أوشكنا علي استقبال العام الثالث لذكري ثورة يناير، ولا يزال الوطن يلاطم الموجات العاتية، يحاول بشدة النجاة، لكن الضربات من كافة الاتجاهات تلاقيه، يوشك علي الغرق، فلا يجد سواعد قوية، أو أذرع تمتد لنجدته، بعد أن قطعت أيديه وأرجله من خلاف . ننظر لخريطة الوطن السياسية لنجد تغيرا جذريا في أواصره ، فمثلا الشأن الخارجي وتطور العلاقات مع إسرائيل تيه وغموض غلف اتفاق وقف النار بغزة وهل بالفعل تم نشر أجهزة تنصت أمريكية علي الحدود في رفح وقوات أمريكية لمنع تهريب الأسلحة إلي حركة حماس في قطاع غزة مقابل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية علي غزة، عندما يخرج إعلام تل أبيب: "مرسي" حارس حدود إسرائيل، ماذا نستطيع أن نقرأ، الخطاب الشهير إلي رئيس دولة إسرائيل شيمون بيريز من مرسي الصديق الوفي لإسرائيل كما وصف هو نفسه في نهاية الخطاب متمنيا له السعادة والرخاء، متجاهلا كل الدماء التي سالت بيننا فما زال في بيت كل عيلة مصرية شهيد قتل علي يد اسرائيلي أو ليس هذا هو شيمون ضابط الموساد الإسرائيلي المكلف بالتعامل وتدريب البطل المصري الشهير أحمد الهوان المعروف بجمعة الشوان في الفترة ما بين عام 1967 وحتي عام 1977 في الوقت الذي نجد العداء ينمو ضد دولة شقيقة كالإمارات عداء غير مبرر، ويكفي أن نعلم أن الجالية المصرية في الإمارات يتراوح عددها 150 ألف مواطن مصري ، لكن حين يعلن الدكتور مرسي أهمية قيام علاقات قوية مع إيران، لنتساءل كيف تدار السياسة الخارجية؟ ولأي غرض؟ ولصالح من؟ كذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي باتت غامضة بالزيارات المنفردة للدكتور عصام الحداد ولا يوجد إعلان واحد يفسر الدور الذي يلعبه الطبيب عصام الحداد وأيضا زيارات السفيرة الأمريكية 'آن باترسون' لجماعة الإخوان المسلمين، هي زيارات غير مفهومة الغرض كلقائها برئيس "العليا للانتخابات", وجبهة الإنقاذ الوطني، كل ذلك يشير إلي تدخل واشنطن في الشئون السياسية لمصر بشكل غير مسبوق. إن المواطن البسيط أصبح في حيرة من أمره من تغير سياستنا الخارجية والتي باتت غير مفهومة. أما الشأن الداخلي من تغير في قيادات الشرطة المستمر والذي يجعل الاستقرار الداخلي للجهاز مستحيلاً لينعكس علي الشارع المصري الذي لا يزال يعاني من انفلات أمني وغياب صورة ضابط الشرطة الذهنية لدي المواطن من قوته وهيبته، تلك هي يد الوطن الذي يضرب بها ويربت. لنمر بالقضاء ساق مصر الواقفة شامخة ضد أي انقضاض علي شرعيته وسيادته لكن ما يواجه القضاء في حرب تكسير العظام وإقصاء أول قاضية مصرية بعد أن خضنا معارك ضروسا لتحجز المرأة مقعدا في القضاء بين مؤيد ومعارض بأن تكون المرأة قاضية أو لا، لتخرج تهاني الجبالي وأنا هنا أندهش من غياب مؤازرة نساء مصر والمجلس القومي للمرأة والجمعيات الحقوقية النسائية لها. لأسترجع معكم خروج المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بالإعلان الدستوري الذي تم إلغاؤه دون المساس بما ترتب عليه بعد الفشل في إقصائه إلي سفارة الفاتيكان، ثم تعيين المستشار طلعت عبد الله نائبا عاما فمحاصرته واستقالته ثم عدوله عن الاستقالة لينضم إلي سلسلة قرارات رئاسية تتخذ ويتم العدول عنها. وليشهد العام سلسلة من الاستقالات أهمها استقالة الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي بعد أن طلب الرئيس منه طباعة أموال دون غطاء نقدي والعقدة رفض، هذا معناه أن القيمة الشرائية للجنيه تنخفض وبصرف النظر عن ارتفاع أسعار السلع الذي لا تدركه إلا طبقة معينة فأحب أن أزيد لكل من يدخر من ماله فأقول إن قيمة أموالك سوف تتناقص وكأن شخصا يمد يده في جيبك ليسرقك، استقالة أخري لنائب رئيس الجمهورية محمود مكي غير المنفذة حتي الآن. واستقالة مستشاري الرئيس مرسي الذين لم نرهم في المشهد السياسي بأي دور بالرغم من أن الوقت الراهن نحن بأشد الحاجة لمستشارين حقيقيين لوضع مشروع نهضة عوضا عن طائر النهضة الذي طار في الهواء، آخذًا معه حلم المصريين بأن نكون تركيا أخري لنتحول إلي إيران جديد بعد شيوع معلومات عن النية بإقامة حرس ثوري مصري موازيا للجيش بعد تهميش دوره السياسي المتمثل في إلغاء دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي للقوي الوطنية والتي لباها الجميع، تصريحات الجيش بشأن حظر تملك أراضي سيناء حفاظا علي الأمن القومي، وأن القوات المسلحة لن تسمح بالمساس بأمن وسلامة قناة السويس، لقد فرحت كثيرا أن التعديل الوزاري الجديد لم يطل رجلاً وطنيًا مثله . ولننظر علي الاقتصاد لنجد حالة من الركود والكساد وانخفاض سعر الجنيه أمام الدولار هذا إن وجد وبعض العملات الأخري كالدينار الكويتي والذي قفز مسجلا 23 جنيهًا، وخسائر البورصة التي تجاوزت مليارات الجنيهات أسبوعيا 300 مليون دولار خسائر السياحة أسبوعيا. ومازلنا نجد من يقومون بالوقفات الاحتجاجية للمطالبة بزيادات وعلاوات في وقت أزمة اقتصادية كبري. لا أعتقد أني وفيت ما يجري من أحداث حقه ولكني أردت أن أنبه الغافلين الذين لم تضار مصالحهم حتي الآن ، متي سوف يستشعر الجميع أننا في مركب واحد إن غرقت غرقنا جميعا؟!