أيام قليلة وتنتهي أجازة نصف العام، ويعود من جديد النصف الآخر من العام الدراسي وسط هذا الطقس شديد البرودة والصقيع، وهذا الإدمان للسهر على مواقع التواصل الاجتماعي، وتلك الأيام اللي مش معروف لها بتخلص امتى وتنتهي ازاي! تعود الأمهات لحمل هذا الهم الثقيل الذي لا علاج له، فقد يئست جميع الأسر المصرية من أن تجد حلاً لهذه المشكلة الكبيرة.. من 6 الصبح تقوم وجسمها بيرتعش من البرد، مش قادرة تفتح عينيها لإنها ما صدقت تنام بعد يوم طويل عاشته بين تنضيف بيت وتجهيز الشاي بالحليب والسندويتشات للعيال اللي رايحة المدرسة، وكله كوم وانها تصحي العيال كوم تاني، اصحى يا حبيبي عشان ميعاد المدرسة، إصحي يا حبيبتي عشان الباص قرب ييجي، يا ابني قوم الوقت اتأخر، يا توتة يالللا هتتأخري على مدرستك، يا ولاد قلت لكم متقعدوش طول الليل ع الفيس وبطولوا رغي مع اصحابكم ع الواتس ما انتو هتصحوا تقابلوهم تاني يوم، يا ابني اصحى اصحابك بيندهوا عليك وصحوا الجيران من زعيقهم في الشارع، يا بنتي قومي حرام عليكي صوتي تعبني، قوموا يا ولاد ال................ ويصحى الباشا يسألها على فردة الشراب البيضا، وتزعق الأميرة لإنها ملحقتش تكوي البلوزة اللي هتروح بها المدرسة، ويتقلب البيت كأنه بقى فقرة شقلبظات في السيرك القومي، وكلمة من هنا على شخطة من هناك لحد ما ينزل البهوات لمدارسهم.. وتبدأ باقي رحلة المعاناة.. وييجي الدور على الباشا الكبير اللي صاحي بيدور على كوباية الشاي مع السيجارة، وتدخل في حوار المصاريف، البيت عاوز كذا، دروس الولاد لازم ندفع لها كذا، الزبال ما أخدتش الشهرية بتاعته ورفض ياخد الزبالة وسابها لنا قدام الباب، الإيجار متأخر وصاحب العمارة اشتكى للناس اننا بنتأخر كل شهر في دفع الإيجار، عاوزة فلوس اشتري حاجات من السوق وأنا راجعة، وطبعًا تنتهي الطلبات بخناقة تختمها عبارات تقليدية بقت ماركة مسجلة زي "هجيبلكم منين فلوس أكتر من كدا، أنا باشتغل 3 شغلانات ولو لقيت شغلانة رابعة مش هشيبها، لموا إيديكم في المصاريف شوية، و........" والمدام تلاقي نفسها اتأخرت على ميعاد الشغل، تنزل جري مش عارفة لابسه أنهي جاكيت على أنهي فستان، تلبس جزمتها ع السلم، وتعدل طرحتها وهي بتجري ورا الميكروباس عشان تلحق ميعاد الشغل قبل ما المدير يحمر لها وشه ويرفع لها حاجبه وهو بيبلغها انه خصم لها يوم بسبب التأخير، وتعدي كام ساعة وهي رايحة جاية من مكتب المدير لمكتب النايب عشان تختم ورق وتصلح كلمتين مكتوبين غلط وتدور على إمضاءات باقي مديرين الإدارات وتقابل ناس لهم طلبات وتبقى مش لاحقة تسمعهم من كتر الوش اللي في ودانها والتفكير في هتخلص امتى والعيال عندهم دروس إيه وهيرجعوا امتى ولما يرجعوا هيتغدوا إيه، وترد ع الناس وهي مش طايقاهم، فالناس ميعجبهومش الرد، كام خناقة تاني ع السريع كدا قبل ما ميعاد الشغل يخلص وتنزل جري تتحشر في عربية ميكروباس حدفت نفسها فيها وهي بتصارع مع الناس عشان تلحق تركبها، وطول الطريق الزحمة وهي عمالة تتصل بالتليفون، تشوف البنت خرجت من المدرسة راحت على البيت ولا عنده درس، والواد مش بيرد ع التليفون وشكله خرج مع اصحابه وراحوا السايبر اللي جنب المدرسة اللي بيزوغوا فيه ومضيعين مصروفه عليه، وتسأل على أتها العيانة اللي ملحقتش تروح لها، وفجأة تلاقي المحطة اللي المفروض تنزل فيها فاتت، تصرخ "عندك يا أسطى.. نزلني هنا" وجري بقى على سوق الخضار ومنه ع البيت يا دوب تلحق تجهز الغدا، الولاد يكونوا رجعوا اللي عاوز يروح رحلة واللي عاوزه تاخد درس جديد في العربي، واللي اتخانق مع اصحابه في المدرسة وطلبوا ييجي ولي أمره، وبعد الغدا غسيل الصحون والهدوم وذاكر يا واد وكفاية لعب ع الكمبيوتر، وبطلي رغي في التليفون وركزي في المذاكرة يا بنت، وحرام عليكم كفاية فيس بقينا وش الفجر عندكم مدارس الصبح.. سيبك بقى من كل دا وخلينا في موضوع الفيس والواتس والانستجرام، أنا شخصيًا أعرف طالب في المرحلة الإعدادية كان قاعد على الفيس بوك وهو في لجنة الامتحان، ونشر بوست بيقول فيه "إدعوا لأخيكم إنه الآن يسأل، أنا قاعد في اللجنة والأسئلة صعبة أوي ومفيش تغشيش والمراقب شادد علينا جدًا" الغريبة إن الطالب في لجنة الامتحان والأسئلة صعبة والمراقب شديد جدًا، زي ما بيقول، وهو مكبر دماغه ولا فارق معاه وقاعد ع الفيس يرد على التعليقات المنشورة على البوست بتاعه ولا همه المراقب ولا الامتحان ولا الوقت اللي عمال يعدي وهو سارح في الفضاء الفيسبوكي.. أما بقى الست الحاجة، هتنام وتصحى في نفس الدايرة لحد ما يوم تلاقي نفسها طلعت ع المعاش! هيييييييييه.... معاها ربنا..