الإسماعيلية تطلق برنامجا تدريبيا مستوحى من التجربة السنغافورية في التعليم (صور)    نشاط مكثف لتحالف الأحزاب في انتخابات الشيوخ 2025    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    مدبولي يستعرض نماذج استجابات منظومة الشكاوى الحكومية في قطاعات مختلفة    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    بعد عودته لساعات، انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مدن الجيزة    سعر اليورو اليوم الإثنين 28 يوليو 2025 أمام الجنيه بالبنوك المصرية    28 يوليو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    شركة عجيبة للبترول: وضع بئر Arcadia-28 على الإنتاج بمعدل 4100 برميل مكافئ يوميا    استشهاد 41 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم    رئيس الوزراء البريطاني سيحث ترامب على الضغط على إسرائيل لوقف الحرب فى غزة    رئيس وزراء ماليزيا يأمل فى نجاح مباحثات وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا في بلاده    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    الشرطة الألمانية: انهيار أرضي يُحتمل أن يكون السبب في حادث القطار المميت    رئيس وزراء السودان يصدر قرارا بتعيين 5 وزراء جدد    أرينا سابالينكا تواصل صدارة تصنيف لاعبات التنس    شوبير يدافع عن طلب بيراميدز بتعديل موعد مباراته أمام وادي دجلة في الدوري    المصري يستنكر بشدة ما حدث من تجاوزات في مباراة الترجي الودية    الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا بقرار من النادي    الصفاقسي: معلول سيتولى منصبا إداريا في النادي بعد الاعتزال وهذا موقف المثلوثي    رومانو: دياز يصل اليوم إلى ميونيخ للانضمام إلى بايرن    الحبس سنة لبلوجر متهم بنشر محتوى خادش للحياء    طقس اليوم بمطروح والساحل الشمالى.. حار رطب ونشاط الرياح وارتفاع الأمواج    جامعة جنوب الوادي تستعد لاستقبال طلاب المرحلة الأولى بمعامل التنسيق الإلكتروني    الداخلية تحكم قبضتها على المنافذ..ضبط مئات القضايا خلال 24 ساعة    تفاصيل بوستر مهرجان الغردقة لسينما الشباب    دفن زياد الرحبانى في مدفن حديقة منزل فيروز    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    أمين الفتوى: الصلاة بالبنطلون أو "الفانلة الداخلية" صحيحة بشرط ستر العورة    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    الصحة تحقق في وفاة شابة داخل مستشفى خاص    الصحة العالمية : مصر أول بلد بالعالم يحقق المستوى الذهبي للتخلص من فيروس C    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    رسمياً.. بدء تقديم تظلمات الثانوية الأزهرية 2025 «موعد انتهاء التقديم والرسوم»    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    السيسي يحتفل بدخول شاحنات "هزيلة " بعد شهور من التجويع… وإعلامه يرقص على أنقاض مجاعة غزة    هدي المفتي تكشف علاقتها ب ويجز لأول مرة: "مش مقربين"    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    طرائف الانتقالات الصيفية.. الزمالك وبيراميدز كشفا عن صفقتين بالخطأ (صور)    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    بعد تهشم إصبعه.. جراحة معقدة تنقذ يد مصاب بمستشفى ههيا في الشرقية    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اضحك مع مرسي‮!!‬

أضحكنا محمد مرسي‮ ‬حتي‮ »‬الثمالة‮«.. ‬وبقدر الضحك علي‮ ‬ما قاله من»كلام ساذج‮«‬،‮ ‬و»خطاب هايف‮« ‬و»أكاذيب وسقطات لا تحصي‮ «.. ‬بقدر كل ذلك‮.. ‬بقدر ما كانت الحسرة علي‮ »‬مصر العظيمة‮« ‬التي‮ ‬شاءت الأقدار أن‮ ‬يحكمها من ليس أهلاً‮ ‬لها‮.. ‬ولا‮ ‬يستحق منصب‮ »‬عمدة‮« ‬لإحدي‮ ‬قراها‮.. ‬ف»مرسي‮« ‬ضرب بكلامه،‮ ‬وحركاته،‮ ‬وأساليبه البهلوانية،‮ ‬كل قيمة لرئىس مصر‮.. ‬وتحول إلي‮ ‬ممثل مسرحي،‮ ‬علي‮ ‬مسرح العبث‮.. ‬يقول ما لا‮ ‬يدركه العقل‮.. ‬ولا‮ ‬يتصوره الوجدان‮.. ‬حتي‮ ‬حار الناس في‮ ‬أمره،‮ ‬وباتوا‮ ‬يتخبطون من كثرة عدم تصديقهم لما‮ ‬يقوله‮ »‬الرئيس‮« ‬الذي‮ ‬يحكم مصر صاحبة أقدم حضارة في‮ ‬التاريخ‮.‬
حاول مرسي‮ ‬في‮ ‬خطابه الذي‮ ‬ألقاه وسط الأهل والعشيرة،‮ ‬وبحضور عدد من المسئولين في‮ ‬الدولة،‮ ‬أن‮ ‬يستلب عقول الناس،‮ ‬وأن‮ ‬يزعم أنه خائف علي‮ ‬بلده،‮ ‬حين قال إنه‮ ‬يقف بين الحضور‮ »‬كمواطن مصري‮ ‬يخاف علي‮ ‬بلده قبل أن‮ ‬يكون رئيسًا‮«.. ‬ثم راح بين‮ ‬غمز ولمز،‮ ‬ومدح وهجاء،‮ ‬يحاول أن‮ ‬يبرر للخيبة الكبري‮ ‬التي‮ ‬تعيشها مصر تحت رئاسته،‮ ‬وهيمنة جماعته المحظورة علي‮ ‬مقاليد الأمور في‮ ‬البلاد،‮ ‬حين قال‮ »‬انتظرنا سنوات لتغيير النظام السابق دون دماء،‮ ‬وحدث ما حدث بفعل الثورة،‮ ‬وتحملنا كل شيء حتي‮ ‬أزلنا النظام‮«.‬
هكذا بكل جرأة‮ ‬يقرر مرسي‮ ‬أنه وجماعته،‮ ‬هم من أزالوا النظام‮.. ‬ليفتري‮ ‬بذلك علي‮ ‬شباب الثورة ودورهم،‮ ‬وتضحياتهم الكبري‮ ‬التي‮ ‬قدموها في‮ ‬سبيل الوطن،‮ ‬ثم جاء الرئىس وجماعته المحظورة ليحصدوا المكاسب السياسية علي‮ ‬دم الشهداء‮.‬
ولكي‮ ‬يبرر خيبته الكبري‮ ‬راح‮ ‬يتحدث عن أعداء الثورة‮ »‬الوهميين طبعًا‮« ‬وراح‮ ‬يتحدث كذلك عن المنافسين والتحديات،‮ ‬وغير ذلك من أمور لا تعشش سوي‮ ‬في‮ ‬مخيلته،‮ ‬ومخيلة جماعته‮.. ‬ثم راح‮ ‬يرغي،‮ ‬ويزبد،‮ ‬متحدثا عن الاستقطاب،‮ ‬والتطاحن الذي‮ ‬يهدد التجربة الديمقراطية الوليدة،‮ ‬وتأخر النمو الاقتصادي،‮ ‬والذي‮ ‬لن‮ ‬يتحقق»حسب وصفه‮« ‬إلا بالاستقرار السياسي‮ »‬وهو استقرار لا‮ ‬يكل ولا‮ ‬يمل عن إهداره كلما لاحت في‮ ‬الأفق بادرة له‮«.‬
وفي‮ ‬محاولة لقول الكلام ونقيضه،‮ ‬والضحك علي‮ ‬البسطاء،‮ ‬ومواليه وأتباعه ممن احتشدوا له في‮ ‬قاعة قصر المؤتمرات،‮ ‬راح مرسي‮ ‬يقول‮ »‬أصبت أحيانًا وأخطأت أحيانا اخري‮.. ‬أخطأت في‮ ‬حاجات كتير‮«.. ‬ورغم اعترافه بالخطأ إلا أنه،‮ ‬وطيلة فترة الخطاب الممل،‮ ‬والذي‮ ‬استغرق أكثر من ساعتين ونصف الساعة،‮ ‬راح‮ ‬يكرر المزيد من الأخطاء،‮ ‬وعمليات التشهير،‮ ‬والإساءة،‮ ‬والكذب،‮ ‬ومحاولات التبرير‮.. ‬وكأنه لا‮ ‬يتعلم من دروس الماضي‮.. ‬بل وأكثر من ذلك اتخذ منحي‮ ‬مختلفًا،‮ ‬حين تحدث عن الإصلاحات الجذرية والسريعة والحلول‮ ‬غير التقليدية‮.‬
وبقدر ما اثار مناصريه داخل القاعة وهو‮ ‬يتحدث عن تلك الإصلاحات،‮ ‬بقدر ما جاء الخطاب في‮ ‬مجمله كاشفًا عن أن هذه الإصلاحات هي‮ ‬بمثابة افتراء علي‮ ‬القانون،‮ ‬وتحدٍ‮ ‬للدستور،‮ ‬وضرب لمعايير العدالة،‮ ‬واسقاط لكافة القيم التي‮ ‬درج عليها المجتمع المصري‮.‬
والأخطر في‮ ‬كلام‮ »‬مرسي‮« ‬هو أنه أول رئيس في‮ ‬العالم‮ ‬يمتلك جرأة سب وقذف الأشخاص،‮ ‬والافتراء عليهم،‮ ‬واتهامهم كذبًا،‮ ‬ودون دليل،‮ ‬وذلك علي‮ ‬الهواء مباشرة،‮ ‬مما‮ ‬يعني‮ ‬أنه بهذا السلوك‮ ‬يحرض وبشكل مباشر،‮ ‬بعض أنصاره من الإرهابيين والدمويين والداعين لممارسة العنف،‮ ‬لكي‮ ‬يتوجهوا لهؤلاء الأشخاص،‮ ‬ويمارسوا ضدهم الانتقام علي‮ ‬طريقة محمد مرسي‮.‬
قال كلامًا‮ ‬غير مسئول عن مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق حين زعم أنه‮ ‬يدعي‮ ‬أنه من الثوار،‮ ‬وأ نقابة الصحفيين طردته،‮ ‬وراح‮ ‬يذكر العديد من الاسماء الأخري‮ ‬مثل فتحي‮ ‬سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمي‮ ‬في‮ ‬معرض تلميحات ضد القضاة أنهم منحوهم البراءة،‮ ‬وكأن القضاة‮ ‬يتواطئون مع من اسماهم مرسي‮ ‬ب»خفافيش الظلام‮«‬،‮ ‬وبدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يعترف بتجاهله المتكرر لمطالب المعارضة علي‮ ‬مدي‮ ‬شهور طويلة،‮ ‬ونقضه لكل العهود التي‮ ‬وقعوها معه في‮ ‬اجتماعات ولقاءات ثابتة وموثقة بالصوت والصورة،‮ ‬راح مرسي‮ ‬يتهم من وصفهم ب»بعض الفصائل‮« ‬بأنها اختارت مع أول خلاف في‮ ‬الرأي‮ ‬الانقلاب علي‮ ‬الشرعية،‮ ‬وامتنعت عن المشاركة في‮ ‬النظام،‮ ‬وضرب مثلاً‮ ‬هنا بالسيد منير فخري‮ ‬عبدالنور الذي‮ ‬رفض الاستمرار في‮ ‬منصب وزير السياحة وكذلك الدكتور جودةعبدالخالق وزير التموين والذي‮ ‬أعلن رفضه لممارسات جماعة الإخوان ورئيسهم‮.. ‬بل وراح‮ ‬يتهمهم بأنهم تجاهلوا اليد الممدودة،‮ ‬وشككوا في‮ ‬شرعية النظام كله،‮ ‬واصفًا ذلك بالمشهد العبثي‮ ‬أن‮ ‬يلتقي‮ ‬أعداء الثورة مع أبناء الثورة‮.‬
وبنقلة كوميدية أضحكت الجميع،‮ ‬راح‮ ‬ينتقل من هذا الفاصل العبثي‮ ‬إلي‮ ‬الهجوم علي‮ ‬منافسه الرئيسي‮ ‬في‮ ‬الانتخابات السابقة الفريق أحمد شفيق‮.. ‬ليتساءل بحركة مسرحية‮: »‬هل أحمد شفيق من الثوار؟‮!« ‬ثم راح‮ ‬يبعث برسالة لإرهاب كل من‮ ‬يتولي‮ ‬نظر قضايا شفيق أمام المحاكم،‮ ‬في‮ ‬إدانة مسبقة وعلي‮ ‬الهواء،‮ ‬وغير مسبوقة في‮ ‬التاريخ المصري‮.. ‬حين قال‮: »‬إن أحمد شفيق عليه قضايا فساد،‮ ‬متهم فيها،‮ ‬ومع ذلك‮ ‬يتكلم ويهدد لقلب نظام الحكم‮.. ‬وعليه قضية كبيرة،‮ ‬هي‮ ‬قضية أرض الطيارين وغيرها‮«.‬
وفي‮ ‬خروج علي‮ ‬النص،‮ ‬ارتكب مرسي‮ ‬جريمة واضحة المعالم في‮ ‬حق أحد قضاة مصر،‮ ‬مستهدفًا إرهابه،‮ ‬وتشويه صورته،‮ ‬كي‮ ‬يخاف ويرتدع وهو‮ ‬ينظر قضية أرض الطيارين المتهم فيها الفريق أحمد شفيق،‮ ‬حيث قال علي‮ ‬الملأ‮ »‬إن القاضي‮ ‬علي‮ ‬محمد أحمد النمر العضو في‮ ‬دائرة محاكمة أحمد شفيق والذي‮ ‬زور انتخاباتي‮ ‬التشريعية في‮ ‬عام‮ ‬2005‮ ‬هو قاضي‮ ‬مزور‮« ‬وراح‮ ‬يكررها،‮ ‬في‮ ‬خروج سافر علي‮ ‬كافة المعايير الأخلاقية والإنسانية،‮ ‬إذ لم‮ ‬يراع حرمة سب أحد القضاة علي‮ ‬الهواء،‮ ‬بينما لم تدنه أية جهة قضائية علي‮ ‬هذا الاتهام الذي‮ ‬ردده مرسي،‮ ‬ثم إنه حتي‮ ‬لو كان هذا القاضي‮ ‬متهمًا،‮ ‬فإن هناك أساليب ووسائل قانونية وقضائية من المفترض أن‮ ‬يلجأ إليها،‮ ‬لو كان‮ ‬يدرك حدود مسئولياته السياسية والقانونية والأخلاقية‮.‬
بل والأدهي‮ ‬أنه راح‮ ‬يتهجم علي‮ ‬الطعن القضائي‮ ‬المقدم من الفريق أحمد شفيق إلي‮ ‬رئىس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية،‮ ‬وراح‮ ‬يزعم أن المادة‮ (‬28‮) ‬تحصن قرارات اللجنة،‮ ‬وكأنه بذلك‮ ‬يستبق حكم اللجنة العليا،‮ ‬والتي‮ ‬يبدو أنها،‮ ‬وإزاء ما صرح به مرسي‮ ‬قد استشعرت الحرج،‮ ‬فتنحت عن نظر طعن الفريق أحمد شفيق صباح‮ ‬يوم الخميس لاستشعارها الحرج في‮ ‬خطوة مفاجئة،‮ ‬تكشف عن حجم الضغوط وعمليات الإرهاب التي‮ ‬يتعرض لها قضاة مصر‮.‬
وانتقل في‮ ‬فاصل الردح والتجني‮ ‬إلي‮ ‬المستشار عبدالمجيد محمود ليكيل له الاتهامات،‮ ‬ويتهمه بما ليس فيه،‮ ‬متصرفًا في‮ ‬ذلك عن جهل كامل،‮ ‬حيث اتهمه بأنه السبب في‮ ‬براءة المتهمين في‮ ‬موقعة الجمل،‮ ‬بينما الوقائع القانونية والأحكام القضائية تؤكد أمرين أساسيين‮: ‬الأول‮: ‬أن قضية موقعة الجمل تم انتداب قاضيي‮ ‬تحقيق لها،‮ ‬فحصا القضية من كافة جوانبها،‮ ‬وقدما ما لديهما من أدلة للمحكمة المختصة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لم‮ ‬يكن المستشار عبدالمجيد محمود طرفًا في‮ ‬هذا الأمر من قريب أو بعيد‮.‬
والأمر الثاني‮: ‬أن السبب في‮ ‬براءة المتهمين أمام محكمة النقض،‮ ‬بعد حكم البراءة أمام محكمة الجنايات هو المستشار طلعت عبدالله النائب العام الحالي،‮ ‬والذي‮ ‬أكدت محكمة النقض أنه لم‮ ‬يتقدم بالطعن وإجراءاته في‮ ‬المواعيد المحددة ووفقًا للإجراءات المقررة‮.‬
وفي‮ ‬فاصل عبثي،‮ ‬راح‮ ‬يتهم علي‮ ‬الهواء من وصفهم بالمحرضين علي‮ ‬العنف والبلطجة،‮ ‬ومن قال عنهم بالاسم‮ »‬فودة بتاع المنصورة‮« ‬و»عاشور بتاع الشرقية‮«‬،‮ ‬و»الراجل بتاع المعادي‮«.. ‬رغم أن أحدًا لم‮ ‬يحقق مع أي‮ ‬منهم،‮ ‬ولم‮ ‬يثبت أي‮ ‬اتهام في‮ ‬حقهم‮.. ‬وهو جنوح نحو التطرف،‮ ‬وتحريض أنصاره علي‮ ‬قتل هؤلاء والفتك بهم،‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬غياب كامل للقانون،‮ ‬وكأننا نعيش في‮ ‬دولة الغاب،‮ ‬والتي‮ ‬يتم فيها القتل استنادًا إلي‮ ‬الشائعات والأكاذيب‮.‬
وكأنه امتلك الحقيقة،‮ ‬وحصل علي‮ ‬أدلة الاتهام الجازمة،‮ ‬حين قال‮ »‬إن المجرمين دول ملهمش مكان بينا‮.. ‬ثم راح‮ ‬يستخدم بعض مصطلحاته‮ ‬غير المسبوقة في‮ ‬الخطاب السياسي‮ ‬المصري‮ ‬أو الدولي‮.. ‬حين قال‮ »‬لكي‮ ‬ننتقي‮ ‬السوس من الجسد العظيم،‮ ‬محتاجين عملية جراحية دقيقة،‮ ‬آن الوقت لإجرائها‮«.‬
وبعد كل ذلك‮.. ‬وبعد أن انتهك مرسي‮ ‬القانون والدستور،‮ ‬وعرض بالناس علي‮ ‬الهواء،‮ ‬واتهم أبرياء دون أدلة،‮ ‬بعد كل ذلك،‮ ‬راح مرسي‮ »‬الكوميديان‮« ‬يحدثنا عن الشرعية الدستورية،‮ ‬والتي‮ ‬لا تعطي‮ ‬تفويضًا مفتوحًا لأحد،‮ ‬وحتي‮ ‬الرئىس،‮ ‬والذي‮ ‬راح‮ ‬يستعطف الناس وهو‮ ‬يقول‮ »‬لقد تحملت أمانة وطن عاني‮ ‬من الفساد والإفساد وتعرضت لحرب لإفشالي‮!!«.‬
غير أن أكثر الفصول الفكاهية التي‮ ‬وردت في‮ ‬خطاب مرسي‮ »‬المسرحي‮« ‬هي‮ ‬في‮ ‬حديثه عن أزمتي‮ ‬الكهرباء والبنزين وغيرهما‮.‬
فبينما اعترف أن هناك أزمة بنزين وسولار،‮ ‬يعتذر عنها للجميع،‮ ‬لم‮ ‬يقل لنا لماذا خرج وزير البترول الإخواني‮ ‬قبل خطابه بيوم واحد ليقول إنه لا توجد أزمة بنزين،‮ ‬وأنها أزمة مفتعلة،‮ ‬وأن ما‮ ‬يحدث هو مجرد إشاعات‮.. ‬ثم راح‮ »‬يستخف دمه‮« ‬ويقول‮ »‬مشكلة البنزين صعبة قوي،‮ ‬وأنا نفسي‮ ‬أقف في‮ ‬الطابور لأني‮ ‬زعلان علي‮ ‬الناس‮« ‬ثم راح‮ »‬يسد نفس المواطنين‮« ‬حين بشرنا باستخدام الكروت الذكية في‮ ‬الحصول علي‮ ‬البنزين،‮ ‬وإعلانه عن رفع الدعم عن البنزين،‮ ‬مما‮ ‬يعني‮ ‬أن أسعاره ستكوي‮ ‬أصحاب السيارات في‮ ‬الأيام المقبلة‮.‬
وبدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يعترف بخيبة نظامه في‮ ‬إفشال السياحة في‮ ‬مصر،‮ ‬راح‮ ‬يدعي‮ ‬كذبًا وبهتانًا،‮ ‬ونتحداه بالأرقام والمعلومات،‮ ‬راح‮ ‬يقول كاذبًا‮ »‬إن السياح زادوا مليونًا في‮ ‬مصر هذا العام عن العام الماضي‮«.‬
ونحن نعتقد أن طفلاً‮ ‬صغيرًا‮ ‬يعمل في‮ ‬منطقة الأّهرامات،‮ ‬أو أمام معبد الكرنك في‮ ‬الأقصر،‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكشف كذب كلام مرسي،‮ ‬لأن المسألة لا تحتاج لعبقرية فهي‮ ‬أمر وقع مجسدًا علي‮ ‬الأرض‮.‬
وتحول مرسي‮ ‬إلي‮ ‬واعظ،‮ ‬يعطي‮ ‬دروسًا ل»بتوع الإعلام‮«‬،‮ ‬وبدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يبحث هو عن مصلحة البلد التي‮ ‬أهدرها،‮ ‬ويسعي‮ ‬لتدميرها،‮ ‬طلب من الإعلاميين أن‮ »‬يدوروا علي‮ ‬مصلحة بلدهم‮.. ‬وراح‮ ‬يستخف دمه زيادة وزيادة،‮ ‬وهو‮ ‬يقول‮ »‬خايف‮ ‬يكون الهرم اتباع‮«.. ‬واختار كمال الشاذلي‮ ‬الوزير السابق الراحل لينقل علي‮ ‬لسانه كلامًا لا‮ ‬يصدقه أحد،‮ ‬وهومطمئن أن الشاذلي‮ ‬في‮ ‬ذمة الله ولن‮ ‬يستطيع الرد عليه أو تصحيح ما قاله حين قال،‮ ‬إن كمال الشاذلي‮ ‬قال له حين واجهه‮ »‬يا دكتور محمد مرسي‮ ‬السياسة نجاسة‮.. ‬سيبولنا النجاسة وخليكم في‮ ‬الطهارة‮«.. ‬بل وقال إنه واجه كمال الشاذلي،‮ ‬وقال له‮ »‬أنتوا عصابة‮«.. ‬وهو قول ساذج،‮ ‬يضحك به مرسي‮ ‬علي‮ ‬عقول المصريين‮.. ‬لأن الجميع‮ ‬يعرف أنه لم‮ ‬يكن‮ ‬يجرؤ هو أو‮ ‬غيره من الإخوان علي‮ ‬مواجهة كمال الشاذلي‮ ‬بهذا الشكل،‮ ‬بل كان هو وآخرون أصحاب الاتفاقات التحتية،‮ ‬والمعاهدات السرية مع جماعة الحكم في‮ ‬عهد مبارك‮.‬
وفي‮ ‬ظل استظرافه قال مرسي‮ ‬كلامًا‮ ‬يحسب عليه،‮ ‬إذ قال لكمال الشاذلي‮ ‬حسب زعمه‮ »‬أنا قلتله اسرقوا الفلوس بس خلوها في‮ ‬مصر وبلاش تطلعوها برة‮.. ‬وهو رد عليا بالقول‮: ‬أنت راجل طيب‮«.. ‬وبعيدًا عن هذا القول فإن مرسي‮ ‬يقر بسرقة المال العام،‮ ‬بشرط وضعه في‮ ‬الداخل وعدم تهريبه إلي‮ ‬الخارج،‮ ‬وهذا أمر جديد علي‮ ‬حكام مصر‮.‬
ووسط الكوميديا التي‮ ‬اجتاحت المشاهدين وهم‮ ‬يتابعون خطاب مرسي‮ ‬راح‮ ‬يستخدم عبارات ركيكة،‮ ‬ويصك مصطلحات منفردة له حين قال‮: »‬احنا ما‮ ‬ينضغطش‮ ‬علينا‮.. ‬مصر مابتنضغطش‮.. ‬احنا‮ ‬غير قابلين للانضغاط‮«.. ‬لغة عبقرية،‮ ‬ويبدو أن الرجل كان ضليعًا في‮ ‬اللغة العربية،‮ ‬التي‮ ‬لا نعرفها نحن‮.‬
وأضحك مرسي‮ ‬كل المصريين حين تحدث عن أزمة الكهرباء،‮ ‬فبعد أن طلب من المصريين قفل التكييفات،‮ ‬وطفي‮ ‬اللمب،‮ ‬اتهم‮ »‬ولد‮« ‬من فلول النظام القديم،‮ ‬بأنه السبب في‮ ‬أزمة الكهرباء التي‮ ‬تعيشها مصر،‮ ‬وعمليات القطع المتكرر لها،‮ ‬لأنه بياخد عشرين جنيه مقابل انه‮ ‬يسيب السكينة بتاعة الكهرباء مرفوعة،‮ ‬علشان‮ ‬يتقطع النور عن الناس لمدة‮ ‬6‮ ‬ساعات‮«.‬
لهذا الحد بلغ‮ ‬السخف والتدني‮ ‬برئيس جمهورية مصر العربية في‮ ‬تفسيره لأزمة الكهرباء التي‮ ‬تشهدها البلاد كل لحظة‮.‬
ثم أدار وجهه شطر الإعلام،‮ ‬وراح‮ ‬يهاجم الإعلامية لميس الحديدي‮ ‬دون ذكرها بالاسم،‮ ‬حين قال‮ »‬البنت اللي‮ ‬بتشتم ترضي‮ ‬لأبوها الشايب ده أنه‮ ‬يتشتم‮«.. ‬وبعد أن هدد وقال إن ذلك‮ ‬يقع تحت طائلة القانون،‮ ‬راح‮ ‬يحرض علي‮ ‬محمد الأمين صاحب قنوات‮ »‬سي‮.‬بي‮.‬سي‮« ‬وكذلك أحمد بهجت صاحب قنوات‮ »‬دريم‮« ‬في‮ ‬سلوك‮ ‬غير مسبوق لإرهابهما لمجرد أن قنواتهما تنقل الحقيقة عن فشل نظامه للرأي‮ ‬العام المصري‮ ‬والعربي‮ ‬والدولي‮.‬
ولأنه لا‮ ‬يعرف معني‮ ‬رسالة الإعلام راح مرسي‮ ‬يهاجم من استضافوا أحمد شفيق ومحمد دحلان الذين وصفهم بأنهم‮ ‬يتحدثون بسفاهات عن النظام‮.. ‬ونسي‮ ‬مرسي‮ ‬أن الإعلام كان‮ ‬يستضيفه هو وجماعته ويقولون ما‮ ‬يشاؤون في‮ ‬حق النظام السابق،‮ ‬دون أن‮ ‬يتعرض النظام السابق للإعلام،‮ ‬أو‮ ‬يهدده علي‮ ‬هذا النحو الذي‮ ‬يفعله هو وجماعته‮.‬
وبلغة تراجيدية،‮ ‬قال مرسي‮ »‬أنا عاوز أقول سنة كفاية‮«.. ‬ومضي‮ ‬ليهدد بشكل‮ ‬غير مسبوق‮ »‬أنا أقدر احاكم هؤلاء بصفتي‮ ‬رئيس المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة وأحاكمهم عسكريًا‮«.. ‬هكذا‮ ‬ينقلب مرسي‮ ‬وجماعته علي‮ ‬كل ما عانوا منه من محاكمات عسكرية،‮ ‬وعاد ليهدد هو نفسه باستخدامها لمن‮ ‬يتهجم عليه‮.‬
وفي‮ ‬تدخل صارخ في‮ ‬أعمال النيابة والقضاء تساءل مرسي‮: »‬لماذا لم‮ ‬يتم ضم اللواء محمود وجدي‮ ‬وزير الداخلية الأسبق،‮ ‬ورئيس الوزراء الأسبق ‮ ‬يقصد أحمد شفيق كمتهمين في‮ ‬موقعة الجمل؟‮!«.‬
ولمن لا‮ ‬يعرف السبب نقول إن مرسي‮ ‬فعل ذلك،‮ ‬لأن شهادة اللواء محمود وجدي‮ ‬وزير الداخلية الأسبق في‮ ‬قضية الهروب من سجن وادي‮ ‬النطرون كانت هي‮ ‬الحاسمة في‮ ‬طلب هيئة المحكمة من النيابة التحقيق مع مرسي‮ ‬وجماعته وهم‮ ‬34‮ ‬من قيادات الإخوان‮.‬
وعلي‮ ‬نفس المنوال راح‮ ‬يقول‮ »‬إن اتباع النظام السابق المجرمين حتي‮ ‬لو طلعوا براءة مش هتهاون معاهم،‮ ‬فتحي‮ ‬سرور وفرقته،‮ ‬حسن عبدالرحمن مدير أمن الدولة السابق وفرقته‮.. ‬بيستخدموا الأموال الفاسدة في‮ ‬التحريض والبلطجة‮«.‬
كثيرة هي‮ »‬الإفيهات‮« ‬في‮ ‬كلام مرسي،‮ ‬الممزوج بالسخرية،‮ ‬والتهريج،‮ ‬والبعد عن مناقشة أزمة وطن،‮ ‬يعيش في‮ ‬محنة،‮ ‬جراء سياساته وجماعته‮.. ‬وبدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يخرج علينا ليعالج الأوضاع المتردية في‮ ‬البلاد،‮ ‬إذ به بدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يكحلها‮ »‬عماها‮« ‬لكي‮ ‬يدخل البلد في‮ ‬نفق مظلم،‮ ‬ندعو الله أن تخرج منه مصر،‮ ‬سالمة‮ ‬غانمة،‮ ‬منتصرة علي‮ ‬المتربصين بها،‮ ‬والمهددين لأمنها‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.