أنتقد د.حمدي النبوي استشاري المخ والاعصاب في لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصري اليوم الاربعاء مقولة أساتذة بكلية الطب جامعة عين شمس بشأن الترامادول 'انه لما كتب له' اي انه يشفي اي ألم يصيب الانسان مما يمثل خطورة علي الشباب، وقد منعت بعض الدول علي رأسها الولاياتالمتحدة انتاج هذا الدواء بعدما أصبح كثير من مواطنيها مدمنين له. وحذر العمال بعدم تناول الترامادول لزيادة النشاط لما له من أثار جانبية خطيرة علي الصحة منها التهاب الأعصاب والصرع وغيرها مشيراً الي انه يزيد الإحساس بالألم اذا لم يحصل المدمن علي الجرعة المعتاد عليها. وأضاف ان الترامادول يستخدم كمسكن للآلام الشديدة والحادة التي تعقب العمليات الجراحية كما في حالات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل التهابات الأعصاب والتهابات المفاصل لكنه قد يؤدي مع تعاطي الجرعات الكبيرة الي الاعتماد الجسمي والنفسي ثم الإدمان حيث تظهر أعراض الانسحاب علي المريض بعد تعاطيه لفترة طويلة وتتمثل في الهذيان والميل للقيء والاسهال وصعوبات في التنفس الي جانب الهلوسة. وأستكمل انه تم وضعه تحت فئة الجدول الثاني للأدوية المخدرة ولا يسمح للصيدلي بصرفه الا من خلال روشتة طبية معتمدة لكن ومع الأسف الشديد تتغاضي بعض الصيدليات عن هذه الاشتراطات وتقوم ببيعه لغير المرضي كما انتشر تداوله والاتجار في الاصناف المستوردة منه. ولفت ان المخ يفرز طبيعيا مادة الاندروفين التي تشبه الافيونات في خواصها حتي تساعد الانسان علي تحمل الآلام العادية لكن الترامادول مثل باقي المخدرات يثبط من افراز المخ لهذه المادة ويجعله يعتمد تدريجيا علي الافيونات الخارجية وهو ما يمثل خطورة كبيرة ويضيف ان الترامادول من الأدوية التي تسبب التعود ويحتاج المريض الي زيادة الجرعة بشكل مستمر للحصول علي التأثير المطلوب. وأشار الي ان قضية الترامادول تمثل كارثة صحية واجتماعية ذات أبعاد خطيرة لكونه يتم تداوله بطريقة عشوائية وبحرية غريبة في السوق المصرية من جانب بعض الصيدليات واخرين رغم خطورته التي تتمثل في قدرته علي إحداث الإدمان مع تعاطي الجرعات الكبيرة حيث انه ينتمي الي مجموعة مشابهات الأفيون وهو لايقل كثيرا في تأثيراته الجانبية عن المورفين أو الكودايين. المشكلة الخطيرة تكمن في قيام بعض مهربي الأدوية بجلبه بكميات كبيرة من الصين وبأسعار رخيصة للغاية مما سهل انتشاره حتي أصبحت معظم الفئات الاجتماعية وفي مختلف الأعمار من15 70 تتناوله ولأسباب إدمانية مختلفة, البعض يستخدمه من أجل الجنس والبعض الآخر للعلاج الخاطئ للصداع كمهدئ أو كمسكن للآلام أو حتي المغص. كما يستخدمه بكثرة سائقو السيارات الميكروباص والنقل بين المحافظات للتغلب علي النوم مما يزيد من عدد حوادث الطرق بلا أدني شك, الكارثة الكبري تتمثل في قيام بعض تجار ومروجي المخدرات باضافة الترامادول الي ادوية مخدرة اخري اخري وعمل خلطات أكثر خطورة وهنا يحدث تفاعل مشترك متحد خطير بين هذه الأدوية مما يزيد من سميتها.