إن ثقتك بنفسك داخل أسرتك، تجعل منك إنسان صاحب قرار.. تتخذ قراراتك وأنت مغمض العينين، لأنك تعتقد أن السبيل الوحيد في إتخاذ قرارك هو الثقة بالنفس، ولكن عندما تتخذ قرارك. هل يكون في صالحك أم في صالح الأسرة التي تنتمي إليها. إذاً أنت مكبل ومكلف بقيود ومبادئ لإصدار قراراتك. وهل معني ذلك أنك علي يقين بأن هذه القيود هي في صالحك؟ قد تكون ظالم أو مظلوم، للأسف الشديد لابد من مرجع ودستور محبك يدّر علي الجميع بالنفع والسعادة لكل طوائف الشعب. قد يكرمك الله بمنصب معين، ليس لشخصك، وربما يكرمك الله به لتنفع به العباد، وتصدر قراراتك بما تحس النفس وتعود علي الجميع بالبشري والسعادة. إن الناس تعيش أصعب وأهلك حالتها الإجتماعية، متعلقة في قرار يريح صدورها، ويشفي حزنهم المكبوت طوال السنوات الماضية، متمنية حياة ربما تكون رخاءاً. إن تحمل المسؤولية، هي العبء الكبير الذي يقع علي عاتق الشخص. والمسؤولية هي الخاصية الإنسانية الأساسية التي تقوم علي الإرتقاء بالإنسان للبلوغ إلي الصالح العام. فالفرد هو المسؤول الأول والأخير بمقدار قدرته المودعة فيه. والمجتمع كله بمؤسساته مسؤول عن رعاية مصالح الأفراد، بل والأمة مسؤولة عن الارتقاء بما لها، لتقوم بواجب الشهادة علي الناس، كي تصل بهم إلي مراتب التمكين. إن المسؤول عن الناس، لابد أن يحس بهم ويراعاهم، ويرسم علي وجوههم الفرحة، ويزيل عنهم عبء الحياة الدرك، بل الفقر الذي أصبح ثمة هذه الأمة وما تعانيه. فكيف وأنت في منصبك تحملهم فيما لا يتيقونه. قد انتظروا كثيراً كي تُفرج عنهم، ادركوا أن الأمل قادم، لكن كيف؟ وأصبحوا لا يرون صورة تتحقق فيها مطالبهم. نعم.. قد لوحظ في الأونة الأخيرة في انتشار اللامبالاة، الأنانية، الاستهتار العام والهروب من تحمل المسؤولية. مما يترتب عليه ضياع حقوق البشر، وذلك نتيجة لإهمال المسؤولين.. بل كل مرؤوس وصاحب منصب. لقد اهتزت الأخلاق والقيم الإسلامية الاجتماعية التي هي الدعامة الأساسية التي يقوم عليها أي مجتمع ينشر وينادي بالرقي والتقدم. إن مصر بلد عريق وكبير ويحمل كل الصفات الجميلة التي تميزه عن غيره من الأوطان. كيف بلد عظيم مثل مصر، ومازال يعاني من رغيف العيش، يا للأسف والحسرة والندامة، وما هذا الذي يقف في طابور أسطوانة الغاز، ناهيك عن طابور من أسطول السيارات في انتظار دورهم علي محطات البترول. نعم.. إنها مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معني.. كيف ونحن في مصر، ومازلنا نعيش هذه المشاكل الصغيرة التافهة. نعم تافهة.. ما بالكم بالهند والصين واليابان وهي بلاد تكتظ بالسكان أكثر منا بكثير.. ولا تعاني بما نحن فيه ونعيشه.. يا للأسف علي مصر. إنني لا أريد أن أفقد الأمل، بل أريد أن نعيش علي غدٍ مثمر بالأمل يحقق للشعب بعض من مطالبه، وخصوصاً الفقراء والمساكين الغلابة. لابد علي كل مسؤول وراعٍ أن يراعي المواطن الغلبان ويقف بجانبه ويراعيه، ولا يبخل عليه، لانكم ارتضيتم بهذه المناصب، فلابد عليكم ومنكم أن تبدؤوا ولو في حل إحدي هذه المشاكل التافهة. يا أصحاب المسؤوليات والمناصب.. كلكم راعٍ، وكلُ مسؤول عن رعيته. يا أيها المسؤولين أبدؤوا عهداً جديداً يزيل الهم والغم عن الفقراء، وحل المشاكل الواحدة تلو الأخري. غيروا من تفكيركم.. صالحوا أنفسكم.. تصلحوا مع الله. ومن هنا يعيش الوطن حياة سعيدة هنية. أحبوا تتحابوا.. لا تبخلوا علي شعوبكم بالقرارات التي تصلح من شأنه وترفع من قدرته علي البناء والعطاء والتنمية. إن الشعب عاني الكثير، ولابد أن يبدأ في إنفراج همومه، كفي يا أصحاب المناصب من لم يقدر علي تحمل المسؤولية فليتركها لغيره، ربما يكون غيره أصلح منه وأقدر، وليس معني ذلك إكراهاً لأحد ضد أحد.بل بالعكس فإن كل ذي صاحب منصب له رؤيته لصالح بلده العظيم. كم من غريق لم يقدر علي السباحة، وأتي من أنقذه وعبر به.. وكانت هذه إنطلاقة وبداية النجاح. حبوا بلدكم.. يحبكم الله ويراعاكم. حماك الله يا مصر