تنسيق الثانوية العامة 2025.. مؤشرات كليات الطب البيطري 2024 المرحلة الأولي بالنسبة المئوية    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بمدينة الخانكة    وزير الزراعة: تجاوز صادرات البطاطس 1.3 مليون طن للمرة الأولى    وزير السياحة: ارتفاع معدل إنفاق السائحين... وتوقعات بتجاوز حاجز 18 مليون زائر بنهاية العام    الحوثيون يعلنون عن خيارات تصعيدية جديدة ردا على ما يجري في غزة من حرب إبادة وتجويع    رابطة العالم الإسلامي: مؤتمر "حلّ الدولتين" فرصة للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ    إسرائيل تفرض رقابة عسكرية مُشددة على المُراسلين الأجانب الراغبين في دخول غزة    الصناعات التكاملية المصرية تدرس إنشاء مصنع سكر بنجر بالسودان بتكلفة 350 مليون دولار    جزر المالديف والهند تؤكدان حرصهما على العمل من أجل دعم العلاقات وتعزيز التعاون    تمارا حداد: الهدنة الإنسانية.. خطوة سياسية تكتيكية لشرعنة الحصار واستمرار الحرب على غزة    مستشار ترامب ل "الفجر": إيران تلقّت ضربة عسكرية مباشرة بأمر من ترامب بسبب برنامجها النووي    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    الصفاقسي التونسي يعلن تعاقده مع علي معلول.. والتفاوض مع لاعب الزمالك    جدول مباريات الزمالك في الدور الأول من الدوري المصري الممتاز موسم 2024-2025    الغندور يعلن رحيل نجم الزمالك.. ويكشف وجهته المقبلة    رضا عبدالعال: «القرعة ظالمة ومعمولة علشان الأهلي ياخد الدوري»    الأرصاد تحذر من ارتفاع الأمواج في عدد من الشواطئ (تعرف عليها)    إصابة 5 أشخاص بحادث انقلاب سيارة في البحيرة    صور حادث تصادم قطار خط المناشي بجرار زراعي في البحيرة    القبض على عاطلين متهمين بهتك عرض زميلهم بشبين القناطر    السيطرة على حريق اندلع بمحيط فيلا في منطقة الشيخ زايد    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    «السياحة والآثار» تواصل استعداداتها لإدراج منطقة «تل العمارنة» الأثرية بقائمة التراث العالمي    ثقافة الفيوم تناقش التحولات الاجتماعية في الرواية المصرية بعد ثورة 23 يوليو.. صور    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    معاناة حارس وادي دجلة محمد بونجا.. أعراض وأسباب الإصابة ب الغيبوبة الكبدية    سعر الذهب اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 عيار 14 بدون مصنعية ب3038 جنيه    سعر الدولار فى التعاملات الصباحية اليوم الاثنين 28-7-2025 فى البنوك    أخبار × 24 ساعة.. توقعات بارتفاع الحد الأدنى لتنسيق كليات علمى من 1 ل2%    تنسيق الثانوية العامة 2024 علمي علوم بالنسبة المئوية المرحلة الأولى (جدول)    عقب مصرع مدير أمن الوادي الجديد.. وفاة رقيب شرطة متأثرا بإصابته فى حادث المنيا    دفاع أحد ضحايا سفاح المعمورة بعد الحكم بإعدامه: طالبنا بتعويض مدنى مليون جنيه    شروط القرض الشخصي لأصحاب المهن الحرة في البنك الأهلي    طه عزت: الموسم المقبل بلا تأجيلات.. وهناك تنسيق مع حسام حسن بسبب الأجندة الدولية    مدرب بيراميدز عن موعد مباراة دجلة: اللعب فى حرارة 45 درجة تهديد لصحة اللاعبين    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    إيهاب توفيق يشعل المهرجان الصيفي للموسيقى بالإسكندرية (فيديو وصور)    المعهد القومي للكبد: مصر حققت إنجازًا عالميًا في القضاء على فيروس "سي"    «قالوا لي إني ميتة».. أنوار تروي مأساة 9 سنوات انتهت باختفاء الزوج ووقف المعاش    حددت شروطا للظهور به وارتدته وخلعته قبل 11 عاما.. قصة سما المصري مع الحجاب بعد «فيديو البكاء»    ثروت سويلم: لا يوجد خلاف بين اتحاد الكرة ورابطة الأندية.. ولا تأجيلات فى الدورى    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. استشهاد 4 فلسطينيين فى قصف الاحتلال على خان يونس.. هزات أرضية وصلت ل3.8 درجة بمقياس ريختر فى ميانمار.. مقاتلون سابقون فى طالبان نقلوا لبريطانيا حفاظا على سلامتهم    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    محافظ الوادي الجديد ينعى مدير الأمن الراحل إثر حادث سير بالمنيا    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    البابا تواضروس يصلي القداس مع شباب ملتقى لوجوس    ضبط 283 قضية مخدرات و129 قطعة سلاح نارى خلال 24 ساعة    شاهد.. توجيهات الرئيس السيسي اليوم ل3 وزراء بحضور مدبولي    جامعة أسيوط تشهد فعاليات اللقاء العلمي "GEN Z ANALYSTS" بكلية التجارة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    محافظ الغربية يكرم أوائل الثانوية الأزهرية بالجمهورية من أبناء المحافظة    مصر تنتصر ل«نون النسوة».. نائبات مصر تحت قبة البرلمان وحضور رقابي وتشريعي.. تمثيل نسائي واسع في مواقع قيادية    وزارة التربية والتعليم تعلن بدء تحويلات المدارس الدولية IPS    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زايد.. والإخوان.. -3-
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 18 - 05 - 2013

تحدثنا في الجزء الأول - عن بداية توافد الإخوان المسلمين الي الإمارات, وبالتحديد عام 1968 عندما إستعان المرحوم الشيخ / زايد, بالدكتور الشيخ / عز الدين إبراهيم مصطفي - القطب الإخواني المعروف, وعينه مستشارا ثقافيا له, ومسئولا عن أعماله الخيرية في العالم. وذكرنا في الجزء الثاني أن 'جمعية الإصلاح والتوجيه الإجتماعي' هي : الإمتداد التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين .
وفي هذا الجزء نستعرض المراحل التاريخية من النشأة, وحتي بزوغ مايسمي بالربيع العربي
يليها , دراسة تفصيلية - كيف تغللت الجماعة, ونشرت أفكارها داخل المجتمع الإماراتي؟.
وماهي الممارسات والوسائل التي أدت الي هيمنتها علي بعض الوزارات والمؤسسات الإتحادية..؟؟
دعوة الإصلاح الإماراتية, من التأسيس.. الي الربيع العربي:
المصدر – من مدونة كاتب إماراتي.
أولا: بيان وتأريخ
المرحلة الأولي: النشأة والتأسيس '1965-1980'
1 - بدأت بواكير خيوط الجماعة من خلال الطلاب الدارسين في مصر والكويت وغيرها من البلاد، حيث رجعوا وهم يحملون فكر الإخوان، وهمهم الأول وضع الأحجار الأولي للجماعة في الدولة.
2 -عين التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في نهاية الستينات الأستاذ عز الدين إبراهيم رئيسا للتنظيم الخاص بدولة الإمارات
3 -استطاع قيادات تنظيم الإخوان بدولة الإمارات من خلال التواصل مع بعض الحكام والتجار بالدولة – ومع تأييد ودعم من إخوان الكويت – تأسيس أول فرع لجمعية الإصلاح بدبي عام 1974، ثم تلاه فرع رأس الخيمة في عام 1976، ثم تلاه فرع لجنة التوجيه والإرشاد الاجتماعي بعجمان، وفرع الجمعية بالفجيرة، وبهذا استطاعت الجماعة تكوين محاضن للدعوة، وبؤر للقاءات السرية، واستضافة القيادات الحركية
4 -استطاعت الجماعة في عام 1978 إصدار مجلة الإصلاح، التي كانت تمثل المنبر الحركي، من خلال تلميع الجماعة وقادتها، وتنمية أقلامهم، ومحاربة بعض التيارات التغريبية، والمنكرات المنتشرة
5 -في تطور سريع ومع خفاء الوجه الكالح للجماعة استطاع سعيد محمد سلمان الوصول لوزارة الإسكان كأول وزير إخواني في الدولة في عام 1973، ووصوله في عام 1979 لمنصب وزير التربية ورئاسة جامعة العين، وتوصل محمد عبد الرحمن البكر في عام 1977 لمنصب وزير وزارة العدل والشؤون الإسلامية، وبهذا تم وضع الأسس القوية لبناء التنظيم في الدولة حيث سيطروا علي وزارتين هامتين للغاية، مع انتشار فروع الجمعية في ربوع الدولة
المرحلة الثانية: النشوة والنشاط ' 1980 – 1990'
1-نشطت حركة الإخوان في المساجد – مع السيطرة علي وزارة العدل والشؤون الإسلامية – حيث تم استقدام عدد ليس بالقليل من الإخوان الحركيين من مصر وسوريا وغيرها لوظيفة إمام مسجد، إلي جانب الحراك من خلال برنامج النشاط المسجدي، ومكتبات المساجد
2 -توغل الإخوان في وزارة التربية وبالتحديد لجنة المناهج التي تولاها الدكتور سلطان بن كايد عام 1977، فكانت لهم لمسات واضحة في عدد كبير من المناهج التي تم إصدارها آنذاك
3 -تحركت الجماعة تحركا واسعا في جامعة العين التي كانت تحت سيطرتهم، فأدخلوا عدد من الدكاترة الإخوان في التدريس، وسيطروا علي اتحاد الطلبة عام 1982، فكانت الجامعة محضنا خصبا للتفريخ
4 -فروع جمعيات الإصلاح كانت شعلة في النشاط الحركي للجماعة خلال الثمانينات، حيث عقدت فيها المحاضرات الفكرية، والحفلات الإنشادية، واللقاءات السرية، والأنشطة الرياضية، وكانت ميدانا لدعوة أساطين الجماعة من الدول العربية واللقاء بهم
5 -ظهرت التوجهات الجهادية من خلال تبني قضايا المسلمين، وبالأخص قضيتي فلسطين وأفغانستان، وتم تفعيل دور الجمعيات الخيرية، وذاعت الأناشيد الجهادية، وحصل اللقاء بأبرز قيادات الجهاد
المرحلة الثالثة: إنكشاف القناع ' 1990 – 2003'
1 -تم اكتشاف تورط الجماعة في عام 1994 بدعم بعض الخلايا الإرهابية في بعض الدول العربية، وفتح علي أثرها ملف للتحقيق، وثبت تورطهم في الدعم المالي للإعمال الإرهابية
2 -ظهرت بوادر الفكر الثوري التكفيري، حيث تم تداول فكرة الاعتداء علي بعض السفارات الأجنبية في الدولة من قبل بعض المتحمسين من الإخوان المسلمين، وذلك في عام 1990
3 -ظهرت بعض خفايا التنظيم السري بالدولة، من البيعة للمرشد التي استمرت إلي بداية 2003 تقريبا، و وجود مجلس شوري للجماعة، واستقطاع شهري من الراتب، وغير ذلك
4-بدت آثار الفكر الجهادي الذي تم غرسه منذ نشوء التنظيم، حيث سافر أعداد من الجماعة للجهاد، مع التربية الجهادية في المخيمات الكشفية والرحلات البرية والمزارع، فقد تضمنت الكر والفر والمسير الليلي وكلمات السر والصيحات وغيرها من القيم الجهادية
5 -ربط شباب الدولة برموز الجماعة، والتصريح بانتسابهم لجماعة الإخوان وقائدهم الشيخ حسن البنا، مع زيارات دورية لرموز الحركة في الأردن والكويت وقطر
المرحلة الرابعة: مرحلة تغيير مسار الحركة ' 2003 – 2011'
1 -تغيير مسمي الحركة من دعوة الإخوان إلي دعوة الإصلاح، لتورط التنظيم العالمي آنذاك، وعدم تقبله في أغلب الدول
2 -نقل الارتباط من مصر إلي الأردن، لظروف دول الخليج، وسوء موقف التنظيم العالمي في مصر، فجعلوا التواصل مع التنظيم الأردني، وهم بدورهم يتواصلون مع تنظيم مصر
3 -ترك التصريح بالبيعة للمرشد، وخاصة بعد ضغوط الدولة للتصريح حول موقفهم من البيعة، وبعد رفضهم حل التنظيم في عام 2003
4 -التبرؤ من المواقف الجهادية في دعوتهم، واعتبار ذلك اجتهادات شخصية، حتي تم منع بعض الجهاديين من حضور دروسهم، وفصل بعض المتأثرين بالجهاد من تنظيمهم، خشية النظرة العالمية لتنظيم القاعدة أعقاب هجمات 11 سبتمبر
5 -طرح منهج العمل المؤسسي، والظهور الإعلامي، من خلال المواقع والقنوات، والإصدارات المشتركة، لرفع صورة العمل السري
المرحلة الخامسة: التأثر بالربيع العربي ' 2011 – 2013'
1 -التركيز علي قضايا حقوق المواطن، والدولة المدنية، والتأسي بدول الربيع العربي
2 -الشوق إلي الثورة، وإبراز محاسن الثورات، والفرح لها، والدعوة المبطنة للثورات في دول الخليج
3 -محاولة تشويه صورة جهاز الأمن القومي للدولة بكل وسيلة، تأسيا بدول الربيع العربي، وإدراكهم أن الجهاز سد منيع أمام كل ما يخل بأمن البلد، فسلكوا مسلك تقليل الهيبة، ومحاولة تصوير الجهاز بالمؤسسة الدكتاتورية الاستبدادية التي لا تتصل بحكام الدولة
4 -الظهور التقني المنظم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، واستغلال المواقف لاستعطاف الناس، وإثارتهم ضد الدولة
5 -التواصل مع المنظمات الحقوقية العربية والغربية، واستعداء الدول الأجنبية ضد الدولة، ومحاولة مهاجمة الدولة من خلال رموز الحركة خارج الدولة
ثانيا: حقائق ونتائج
1 -التنظيم الخاص لدعوة الإصلاح الإماراتية جزء لا يتجزأ من التنظيم العالمي
2 -الجماعة تسلك منهج التلون والتغير بحسب الأحداث وضغط الدولة، كما في سياسة تغيير الاسم، والظهور الإعلامي وغيره
3 -الهدف الأساسي للجماعة الوصول إلي السلطة، والتوغل التدريجي، ولو علي حساب التنازلات الشرعية الكثيرة
4 -الجماعة لها خبرة واسعة في ميدان الحراك السياسي، والتعامل مع كافة الأطياف الغربية والعربية
الجماعة لها تنظيم دقيق، وأجنحة جهادية وعلمية ودعوية، كما أرادها المؤسس حسن البنا 5 -
ثالثا: نصائح وتوجيهات
1 - ندعوكم لترك التحزب الذي فرق كلمة المسلمين، وضرورة لزوم جماعة المسلمين
ندعوكم لطاعة ولاة الأمر وعدم مخالفة نهج الإسلام في البيعة والسمع والطاعة والنصيحة 2 -
ندعوكم لتجنب المسالك البدعية، من البيعات الحزبية، واللقاءات السرية وغيرها 3 -
4 - ندعوكم للتعاون مع الدولة، والعمل تحت مظلتها، والسعي للتطوير والبناء والعطاء بإخلاص
وصدق، وترك التنظيم وحله
5 -ندعوكم للتمسك بقواعد الإصلاح الحقيقية، من الإخلاص، والعلم، والأخلاق، ومراعاة المصالح والمفاسد
وينهي المدون الإستعراض التاريخي بنداء الي الجماعة:
وختاما - أقول لكل من انخرط أو تأثر بجماعة الإخوان اجلس مع نفسك جلسة صادقة عاقلة وأسأل نفسك إلي متي التحزب والعمل في الخفاء وغيبة الحكام؟؟ وتذكر أن دولتنا محسودة علي ما أنعم الله تعالي عليها، وحكامنا من خيرة حكام العالم، ولو رجعت إليهم وتركت تنظيمك لرأيت منهم الإكرام والإحسان، والله من وراء القصد، وبالله التوفيق
الوسائل والأساليب التي لجأت إليها جمعية الإصلاح لنشر ثقافة الفكرالإخواني
من مدونة ضرار بالهول أوراق سوداء من دفاتر التنظيم الإخواني الإماراتي – الحلقة الأولي
المصدر
إن التلبيس وإخفاء الحقائق والتلاعب بالعقول سمة ظاهرة من سمات التنظيم الإخواني وبالخصوص التنظيم الإخواني الإماراتي الذي حاول في الفترة الأخيرة أن يمارس دورا مزدوجا ماكرا يجمع فيه بين محاولة إخفاء الانتماء إلي الفكر الإخواني والمجاهرة الصارخة بتبنيه والترويج له والاستقطاب إليهولكن لم يستفد التنظيم من ممارسة هذا الدور المزدوج إلا مزيدا من الافتضاح وانكشاف مكره وخديعته بالعقول، وبالخصوص وأن قضية كون دعوة الإصلاح والمنتظمين فيها يمثلون فرع الإخوان المسلمين في الإمارات أصبحت حقيقة واضحة مثل الشمس لا يستطيع التنظيم مهما حاول أن يغطيها بغرباله الأسود.
وقد أوردنا في مقالات كثيرة سابقة العديد من العبارات والجمل التي اعترف فيها التنظيم بانتمائه إلي من يسمون أنفسهم بالإخوان المسلمين، وأما هذا المقال فيتفرد عن المقالات السابقة باستعراض عبارات جديدة لم يتم ذكرها، وذلك من خلال بعض إصدارات جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي والتي كانت في وقتها إحدي المحاضن الرئيسية التي كان التنظيم يمارس فيها الاستقطاب وتغذية الأنشطة والترويج للفكر الإخواني ورموزه'
ولئلا نطيل علي القراء نستعرض هذه النقولات فنقول:
من تلك الإصدارات إصدار بعنوان 'الآفاق الثقافية للإصلاح الإسلامي' من مطبوعات جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، وهو عبارة عن رسالة صادرة عن جمعية الإصلاح بمناسبة معرضها الثالث للكتاب الإسلامي الذي أقيم بمركزها في دبي خلال شهر ذي الحجة عام 1402ه، وفي الغلاف من الداخل: شهر محرم عام 1403ه.
تناول هذا الكتيب معايير انتقاء الكتب النموذجية المفيدة الصحيحة بزعمه والتي ترسِّخ علي حد تعبيره لثقافة الإصلاح الإسلامي وترشيحها للشباب والشابات.
ولسائل أن يقول:
ما هي هذه الكتب النموذجية؟
وما هي الآفاق الثقافية للإصلاح الإسلامي من منظور الجمعية من خلال هذه الكتب؟
ومن هم رواده ورموزه؟
وما هو مفهوم الثقافة الإسلامية والإصلاح عندهم؟
هل هي الثقافة الإسلامية الناصعة التي تربي الشباب علي الاستقامة وأداء الحقوق مع النفس والأهل والمجتمع وولاة الأمر؟
هل هي الثقافة التي تجعل من الشباب عناصر مفيدة تعمل بجد واجتهاد وإخلاص في نصرة دينها ووطنها؟
هل هي الثقافة التي تسخر الطاقات الشبابية المتدفقة بالحماس والقوة في خدمة الحق والنهوض بالوطن في كافة المجالات؟
إن الأمر وللأسف الشديد لم يكن كذلك علي الإطلاق.
لقد دعا التنظيم من خلال هذا الكتيب المعنون ب 'الآفاق الثقافية للإصلاح الإسلامي' عند كلامه عن الكتب الحديثة في الفكر الإسلامي إلي تغذية الشباب المسلم بكتب حسن البنا وسيد قطب ورموز التنظيم الإخواني في العالم، وبعبارات ضخمة محاطة بهالات كبيرة من المديح والإطراء والثناء الذي ليس في محله، كل ذلك في معرض من معارض الكتاب الذي لم يتورع التنظيم عن إقامته لغرض واحد أساسي، وهو تكريس الفكر الإخواني بين أوساط المجتمع تحت غطاء الثقافة والإصلاح والدعوة.
إذن فليست تلك الثقافة المزعومة من قبَل الجمعية إلا ثقافة الإخوان المسلمين، وليس ذلك الإصلاح المزعوم إلا المنهج الإخواني لا غير.
جاء في الكتيب ص 19: 'وأما الكتب الحديثة في الفكر الإسلامي العام فهي النصف المكمل لجميع هذه الثروة الفقهية، وفيها من الترتيب والمقارنات والتعليلات ما يزيد المتفقه إيمانا ويرفع من مقدرته علي المحاورة والإقناع ورد الشبهات وبيان باطل الفكر الجاهلي، وتعتبر رسائل الإمام حسن البنا رحمه الله مع صغر حجمها أهم البدايات التي وجهت الكتابات الإسلامية الفكرية المعاصرة، وفيها من الحماسة والالتفاتات التربوية والقواعد الدعوية ما يجعلها في المقدمة'
نجد في هذا النص ما يلي
1 - وصف جمعية الإصلاح لحسن البنا بالإمام.
2 - ادعاء جمعية الإصلاح أن مؤلفات حسن البنا هي المنبع المعين الذي انطلقت منه الكتابات الإسلامية الفكرية المعاصرة.
3 - ادعاء الجمعية أن مؤلفات البنا تضمنت الحماسة الدينية والالتفاتات التربوية والقواعد الدعوية وأنها تزيد المتفقه إيمانا وترفع من مقدرته علي المحاورة والإقناع ورد الشبهات وبيان باطل الفكر الجاهلي!
4 - ادعاء الجمعية أن مؤلفات البنا هي في المقدمة من الكتب الحديثة في الفكر الإسلامي المعاصر
وحينئذ فأيُّ إصلاح مزعوم يُراد بالشباب حينما تُجعل مؤلفات زعيم التنظيم الإخواني هي في المقدمة من الثقافة الإصلاحية الإسلامية المزعومة؟!
وأيُّ إصلاح يُراد بالشباب حينما يُجعل رائد الثقافة الإصلاحية الإسلامية في هذا العصر هو في نظر جمعية الإصلاح حسن البنا زعيم التنظيم الإخواني؟!
وأيُّ ثقافة إسلامية صحيحة تُنشد من خلال مؤلفات زعيم تنظيم الإخوان المسلمين الذي ملأ كتبه بالتنظير لتنظيمه وآلية عمل التنظيم ولوائحه الحزبية والعلاقة بين قياداته وأتباعه وأهدافه السياسية وطرقه الثورية والتي منها منازعة الحكام والسعي إلي السلطة تحت شعارات براقة عديدة؟!
إن مثل هذا النص وغيره كفيل بكشف حقيقة الإصلاح المزعوم عند مدعيه وأن الأمر برمته ليس سوي الترويج للفكر الإخواني تحت مسميات الإصلاح والثقافة والتربية وغيرها من الكلمات البراقة التي يُقال فيها: كلمات حق أريد بها باطل.
ثم جاء في الكتيب ص19: 'وتمتاز كتابات الأستاذ المودودي رحمه الله بمثل هذه الميزات أيضا، وهي مدرسة شاملة متينة الأساس، وفيها الرأي الصريح وصفاء الفهم النصيب الوافر، وليحرص زوار المعرض علي شراء ما كتبه عن: مبادئ الإسلام، والإسلام والجاهلية ...' إلخ
إن أبا الأعلي المودودي هو أحد أبرز رواد الفكر الثوري في هذا العصر، ومنه استمد سيد قطب العديد من أطروحاته التكفيرية وبالخصوص ما يتعلق بمصطلح الجاهلية ومضامينها التكفيرية وتعميمها علي المجتمعات الإسلامية شعوبا وحكومات والغلو في مصطلح الحاكمية والانحراف فيها إلي مهاوي التكفير والتطرف وغير ذلك من المصائب الفكرية.
فقد أصبحت كتابات المودودي الثورية والحركية والتكفيرية في نظر جمعية الإصلاح مدرسة شاملة متينة الأساس تتضمن الرأي الصريح وصفاء الفهم!!
وحينئذ فأي ثقافة صحيحة مزعومة يُراد تربية الشباب عليها إذا كان مصدرها مؤلفات ثورية وحركية وتكفيرية؟!
إن الأمر برمته في الحقيقة منحصرة في قضية واحدة فقط لا ثاني لها وهي: ترويج هؤلاء لفكرهم الإخواني والاستقطاب إليه.
ومن هنا فلم يكن غريبا صدور الإطراء والترويج من الجمعية لمؤلفات المودودي، فإن وراء هذا الترويج والدعاية سر خطير آخر، وهو أن أبا الأعلي المودودي إضافة إلي كونه أحد رواد الفكر الثوري والتفكيري فهو مؤسس وزعيم ما سميت بالجماعة الإسلامية في القارة الهندية والقريبة من فكر الإخوان المسلمين.
يقول مصطفي مشهور المرشد الخامس لتنظيم الإخوان المسلمين في كتابه 'طريق الدعوة بين الأصالة والانحراف': 'ففي عام 1347ه 1928م قامت جماعة الإخوان المسلمين في مصر علي يد مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا واتسعت دائرتها بعد ذلك خارج مصر حتي وصلت الآن أجزاء كثيرة من المعالم، وفي عام 1941م قامت الجماعة الإسلامية في القارة الهندية علي يد مؤسسها مولانا أبي الأعلي المودودي رحمه الله، تكاد تكون مطابقة لجماعة الإخوان في الفهم والأهداف والمنهج'!
وبناء علي هذا فلم تتورع جمعية الإصلاح عن الترويج لمؤلفات المودودي وتشجيع الجمهور علي اقتنائها!
ثم جاء في الكتيب ص19 و20: 'وأما سيد قطب فهو علي قمة أخري شامخة تضاهي هذه، وهو سيد الفكر الإسلامي حقا، وقد أشرنا إلي قيمة كتابه 'في ظلال القرآن' وفي كتبه الأخري كلها منافع
هكذا وبهذا الغلو الفاحش والإطراء العجيب تصف جمعية الإصلاح سيد قطب رائد الفكر التكفيري في هذا العصر والأب الروحي للجماعات الإرهابية والمتطرفة بسيد الفكر الإسلامي!!
فسيد قطب في نظر الجمعية هو سيد الفكر الإسلامي!
وسيد قطب في نظرها هو علي قمة شامخة!
ومؤلفات سيد قطب عندهم كلها منافع!
وحينئذ فأي ثقافة إصلاحية سليمة مزعومة يريدها هؤلاء وهم يصفون داعية الفكر التكفيري والثوري بسيد الفكر الإسلامي؟!!
وأي ثقافة إصلاحية سليمة يريدونها وهم يروجون لمؤلفات سيد قطب ويقولون عنها: 'كلها منافع' وهي الكتب التي تنضح بتكفير المجتمعات الإسلامية عن بكرة أبيها والترويج للأصول المتطرفة كالعزلة الشعورية عن المجتمع وغيرها وفيها ما فيها من المصائب الفكرية التي لو ذكرناها هنا لطال المقام دون حصرها؟!
إن هذا الغلو الفاحش في سيد قطب الصادر من جمعية الإصلاح والذي وصل إلي حد وصفه بسيد الفكر الإسلامي ومن قبل غلوها في حسن البنا واعتبار مؤلفاته في المقدمة واعتباره رائد الفكر الإسلامي المعاصر هو دليل واضح علي انحراف هذه الجماعة ومدي تشبعها بالأفكار الإخوانية حتي النخاع ومدي محاولة تصديرها لهذه المصائب الفكرية والحزبيات المشينة إلي المجتمع الإماراتي تحت غطاء الثقافة والإصلاح وعبر مؤلفات ومعارض للكتب وغيرها!
نتابع في الحلقة القادمة بإذن الله كشف المزيد عما تضمنه هذا الكتيب من الترويج الصراح لمنهج الإخوان المسلمين ورموزهم ومؤلفاتهم، وما تضمنته إصدارات أخري لجمعية الإصلاح من بلايا فكرية عديدة من مثل عدم الاعتراف بالدول الإسلامية والانحراف في الدعوة إلي الله عن الطريق الصحيح إلي التكالب علي الحكم والتنافس علي السلطة.
نتابع..
جمعية الإصلاح – التغلغل في المجتمع الإماراتي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.