اختلط الحابل بالنابل ومضي كل يُفْتي بفتوي نشاز.. المزايدون اخترقوا كل الحدود، اجترأوا علي الجميع حتي القضاء لم يسْلم منهم تمادوا في غيهم في أعقاب صدور الحكم علي الرئيس السابق في قضية قتل المتظاهرين هتفوا 'باطل باطل.. الشعب يريد تطهير القضاء' هؤلاء تجاوزوا الخطوط الحمراء فلا يمكن التعليق علي الحكم الآن القاضي هو من يملك وحده السلطة التقديرية الكامل في الاطمئنان إلي أقوال الشهود أو إهدارها، ولا يُصدر حكماً بالمعاقبة إلا إذا استقر في وجدانه، وإذا كان هناك من يعترض علي الحكم فأمامه الطعن عليه من خلال محكمة النقض. لقد خرج المزايدون وتماهي معهم للأسف مرشحون سابقون للرئاسة خسروا السباق فراحوا يمتطون صهوة التحريض ضد الدولة والنظام سعياً وراء الأضواء التي اعتادوا عليها ولا يريدون أن تنحسر عنهم.. خرج 'عبدالمنعم أبوالفتوح'، و'حمدين صباحي'، و'خالد علي' عادوا إلي ميدان التحرير منددين بالانتخابات مشككين فيها ظهروا كدعاة فرقة وانقسام وخرجوا ليقودوا الدعوة إلي تشكيل مجلس رئاسي مدني يقود مصر في المرحلة المقبلة، راحوا يتحدثون في فراغ وغاب عنهم الإعلان الدستوري الذي وافق عليه الشعب ولا يتضمن أي بند يسمح بهذا الأمر، ولكنهم أرادوا سحب البساط من جولة الإعادة في الانتخابات فالمهم أن يظلوا هم في دائرة الضوء حتي وإن كان الثمن إشعال الشارع وتهييجه فمصلحتهم تجب مصلحة الوطن..!! الإخوان هاجموا القضاء رغم علمهم بأن القضاء المصري يجب ألا يمس فهو الضمانة الحقيقية للبلاد ولا يجوز التشكيك فيه، وهو الذي حمي حرية الشعب، وهو الذي أشرف علي انتخابات مجلس الشعب التي فاز فيها الإخوان بالأغلبية، وهو الذي أشرف علي انتخابات الرئاسة التي صعَّدت 'محمد مرسي' إلي حلبة المنافسة ليتصَّدر قائمة الإعادة. موجة من الفوضي العارمة سادت مصر وانبري كل يدلو بدلوه في التعليق علي الأحكام القضائية، خلط هؤلاء الأوراق، طالبوا باعادة المحاكمة وهو أمر غير قانوني، نسي هؤلاء أنه لا يجوز المساس بأي حكم فاحترام القضاء واجب والحكم عنوان الحقيقية التي يجب أن يخضع الجميع لمنطوقها وأن العالم المتحضر يرفض التعليق علي أحكام القضاء ويحَّرم التشكيك فيه والآن ماذا بعد؟ لقد توغَّل الإخوان وتكالبوا علي السلطة وأخْشي ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي نندم فيه جميعاً علي أننا أسْلمَّنا اللجام لمجموعة لا تملك إلا الصوت الزاعق والتحدي ومعارضة كل شيء من أجل الهيمنة والاستحواذ علي مفاصل السلطة، حتماً إذا مضوا علي هذا النهج سيقودون الدولة نحو الطوفان، فليس في جعبتهم إلا هذا الشبق الأرْعن نحو سحْق مدنية الدولة من خلال وعود زائفة..