"محمود التهامي".. هذا الشبل من ذلك الأسد إبن الشيخ المنشد الكبير وعميد الإنشاد الديني الذي شهدت له معظم مسارح أم الدنيا مصر المحروسة كما شهدت له مسارح الدول العربية والعالم هو فارس الإنشاد الديني في مصر والوطن العربي بدون منازع ، توج بعديد الجوائز الوطنية والعربية والدولية وعضو بلجنة نحكيم جائزة منشد الشارقة شمسه سطعت لتحمل هم الإنشاد الديني و شاب مبدع أصقل موهبته بالجانب الأكاديمي ولم يعتمد على الموهبة فقط ولا على إسم والده فقط إنما بحث لنفسه عن مجد أخر يضيفه إلى مجد أبيه الذي يعتز به ويفتخر به ونسب له نجاحه في هذا الحوار الشيق الذي جمعنا بهذا الصوت الملائكي الذي فتح لنا قلبه لنكتشف إسما سخر حياته وجهده لخدمة الإنشاد في مصر والوطن العربي، وإلى نص الحوار. نود أن نتعرف منك على أهم مايجب أن يتحلى به المنشد من ثقافة ؟ الإنشاد الديني ليس صوت أو موهبة فقط إنما أيضاً لابد من وجود ثقافة اللغة والموسيقى والتراث إلى جانب ثقافة الروحانيات، باعتبار ثقافة الإنشاد مواكبة للأحداث وتؤثر بالحدث نفسه مما يجعلها جزء أصيل من الثقافة المصرية والثقافة الإسلامية والعربية، ولاستمرار الإنشاد الديني لابد أن نأخذ في اعتبارنا البيئة الحاضنة للمنشد . بإعتبارك مؤسساً لنقابة المنشدين وبعد سنوات من تأسيسها.. كم عدد أعضائها اليوم؟ النقابة حالياً نقابة عمالية وتم غلق باب الإنخراط مؤقتاً والعدد الفعلي لنا كمنشدين في مصر يتجاوز 7 آلاف منشد، وإن شاء الله قريباً تتحول النقابة إلى مهنية بعد إقرار مجلس النواب . ما أوجه التعاون بينك كمنشد أو كنقيب للمنشدين وبين الوزارات المصرية ؟ هناك تعاون بالفعل مع وزارة الثقافة بموجب بروتوكول مع صندوق التنمية الثقافية من خلال ورشة للإنشاد الديني بقصر الأمير طاز، أما فيما يخص تعاوننا مع وزارة الشباب والرياضة فنقوم حالياً بتأسيس أوركسترا وزارة الشباب للإنشاد الديني كما أنني عضو بلجنة تحكيم في مسابقة إبداع التي كما تعرفون تعد من أهم المسابقات الفنية في مصر وترعاها الوزارة بشكل مباشر . بعد سنوات طويلة من تواجدكم في ساحة الإنشاد الديني ماهي رؤيتك لمستقبل هذا الفن في مصر؟ لأجيبك على هذا السؤال يتوجب أن أنوه لأمر غاية في الأهمية فلطالما اعترضتني الكثير من العقبات وتلقيت الكثير من الانتقادات في بداية نشأة النقابة بسبب اهتمامي بالشباب المنشد، حتى قيل لي بالضبط : "محمود التهامي جايب شوية عيال وقعدهم جنب مشايخ الإذاعة"، وفي رأيي الشخصي أرى أن الإنشاد ليس حكراً على منشدين معينين بإعتباره مدح في الله ورسوله ومَن لديه الموهبة فله الحق فيه، ولذلك حرصت على وجود المنشد مصطفى عاطف ومحمد عبد الرءوف كأعضاء مجلس إدارة لنقابة المنشدين، وفي رأيي الشباب هو المستقبل ولا بد من الاهتمام به كل هذا يجعلني متفائل بمستقبل الإنشاد لأن الشباب الذين كانوا بالأمس متسابقين أمامنا، اليوم هم نجوم كبار ورواد في هذا الفن وصناعه، ورأيت منذ فترة ليست ببعيدة فيديو لمجموعة شباب يحاكون إذاعة القرآن الكريم بحرفية غير إبداعهم في التكنولوجيا الحديثة وعلم الصوتيات. لكثير من الأسباب استقبلت مصر و فتحت ساحاتها للإنشاد السوري .. هل أثر ذلك على المنشد المصري بصفة عامة؟ أنا ضد التمييز على أساس الدولة، إنما بالعكس عندما جاء المنشد السوري إلى مصر رحبت به ودعمته على كافة الأصعدة ، وهذا الدعم لم يكن دعماً لأشخاص إنما لكيان حيث أن الإنشاد السوري يتمتع بتاريخ عريق لا يمكن إغفاله، مثله مثل دول المغرب العربي كالجزائر وتونس والمغرب بالإضافة إلى اليمن كل هذه الدول لها باع كبير في الإنشاد وتراث قائم لا يمكن أن ننكره، بالتأكيد الريادة كانت ومازالت لمصر في فن الإنشاد لكن هذا لا يبرر إنكار أو إلغاء مدارس دولية أثبتت تواجدها الفعلي و لها إسهاماتها في نهضة الإنشاد الديني. كيف خرجت من عباءة الشيخ ياسين التهامي؟ أنا لم أخرج من عباءة صاحب الفضل الأول علي والدي أطال الله عمره الشيخ ياسين التهامي فكل ما وصلت إليه كان بعد الله بفضل الانتماء إليه إسما أكثر من هذا أصارحك بأن أسمى أهدافي هو نجاحي بتحقيق إسم يليق بأن يرتبط باسم المنشد العلم الشيخ التهامي، فالشيخ ياسين طور الإنشاد إلى مرحلة ليسلمني الراية و أتحمل مسؤولية تطويرها محافظا على الأصالة و"شكل التهامي"، وما زالت كلما تعلق الأمر بإحياء الموالد وليالي الذكر أجدني أحافظ على هذا الشكل مع تطوير الشكل العام والتنظيم والأداء باستحداث مقامات جديدة ودخول ألات جديدة، بجانب توظيف التكنولوجيا لإخراج الليلة بشكل يواكب ما نشهده اليوم من تطوير وتكنولوجيا. شهدت الساحة ظهور فرق نسائية للإنشاد الديني.. ما موقفك منها؟ المرأة لها دور كبير في الإسلام سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خذوا دينكم من هذه الحميراء" في إشارة منه للسيدة عائشة رضي الله عنها، والإنشاد أيضاً ليس قاصر على الرجال فقط؛ فمن جهتي أدعم جميع الفرق الإنشادية كما أن فرقتي بها منشدات وفي النقابة كذلك وكلهن بناتي. ما هي أعمالك الحالية؟ أعمل على مشروعين هامين جداً أحدهما مع الفنان فتحي سلامة يمزج الصوفية مع الحداثة، والآخر أعمل عليه منذ عام 2010 يتعلق بمزج الإنشاد الديني بطبوع موسيقية مختلفة يحمل اسم "الوحدة في الاختلاف" أو "إنشاد واحد بموسيقى متعددة". أنت من أبرز المشاهير النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي.. كيف تتعامل مع روادها كون هذه المواقع أصبحت معادلة صعبة لا يستهان بها للوصول إلى الجمهور ؟ أهتم بمتابعة الجمهور وردود أفعاله على مواقع التواصل وأواجه الشكر والنقد و الإختلاف بالاحترام والتقدير، متمنياً من كل من يختلف معي الأخذ بثقافة الاختلاف لا يفسد للود قضية ومن يتفق معنا كذلك نحبه ونكن له الحب والاحترام والتقدير أيضاً. حصدت العديد من الجوائز.. ما أقرب جائزة لقلبك؟ أقرب جائزة لقلبي هي جائزة ولقب سفير الإبداع في الوطن العربي التي حصلت عليها من رابطة الإبداع الفرنسية برئاسة الدكتور جيهان جادو، كما أن جائزة مؤسسة الشارقة للإعلام لها مكانة خاصة عندي نظراً لإعتنائها بالفن الهادف بشكل عام وفن الإنشاد بصفة خاصة ولكلا المؤسستين من هذا المنبر كل التقدير والتحية. وعلى سالف الذكر.. ماذا تقول عن تحكيمك في برنامج "منشد الشارقة"؟ نشيد بهذا البرنامج العالمي في ظل هذه الظروف التي عانى فيها العالم ومازال من آثار الإرهاب ونشر ثقافة العنف والتطرف، بينما تستمر هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون في تنظيم برنامج و جائزة منشد الشارقة الذي يستقطب الشباب ويشجعه لنشر ثقافة الروحانيات وتكون سلاحه في مواجهة العنف و وسيلة لنشر المحبة والتسامح، موجها من خلال هذا الحوار كل شكري وتقديري ومحبتي الصادقة إلى صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة لرعايته هذا البرنامج متمنين إستمراره و تواصله. وقفت على مسرح دار الأوبرا.. هل شعرت بفرق بينها وبين مسارح ساحات الموالد التي أحييتها و أنت الذي وقفت على كثير من هذه المسارح الوطنية و العربية والدولية ؟ (لكل مقام مقال).. دار الأوبرا مؤسسة عريقة لها من الاعتبارات العلمية والمهنية على مسرح هذا الصرح الثقافي الذي يعد من أهم الأماكن الفنية في الوطن العربي والعالم، بينما الموالد بالنسبة لي طاقة روحية أجدد فيها خلاياي الروحية وأتجرد فيها من كل ما أعلم وما لا أعلم وأتوحد فيها مع روحي وجمهوري وفي النهاية نقول معاً : "يارب".