فى هدوء الليل، ومع اقتراب الفجر، بعد يوم طويل شاق، زاخر بالمهام التى تم إنجازها، وأخرى تنتظر يومًا جديدًا، تفقدت هاتفى المحمول، فوجدت رسالة صوتية من صديقة، تلاقينا الكترونيا بمحض الصدفة بعد سنوات طويلة من البعد الاضطرارى بسبب ظروف الدراسة والعمل ومشاغل الحياة، فجاء لقاؤنا عبر عالم التواصل الاجتماعى ليفتح خزائن ذكرياتي، وتطل منها صديقتى بملامحها المصرية الأصيلة المشعة بالطيبة لتذكرنى بأيام الطفولة الصافية البريئة والرفاق الأنقياء، ورغم تعذر اللقاء الحقيقى حتى الآن لكننا سعدنا بالهدية التى منحنا إياها القدر بالتواصل من جديد. استمعت للرسالة، وإذا بها تحمل لى كمًا هائلاً من السعادة، كلمات جميلة مشجعة مليئة بالطاقة الإيجابية، مع الثناء اللطيف على كتاباتى ونشاطاتي، والكثير من الأمنيات والدعوات الطيبة. فرح قلبى بالرسالة غير المتوقعة، وأحسست بالحب يقطر من كلماتها، بلا شبهة زيف أو نفاق أو مصلحة، بالطبع تضمنت مجاملة أكثر مما أستحق لكنى دائما أتقبل محبة الأصدقاء ومغالاتهم فى المدح لعلمى بأنها نابعة من مشاعر حقيقية، ودائما تسعدنى رؤية نفسى بعيون أصدقائي. بعدها بأيام، وأثناء إحدى الحفلات فوجئت بمن تناديني، مع سيل من التحيات، والفرحة الصادقة باللقاء، إنها صديقة المدرسة الثانوية، أبعدتنا سبل الحياة وجمعتنا صدفة!! وكررت جملة أحبها، وأسمعها دائما بعد الغياب (أنتى ما اتغيرتيش خالص)، إنها جملة تحمل دليلا بأن السنوات لم تنل من شكلي، ومن يكره ألا يؤثر الزمن فى ملامحه؟! هذا اللقاء لم يستغرق سوى دقائق انتهت بوعد التواصل، لكنه أضفى على حياتى بهجة لا تنسى. هاتان الصديقتان تنتميان للفئة التى أسميها (مصدر الطاقة الإيجابية)، وتضم كل من يبث التفاؤل والبهجة والحماس والطمأنينة والحب والسلام والفرحة للآخرين، كل من يجبر بخاطر إنسان، كل من يتحلى بالرحمة فيرفق بحيوان أو يهتم بنبات، كل من يفعل شيئا يجعل الحياة أجمل فى عيون الغير، باختصار، إنهم محاربو الإحباط، وأعداء الطاقة السلبية. وجميعنا فى حاجة لمن لا يبخل علينا بكلمة مشجعة، كما نحتاج أن نكون مصدرا للطاقة الإيجابية لنسعد أنفسنا والآخرين، فما أعظم الأثر الذى تتركه كلمات ايجابية بسيطة. كل الشكر للصديقتين ولكل أصحاب الطاقة الإيجابية فى حياتي.