم يدافعون عن الشرعية ولكن أين شرعية ال33مليون الذين خرجوا مطالبين بانهاء حكم الجماعة؟على الاخوان ومؤيديهم اذا كانوا حقا يؤمنون بالديمقراطية ان ينصاعوا لرأى الاغلبية ويكفوا عن اذى الناس ،وخاصة وان كل مايمارسونه من قطع طرق وتعطيل مصالح الناس والقتل من الامور المنهى عنها فى الاسلام...حمى الله مصرا من كل مكروه ورد كيد المعتدين فى نحورهم.