نقلت صحيفة الفايننشيال تايمز عن وسائل الإعلام السورية الرسمية 'ان الغارات الاسرائيليةاستهدفت مركز الأبحاث العسكرية'. وتضيف الصحيفة أن الحكومة الاسرائيلية التزمت الصمت وقال الجيش انه لا يعلق علي هذه التقارير ' إلا إنه إن صح وتأكد ذلك الهجوم فإنه سيكون الثاني لإسرائيل علي سوريا خلال بضعة أيام. وكشفت الصحيفة إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يعلق علي تلك التقارير، فيما دعي وزرائه إلي مجلس مصغر لمناقشة الوضع، ما دفعه لتأجيل رحلته التي كان من المقرر القيام بها اليوم الأحد إلي الصين. وقد صرح الجيش الإسرائيلي لاحقا أنه وضع اثنين، من القباب الحديد المضادة لبطاريات الصواريخ، في شمال إسرائيل كجزء من 'البرنامج الروتيني لنشر التشغيلة، وإجراء التقييم الروتيني لها'. وكما ذكرت رويترز، نقلا عن الاستخبارات الغربية الداخلية، 'أنه في كلا الضربتين، وجهت إسرائيل ضرباتها لمخازن حركة فتح التي تحوي 110 من الصواريخ، والتي وجدت هكذا بصفة عابرة في طريقها من إيران إلي حزب الله في لبنان. وألمحت الصحيفة 'إن الهجمات جاءت بعد التحذيرات المتكررة من قبل إسرائيل والتي تضمنت أنها لن تتسامح مع نقل الأسلحة من نظام الرئيس بشار الأسد للمقاتلين الأخرين في المنطقة، بما في ذلك حزب الله. وجاء هجوم اليوم الاحد متبوعا بالهجمات الإسرائيلية، التي صرح بها مسئولون امريكيون 'انه تم ضرب سوريا يوم الخميس أو الجمعة من الأسبوع الماضي'. وجاءت التقارير الأولية مشيرة إلي أن الهجوم استهدف المنطقة المحيطة بالمنشأة العسكرية في منطقة 'جمراية' شمال غرب دمشق، وقد استهدف مجمع جمراية بضربة صاروخية، من قبل في يناير الماضي، اتهمت فيها إسرائيل أيضا من قبل الأسد ونظامه. فيما صرح التليفزيون السوري 'إن الهجوم الإسرائيلي الجديد هو محاولة لرفع الروح المعنوية للجماعات الإرهابية التي تترنح من قوة ضربات جيشنا النبيل لها' مشيرا في ذلك إلي هجمات قوات الأسد ضد الثوار المعارضين لنظامه. وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن الشهود في المنطقة قالوا إنهم رأوا الطائرات في السماء حال وقت الانفجارات. وأضاف الشهود 'إن الانفجارات أصابت جمراية بالإضافة إلي مستودع ذخيرة في مكان قريب' وقال نشطاء آخرين 'إن الانفجارات استهدفت أيضا فرقة صواريخ واثنين من الحرس الجمهوري للكتائب، في منطقة عسكرية مكثفة تقع في الشمال مباشرة من دمشق'. وأظهرت لقطات الفيديو التي تم تحميلها إلي الإنترنت من قبل نشطاء 'أنها كانت سلسلة من الانفجارات، لاح أحدها فوق سماء المدينة في حين أطلق الآخر كم هائل من النيران والانفجارات الثانوية'. أدانت إيران أكبر حليف لسوريا في المنطقة، الهجوم، قائلة انه يظهر التنسيق بين المعارضة وإسرائيل، وكانت الولاياتالمتحدة بمثابة إشارة المرور أو 'الضوء الأخضر' وقال القائد الجنرال 'أحمد وحيدي' وزير الدفاع الإيراني 'إن تلك الانفجارات تعتبر تحركات غير إنسانية ومغامرة' إسرائيل 'يمكن أن تهدد أمن المنطقة برمتها'. فيما يري وزير الخارجية الإيراني 'إن إسرائيل تحاول تأجيج التوترات القبلية والطائفية في الشرق الأوسط'، كما ذكرت الصحيفة. تضيف الصحيفة أنه إذا تأكدت صحة الأخبار المتناقلة بخصوص الغارة الجوية التي حدثت اليوم الأحد، فإنها ستكون الغارة الثالثة التي توجهها إسرائيل خلال هذا العام ضد سوريا، حيث كانت الأولي في ينايرالماضي حين هاجمت إسرائيل ما أطلق عليه المسؤولون الغربيون والثوار المعارضين لحكومة الأسد، قافلة SA- 17 المضادة للطائرات المتوجهة الي لبنان. في حين لم تؤكد إسرئيل أية هجمات، فإن مسئولين اسرائيليون أعربوا بشكل واضح عن أن إسرائيل ستعارض نقل الأسلحة، خاصة الأسلحة الكيميائية، من حكومة الأسد إلي حزب الله أو بعض القوي المرتبطة بالقاعدة، الذين يقاتلون لقلب نظام الحكم. يأتي تورط إسرائيل المتزايد في الصراع السوري كنتيجة للتردد الذي يشوب الموقف الأمريكي في التعامل مع الملف السوري، رغم ما تدرسه من تقارير تفيد بأن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية، والتي حذر الرئيس باراك أوباما منها باعتبارها 'خط أحمر' لا يجب تجاوزه. فيما تشكو القوات المعارضة في سوريا، أن المساعدات التي توفرها واشنطن والعواصم الغربية الأخري، محدودة بل وتقل كثيرا عن المطلوب لإسقاط نظام الأسد المسلح العتيد. ورغم الهدوء السائد في الحدود بين إسرائيل وسوريا، منذ وقف إطلاق النار الذي أنهي حرب عام 1973 فإن إضعاف نظام الأسد يثير المخاوف حول ما ستعانيه البلاد بعده من فراغ خطير في السلطة علي الحدود. و في أبريل قامت الحكومة السورية بإعادة توزيع قوات الجيش فتم نقل بعضها من منطقة الحدود مع إسرائيل للدفاع عن دمشق، وتم شغل الفراغ بالقوات المعارضة لنظام الأسد، بما في ذلك المقاتلين من جبهة النصرة، التي تصفها الولاياتالمتحدة بأنها جماعة ارهابية، فيما أعرب مسئولون اسرائيليون هذآ الأسبوع عن مخاوفهم ميسور قوات الحكومه السورية قد نقلت بالفعل كميات صغيرة من الأسلحة الكيميائية ألي حزب الله. وقالوا إن أحدث غارة اسرائيلية مزعومة تشكل جزءا من نمط المخصص الهجمات الأجنبية علي الأراضي السورية التي ظهرت في ظل عزوف الحكومات الغربية وحلفائها لشن حملة عسكرية علي غرار ليبيا الكاملة ضد نظام الأسد. وكانت تركيا العام الماضي قد أطلقت النار علي أهداف في شمال سوريا ادعت أنها عبر الحدود، في حين وافقت دول حلف الناتو علي نشر بطاريات صواريخ باتريوت علي الحدود. لأن نظام الأسد قد حذر القوي الأجنبية مرارا ضد الاعتداءات المباشرة علي الأراضي السورية، فإنه الآن يمكنه إطلاق انتقام واضح ضد أي من الهجمات الاسرائيلية المزعومة، كما فعل الجيش السوري بتسديد ضرباته إلي الطائرة التركية التي تنتهك المجال الجوي قرب الحدود بين البلدين، في يونيو الماضي