أنا أم لولدين، الكبير «إياد» 13 سنة وشهرته «ابن الناس الطيبين»، لأنه فى أغلب الوقت محترم فى سلوكه، أما الصغير «زياد» 6 سنوات فشهرته «عبدالجبار أو جبروله» بسبب جبروته و«زنه» المتواصل. وعلشان تعرفوا الأم المصرية مسكينة إزاى حقولكم موقف بسيط، مثلاً أول ما بيرن جرس التليفون فى البيت بحط أيدى على قلبى مش علشان مستنيه أخبار وحشة، لا سمح الله، لكن علشان ده معناه بداية الحرب العالمية التالتة بين «ابن الناس الطيبين» و«جبروله» كل واحد عايز يرد وطبعاً كان الطبيعى إنى أطلب من الكبير يرد، وإذا بابنى الصغير يوجه لى قذيفة صاروخية لم أستطع تفاديها، وهى من نوعية الزن المميت، وبدأ الصراخ ورفع رايات الاعتراض، كل ده بسبب التليفون، المهم «إياد» رفع التليفون ولم يسأل من المتحدث كل اللى عمله إنه رفع السماعة وقال «ماما تعالى شوفى مين» بذمتكم فى خنقة أكثر من كده. المهم رديت ودخلت للمطبخ أحضر الغدا علشان الباشا الكبير أوى، قصدى زوجى العزيز، قرب يوصل، واندمجت فى الغناء للست وأنا بحضر الأكل فجأة سمعت موسيقى تصويرية رائعة من غرفة نوم الأولاد لاقيتهم بيتخناقوا على مين يقعد على الكمبيوتر الأول. مساكين ولاد الأيام دى، كأن مفيش عندهم بلاى ستيشن أو البى إس بى، ودى حاجة مصغرة للبلاى ستيشن. وطبعا خدت وضع الاستعداد لفصل القوات وبدء جولة المفاوضات لإقناع «ابن الناس الطيبين» باعتباره العاقل والطيب، بس لا طلع عاقل ولا حاجة، لأنه بدأ برفع رايات التمرد واستعد لخوض أم المعارك اليومية والتى تبدأ بالذخيرة الحية من نوعية «انتِ على طول فى صف زياد ده ظلم أنا زهقت وغيره من الذخيرة الحية» بجد حسيت إنى مش أمه ده أنا أُمنا الغولة. أخيراً خرجت من الغرفة وأنا بكلم نفسى هو إحنا زمان كنا نقدر نكلم أهلنا بالطريقة دى؟ كان كفاية نظرة عينيهم علشان نعرف غلطنا. هو العيب فى طريقة تربيتنا لأبنائنا؟ ولا فى طبيعة مجتمعنا؟