أوردت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يستعدون لشن عمل عسكري في سوريا في غضون أيام، في حال قام نظامها باستخدام الأسلحة الكيميائية بمحاولة لصد قوات الثوار الساعية للسيطرة على دمشق أو ضرب المدنيين. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمريكية، أن التدخل العسكري الذي ستقوده الولاياتالمتحدة وتشارك فيه بريطانيا ودول اخرى "ليس وشيكاً، لكن وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكيتين اللتين تملكان صلاحية اصدار القرارات بشأن عمليات الولاياتالمتحدة في المنطقة العربية، مستعدتان للتدخل إذا لزم الأمر". وأبرزت مواقع الصحف الإسرائيلية الرئيسية، صباح اليوم الخميس، ما نقلته وكالة "أن.بى.سى" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد زود قواته بغاز "السارين" في قنابل من المقرر أن تلقيها الطائرات. وأضافت المحطة أن هذا النوع من القنابل الذي يحتوي على مواد قاتلة لم يوضع تحت أجنحة الطائرات بعد، وأن الرئيس السوري لم يأمر حتى الآن باللجوء إلى هذا النوع من القنابل، بحسب ما ذكرت قناة العربية، الخميس. وحسب محطة التلفزيون الأمريكية "سي.أن.أن"، فإن أجهزة المخابرات الإسرائيلية والتركية واللبنانية والأردنية على اتصال وثيق مع أجهزة المخابرات الأمريكية لتحديد السلوك الواجب اتباعه. وكرر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الموقف السوري القائل إن دمشق لا يمكن أن تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين حتى لو وجدت لديها. وأفرد الصحف الاسرائيلية مساحات وعناوين رئيسية لما وصفته بالقلق الدولي وردة فعل عنيفة من الولاياتالمتحدة بعد رصد الاستخبارات الغربية لتحركات مشبوهة قامت بها وحدة خاصة من الحرس الشخصي لبشار الأسد تتولى حراسة مخازن الأسلحة الكيميائية وتتلقى أوامرها منه شخصيا. وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق الى تقرير لمجلة "وايرد" الأمريكية أورد أن الجيش السوري لا يحتفظ بما لديه من "سارين" جاهزا للاستخدام، بل يضع مكوناته متفرقة خشية تعرضه لحادث طبيعي أو لانفجار كبير تنتشر معه كميات منه في الجو، ففي سوريا 5 مصانع كيميائية، و20 منطقة معروفة لتخزينها ووقوع تفجير في أي منها يؤدي لكارثة. وأهم المكونات التي تحتفظ فيها سوريا متفرقة هما عنصران يتحول مزجهما معا إلى "السارين" القاتل، وهما "ايزوبروبانول" وزميله "ميثيلفوسفونيل دايفلورايد" الكيميائي، وأن الاستخبارات الغربية رصدت في منتصف الأسبوع الماضي مشرفين على غاز الأعصاب القاتل "وهم يمزجون كميات متواضعة من قطبي "سارين" الكيميائيين، في إشارة إلى النية بتجهيزه للاستخدام" وفق ما ذكرت المجلة. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أوردت عن نقل الجيش السوري لكميات من مكونات أسلحته الكيميائية والبيولوجية من مكان إلى آخر داخل سوريا، وهو ما أثار الخشية من النية باستخدام السارين ضد المدنيين بعد اليأس من فشل السلاح التقليدي بقمع الثورة ورجالها الذين أصبحوا على أبواب دمشق. وكانت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية قالت إن إسرائيل طلبت من الأردن السماح لطائراتها بشن غارات جوية لقصف مواقع الأسلحة الكيميائية السورية القريبة من الحدود الأردنية "لكن الأردن اعتبر أن الوقت غير مناسب الآن" بحسب خبر الصحيفة الذي نفاه الأردن بالكامل. وأشارت مجلة "دير شبيجل" الألمانية في تقرير نشرته في سبتمبر الماضي إلى إجراء الجيش السوري لتجارب على الأسلحة الكيميائية في نهاية آب الماضي بالقرب من "قاعدة السفيرة" بجوار حلب، ناقلة عن شهود عيان أن 5 الى 6 عبوات فارغة مخصصة لمواد كيميائية تم اطلاقها من دبابات أو طائرات على منطقة الدريهم في الصحراء بالقرب من مركز الشناصير المعتبر أكبر مركز لتجارب السلاح الكيميائي في سوريا. كما تواردت أنباء من مصادر متنوعة، في وسائل إعلام عدة، أوروبية وأمريكية، أشارت إلى وضع الولاياتالمتحدة وتركيا وإسرائيل والأردن جيوشها في حالة تأهب لمنع ما يصفونه ب"كارثة كيميائية "ضد المدنيين في سوريا، أو لمنع المعارضة المسلحة فيها من الحصول على سلاح كيميائي بهجمة ما أو بعد سقوط النظام، كما ولمنع النظام نفسه من نقل سلاحه الكيميائي إلى حزب الله في لبنان. وهو ما يؤشر الى أن زيادة الحديث عن استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام ينبئ باقتراب التدخل العسكري في سوريا لهذا الغرض أو لأغراض أخرى. ونسبت إلى مسؤول امريكي قوله "إن العمل لن يتطلب تحركاً كبيراً.. لكن من السابق لأوانه توقع ما يمكن أن يحدث إذا تم اتخاذ قرار التدخل، غير أننا لم نصل إلى هذا النوع من القرارات". واضاف المسؤول الامريكي "هناك الكثير من الخيارات، ويمكن أن تقوم الولاياتالمتحدة بعمل عسكري بسرعة وفي غضون أيام إذا استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية، كما أن اتخاذ أي إجراء من هذا القبيل لن يتطلب الكثير بسبب وجود قوات امريكية في المنطقة". وقالت التايمز إن مسؤولين أمريكيين آخرين اكدوا أن بلادهم تدرس خيارات أخرى للتعامل مع الأسلحة الكيميائية السورية تتراوح بين غارات جوية وهجمات محددة تشنها قوى اقليمية لتأمين مواقع هذه الأسلحة. وتأتي هذه التصريحات بعد اعلان منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر أنظمة صاروخية دفاعية من طراز باتريوت في تركيا على مقربة من الحدود السورية، استجابة لطلب أنقرة بعد أن أبدت مخاوفها من التعرض لهجوم بالأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري.