استقبل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، مجموعة متنوعة من المقتنيات الأثرية المهمة التي اكتشفت مؤخراً في حفائر وزارة السياحة والآثار بمدينة "منف" وجبانتها في سقارة، وذلك في إطار التجهيز والإعداد للافتتاح الوشيك لقاعتي (العرض المركزي) و(المومياوات الملكية). وتضم هذه المجموعة عددا من التماثيل منها تمثال من الجرانيت الأشهب، يبلغ ارتفاعه 79 سم، لإحدى المعبودات المصرية وارتدت رداء طويلا وباروكة مموجة كان يعلوها تاج وتمسك بيدها اليمنى علامة "العنخ" (الحياة)، ويعد نحت التمثال في غاية الدقة والجمال. كما تضم عددا من اللوحات الجدارية، ومنها لوحة عليها نقش لمنظر الربة (حتحور) في هيئة سيدة على رأسها قرنا بقرة بينهما قرص الشمس، وتعد (حتحور) ربة من ربات الأمومة والحب والجمال وراعية الطفولة والموسيقى في مصر القديمة وقد نالت من التقديس والتبجيل الكثير على مر العصور المختلفة. كما استقبل المتحف إناء من "الألباستر" بحجم كبير عليه زخرفة تعرف بزخرفة الحبل الملفوف، عثر عليها بداخل هرم الملك "زوسر" المدرج بسقارة أي من حوالى 4650 عاما، وتمثالا لأحد كبار الموظفين في الأسرة الرابعة يدعى "عنخ بيبى"، ولوحة جنائزية ذات قمة هرمية لكاتب من عصر العمارنة يدعى "حور نخت"، بالإضافة إلى إناء فخار أحمر تم صناعته بشكل مميز له 4 فوهات و10 مقابض، وكذلك تم نقل عقد من الأحجار شبه الكريمة "العقيق الأحمر". وقال الدكتور أحمد غنيم رئيس هيئة المتحف - في تصريح اليوم الثلاثاء- إنه من المقرر افتتاح قاعتي عرض جديدة خلال الفترة المقبلة هما قاعة العرض المركزي التي تبلغ مساحتها حوالى 2300 متر مربع وسيعرض بها ما يقرب من 1500 تحفة أثرية وتراثية تمثل نشأة وتطور الحضارة المصرية عبر العصور من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور الحديثة والمعاصرة. وأوضح غنيم أن هذه القاعة ستكون مزودة بأحدث وسائل وأساليب العرض والشرح الحديثة من أفلام وثائقية وشاشات تفاعلية ورسومات توضيحية وبطاقات وتطبيقات تكنولوجية. ونوه إلى أن القاعة الأخرى التي سيتم افتتاحها هي قاعة المومياوات الملكية التي سينقل إليها قريبا مومياوات ملوك وملكات مصر العظام من الأسرات ال17، 18، 19، 20 في موكب احتفالي ضخم يشهده العالم كله.