شهدت واشنطن استنفارا أمنيا غير مسبوق مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس جو بايدن، بعد تقارير أمنية عن اندلاع أعمال عنف وتظاهرات عنيفة أثناء تنصيب الرئيس الامريكى الجديد، فيما زعمت تقارير لمكتب التحقيقات الفيدرالية أن جماعات مسلحة تنوى التجمع فى 50 ولاية أمريكية ومدينة واشنطن فى الفترة التى تسبق يوم التنصيب، الأربعاء المقبل. وظهرت هذه المخاوف وسط تشديد للإجراءات الأمنية الخاصة بهذا الحدث ، وذلك بعد رصد محادثات عبر الانترنت تشير إلى استعدادات لجماعات متطرفة تنوى القيام بأعمال عنف مسلحة فى هذا اليوم، فيما تحركت الاجهزة الامنية هذه المرة مبكرا لتأمين مراسم التنصيب، بعد اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس أثناء تصويت المجالس النيابية على نتيجة انتخابات الرئاسة والتى فاز بها منافسه الديمقراطى جو بايدن. وقال القائم بأعمال وزير الداخلية الأمريكي تشاد وولف إنه أصدر تعليماته للخدمة السرية الأمريكية لبدء عمليات خاصة يوم الأربعاء (يوم التنصيب)، وأكد مسؤولون أن حوالي 15 ألف فرد من قوات الحرس الوطني قد يتوافرون في الموقع لتأمين حفل التنصيب الرئاسي. واتخذت جهات انقاذ القانون اجراءات حماية خاصة مثل اغلاق الطرق وتأمين محيط الحدث، وأعلنت إدارة الحدائق العامة غلق حديقة واشنطن التذكارية أمام الزوار وسط ما وصفته بأنه "تهديد قابل للتحقيق"، كما سيتم اغلاق مؤقت لمراكز التسوق الوطنية والحدائق التذكارية. وتم ايقاف السير للعديد من الشوارع ونصب سياج أمنى يبلغ ارتفاعه ثمانية أقدام حول محيط مبنى الكابيتول هيل. وصرح رئيس مكتب الحرس الوطني الجنرال دانيال هوكانسون ، أن 10000 من قوات الحرس الوطني سوف ينتشرون في العاصمة الأمريكيةواشنطن نهاية الأسبوع الجاري مع توافر 5000 إضافية من هذه القوات يتم نشرها حال طلبها من قبل السلطات المحلية في المدينة. ووجهت السلطات الامنية اتهامات لمثيرى الشغب فى اقتحام مبنى الكابيتول هيل، وكشفت الوثائق عن بعض الشخصيات المتهمين وكان منهم مواطنين يحتلون وظائف هامة ، حيث كان منهم ضباط شرطة ، ونائب بالولاية وقدامى محاربين عسكريين ومنتمون لجماعات يمينية متطرفة تعرف باسم "براود بويز" أو الاولاد الفخورون والتى صنفها الامن الامريكى بأنها جماعة متطرفة حيث جاء هؤلاء من أماكن بعيدة مثل ولاية هاواى وجلبوا معهم أسلحة ومتفجرات. وقال المدعون الفيدراليون انهم يتوقعون توجيه اتهامات ضد مئات الاشخاص فيما يتعلق بأعمال العنف والشغب، فيما قالت قالت المتحدثة باسم وزارة العدل أنهم وجهوا نحو 80 تهمة لعدد من الاشخاص، مشيرة إلى أن مهمتهم أصبحت أكثر صعوبة لان الشرطة قامت فى البداية باعتقالات قليلة لمئات الاشخاص الذين اقتحموا المبنى. غير أن العديد من المشتبه بهم سهلوا وظائف المحققين والمدعين العامين عندما قاموا بسرقة كاميرات الاخبار ونشر مقاطع فيديو خاصة بهم على وسائل التواصل الاجتماعى وهم يصورون أنفسهم أثناء اقتحام مبنى الكونجرس. وأثناء التحقيقات برز اسم جماعة (الاولاد الفخورون) أو ال"البراود بويز" وهى جماعة متعصبة للبيض ، رفض ترامب ادانتها فى احدى المناظرات الرئاسية التى حدثت بينه وبين غريمه بايدن ، وأشارت بعض التقارير إلى أن الرئيس المنتهية ولايته طلب من هذه الجماعة الوقوب بجانبه ودعمه الامر الذى احدث صدمة سياسية لدى البعض. وتصنف بعض الوكالات الامنية أعضاء هذه الجماعة على أنها "متعصبون للبيض" و"متطرفون". وتؤكد تقارير أمنية أن العنصريين والميليشيات المتعصبة قد تسللوا بالفعل إلى أجهزة الشرطة فى جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. وكشف تقرير لصحيفة الواشنطن تايمز أكد أن التطرف وتفوق البيض والقومية البيضاء قد تصاعد بشدة خلال العام الماضى وأن الجماعات المتطرفة تشجع بنشاط أعضاء الجيش على الانضمام إلى صفوفها . وتقول الصحيفة الامريكية أنه فى حين أن القضية ليست جديدة ،غير أنها اكتسبت اهتماما عالميا بعد احتجاجات مؤيدى ترامب والتى شملت أعدادا كبيرة من العسكريين الحاليين والسابقين والذين قاموا باقتحام الكونجرس وأجبروا نائب الرئيس بنس والمشرعين على الفرار حفاظا على حياتهم وقتلوا خمسة أشخاص بينهم ضابط شرطة، وكان المتظاهر الذى قتل برصاص الشرطة من المحاربين القدامى بالقوات الجوية. وأكد مسؤل كبير للصحيفة أن بعض المتطرفين فى رتب عالية ينتمون لميليشيات يمينية متطرفة سرية، فى حين أن البعض الاخر تحركه معتقدات سياسية مناهضة للحكومة أو معادية للسلطة. وقال غارى ريد، مدير استخبارات الدفاع بالبنتاجون أن وزارة الدفاع تبذل كل ما فى وسعها للقضاء على التطرف، مضيفا "لن نتسامح مع التطرف من أى نوع" . وأمر وزير الدفاع بالوكالة "كريستوفر ميلر"بإجراء مراجعة كاملة لسياسة وزارة الدفاع بشأن التعامل مع المتطرفين. وصرح نائب الرئيس "مايك بنس" إدارة ترامب ملتزمة بتنصيب آمن للرئيس المنتخب جو بايدن، وحضر "بنس" ايجازا أمنيا فى مقر وكالة إدارة الطوارىء الفيدرالية مع مسؤلين من مكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة الامن الداخلى والخدمة السرية. وأعلن الرئيس دونالد ترامب إنه لن يحضر حفل التنصيب للرئيس الجديد ليكون الرئيس الأمريكي الأول الذي يفعل ذلك خلال 150 عاما، ومن المتوقع عقب حلف اليمين أن يشارك بايدن في مراسم وضع أكاليل الزهور مع الرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما، وجورج دبليو بوش، وبيل كلينتون، لتعزيز رسالة توحيد صف الولاياتالمتحدة.