أكدت راضية عاشوري، مدير مركز إعلام الأممالمتحدة بالقاهرة، أن رسالة الأممالمتحدة واضحة وجريئة، وحددت العديد من الملفات الهامة والخطيرة على الصعيد الدولي التي تتطلب مشاركة الدول الأعضاء في معالجاتها. جاء ذلك خلال لقاء خاص ل"الأسبوع" حول أهم التحديات التي تواجهها الأممالمتحدة، و أبرز الملفات التي يتم التعامل معها بشكل حاسم خلال 2018. وقالت "عاشورى" إن الأمين العام كان حريصا على تحديد أهم الأولويات، وان تحرك الأممالمتحدة يعود بالاساس للدول الأعضاء بنفسها، ولكن موقعة كأمين عام وجب عليه انه يحدد الملامح العامة للتحديات التى يجب أن تقوم بمعالجتها الدول الأعضاء بشكل فورى خلال 2018. وأوضحت عاشورى، أن هناك العديد من المجالات يتطلب على الدول الأعضاء تحرك متضامن وقوى، من أبرز هذه التحديات هى التى تطرحها العولمة وضروة أن تحرص الدول الأعضاء أن تكون العولمة عادلة ومتكافئة، مشيرة إلى أن العولمة لديها أكثر من العوامل الإيجابية منها تنقل البشر والمواد التجارية وفتح آفاق كبيرة لكل دول العالم. وأوضحت أن من مساوئها هو ما حصل فيه ارتداد بالنسبة للانسانية وانعكاسات سلبية، منها تمركز الثروة لدى البعض، وقالت إن هناك 8 أشخاص في العالم يمتلكون نصف ما يمتلكة نصف البشرية الأفقر على مستوى العالم. وأكدت عاشورى، أن من بين أهم الأولويات أيضا هو ضرورة التحرك بشكل سريع فى إطار توافق لكل الدول الأعضاء من أجل معالجه ارتدادات وانعكاسات التغير المناخى، موضحة أن الخمس سنوات الأخيرة كانت من أشد السنوات حرارة فى تاريخ البشرية، مما يعتبر تحد كبير وخاصة بالنسبة للدول النامية، لأنه توجد علاقة كبيرة فى تحرك البشر والصراعات على الموارد ونسب التقدم ونسب التنمية التى تحوذها أي دولة نظرًا لانعكاسات التغير الحرارى التى تنعكس سلبا وبشكل واضح جدا على اقتصاديات بعض الدول. وذكرت "عاشوري" أهمية وضرورة أن تتمكن المجموعة الدولة والدول الأعضاء من الاستفادة من تنقل البشر وخاصة "الهجرة" مؤكدة أن هناك الكثير ما يقال على مسألة الهجرة وما تتسبب فيه من جوانب سلبية، تؤثر على النزعة لحماية الحدود المحلية بالنسبة لأوروبا والنزعة لحماية الاقتصاديات المحلية بالنسبة للدول النامية الذين يرون أن المهاجر يمثل تهديدًا لفرص التشغيل فى بلادهم ويمثل عبء أيضا على ثروات وطنة المحدودة، مؤكدة أن الأمين العام كان مُصرًا على التركيز على تناول الجوانب الإيجابية للهجرة، لافتة إلى أن كل التقارير التي صَدرت حول الهجرة تؤكد أنها لها من الإيجابيات ما تستفيد منها البشرية جمعاء اقتصاديا واجتماعيًا وأمنيًا بشرط أن تكون هذه الهجرة شرعية ومنظمة ومقننة. وردًا على أهم جهود الأممالمتحدة فيما يتعلق بالثروة الصناعية الرابعة "الثورة التكنولوجية" أكدت أن الأممالمتحدة شددت على ضرورة أن يقع التركيز والإستفادة من هذه الثورة التكنولوجية، موضحة أنها مفيدة جدًا في رفع الحدود والحواجز للعديد من العوائق التي كانت تحول دون تواصل بين سكان الكرة الأرضية و دون تحقيق التطورالمطلوب. وأوضحت أن ثورة الإنترنت بالرغم من كونها أسهمت في الحوار بين الشعوب، فقد أسهمت أيضا فى تأجيج الخطاب العنصرى والخطاب الحاقد من خلال المنظمات الإرهابية لتجنيد الناس فى كل مكان. وأشارت عاشوري، إلى تأثير التطور التكنولوجى على زيادة عدم التوازي والتكافؤ الإقتصادى بين المجتمعات وخاصة بالنسبة لمستقبل الشباب والتأثير على مهنهم المختلفة موضحة أن فى المستقبل سيكون هناك برامج متقدمة جدًا فى المجالات التى تؤثر بالفعل على بعض الأعمال والمهن المختلفة. وشدت عاشورى على ضرورة الاستعداد لهذا التطور الهائل بقدر الإمكان حتى نكون على مسار توافى ولو بسيط مع الدول الأكثر تقدما. وعن التحديات المستحدثة التى يمر بها العالم الآن حذرت من تنامى اللامبلاة فى الشعور المتطرف ورفض الآخر والتجاوز فى حق الآخر وتنامي عدم المساواة والمغالاة في القومية، واضمحلال الثقة والتضامن حول العالم، وأشارت إلى أن الأمين العام، أكد أن العالم يحتاج إلى قيادة جريئة، فضلا على أننا بحاجة إلى قدر أقل من الكراهية ومزيد من الحوار والتعاون الدولي الأعمق، من خلال اتحادنا في عام 2018، كما أنه يمكن لنا أن نجعل من هذا العام عامًا محوريًا يضع العالم على مسار أفضل فى حال اتفقنا واتحادنا. وعن وتيرة الصراعات فى العالم التى ازدادت خلال الخمس سنوات السابقة بشكل مخيف وخطير حذرت من تهديدات الحرب النووية الكورية التى تمثل تهديدا خطيرًا على الساحة الدولية، موضحة أن الخطر النووى هو خوف متصاعد فى العالم و ربما لا نشعر به فى منطقتنا ولكن التجارب التى تقوم بها دول آسيا مثل اليابانالصين و كوريا الجنوبية والشمالية تمثل مخاوف كبيرة، مؤكدة على ضرورة حسم هذه الأمور فى العالم كله، حتى لا يعانى العالم أجمع ويلات هذه الكارثة النووية فى حال اندلاع حرب نووية لا قدر الله . وعن ملف الشرق الأوسط، أكدت عاشورى على ضرورة تفكيك الفوضى فى الشرق الأوسط و تجنب العالم مايراه الآن من تجاوزات وانتهاكات لافتة إلى أن المنقطة على فوهة بركان ومنها القضية الفلسطينية التى نرى هناك تصعيد كبير فى اللهجة وخطاب متشدد من الإتجاهين، وكذلك الوضع فى لبنان وضع هش ،وأن الأممالمتحدة تؤكد على استقلال أراضيه وقرارته، فضلا عن الوضع المأساوى فى سوريا واليمن. وعن موقف الولاياتالمتحدة من قطع حصتها في تمويل وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، قالت عاشوري، أنه من المؤسف جدًا أن دول تقرر أو تجمد مساهماتها فى "الاونروا". لافتة إلى أن هناك دول أخرى مثل بلجيكا ساهمت فى التبرع ب 21 مليون دولا أمريكى وأنه بعد تجميد الولاياتالمتحدة حصتها كان هناك رد فعل عالمى واسع. وأوضحت عاشورى أن "الأونروا " ليست مؤسسة فلسطينية، بل مؤسسة تابعة للأمم المتحدة أنشئت في عام 1948 بقرار أممي. لتقديم خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والأردن وسورياولبنان، وهناك رفض دولى كبير لهذا القرار الأمريكى من تجميد حصتها للانوروا . لافته ان هناك مسؤولية تاريخية على الدول الأعضاء لدعم "الانوروا"، مشيرة إلى أن اللاجئين لم يخلقوا من فراغ بل على مجموعة قرارات دولية وأن 5 ملايين لاجيء يعيشون بنسبة 100 % على على هذه المساعدات الإنسانية. وذكرت عاشورى، أن الخدمات التى قدمتها الأنوروا للاجئين أكبر من أى دعم أممى لأى دولة من قبل. وعن ملف الإرهاب، قالت إن الاستمرار فى التركيز على مكافحة الإرهاب ضرورة ملحة جدًا، وأن الأمين العام أكد أن الحل الأمنى والعسكرى ضروى و لكنه ليس الحل الوحيد، وأنه يجب أن يكون صارم وذكى فى نفس الوقت والتركيز على معالجة الجذور وما يدفع هؤلاء الأشخاص إلى القيام بأعمال انتحارية، وما يدفعة أن يكون ضحية فى أيدى ارهابيين، فضلا على التركيز على ضحايا الإرهاب وأنهم يجب أن يكونوا جزء من رؤية فى مكافحة الإرهاب أمنيا وعسكريا وبشكل وقائىي أيضا من خلال حماية الآخرين من الانحراف. وحول الانتهاكات الإنسانية، أشارت إلى قصة الروهينجي وأعتبرتها من أكبر وصمات العار على الإنسانية وليست بحدث جديد، فهذه المجازر الوحشية تحدث منذ سنوات ولم يشعر بها أحد فى العالم، إلا بعد أن اطلقت بعض الصحف العالمية الكبرى لدول معينة الضوء عليها. وأكدت أن الذى يحدث هو كارثة بكل المقاييس بل وهو تطهير عرقى، فالناس هناك استهدفوا لهويتهم ولأصلهم ووقع الإعتداء عليهم بشكل ممنهج ومنظم ومدبر وأن هناك أعداد خرافية وقرى كاملة أبيدت حسب شهادات الناجين فى بنجلاديش. و بسؤالها حول آليات الأممالمتحدة فى التعامل مع الانتهاكات الدولية التى ترتكب فى بعض دول العالم، أكدت أن الأممالمتحدة، وأن دورها لايقتصر على التنديد والشجب وفقط بل وإقامة المحاكمات الدولية أيضا للمتسببن فى الصراعات والانتهاكات فى حق الشعوب، من خلال لجان دولية ترصد كل التجاوزات . واختتمت "عاشوري" أن الأممالمتحدة تتطلع الى كثير من التعاون بين ظول العالم المحبة للسلام والتنمية و قبول الأخر، كما أن موقف الأممالمتحدة واضح جدا، موضحًا أن المجتمع الدولى بحاجة إلى علاقات واحترام متبادل بين جميع الناس في العالم.