نظمت اللجنة الثقافية بنادي سبورتنج بالإسكندرية، مساء السبت، ندوة مناقشة كتاب "دولة الإرهاب"، للكاتب الصحفي طارق إسماعيل، مدير تحرير الأهرام، في حضور لفيف من القيادات والرموز السياسية والرياضية بالثغر. أدار اللقاء، الكاتب الصحفي نبيل الميهي، موجهاً توصية لوزارة الشباب والرياضة، بتوزيع نسخ من الكتاب، في مراكز الشباب والأندية الرياضية، على مستوى الجمهورية، لتوعية الشباب المصري بخطورة ظاهرة الإرهاب، وسبل مواجهتها، ومخاطبة عقول النشء بما يشكل "حائط صدّ" ضد الأفكار المتطرفة. وأكد الدكتور أحمد وردة، رئيس النادي، أن المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد، شهدت طفرات اقتصادية وسياسية تدخل في "خانة الإنجازات العملاقة"، مما يتطلب توحيد الجهود المجتمعية لمكافحة ظاهرة الإرهاب، لتتحقق التنمية الحقيقية وبناء الإنسان، مثمّناً الدور الكبير الذي يقوم به عدد من أصحاب الفكر المستنير، في مواجهة التيارات المتطرفة الهدّامة التي تسعى لخراب البلاد. واستعرض الكاتب الصحفي طارق إسماعيل، أهم الأفكار التي تناولها كتابه الجديد، وفي مقدمتها الدور الذي ينبغي أن يلعبه الإعلام المصري الوطني في مواجهة الإرهاب، باعتبار أن المواجهة الأمنية هي آخر خطوط الدفاع، وتجري على مسرح عمليات "سيناء" مؤخراً، في الوقت الذي يتطلب فيه تضافر كافة القوى المجتمعية لمواجهة ما أسماه "دولة الإرهاب"، التي شكّلت أركانها جماعة الإخوان المسلمين، على مدار العقود الماضية، في غياب الأنظمة السياسية الواعية بخطورة الموقف، وفتح الأبواب "على مصراعيها" لتغلغل الفكر الإرهابي في كافة مفاصل البلاد، على حد وصفه. وأشار مدير تحرير الأهرام، إلى أن القوى الأمنية تواجه "الإرهابيين" فقط، ولا تواجه الفكر الإرهابي، باعتبار مواجهته تبدأ من العقول والأفكار، بسلاح التعلم والاطلاع والمعرفة بالأبعاد المتعددة للظاهرة، وليس بمجرد "طلقات رصاص"، واصفاً الأنظمة السياسية السابقة ب"الفشل" في التعامل مع جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب اللجوء الدائم إلى عقد "تحالفات سياسية" مع قياداتها، رغم التاريخ الدموي للجماعة منذ نشأتها في عشرينيات القرن الماضي، وانغماس أياديها في القتل والفساد، في سيناريو متكرر قرابة قرن من الزمان. وطالب "إسماعيل" بضرورة مساندة مؤسستي الأزهر والكنيسة في مصر، والدفاع عن الأزهر في مواجهة حملات التشويه المنظمة التي تشنها جماعة الإخوان، بغرض طمس الهوية الدينية للشعب المصري، لزحزحة عقيدته الوسطية السمحة، وزرع الأفكار الشيطانية المدمرة، من خلال عدد من الدعاة الذين قفزوا إلى وسائل الإعلام، في غفلة من الجميع، ضارباً أمثلة بما حدث بالبلاد من فوضى إعلامية دعوية خلال فترة الحكم الأسود للإخوان، وتصدير صور لامعة لمشايخ "مزيفين"، وإظهار قيادات إرهابية ك"نجوم مجتمع"، وفي مقدمتهم صفوت حجازي ومحمد البلتاجي، وغيرهم من الكوادر الدموية للجماعة، مناشداً الإعلام المصري للاضطلاع بدوره التنويري اللائق، لتوعية المجتمع، وتقديم برامج ومسلسلات درامية راقية هادفة، وعدم الانسياق وراء دراما "فساد الجميع"، وتصوير رجال الأعمال كأنهم مجرد "لصوص"، ينهبون خيرات الوطن ويسرقون قوت الشعب. وفي طرحه لأفكار كتابه الجديد "دولة الإرهاب"، عرض الكاتب الصحفي مجموعة من الرؤى حول إصلاح منظومة التعليم والفن والثقافة، واستعادة هيبة المعلم، بعد سنوات من تغلغل الفكر الإرهابي المتطرف لكليات "التربية"، بتخريج كوادر متطرفة نجحت في تشويه الوعي القومي لدى النشء، كماحذر من مخططات الإخوان التي سعت إلى السيطرة على الأندية الرياضية في مصر، ومحاولة زرع الفتنة بين ما يسمى "أندية الصفوة"، وبين رجل الشارع، مطالباً نادي سبورتنج، وغيره من الأندية المصرية، بمواصلة القيام بدورها في خدمة المجتمع، والخروج من دائرة "خدمة الأعضاء فقط"، لتشمل نبض الشارع، خارج أسوار الأندية، باعتباره الدور الحقيقي، والمسؤولية المجتمعية، في مساندة الدولة للقضاء على ظاهرة الإرهاب.