الست عشان تكون مصرية أصيلة بصحيح- زى ما قال كريم عبدالعزيز فى فيلم «ولاد العم»- يجب أن تتوافر لديها صفة تميزها عن غيرها من نساء العالم وهى صفة «الرغى» وهى صفة تنفرد بها بلا منازع. يبتدى يومها بالزن ثم الزن ثم الزن، وبعدين تقوم تخبط فى أى حاجة فى البيت وترزع حواليها وهى طبعا ولا كأنها شايفة حاجة.. ويا حرام جوزها ما يلحقش يفتح عينه من النوم إلا ويلاقيها كاتمة فوق نفسه بقائمة الطلبات اللى عايزاها هى والعيال وبعد ما تخلص، تبتدى بقائمة المشاوير اللى المفروض جوزها يعملها، مثل صيانة العربية وتصليح التليفزيون عشان مش عارفة تتابع مسلسل الساعة 15,7 وبعدين لازم يفوت على عم بدوى الجزار يستلم اللحمة، وطبعا لا جوزها عارف يشوف شغله ولا العيال عارفة تذاكر. وإذا فرض واتعزموا عند حد من أصحابهم تلاقيها أول ما تقعد على الكرسى ما تبطلش رغى، تحكى عن الطبيخ والشغل والمسلسلات وتخرج من موضوع وتدخل فى الثانى من غير ما تنزل بالفاصل الإعلانى ولا كأنها مركبة فى زورها راديو ستريو بيشتغل أول ما تشوف بنى آدمين. ده غير فقرة الزعيق فى العيال يا واد اقعد هنا!! يا بت ذاكرى!! ولما ييجى بقى ميعاد وجبة الغذاء تقعد على الكرسى من هنا والستريو ما يبطلش لت وعجن، من هنا تقعد تحكى عن يومها قضته إزاى ما بين شغل البيت والمواقف الطريفة اللى حصلت فى الشغل، ورخامة المدير بتاعها وكأنها ترفع شعار «الرغى قبل الخبز أحيانا». ده غير جيرانها اللى طفشوا من وشها ومابقوش يدخلوا لها، وأصحابها ما بقوش يكلموها فى التليفون، وحتى لما يشوفوها فى الشارع يعملوا نفسهم مش شايفينها، خاصة أن حسن بتاع نظارات الشمس اللى على ناصية الشارع بقى يكسب وزهزهت معاه بسبب بسيط أن كل جيران المنطقة بقت تشترى من عنده عشان ما يشوفوهاش، وكل ده ما خلهاش تبطل عادتها المزعجة وهى الرغى حتى آخر نفس، وأصبحت تستفيد من عروض شركات المحمول وجوزها المسكين عمال يكع ويدفع دم قلبه فى الفواتير وبقى يدعى «اللهم اكفنى شر مراتى أما أعدائى فأنا كفيل بهم».