كشفت دراسة مصرية طبية حديثة أجريت علي تلاميذ المدارس في المنطقة المحيطة بميدان التحرير عن إصابة الأطفال في تلك المدارس بأعراض نفسية بسبب أحداث العنف التي شهدتها تلك المنطقة أثناء ثورة 25 يناير متمثلة في إصابتهم بالتوتر والقلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. وقد عرضت نتائج هذه الدراسة الدكتورة داليا عنبه مدرس الأمراض النفسية بكلية الطب بجامعة القاهرة والمشرفة عليها في جلسة علمية عقدت الثلاثاء خلال فعاليات المؤتمر السنوي العاشر للعلوم الطبية, الذي نظمه المركز القومي للبحوث بمقره, وبدأ أعماله الاثنين. وقالت الدكتورة داليا - في تصريح لها - "إن الدراسة استهدفت التعرف علي الأعراض النفسية المسجلة لأطفال المدارس الابتدائية حول منطقة التحرير أثناء ثورة يناير, وتم إجراؤها علي عينة قوامها 515 طفلا من تلاميذ الصف الخامس والسادس الابتدائي في 6 مدارس 'مدرسة خاصة, ومدرستان حكوميتان, و3 مدارس تجريبية'. وأضافت "أن نتائج الدراسة كشفت أن الإناث أكثر تأثرا من الذكور بأحداث العنف التي شهدتها الثورة بنسبة 44.4 %, وأن أعراض هذا التأثر من اكتئاب وتوتر كانت أكثر انتشارا بين تلاميذ المدارس الحكومية والتجريبية عن المدارس الخاصة". وأشارت الدكتورة داليا إلي أن الدراسة أوضحت أن 67 % من التلاميذ أكدوا أن حياتهم أسوأ بعد الثورة في ظل ما يعانونه من أعراض نفسية وكوابيس وأحلام مفزعة وضعف في التحصيل الدراسي والتواصل مع الآخرين، مؤكدة ضرورة إجراء كشف نفسي للأطفال في المدارس ومتابعة حالتهم, والاهتمام نفسيا بالأطفال وخاصة الإناث لأنهم أكثر تأثرا بالأحداث. ومن ناحية أخري, واصل المؤتمر السنوي العاشر للعلوم الطبية, الذي تنظمه شعبة البحوث الطبية بالمركز تحت عنوان "البحوث الطبية نحو مجتمع صحي" برعاية الدكتورة نادية زخاري وزير البحث العلمي والدكتور أشرف شعلان رئيس المركز, عقد فعالياته، حيث خصص 6 جلسات علمية للباحثين والأساتذة المساعدين والأساتذة لمناقشة 25 بحثا حول الجديد في مجال طب الأطفال وخاصة أطفال المدارس. والجديد في البحوث الطبية عن علاقة نقص فيتامين "د" بارتفاع مستوي الدهون في دم هؤلاء الأطفال, والدور الوقائي لفيتامين "هاء" في الأطفال المصابين بالربو الشعبي, وعلاقة نشاط إنزيمات الكبد في الأطفال الذين يعانون من مرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط بنسبة الحديد الزائد والإصابة بفيروسات الكبد ودراسة التوازن بين الخلايا المناعية في أطفال الربو الشعبي.