قدمت فرقة قصر ثقافة طنطا المسرحية عرض "جنة الحشاشين" من تأليف إبراهيم الحسيني وأشعار طارق عمار وألحان عبدالله رجال ودراما حركية مصطفى فجل وتصميم ديكور سمير زيدان وإخراج السيد فجل وذلك ضمن عروض مهرجان الأقاليم المقام حالياً علي خشبة مسرح المركز الثقافي بطنطا والذي تستمر فعالياته حتي 8 مارس الحالي . شارك في بطولة العرض العديد من نجوم المسرح بالغربية وهم سمير يوسف في دور حسن الصباح وخالد الخرسيتي في دور ملك شاه وطارق عمار في دور نظام الملك وصلاح عتمان في دور الشيخ بوزريق واشرف فجل في دور عمر الخيام وفؤاد الشهاوي في دور بن عطاش وماجد صلاح الدين في دور قائد الحرس ابرام ومصطفى كامل في دور القاتل وأحمد الشافعى في دور اياس وفنانات المستقبل إيمان عامر في دور سارة ومريم مجدى في دور حسناء بالاشتراك مع الفنانة المتألقة نعمات نعيم في دور ريحانة ومجموعة من شباب الهواة ممن يقومون بدور الأهالي والحشاشين . ويؤكد مخرج العرض الفنان السيد فجل أنه في خضم ما يمر به العالم من موجات ظلامية متلاحقة تهدد السلم والأمن الدوليين بسلاح الإرهاب والتطرف ربما لم يعد ملجأ للإنسان المعاصر في كل بقاع الأرض سوى الاحتماء بالثقافة والفنون الإنسانية كخط دفاع رئيس ضد كافة أشكال الغلو والتطرف والإرهاب ومن مصر مهد الحضارة البشرية والثقافة الإنسانية والأديان السمحة نعلنها واضحة وصريحة أن المثقف والفنان هو في طليعة الصفوف لمواجهة هذه الهجمة الظلامية التي تستهدف بلدنا الآمن كما تستهدف الإنسانية كلها فكلنا قلب واحد وصف واحد وخط دفاع أول ضد كل ما هو لا إنساني ومهدر للقيم المدنية ونحن في طليعة الصفوف بما نقدم من فن وإبداع . ويعالج نص " جنة الحشاشين " لمؤلفه إبراهيم الحُسيني واحداً من أهم الموضوعات المُثارة حالياُ على الصعيد العربي والعالمي فهو يُناقش المساحة الشائكة التي تفصل بين الدين والسياسة ليطرح عبر ذلك مجموعة من الأفكار الهامة حول كلاً من المفهومين منها مثلاً رفضه لاستخدام الدين لتبرير بعض المفاهيم السياسية أو استخدام الدين كوسيلة بهدف الوصول إلى الحُكم السياسي وبالتالي تنفيذ اغتيالات جسدية وفكرية تتخفى داخل إطار العقيدة ويستلهم النص المسرحي جانباً من حياة الشاعر والفيلسوف الفارسي عُمر الخيّام ويُصوّر صراعاته مع اثنين من معاصريه وأصدقائه هما الوزير نظام المُلك والرجل الثاني في الدولة الفارسية آنذاك وحسن الصبّاح مؤسس وزعيم جماعة الحشاشين المشهورة في التاريخ العالمي والصدام بين عُمر الخيّام كفيلسوف نظام المُلك كرجل سياسة و حسن الصبّاح كأمير لجماعة دينية وهو ما يُنتج لنا دراما قويّة ومتماسكة تُلقي بظلالها وأفكارها على ما يدور الآن داخل المشهد العالمي والعربي على وجه الخصوص والنص المسرحي لا يُقدم إجابات جاهزة للأسئلة التي يطرحها بقدر ما يأخذ في اعتباره أن إثارة السؤال داخل ذهن المتفرج هو شغله الشاغل فالإجابات غالباً ما تكمن في مُخيلة هذا المُتلقي وهو وحده القادر على بلورتها من خلال الرؤية الاخراجية . ويشهد المهرجان هذا العام تنافس 8 فرق مسرحية لقصور الثقافة من خلال تقديم باقة متنوعة من العروض وتتكون لجنة تحكيم الأعمال من الفنانة وفاء الحكيم والمخرج حسن الوزير والكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ .