سيوه الجميلة التي تحكي أروع قصص التاريخ الإنساني بأرض الكنانة مصر وتسمي بالتاسيويتي أو isiwan وهي عبارة عن واحة مصرية في منطقة الصحراء الغربية، و تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلي الجنوب الغربي من مرسي مطروح وتعتبر من أجمل بقاع الأرض روعة وجمالا وهدوءا وصحة وجمال وحضارة وثقافة عريقة وعادات وتقاليد أصيلة متنوعة وضاربة في القدم تميز سكانها المصريين ولهذا تعتبر ملهمة الشعراء والأدباء والفنانين، وتتبع محافظة مطروح إدارياً. ينتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبري، فيما اكتشف بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتان كل عام، ومقابر جبل الموتي، وأعلنت بها محمية طبيعية تبلغ مساحتها 7800 كم، ووفق موسوعة الويكيبديا فإنها تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية. يقطن الواحة ما يقارب من 35 ألف نسمة . تقريباً، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة. يسود المناخ القاري الصحراوي الواحة، فهي شديدة الحرارة صيفاً، أما شتاؤها فدافئ نهاراً شديد البرودة ليلاً، تشتهر سيوه بالسياحة العلاجية حيث يتوفر برمالها العناصر الطبيعية الصالحة لأغراض الطب البديل. فيما تعتبر رحلات السفاري باستخدام سيارات الدفع الرباعي من الرحلات المحببة لزائري الواحة. وتشير بعض الإحصائيات إلي أن سيوه تستقبل حوالي 30 ألف سائح سنوياً من المصريين والأجانب، وصنفها عدد من المواقع الأجنبية والعَربية ضِمن أكثر 9 أماكن عُزلة علي كوكب الأرض، وللعمارة في سيوه طابع خاص ومميز حيث تبني المنازل التقليدية بحجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين، وتصنع الأبواب والنوافذ من أخشاب شجر الزيتون والنخيل، وتعد فنون التطريز والصناعات الفخارية اليدوية من أميز الحرف التقليدية بالواحة، والتي يأتي علي رأسها صحون الطاجين، وأواني الطهي الصحراوية ذات الشكل الهرمي التقليدي والمزخرفة بشكل جميل ولأهل سيوه عيد خاص وهو عيد الحصاد الذي يحتفلون به عند اكتمال القمر بالسماء في شهر أكتوبر من كل عام، كما تشتهر بوجود أشهر انواع التمور بالعالم وقام له مهرجان فلكلوري من كل عام ولهذا تتميز بصناعة التمور. والصناعات اليدوية المرتبطة بأشجار النخيل.كما يوجد بها العديد والعديد من الأماكن الأثرية المتنوعة وتميزها بغزارة التراث المصري الأصيل الذي تتميز به تلك المنطقة الغالية علي قلوب المصريين وعقول محبي التراث بالعالم، ولأنها تستحق منا الكثير فقد افتتح اليوم الدكتور خالد العناني وزير الآثار مسجد تطندي الأثري بواحة سيوه، والمعروف بمسجد الشيخ حسينة بقرية شالي بواحة ف بمحافظة مطروح، وذلك بعد الانتهاء من أعمال تطويره وترميمه، وقد حضر الافتتاح الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، و اللواء مجدي الغربلي محافظ مطروح وعدد 14 سفيرا من سفراء الدولة الأجنبية بمصر ومنهم سفراء الاتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية، و بلجيكا و الأرجنتين و إيطاليا و اليونان و سنغافورة وفرنسا وسويسرا وفنلندا و المكسيك و كوريا الجنوبية، و عدد من مشايخ وعوائل واحة سيوة وعدد من أعضاء مجلس النواب و المسئولين التنفيذيين لمحافظة مطروح ووزارة الأوقاف السياحة وتنشيط السياحية والمحليات، باعتباره حدثا عالميا، يذكر أن أعمال ترميم و صيانة مسجد تطندي الأثري بدأت في مارس تنفيذ مشروع ترميم مسجد 'تطندي' بواحة سيوة في الفترة من يناير 2017 وحتي يونيو 2018، وتم توفير الاعتمادات المالية لتنفيذ المشروع بتمويل من المركز الثقافي البريطاني بالقاهرة بالتنسيق مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار وشركة نوعية البيئة الدولية وبمشاركة من أهالي سيوة، والتي شملت ترميم وصيانة المحراب والمنبر والأعمدة و الفوانيس التي استخدمت لإنارة المسجد، بالإضافة إلي غرفة تحفيظ القرآن ومصلي السيدات و المئذنة التي تم إعادة بنائها طبقا لما هو موثق بالصور القديمة قبل انهيار وصلب سقف المسجد في عام 2004 نتيجة تأثره بعوامل التعرية، و ارتفاع منسوب المياه الجوفية. يقع مسجد تطندي بقرية شالي بسيوه، ويطلق عليه اسم الشيخة حسينة، نسبة إلي إحدي السيدات من المغرب العربي وهي سيدة مغربية كانت قد مرت بواحة شالي في طريقها للحج باعتبار المكان طريقا لحجاج بلدان المغرب العربي ودول إفريقيا، وخلال رحلتها تبرعت بإنشاء هذا المسجد، والذي يرجع تاريخه إلي العصر الأيوبي عام 600 هجري /1203م تقريبا، وهو تاريخ إنشاء قرية شالي بواحة سيوة، ووفقا لمسئولي هيئة الآثار القبطية والإسلامية فان مساحة المسجد تبلغ 300 م تقريبا، وهو مستطيل الشكل ومقسم لثلاث بلاطات بواسطة دعامات موازية لجدار القبلة، وله بابان أحدهما شرقي وآخر قبلي ويتميز المسجد باحتفاظه بأهم عناصره المعمارية، وأهمها بئر الماء القديم، وهو سبب تسميته بتطندي، أي الماء العذب بالإضافة إلي المنبر الحجري والسقف الذي بني من جذوع النخل، والمسجد من مادة الكرشيف أحد المواد الطبيعية في البيئة السيوية. وبجانب افتتاح المسجد فقد شهدت المنطقة أيضا تفقد الحاضرين من المسئولين المصرين والفراء المشاركين أعمال توثيق وترميم قلعة شالي التاريخية والتي تهدف لإعادة وضع القلعة في مكانها الذي تستحقه باعتبارها قلعة تاريخية تمثل بدورها وفنها أهم المواقع الأثرية الإسلامية بصحراء مصر الغربية حيث يعود تاريخ بنائها لعام 1203 ميلادية، وهي مبنية بمادة الكرشيف، ويوجد بها المسجد العتيق، وتعتبر مكانا فريدا من نوعه، وبناها أهالي سيوة من اجل الحماية والأمان بسبب تعرضهم في حينه لغارات البدو الرحل، وبمرور الأزمنة كان السكان قد بدئوا في هجرها عام 1820 ميلادية ومن ثم تركها نهائيا منذ عام 1926 بسبب تعرض المنطقة لأمطار موسمية غزيرة.