حقاَ كان المشهد مهيب ومذهل وفاق كل التوقعات ، اصطف الألاف أمام صناديق الاقتراع في الخارج ليس للأدلاء بأصواتهم بل للاحتفال برئيسهم، ذلك المشهد الاحتفالي كان متواجد في انتخابات 2014م. ولكن كانت الحالة المصرية حينذاك تعطي مبرر لهذا المشهد وهو رد جميل لرجل انقذ مصر من حكم جماعة إرهابية ويجب مساندته أمام ضغوط الداخل والخارج، ليستكمل تثبت أركان الدولة والحفاظ عليها. أما ما يحدث امس واليوم في الخارج وما سوف يحدث في الداخل المصري خلال أيام، فهذا له أسباب أخري وهي علاقة شعب برئيس تلك العلاقة نادرا ما تحدث في تاريخ حكام العالم . لكن لكل زعيم أو حاكم نال شعبية أسباب مختلفة أما في الحالة المصرية بين الشعب والرئيس، فهي حالة فريدة تستند علي عوامل كثيرة ، فعامل الهوية هو العامل غير المنظور ولكن هو المحرك الرئيسي لتلك العلاقة، فمنذ رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي ما زال يعيش في وجدان الشخصية المصرية لما مثله من شموخ وكبرياء عبر به عن عظمة الهوية المصرية وعمقها التاريخي، وما قام به من دور عظيم في مجابهة القوة الاستعمارية والنطاح معها ليس علي المستوي الداخلي بل الخارجي أيضا. واصبح اسمه مرتبط بكل حركات التحرر والنضال، ناهيك عن دوره الكبير في ترسيخ ثقافة العدالة الاجتماعية والقضاء علي الفساد الإقطاعي ومراكز القوة التي كانت تحكم مصر بمنظور السيد والعبد ، ولكن منذ تولي الرئيس السادات مقاليد الحكم ومروراَ بسنوات مبارك، في تلك الفترة تم تجريف وتجريد الهوية المصرية ومسخها ونسخها بمركبات خارجية، وتراجعت مصر بشكل كبير إقليمياَ وعالمياَ علي كل الأصعدة وأصبحت دولة هشة تعيش داخل جلباب الشيخوخة، وكانت النتيجة السقوط المميت في يد الجماعة الإرهابية التي مثلت عوامل المركبات الغريبة والخارجية التي ضربت تلك الهوية. هنا كانت اللحظة الفارقة بين أكون أو لا أكون بين الوجود والضياع ، وكانت صرخة رزاز جينات الهوية الذي ما زال يعمل علي استيحاء في الشخصية المصرية لمقاومة عوامل التعرية التي ضربتها بقوة في العقود الأخيرة ، وكانت 30 يونيو البداية وتجسد رزاز تلك الهوية في شخص الرئيس السيسي عند ظهوره الأول. هنا ادرك الشعب انه وجد ضالته ليس في الشخص الذي ينقذ هويتهم من الضياع، بل أيضا في شخص قادر علي استعادة مجد تلك الهوية المفقودة منذ ثلاث الاّف عام ، هنا قامت العلاقة بين الشعب المصري ورئيسهم السيسي، وخلال اربع سنوات فقط استشعر الشعب انه من الممكن علي يد هذا الرجل أن تصبح مصر كما كانت عند أجدادنا عظماء التاريخ ، فسماته الشخصية التي تغلفها الهوية المصرية من صدق ورؤية واتزان نفسي وأخلاقي وشموخ وعظمة جعلته ليس حاكم يحكم بل امل وأمنية شعب يعيش علي أطلال المجد الماضي . ولقد عبر عن ذلك رئيس شركة سيمنز الألمانية عندما قال لو استمر الرئيس السيسي بنفس القوة سوف يعيد مصر إلى مجدها المفقود منذ ثلاث الاّف عام ، هنا تكمن علاقة الرئيس بشعبة ( شعب يعيش علي أطلال الماضي ورئيس يجسد قوة وعظمة وشموخ الماضي ) هكذا كان المشهد امس واليوم أمام لجان الاقتراع بالخارج كرنفال وطني كبير وكأن مصر تستعد لاستقبال أمجاد الماضي علي يد رئيسها ابن عظمة الماضي ، أطفال سيدات شباب شيوخ الكل انصهر في الهوية المصرية ورقص علي انغام تسلم الأيادي. وهنا في السفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية التي امثل أنا احد أبناء جاليتها المشهد يفوق الوصف .. اقبال غير مسبوق ، كرنفال وعرس وطني ، أفراح وأغاني وطنية فها هو السفير ناصر حمدي والقنصل العام هاني صلاح والمستشار الثقافي الدكتور اشرف العزازي والمستشار العسكري العميد إيهاب محمد وجميع العاملين وموظفين السفارة والقنصلية ينصهرون في بوتقة حب مع أبناء الجالية ويقدمون لهم كل الخدمات والتسهيلات ويشاركوهم الأفراح والسعادة، ولا ننسي الدور العظيم التي قامت به السيدة الفاضلة وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج نبيلة مكرم عبيد التي جالت كل دول العالم وواصلت الليل بالنهار،من اجل شحذ ههم المصريين ونزولهم ألي صناديق الاقتراع فتحية تقدير واعتزاز لتلك السيدة المصرية الرائعة التي تحمل بداخلها كل مكونات الهوية المصرية. وأيضا الشكر للشاب الجميل والمصري الأصيل الدكتور محمود حسين عضو مجلس النواب رئيس قطاع المصريين بالخارج الذي بذل مجهودا كبيرا وطاف معظم دول العالم وأيضا لا ننسي عمل الكيانات الكبيرة في المملكة العربية السعودية التي ساهمت بقوة في الوصول إلي ذلك المشهد الجميل وعلي رأسهم حملة علشان تبنيها وقائدها علاء خليل وكل أعضاء الحملة واتحاد المصريين بالخارج وعلى رأسهم الدكتور حسن الجراحي وكل أعضاء الاتحاد، وجميع الكيانات الأخرى، وهكذا صمت الأعداء وتواروا خزيا العملاء، وانزوي الجبناء .. وأصبح الشعار الآن : لا صوت يعلوا علي صوت شعب احب رئيسه.