حين تكون قناة «الجزيرة» الصهيونية هى الراعى الإعلامى الرسمى لما يسمى بقمة ماليزيا الإسلامية التى انطلقت مؤخرًا بدعوى النهوض الإسلامى الجديد، فعلينا أن نعرف أن فى الأمر شيئًا مريبًا لا محالة. ويؤكد ذلك، تلك البشرى التى ساقها القلم المستأجر لمن يدفع أكثر.. المدعو عبد البارى عطوان.. الذى اعتبر هذه القمة هى «محور إسلامى جديد» مناهض لمصر والسعودية!! الأمر إذًا واضح، قمة تدعو لها ماليزيا وتركيا، بحضور إيراني، وتمويل قطرى لا تخطئه العين، تعنى استبعاد العرب من قيادة العالم الإسلامي، وهو هدف إخوانى بامتياز بعد أن فقد التنظيم الدولى الممثل الأبرز لما يسمى ب «الإسلام السياسي» أرضيته فى العالم العربي، لا سيما بعد ثورة 30 يونيو فى مصر 2013م، وتبخر أحلام السلطان العثمانى الموهوم أردوغان فى السيطرة على العالم العربي، ومن ثم الإسلامي. إخوانية أردوغان لا تحتاج إلى إثبات ودلائلها كثيرة.. من توفير الملاذ الآمن لقيادات الإخوان الإرهابية الهاربة من مصر، وفتح دكاكينها الإعلامية مثل قنوات «الشرق» و«مكملين» وغيرها، بل وإعطاء الجنسية التركية لممثليها لتهريبها من الملاحقات القضائية المصرية عبر الإنتربول الدولى. ولكن ماذا عن مهاتير محمد.. الرجل التسعينى الذى عاد إلى سدة الحكم فى ماليزيا بعد سنوات عدة ؟!. لا شك أن «النفس الإخواني» كان حاضرًا لدى الرجل منذ الثمانينيات، وهو ما تمثل فى ترويج الإخوان لنموذجه الاقتصادى الناجح والتبشير به بين العرب. وقد عاد مهاتير للمشهد السياسى بتحالف معلن مع «الحزب الإسلامى الماليزي».. الذراع الإخوانية فى ماليزيا.. وقد وفر الرجل للإخوان ملاذات آمنة حيث فتح السوق الماليزية أمام الاستثمارات الاقتصادية لفلول الإخوان، وأوجد سفراء للجماعة داخلها، بعد ثورة 30 يوليو فى مصر، مثل عضو التنظيم العالمى محمد أحمد الراشد، بالإضافة لاستثمارات قيادات الإخوان، ومنهم خيرت الشاطر، بل إن الأمر تطور حتى اعتبر الإخوان ماليزيا محطتهم الاحتياطية الرابعة فى تنقل قياداتهم المدرجة على قوائم الإرهاب، بعد قطر وتركيا وسودان المعزول البشير! وقد التقى هذا التوجه لدى مهاتير مع صديقه أردوغان الذى يحاول الخروج من أزماته الداخلية وعلاقاته المتوترة مع كل جيرانه بالبحر المتوسط والاتحاد الأوربي، لا سيما بعد تدخله السافر فى سوريا وجنونه من عدم الحصول على قطعة من كعكة الغاز المغرية، إذ يريد السلطان الموهوم توسيع نفوذه - ونفوذ الإسلام السياسي- فى جنوب شرق آسيا حيث يجرى الحديث عن إمكانيات كبرى خاصة مالية كون هذه الدول تحولت إلى ملاذات دافئة لأموال التنظيم الدولى للإخوان التى تم تهريبها من دول أوربا الغربية وأمريكا الشمالية واللاتينية، تحسبا لتجميدها بعدما أظهرت دول غربية كبرى حزما فى مواجهة الاستثمارات المشبوهة والأموال السوداء.