كشف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، أن آلاف المهاجرين من العابرين المحاصرين في البوسنة والهرسك يحتاجون بشدة إلى المساعدة الإنسانية، كما أن بعضهم يموتون في أثناء محاولتهم العثور على مأوى. وأضاف الاتحاد، في تقرير نشره اليوم الخميس في جنيف، أن نحو 6 آلاف مهاجر من بينهم نساء وأطفال قد دخلوا البوسنة والهرسك منذ بداية العام الجاري، وذلك بحسب تقديرات أجهزة الأمن هناك، فقد أكدوا أن مراكز العبور الحالية التي تستضيف المهاجرين أصبحت ممتلئة وتضم ما يصل إلى 3500 مهاجر يجدون مكانا للنوم بصعوبة. من جانبها، قالت مديرة عمليات الاتحاد الدولي في البوسنة والهرسك أنديرا كولينوفيتش إن المهاجرين ينامون في الحدائق ومواقف السيارات وممرات المشاة وفي المباني الخطرة هناك، مشيرة إلى أنه نتيجة لهذا الوضع لقى 3 مهاجرين مصرعهم بسبب نشوب حريق في مبنى مهجور كانوا يحتمون به، كما سقط مهاجر آخر من الطابق العلوي لمبنى كان يحتمي فيه. وحذرت مسؤولة الاتحاد الدولي من أن التوتر النفسي بين المهاجرين عالٍ للغاية والوضع مريع ووصل لدرجة أن أحدهم أشعل النار في نفسه الأسبوع الماضي. وذكر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر أن الفرق المتنقلة التابعة للصليب الأحمر في البوسنة والهرسك تقوم بتوزيع معلومات على المهاجرين حول حقول الألغام الأرضية النشطة؛ لتحذيرهم من مخاطر الذخيرة غير المتفجرة، خاصة أن البوسنة والهرسك هي واحدة من أكثر البلدان تلوثا بالألغام الأرضية في أوروبا. وأكد الاتحاد الدولي أن فرق الصليب الأحمر تبذل كل ما في وسعها لمساعدة هؤلاء المهاجرين العالقين ولكن احتياجاتهم تتزايد والوضع وصل إلى درجة حرجة وأصبح يشكل أزمة إنسانية حقيقية. بدورها حذرت وزيرة الصحة في البوسنة والهرسك نرمينا كمالوفيتش -حسبما نقل عنها تقرير الاتحاد الدولي- من زيادة مثيرة للقلق لبعض الأمراض المعدية بين المهاجرين في الوقت الذي يحاول مسؤولو الصحة فيه منع تفشي مرض الحصبة ويتتبعون جميع الاتصالات المعروفة لاثنين على الأقل من العاملين في المجال الإنساني الذين دخلوا المستشفى بسبب المرض. وأعربت كمالوفيتش عن القلق البالغ إزاء المهاجرين الذين ينتقلون في البوسنة والهرسك حيث يصلون في حالة سيئة، والكثير منهم بمن فيهم الأطفال يمشون لأسابيع ويعانون من الجوع والإرهاق والمرض والبرد والصدمة بسبب رحلاتهم. وأشار تقرير الاتحاد الدولي إلى أن عددا أكبر من المهاجرين الوافدين كان قد وصل خلال الربيع وزاد الضغط على منطقة كانتا أونا سانا في شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود الكرواتية، لافتا إلى أن العام الماضي شهد دخول نحو 25 ألف مهاجر إلى البوسنة والهرسك وبما أدى إلى ضغوط كبيرة على الخدمات والأمن وغيرهما وهو ما يعاني منه السكان المحليون. وناشد الاتحاد الدولي مجتمع المانحين توفير مبلغ 3.3 مليون فرنك سويسري لمساعدة نحو 7600 مهاجر في البوسنة والهرسك إلى جانب تقديم منح نقدية لحوالي 1500 أسرة مضيفة خلال العام الجاري.