كان الله في عون سوريا الدولة العروبية التي تجابه حربًا شرسة تكاتفت فيها أطراف خارجية عدة ضد الدولة تنفيذًا لسيناريو أمريكي وضع لإسقاطها. ولقد تم توزيع الأدوار علي اللاعبين الرئيسيين في معادلة الحرب الكونية علي سوريا. البطولة المطلقة أسندت للولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل. أما دور الكومبارس فقامت به تركيا ودول خليجية تزعمتها قطر التي أخذت عهدًا علي نفسها بزعزعة الاستقرار في المنطقة. تضمن السيناريو عقد سلسلة من المؤتمرات حملت لافتة أصدقاء سوريا وهي مغالطة كبري، فلقد كان المجتمعون هم أعداء سوريا في الحقيقة، اجتمعوا من أجل تنفيذ المؤامرة الخسيسة الرامية إلي استئصال سوريا وإسقاطها. عقدت المؤتمرات لحشد التأييد للمعارضة الإرهابية المسلحة ودعمها تمويلا وتسليحا حتي تتمكن من تحويل الساحة في سوريا إلي مجزرة ضد الشعب. وفي العشرين من مارس الحالي عقد في إسطنبول مؤتمر أصدقاء سوريا ليتقرر خلاله تزويد المعارضة المسلحة بالمزيد من المعدات العسكرية بالإضافة إلي رفع الحظر النفطي المفروض أوربيًّا علي سوريا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة حتي يمكنها تصديره وهي مناطق 'دير الزور، والحسكة، والرقة'. ولاشك أن هذا قرار خاطئ لصعوبة تطبيقه علي أرض الواقع إذ إن آبار النفط المذكورة تقع تحت سيطرة 'جبهة النصرة' وجماعات سلفية أخري- فكأن أوربا بذلك ستستورد النفط من 'أبو محمد الجولاني' زعيم الجبهة الذي أعلن مؤخرًا مبايعته للظواهري. بل يزداد الوضع صعوبة مع المقترح الذي تبناه رئيس هيئة أركان ما يسمي بالمجلس العسكري الثوري التابع للجيش الحر، فالمقترح يقدم حلا للخروج من هذا الاستعصاء الحادث في سوريا من خلال تشكيل جيش من 30 ألف جندي يتم تسليحه بأسلحة حديثة لطرد 'جبهة النصرة' من المناطق النفطية. ومعني هذا المقترح لو تم تفعيله- اندلاع حرب أهلية لاسيما أن جبهة النصرة لن تستسلم بسهولة. كان الله في عون سوريا الدولة، فهي تحارب الفئة الضالة التي تطلق علي نفسها اسم 'الجهاديين' التابعة للقاعدة. أما ما تأكد اليوم فهو أن ظاهرة الجهاديين هذه ليست بالجديدة في سوريا، فلقد سبق للدولة أن جابهتهم من قبل وسلمت العشرات منهم إلي الدول التي جاءوا منها كالعراق ولبنان وتركيا. وكان الأحري بالمجتمع الدولي الذي يدعي محاربة الإرهاب أن يسعي إلي دعم الدولة السورية في حربها المبررة ضد القاعدة ومن تبعها. بيد أنه علي العكس سعي إلي دعم الإرهاب في سوريا عبر تجنيد المرتزقة ومدهم بالمال والسلاح والتدريب. ولقد شهد شاهد من أهلها عندما خرج مسئول مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوربي ليقول إن مئات الأوربيين اليوم يقاتلون إلي جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا ضد الدولة وأن بعضهم انضم إلي القاعدة، وأعرب عن مخاوفه من أن يجنح هؤلاء إلي التطرف عندما يعودون إلي أوربا ثانية وبالتالي يصبحون مثار تهديد خطير. كما أن وكالات الاستخبارات الأوربية أعربت أيضًا عن قلقها من أن يعود هؤلاء بعد انضمامهم إلي القاعدة ليشنوا هجمات إرهابية في أوربا. الجدير بالذكر أن العدد الأكبر من هؤلاء ينتمون إلي بريطانيا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا. وكأن سوريا بذلك سيتعين عليها أن تكون جبهة للدفاع عما صدَّره الغرب إليها من إرهاب وأن تدفع ثمن جرائم أوربا التي حشدت وجندت الإرهاب اليوم ضد سوريا في معرض التماهي مع أمريكا ومشروعها الهادف إلي اجتثاث سوريا الدولة وإسقاطها. لعن الله الشيطان الأكبر وكل من اتبعه من طواغيت العصر الحالي..