وسط كل هذا الكم من قضايا الفساد والرشوة واستغلال النفوذ وتلك الفواجع التى تطالعنا بها الصحف والمواقع الإخبارية كل صباح عن مسئولين ورجال أعمال وأصحاب مراكز مرموقة من أهل الصيت والشهرة الذين يتم اتهامهم بقضايا فساد أتساءل: ألا يستحى هؤلاء؟ يومًا بعد يوم يواصل رجال الرقابة الإدارية عملهم الرائع من أجل تطهير البلاد من ضعاف النفوس الذين باعوا أنفسهم للشيطان لأجل المال فأهدروا ثروات البلاد وتاجروا فى قوت البسطاء دون أن يستحوا أو يفكروا ولو للحظة واحدة فى تبعات وعواقب فسادهم على أنفسهم أولاً وعلى سمعة ومستقبل أبنائهم وذويهم من خلفهم ثانيًا ثم على هذا الشعب الصابر الذى يعانى فى صمت أملًا فى مستقبل افضل فيأتى هؤلاء المفسدون ليبددوا الحلم ويسرقوا البسمة من على شفاه البسطاء والكادحين ...!! لماذا تتعاظم شهوة اقتناء المال الحرام فى عيون ونفوس هؤلاء وينسون أن متع الدنيا كثيرة وعلى رأسها نعمة السمعة والسيرة الحسنة بين الناس وأن يعيش الرجل مرفوع الرأس فيترك لمن خلفه ميراثًا من العزة والكرامة؟ لماذا يهدرون كل هذا ثم يسقطون فى النهاية تحت مقصلة أبطال الرقابة الإدارية التى لم تعد تفرق بين كبير وصغير وبين مسئول مهما كانت درجته وبين أى مواطن عادى؟ اليوم فى مصر لا أحد فوق القانون وهذا ما تقره وتؤكده كل القضايا التى تم الإعلان عنها خلال السنوات القليلة الماضية فلماذا لا يستحى هؤلاء ويضعون امام أعينهم وفى مكاتبهم الفاخرة صورًا لأبنائهم وذويهم لكى تذكرهم قبل السقوط بأن فسادهم سيلحق بهؤلاء المقربين لهم أشد الضرر والأذى ..!! قديمًا وفى عهود سابقه لم نكن نسمع إطلاقا عن مسئول تتم محاسبته أو الإعلان عن فساده إلا نادرًا وبعد مغادرته لمنصبه ولكن الآن ومع التطور الكبير الذى شهده جهاز الرقابه الإدارية أصبحنا نسمع ونشاهد بأعيننا مسئولين بدرجة وزير أو محافظ أو نائب برلمان وغيرهم من رجال المال والسطوة يتم اقتيادهم من فوق مكاتبهم للتحقيق معهم فى قضايا فساد ورشوة واستغلال نفوذ وتتم محاكمتهم بكل شفافية ونزاهة ليحصل أغلبهم مؤخرًا على احكامٍ نهائية بالسجن المشدد بعد ان كانوا ملء الأرض والسماء صيتًا وشهرة.. انها دولة القانون التى لن ترحم اى فاسد ياسادة مهما علا شأنه فلماذا لا تستحون؟ ما زالت تركة الفساد ثقيلة وما زال هذا الوطن الساعى نحو الأمل والنور يطمح إلى مزيد من التشديد والرقابة على كل مسئول أو صاحب منصب ولكن يظل لدينا طموح مشروع بأن يُحسن من بيدهم الأمر فى المستقبل اختيار هؤلاء بعناية وبعد الكثير من التدقيق والمتابعة لسيرهم الذاتية بل وربما نتمادى أكثر ونطالب بفحص هؤلاء نفسيًا جيدًا بواسطة أساتذة علم النفس الذين قد يخبروننا بأى شذوذ سلوكى أو استعداد للانحراف قد يكون كامنًا لدى هؤلاء.. يحدث هذا فى الخارج منذ عقود فلماذا لا نفعلها اليوم ثم نتابع ونراقب من اجل الحفاظ علي كل جنيه من أموال الشعب وحتى لا يحصل أحدهم على حقوق الآخرين متسترًا خلف منصبه أو شعبيته أو منصاته الإعلامية التى تروج لمحاسن أخلاقه ونبله وكرمه دون أن تكشف لنا حقيقة نواياه وأغراضه..!! لكل من تسول له نفسه بإهدار أموال الوطن وشعبه نقول: إن لدينا اليوم في مصر أجهزه رقابية لا تخشى فى الحق لومة لائم ولا يرهبها أصحاب مراكز القوى أو المناصب العليا فالكل أمامها سواء ومصلحة البلاد والحفاظ على مقدرات الشعب أهم لديها من أي شخص مهما علا شأنه.. أيها الفاسدون استحوا واحفظوا ماء وجهكم أو اذهبوا إلى غياهب السجون فهى أولى بكم وبكل فاسد يمتص دماء الفقراء ليحولها إلى أرصدة ملعونة وأرقام قذرة فى حساباته البنكية في الداخل والخارج . تحيه إجلال وتقدير لرجال الأجهزة الرقابية الذين اخذوا على عاتقهم مهمة حماية المال العام من العبث والفساد دون أن يفكروا للحظة واحدة فى اسم ومركز صاحب القضية أو البلاغ فيأتى عملهم خالصًا لله وللوطن من أجل إنهاء هذه الظاهرة التى أنهكت الوطن طوال عقود وآن أوان التخلص منها نهائيًا بتطبيق القانون على الجميع ثم بغرس قيم النزاهة ومحاسبة النفس واحترام القانون لدى عموم الشعب صغارًا وكبارًا حتى يخرج لنا رجال وأجيال جديدة تعرف أن المسئوليه شرف وأمانة سيحاسبهم الله عليها يومًا قريبًا.. حفظ الله مصر وعيونها الساهرة ورجالها الأبطال حماة الوطن الشرفاء...!!