إحالة دعوى إلغاء قرار رئيس هيئة التأمينات بوقف التعامل مع التوكيلات    تحب تدخلها حتى في الإجازة، مدبولي يتفقد الأنشطة الصيفية الكاراتية والكورال بمدرسة رزق درويش (صور)    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" ومؤسسة "شجرة التوت" يطلقان فعاليات منصة "القدرة على الفن - Artability HUB"    الرقابة النووية: لا تغيير أو زيادة في الخلفية الإشعاعية داخل مصر    63 سيارة مجهزة.. إسعاف الشرقية يعلن الطوارئ لتأمين امتحانات الثانوية    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتابعان سير العمل بمنظومتي مياه الشرب والصرف الصحي    رئيس الوزراء يتفقد "مشغل البحراوية" بقرية زاوية صقر    غدا .. انطلاق فعاليات مؤتمر التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص    محافظ الجيزة يتابع مستوى الخدمات بعدد من الأحياء    رئيس الوزراء يتفقد مدرسة رزق درويش الابتدائية بزاوية صقر الطلاب: البرنامج الصيفي مهم جدا لصقل المهارات    بعد إسقاطها مقاتلة إسرائيلية وأسر قائدها، إيران تهدد بغلق مضيق هرمز    وزير دفاع باكستان: الدعم الكامل لإيران في حربها ضد إسرائيل    تل أبيب تلوّح بالهيمنة الجوية على طهران.. فهل تغيّر إيران معادلة الرد؟    "أبدى مرونة".. مصدر بالزمالك يكشف ليلا كورة تطورات المفاوضات مع السعيد    سطلانة وصلت أمريكا.. جمهور الأهلي يغني للفريق قبل مواجهة إنتر ميامي    محافظ أسوان يزور ضابط الشرطة المصاب فى مداهمة بؤرة مخدرات    أحدث ظهور ل ميرنا نورالدين أمام البحر.. والجمهور يعلق (صور)    بسبب الرباط الصليبي.. تامر عاشور يظهر بالعكاز بحفله في الكويت (صور وفيديو)    رئيس الوزراء يتفقد مركز تنمية الأسرة والطفل بزاوية صقر    يسرى جبرى يرد على من يقولون إن فريضة الحج تعب ومشقة وزيارة حجارة    الصحة تعلن حصاد حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان    النائبة هالة أبو السعد: صمت العالم شجع إسرائيل على ارتكاب المجازر وتهديد السلام الدولي    فنانو المسرح يودعون المخرج سعيد عزام: «ربنا يعوضك في آخرتك عن دنياك»    باستخدام المنظار.. استئصال جذري لكلى مريض مصاب بورم خبيث في مستشفى المبرة بالمحلة    إيران تؤكد وقوع أضرار في موقع فوردو النووي    طلب إحاطة يحذر من غش مواد البناء: تهديد لحياة المواطنين والمنشآت    تأجيل محاكمة " أنوسة كوتة" فى قضية سيرك طنطا إلى جلسة يوم 21 من الشهر الحالي    القبض على شخص أطلق النيران على زوجتة بسبب رفضها العودة اليه بالمنيا    غدا..بدء التقديم "لمسابقة الأزهر للسنة النبوية"    إزالة 654 حالة ضمن الموجة ال26 لإزالة التعديات ببنى سويف    إجرام واستعلاء.. حزب النور يستنكر الهجمات الإسرائيلية على إيران    تحذير لطلاب الثانوية العامة: تجنبوا مشروبات السهر والتركيز لهذه الأسباب    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 146 مخالفة لمحلات لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    وزير الري يؤكد توفير الاحتياجات المائية بمرونة خلال ذروة الصيف    محافظ الشرقية يقرر عودة سوق اليوم الواحد بمراكز ومدن المحافظة    مراسلة «القاهرة الإخبارية»: مستشفيات تل أبيب استقبلت عشرات المصابين    "الحياة اليوم" يناقش آثار وتداعيات الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران    وكيل تعليم الإسماعيلية يجتمع برؤساء لجان الثانوية العامة    استعراض خطير على الطريق الدائري بالقاهرة.. والشرطة تتمكن من ضبط السائق    ضبط 3 عاطلين وسيدة بتهمة ارتكاب جرائم سرقات في القاهرة    جوليانو سيميوني: جاهزون لمواجهة باريس سان جيرمان    بسبب الضربات الجوية.. تقارير: مهدي طارمي غير قادر على الالتحاق ببعثة إنتر في كأس العالم للأندية    وزير التموين: توافر كامل للسلع الأساسية ومدد الكفاية تفوق 6 أشهر    ريال مدريد يحصن مدافعه الشاب راؤول أسينسيو بعقد حتى 2031    خاص| سلوى محمد علي: سميحة أيوب أيقونة فنية كبيرة    الطبيب الألماني يخطر أحمد حمدي بهذا الأمر    مدرب إنتر ميامي يراهن على تأثير ميسي أمام الأهلي    اليوم.. الحكم على متهمة بالانضمام لجماعة إرهابية بالهرم    «عمال الجيزة»: اتفاقية الحماية من المخاطر البيولوجية مكسب تاريخي    على غرار ياسين.. والدة طفل تتهم مدرب كاراتيه بهتك عرض نجلها بالفيوم    خاص| محمد أبو داوود: «مشاكل الأسرة» محور الدراما في «فات الميعاد»    الصحة: قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال ب«طنطا العام» بمشاركة الخبير العالمي الدكتور كريم أبوالمجد    حجاج مصر يودّعون النبي بقلوب عامرة بالدعاء.. سلامات على الحبيب ودموع أمام الروضة.. نهاية رحلة روحانية في المدينة المنورة يوثقوها بالصور.. سيلفي القبة الخضراء وساحات الحرم وحمام الحمى    جماهير الأهلي توجه رسائل مباشرة ل تريزيجية وهاني قبل مباراة إنتر ميامي (فيديو)    معاذ: جماهير الزمالك كلمة السر في التتويج ب كأس مصر    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    إعلام عبرى: ارتفاع عدد المصابين إلى 7 أشخاص جراء الهجوم الإيرانى    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقائق الأزمة المتصاعدة بين الرئيس والمجلس العسكري‮!!‬
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 16 - 07 - 2012

لماذا قرر رئيس الجمهورية تحدي‮ ‬حكم المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب؟‮!‬
حكم القضاء الإداري‮ ‬ببطلان الجمعية التأسيسية‮ ‬غدًا سيكون محل اختبار لمواقف الجميع
‮ ‬خياران أمام المجلس العسكري‮:‬
‮- ‬إما التمسك بالشرعية والإعلان الدستوري
‮- ‬وإما الاستسلام الذي‮ ‬سيعقبه الانهيار‮!!
واشنطن تستهدف إثارة الفتنة والهدف هو القضاء علي‮ ‬الجيش وتنفيذ مخطط التقسيم
دخلت الأزمة المكتومة بين المجلس العسكري‮ ‬ومؤسسة الرئاسة‮ ‬،‮ ‬مرحلة خطيرة حتمًا سوف تنعكس علي‮ ‬مجري‮ ‬الأحوال السياسية والأمنية بالبلاد،‮ ‬فغدًا الثلاثاء تنظر محكمة القضاء الإداري‮ ‬عدة دعاوي‮ ‬قضائية تطلب الحكم ببطلان الجمعية التأسيسية الثانية للدستور،‮ ‬حيث ضمت نوابًا من البرلمان إلي‮ ‬عضويتها بما‮ ‬يناقض الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري‮ ‬والذي‮ ‬أبطل الجمعية التأسيسية الذي‮ ‬سيعقبه الانهيار‮!!‬الأولي‮.‬
لقد سعي‮ ‬رئيس الجمهورية الأحد قبل الماضي‮ ‬إلي‮ ‬قطع الطريق علي‮ ‬تفعيل حكم القضاء الإداري‮ ‬حال صدوره،‮ ‬وذلك بإعادة مجلس الشعب‮ '‬المنحل‮' ‬وتحدي‮ ‬حكم المحكمة الدستورية العليا،‮ ‬وهو ما تسبب في‮ ‬ثورة قضائية وجماهيرية عارمة في‮ ‬مواجهة الرئيس وأيضًا جماعة الإخوان المسلمين التي‮ ‬ينتمي‮ ‬إليها،‮ ‬والتي‮ ‬قيل انها كانت وراء هذا القرار بدعم أمريكي‮ ‬مكشوف،‮ ‬عبرت عنه السفيرة الأمريكية في‮ ‬مصر والتي‮ ‬طالبت بعودة البرلمان،‮ ‬كذلك التصريحات التي‮ ‬أدلي‮ ‬بها ويليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية في‮ ‬أعقاب لقائه بالرئيس،‮ ‬قبيل إصدار قراره بقليل‮.‬
كان الرئيس مصرًا علي‮ ‬قراره،‮ ‬ولكن عندما أصدرت المحكمة الدستورية حكمًا جديدًا في‮ ‬عدة استشكالات لمنازعة التنفيذ صدر بيان عن رئاسة الجمهورية أكد فيه الرئيس التزامه بحكم المحكمة الدستورية بوقف تنفيذ القرار الجمهوري‮ ‬رقم‮ ‬11‮ ‬لسنة‮ ‬2012‮ ‬الخاص بسحب قرار‮ ‬حل مجلس الشعب وعودته لأداء عمله وإجراء انتخابات مبكرة خلال‮ ‬60‮ ‬يومًا من وضع الدستور الجديد وقانون انتخاب مجلس الشعب‮!!‬
لقد أكد البيان أن الرئيس‮ ‬،‮ ‬مرسي‮ ‬أكد احترامه البالغ‮ ‬للدستور والقانون وتقديره للسلطة القضائية ولقضاة مصر الشرفاء والالتزام بالأحكام التي‮ ‬تصدر من القضاء المصري‮ ‬والحرص البالغ‮ ‬علي‮ ‬إدارة العلاقة بين سلطات الدولة ومنع أي‮ ‬صدام بينهما‮.‬
وفي‮ ‬ضوء ذلك صدر العديد من المواقف التي‮ ‬ترحب باحترام الرئيس لحكم المحكمة الدستورية،‮ ‬وتأكد الكافة أن الرئيس قرر إغلاق هذه الصفحة،‮ ‬والتسليم بالحكم النهائي‮ ‬الصادر عن المحكمة الدستورية‮.‬
كان هذا هو الاعتقاد السائد لدي‮ ‬الجميع،‮ ‬إلا أن المستشار محمد فؤاد جاد الله المستشار القانوني‮ ‬لرئيس الجمهورية فاجأ الجميع بتصريح تليفزيوني‮ ‬أكد فيه‮ '‬أن قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب وإلغاء قرار المشير مازال ساريًا‮' ‬وأوضح‮ ‬أن الرئيس نفذ حكم الدستورية بحل المجلس وفي‮ ‬نفس الوقت عالج الفراغ‮ ‬التشريعي‮ ‬بإعلانه إجراء انتخابات مبكرة عقب الانتهاء من وضع الدستور،‮ ‬وفاجأ الجميع بالقول‮: '‬إن بيان الرئاسة الذي‮ ‬أكد احترام حكم المحكمة الدستورية بوقف قرار الرئيس بعودة البرلمان لا‮ ‬يعتبر تراجعًا،‮ ‬بل تأكيد لقرار الرئيس مع احترام حكم المحكمة،‮ ‬وانه‮ ‬يجري‮ ‬البحث في‮ ‬التنفيذ الأمثل لقرار المحكمة الدستورية ببطلان بعض البنود الخاصة بقانون الانتخاب وليس القانون الكامل‮'!!‬
لقد أثار هذا التصريح حالة عارمة من الرفض والاستياء،‮ ‬إلا أن الرأي‮ ‬العام توقف كثيرًا أمام ما أكده مستشار الرئيس بالحديث عن قرب صدور قرار من الرئيس‮ ‬يقضي‮ ‬بإلغاء الإعلان الدستوري‮ ‬المكمل وقوله إن سلطات الرئيس لا تقتصر علي‮ ‬تعديل هذا الإعلان فحسب،‮ ‬بل‮ ‬يستطيع إلغاءه لأن الشعب لم‮ ‬يستفت عليه أيضًا‮!!‬
لقد سأل مندوب صحيفة‮ '‬الشروق‮' ‬المستقلة اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكري‮ ‬للشئون القانونية والدستورية وممثل المجلس في‮ ‬الجمعية التأسيسية حول هذا التصريح فأكد بما لا‮ ‬يقبل الجدل أو النقاش‮ '‬أن المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة هو صاحب الحق الوحيد في‮ ‬تشكيل الجمعية التأسيسية حال صدور حكم من القضاء الإداري‮ ‬ببطلان هذه الجمعية استنادًا إلي‮ ‬الإعلان الدستوري‮ ‬المكمل‮'!!‬
وقال اللواء شاهين حرفيًا‮ '‬إنه في‮ ‬حال صدور حكم من القضاء الإداري‮ ‬ببطلان التأسيسية الثلاثاء القادم فإن المجلس العسكري‮ ‬سيتحرك علي‮ ‬الفور لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة دون انتظار ما ستسفر عنه إجراءات الطعن علي‮ ‬الحكم طبقًا لما خوله له الإعلان الدستوري‮ ‬المكمل‮....'!!‬
وقال اللواء ممدوح شاهين‮ '‬إن الإعلان المكمل أعطي‮ ‬للمجلس العسكري‮ ‬صلاحيات وضع تشكيل جديد للجمعية التأسيسية إذا ما واجه التشكيل الحالي‮ ‬أية معوقات‮'.‬
لقد أثار هذا التصريح حفيظة الكثيرين من قادة جماعة الإخوان المسلمين الذين راحوا‮ ‬يهددون ويتوعدون،‮ ‬كما بدأوا حملة شرسة في‮ ‬مواجهة محكمة القضاء الإداري‮ ‬التي‮ ‬قامت بالموافقة علي‮ ‬عدة طلبات مقدمة بتقصير جلسة المحكمة لنظر القضية من‮ ‬4‮ ‬سبتمبر المقبل وضمها إلي‮ ‬جلسة الثلاثاء المقبل‮.‬
وصدرت تحذيرات أخري‮ ‬موجهة للمجلس العسكري‮ ‬تحوي‮ ‬لغة تهديدية لا تخلو من دلالة في‮ ‬حال إقدامه علي‮ ‬تنفيذ أي‮ ‬حكم قضائي‮ ‬يقضي‮ ‬ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية وتشكيل جمعية جديدة بديلة،‮ ‬بالرغم من ان اللواء شاهين أكد ان المجلس العسكري‮ ‬سوف‮ ‬يستند في‮ ‬أي‮ ‬من قراراته إلي‮ ‬الإعلان المكمل وفي‮ ‬المقدمة منه المادة‮ ‬60‮ ‬مكرر‮.‬
لقد أكدت المادة‮ '‬60‮ ‬مكرر‮' ‬من الإعلان الدستوري‮ ‬المكمل أنه‮ '‬إذ قام مانع‮ ‬يحول دون استكمال الجمعية التأسيسية لعملها،‮ ‬يقوم المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة خلال أسبوع بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة تمثل أطياف المجتمع،‮ ‬لإعداد مشروع الدستور الجديد خلال ثلاثة أشهر من تاريخ الانتهاء من إعداده،‮ ‬ويتم الاستفتاء عليه خلال‮ ‬15‮ ‬يومًا من تاريخ الانتهاء من إعداده وتبدأ إجراءات الانتخابات التشريعية خلال شهر من تاريخ إعلان موافقة الشعب علي‮ ‬الدستور الجديد‮'.‬
كان طبيعيًا والحال كذلك ان‮ ‬يتدارس الرئيس الموقف مع عدد من كبار شيوخ القضاء للوصول إلي‮ ‬حل فيما‮ ‬يتعلق بقرار عودة مجلس الشعب أو إصدار إعلان دستوري‮ ‬مكمل‮ ‬يحول دون قيام المجلس العسكري‮ ‬باصدار تشكيل جديد للجمعية التأسيسية حال صدور حكم القضاء الإداري‮ ‬بالبطلان،‮ ‬إلا أنه لم‮ ‬ينجح في‮ ‬إقناعهم بذلك،‮ ‬بل وجد معارضة شديدة،‮ ‬مستندة إلي‮ ‬الأحكام وقواعد الدستور والقانون‮.‬
حاول الرئيس في‮ ‬هذا الوقت أن‮ ‬يبحث عن حل وسط،‮ ‬إلا أنه وأمام الضغوط الصادرة من جماعة الإخوان المسلمين ومحاولة التحريض السافرة من الإدارة الأمريكية لم‮ ‬يجد أمامه من خيار سوي‮ ‬ترجيح الرضوخ لمطلب مكتب الارشاد بضرورة إلغاء الإعلان الدستوري‮ ‬المكمل واستبداله بإعلان آخر لقطع الطريق علي‮ ‬المجلس العسكري،‮ ‬وإنهاء دوره من الأساس‮!!‬
‮❊❊❊‬
في‮ ‬مساء اليوم ذاته،‮ ‬أول من أمس السبت،‮ ‬كان الرئيس محمد مرسي‮ ‬يستقبل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري‮ ‬كلينتون التي‮ ‬جاءت في‮ ‬زيارة إلي‮ ‬مصر بهدف متابعة العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة في‮ ‬البلاد،‮ ‬هكذا كان الهدف العلني،‮ ‬إلا أن المحادثات التي‮ ‬أجرتها كلينتون في‮ ‬القاهرة كانت تنظر إلي‮ ‬أبعد من ذلك بكثير‮.‬
في‮ ‬لقائها مع رئيس الجمهورية تطرقت المباحثات إلي‮ ‬عودة مجلس الشعب والإعلان الدستوري‮ ‬المكمل ووضع الجيش المصري ودوره في الخارطة السياسية للبلاد‮!!‬
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته كلينتون مع وزير الخارجية محمد كامل عمرو أكدت بشكل واضح ومحدد عندما تم سؤالها عن الخلاف الحالي من المجلس العسكري ومؤسسة الرئاسة‮ '‬أن مهمة الجيش تقتصر علي حماية حدود البلاد فقط‮'‬،‮ ‬بما‮ ‬يعني أنه لا‮ ‬يحق له التدخل في طريقة إدارة شئون البلاد‮!!‬
لقد وعدت كلينتون خلال المؤتمر الصحفي بأنها ستطرح الأمر مع المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلي خلال لقائها به،‮ ‬وهو اللقاء الذي جري أمس بمقر وزارة الدفاع،‮ ‬والذي تطرق بالتأكيد إلي كافة هذه القضايا،‮ ‬غير أن رد المشير ربما لم‮ ‬يرق للسيدة كلينتون بكل تأكيد‮!!.‬
لقد أدركت كلينتون من خلال التظاهرات العارمة التي استقبلتها أمام مقر اقامتها بالفورسيزونز،‮ ‬وكذلك المظاهرات التي واجهتها أمام القصر الجمهوري أن الأوضاع في مصر ليست علي مايرام،‮ ‬وأن التقرير الذي قدمته إليها السفيرة الأمريكية بالقاهرة‮ '‬آن باترسون‮' ‬خلال لقائها معها علي متن الطائرة وقبيل هبوطها بمطار القاهرة لم‮ ‬يكن‮ ‬يعبر عن واقع الرفض الجماهيري لهذه الزيارة ولم‮ ‬يرصد بمصداقية تطورات الأوضاع والسيناريوهات المطروحة خلال الفترة القادمة‮.‬
لقد أدركت هيلاري كلينتون أن هناك حالة‮ ‬غضب عارمة من جراء السياسة الأمريكية إزاء تعاملها مع مصر ودعمها اللا محدود لتيار الإخوان المسلمين علي حساب الجميع،‮ ‬وكذلك أيضا التدخل السافر في شئون البلاد وانحياز واشنطن إلي جانب موقف الرئيس في تحديه لأحكام القضاء والعبث بها‮.‬
لقد جاء رفض العديد من النشطاء الأقباط مقابلة كلينتون والتباحث معها ليؤكد أن حالة الغضب العارمة من جراء الموقف الأمريكي طالت الجميع بلا استثناء،‮ ‬وكان من أبرز هؤلاء الرافضين منير فخري عبدالنور ود.مني مكرم عبيد ود.عماد جاد وأخرون‮.‬
في اليوم ذاته،‮ ‬الذي هبطت فيه طائرة الوزيرة الأمريكية بالقاهرة،‮ ‬كانت محكمة النقض قد أصدرت حكماً‮ ‬هاماً‮ ‬أعلنت فيه رفضها للطلب الذي تقدم به د.سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب الثلاثاء الماضي والخاص بنظر صحة عضوية أعضاء البرلمان‮.‬
وقد أكدت المحكمة في حكمها بعدم اختصاصها بنظر صحة العضوية علي أساس أن مجلس الشعب قد ثبت بطلانه وانعدامه بحكم‮ ‬المحكمة الدستورية العليا‮.‬
وهكذا جاء حكم محكمة النقض ليوجه لطمة جديدة إلي قرار عودة البرلمان وليؤكد أن حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان هو حكم نهائي لا تتوجب معارضته،‮ ‬ومن ثم فإن محكمة النقض‮ ‬غير معنية من قريب أو بعيد بنظر صحة العضوية‮.‬
وبدلا من أن‮ ‬يرتدع المدافعون عن عودة مجلس الشعب وتحدي حكم الدستورية،‮ ‬راحوا‮ ‬يقولون‮ '‬إنه وبعد صدور حكم محكمة النقض تكون القضية قد عادت إلي البرلمان مرة أخري وهو صاحب القرار النهائي فيها‮' ‬وهو ذاته ما حاول رئيس الجمهورية إقناع الوزيرة الأمريكية به‮.‬
وهكذا سادت محاولات التسويف والادعاءات الكاذبة علي حساب الحقائق الدامغة،‮ ‬بينما راح عدد من أساتذة القانون الدستوري‮ ‬يروجون لهذه الرؤية‮ ‬غير عابئين بالأحكام القضائية الباته والنهائية‮.‬
في مساء ذات اليوم السبت أجتمع مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين،‮ ‬وكان الهدف المعلن هو دفع إعلان دستوري مكمل بديلا للإعلان الحالي وعرضه علي الرئيس محمد مرسي لاتخاذ القرار الحاسم في أعقاب عودته من المشاركة في القمة الافريقية بأديس أبابا‮..‬
لقد قررت الجماعة أن تخوض المعركة حتي أخر مدي وأن تحول دون أن‮ ‬يفعّل المجلس العسكري صلاحياته بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة حال صدور حكم من محكمة القضاء الإداري،‮ ‬ووفقاً‮ ‬لمصادر مقربة،‮ ‬فقد قررت جماعة الاخوان التحرك في هذا الاتجاه عبر العديد من الأساليب والطرق،‮ ‬والتي كان أبرزها‮:‬
‮ ‬تشكيل لجنة من الجماعة وبمشاركة عدد من الفقهاء الدستوريين لإعداد مسودة إلغاء الإعلان الدستوري المكمل واستبداله بإعلان آخر‮ ‬يصدره الرئيس قبيل صدور الحكم المتوقع من القضاء الإداري الثلاثاء المقبل‮.‬
‮ ‬التمسك بعودة مجلس الشعب لممارسة مهامه وسلطاته لحين إجراء انتخابات برلمانية جديدة واستمرار المعركة مع المحكمة الدستورية العليا ونادي القضاة‮.‬
‮ ‬الدعوة إلي حشد جماهيري واسع في القاهرة والمحافظات لمواجهة الأحكام المتوقعة،‮ ‬مع تكثيف الحشد أمام مجلس الدولة صبيحة نظر قضية بطلان التأسيسية‮ ‬غدا الثلاثاء‮.‬
‮ ‬بحث إجراء استفتاء عاجل علي قرار الرئيس بعودة البرلمان لممارسة مهامه واختصاصاته،‮ ‬وغض البصر عن كافة الدعاوي التي تحذر من عدم دستورية الاستفتاء علي حكم الدستورية العليا‮.‬
السعي إلي استقطاب العديد من الأحزاب والقوي السياسية لصالح هذا المشروع ودفعها إلي التمسك بالجمعية التأسيسية الحالية واعتبار الحكم المتوقع صدوره من محكمة القضاء الإداري حكمها أولياً‮ ‬قابلاً‮ ‬للطعن‮..!!‬
وفي ضوء ذلك بات من المتوقع حدوث تصعيد بين الجانبين العسكري والرئاسي،‮ ‬خلال الساعات القادمة،‮ ‬وهنا سيجد المجلس الأعلي نفسه أمام خيار من اثنين‮:‬
إما أن‮ ‬يتمسك بالإعلان الدستوري المكمل ويبدأ في تشكيل الجمعية التأسيسية حال صدور حكم بذلك،‮ ‬مستنداً‮ ‬في ذلك إلي وضع دستوري وقانوني آل إليه في أعقاب حكم المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب وحله،‮ ‬وهو بذلك لا‮ ‬يستطيع التفريط في هذه المسئولية أيا ما كان الأمر‮!!‬
وإما أن‮ ‬يتراجع وينكسر ويقف صامتاً‮ ‬أمام إلغاء الإعلان الدسيتوري المكمل بقرار من رئيس الجمهورية والذي لا‮ ‬يحق له ذلك،‮ ‬فيحدث الانهيار الكبير،‮ ‬وهو ما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يؤدي إلي عزل المجلس العسكري بمجمله،‮ ‬ووضع السلطة التشريعية كاملة في‮ ‬يد الرئيس،‮ ‬الذي سيجمع بذلك بين السلطة التنفيذية والتشريعية حتي وإن كان‮ ‬غير جائز من الناحيتين القانونية‮.‬
والدستورية‮..‬
في الحالة الأولي،‮ ‬أي إذا ما تصدي المجلس العسكري لمسئولياته الدستورية،‮ ‬فسوف‮ ‬يحافظ علي أمن البلاد واستقرارها القانوني والدستوري،‮ ‬وألا‮ ‬يسمح لسلطة بالتغول علي سلطة أخري،‮ ‬ومن ثم‮ ‬يبعث الأمل في النفوس بعد سلسلة مواقف‮ ‬يعتبرها الكثيرون بمثابة اخفاقات واستجابة لعمليات الابتزاز السياسي ومن بينها الاستجابة للتعديلات التي أجريت علي قانون الانتخابات والذي ثبت عدم دستوريته‮!!‬
في هذه المرة ربما‮ ‬يجد المجلس الأعلي نفسه وجها لوجه في مواجهة الرئيس،‮ ‬وهو أمر حاول أن‮ ‬يتحاشاه كثيراً،‮ ‬غير أن هناك إصرارًا من قبل بعض من‮ ‬يديرون الأمور من خلف ستار علي دفع الأمور نحو الصدام،‮ ‬واستخدام سياسة ليّ‮ ‬الذراع وفرض الأمر الواقع وتركيع المجلس العسكري واهانته وإذلاله أمام الجميع‮.‬
وداخل المجلس العسكري‮ ‬يبدو أن الكثيرين لم‮ ‬يعد بمقدروهم القبول بهذه السياسة التي كانت سببا في تردي الأوضاع الأمنية والسياسية،‮ ‬واستمرار سياسة الابتزاز بغرض تحقيق مكاسب سياسية لحساب تيار بعينه علي حساب المصلحة الوطنية للبلاد،‮ ‬ومن هنا لن‮ ‬يكون أمام المجلس العسكري في هذه المرة إلا التمسك بالشرعية والدستور والقانون مهما كان الثمن في المقابل،‮ ‬وهو ما‮ ‬يرجح حدوث تصعيد سياسي،‮ ‬ثم سرعان ما تهدأ الأحوال‮.‬
وفي حال تراجع المجلس العسكري عن التمسك بحقوقه والخضوع لعملية الابتزاز المدعومة أمريكيا،‮ ‬فهنا‮ ‬يمكن أن تنفجر الأوضاع في وجه المجلس العسكري والرئيس علي السواء،‮ ‬وساعتها سوف‮ ‬يتأكد للجميع صدق ما قيل عن وجود صفقات بين المجلس العسكري والإخوان،‮ ‬حتي وإن لم توجد من الأساس‮.‬
في هذه اللحظة سيدرك المصريون أنهم تعرضوا لأكبر خديعة لتسليم البلاد وإهدار القانون والدستور لضمان سيطرة الإخوان المسلمين،‮ ‬إما ضعفا،‮ ‬وإما تواطؤا،‮ ‬وهو ما سيدفع البلاد إلي حالة عارمة من الفوضي التي قد تؤدي إلي حدوث مشكلات أمنية كبيرة قد تعصف بالمشهد السياسي الراهن‮.‬
لقد أدرك المصريون جميعا أن هناك تحالفًا معلنًا بين الإدارة الأمريكية والإخوان المسلمين عبر عنه المهندس خيرت الشاطر في حديثه إلي صحيفة‮ '‬وول ستريت جورنال‮' ‬الأمريكية بالقول‮ '‬نسعي إلي تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة‮'‬،‮ ‬وقد عبر هذا التحالف عن نفسه في أكثر من موقف خلال الفترة الماضية،‮ ‬وبدا الأمر أمام الجميع وكأن الإخوان‮ ‬يستقوون بالأمريكيين في مواجهة المجلس العسكري والشعب المصري علي‮ ‬السواء،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬ينظر إليه المصريون علي أنه تدخل سافر في الشئون الداخلية المصرية‮.‬
لقد أدرك الكثيرون الذين خرجوا‮ ‬يعبرون عن رفضهم لسيطرة الإخوان وهيمنتهم علي مقاليد البلا متجاوزين في ذلك كافة الأعراف والقوانين،‮ ‬أن اللحظة الراهنة باتت خطيرة وأن الفرصة الحالية ربما تكون الأخيرة أمام المجلس العسكري قبل أن‮ ‬يتم تجريده من كافة سلطاته ثم العصف به،‮ ‬ثم محاكمة أعضائه،‮ ‬ولذلك فالشارع وفقا لما هو مطروح لن‮ ‬يهدأ في حال اغتصاب سلطات المجلس العسكري‮ ‬التشريعية والاعتداء مجدداً‮ ‬علي القانون والدستور وإعادة البرلمان الباطل وحل المحكمة الدستورية العليا رغم أنف الجميع‮.‬
إن الخطة الأمريكية التي‮ ‬وضعها‮ '‬برنارد لويس‮' ‬والتي اعتمدها الكونجرس الأمريكي في بداية الثمانينيات تقوم علي أساس تقسيم الوطن العربي إلي كانتونات طائفية وعرقية ومصر في مقدمة هذه البلدان،‮ ‬ويبدو كما‮ ‬يعتقد الكثير من المراقبين أن اللحظة الراهنة قد باتت مناسبة لتنفيذ هذا المخطط من خلال دفع العناصر المجتمعية الأساسية داخل مصر إلي صراع مجتمعي مجتمعي‮ ‬يؤدي في النهاية إلي نشوب حروب داخلية وانقسامات داخل الجيش وأجهزة الأمن،‮ ‬وهذا هو عين المراد‮.‬
إن كافة التقارير الغربية تشير إلي أن عمليات الضغط المستمرة من خلال زيادة حدة الاحتقان،‮ ‬والدفع بالجيش ليكون طرفا في‮ ‬معادلة الأزمات المتتالية،‮ ‬الهدف منه كما هو واضح خلخلة الجيش وإسقاطه ليلحق بجيوش عديدة انهارت بفعل الحروب والأزمات في المنطقة العربية،‮ ‬خاصة أن الجيش المصري هو الجيش الوحيد الذي لا‮ ‬يزال صامداً‮ ‬موحداً‮ ‬حتي الآن‮.‬
إذن المعركة حول‮ '‬الجيش‮' ‬هي العنوان الأساسي،‮ ‬ودفع الأمور إلي مزيد من التأزم والاحتقان الهدف من ورائه الاصطدام بالجيش،‮ ‬ومن ثم انهيار الأوضاع وحدوث انقسامات تعقبها تدخلات خارجية لفرض شروط محددة تؤدي إلي انهيار الأوضاعم في البلاد،‮ ‬والبدء في تنفيذ مخطط التجزئة والتقسيم والتفتيت‮.‬
تري هل‮ ‬يحسم المجلس العسكري أمره في‮ ‬هذه المرة،‮ ‬ويحافظ علي وحدة جيشه والتفاف الشعب من حوله،‮ ‬أم أنه‮ ‬يضعف ويتراجع ويؤثر السلامة،‮ ‬فيضيع كل شيء،‮ ‬الجيش والوطن والمجلس العسكري أيضاً؟‮!‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.