وفقًا لإجماع الخبراء والباحثين فإن تلوث نهر النيل شريان حياة المصريين هو أكبر وأخطر مهدد للأمن القومى؛ لأنه يهدد حياة المصريين بالأمراض الفتاكة من سرطانات وفشل كلوى والتهاب كبدى بجميع أشكاله ويحمِّل ميزانية البلاد مئات المليارات من الجنيهات سنويًا آملًا فى العلاج الذى يفشل غالبًا فى إعادة المصابين أصحاء. النهر الخالد الذى كان مقدسًا وكنا نعطيه التقدير والتبجيل كان يعطينا القوة والنصر والنهضة عبر مياه نظيفة تسرى فى عروقنا فتدفع فى أجسادنا وعقولنا قوة وحيوية ورغبة فى العمل والإنتاج وتنتج أمة من الأصحاء عشاق الحياة وبناة الأمم. وارتبطت صحة المصريين وقوة أمتهم على مر التاريخ بمسيرة وسر هذا النهر الذى يندفع من دول حوض النيل هائجًا وثائرًا ليسكن فى أحضان مصر جميلًا وزاهيًا يخلد إليه العشاق والشعراء والمبدعون ليستلهموا إبداعهم ويسكن إلى جواره صناع القرار ليصنعوا مجدهم ويتخذوه شاهدًا عليهم. وهكذا قال التاريخ كلما تدفق المهر نظيفا آمنا تدفقت مصر الكبرى تصنع الحضارة وتعلم الناس الطب والعلوم وكلما انحسر النهر كسيرا مهزوما تراجعت مصر وتاهت فى انقساماتها تاكل نفسها.. هناك مئات بل آلاف التحقيقات والتقارير التى رصدت اشكال تلويث النهر وهناك عشرات الافلام الوثائقية التى تحدد مصادر التلوث ،بداية من قذف ترعة كيما فى إسوان بمخلفاتها الكيماوية ومخلفات الصرف الصحى إلى قلب النهر واعتماد سياسة الصرف الصحى والصناعى والزراعى فى النهر من جميع المحافظات المطلة عليه وصرف مخلفات المراكب من صرف ومازوت والمصانع والسلخانات والحيوانات النافقة وكل اختراعات المصريين الحديثة فى التلوث.. إننا لا نريد أن تسيقظ الحكومة فقط لتطهير النهر، بل نريد أن يستيقظ الشعب كل الشعب لانقاذ نفسه من هذا الموت المحقق الذى يصنعه كل صباح اصحاب المصالح وفساد المسئولين وخزعبلات الكثير من الاعلاميين والمثقفين الذين تفرغوا لتكديس الاموال على جثث هذا الشعب المسكين. نريد صحوة ضمير تقود الامة إلى إعادة تقديس النهر الخالد التى هى اعادة تقديس الحياة والنماء والتقدم نريد أن يكون عام 2018 هو عام النيل. أن تتحرك كل البرامج التليفزيونية والاذاعية والصحف وجماعات البيئة وحقوق الانسان والشعراء والعلماء والمبدعين واهل الحكم واهل الحكمة وكل من تبقى فى ضميره نبض أن يقسم امام الله انه سيعمل هذا العام؛ لأجل نيل مصر ولأجل صحة شعبها وعودتها فتية قوية قادرة على صرع الاعداء وصنع الحضارة وزراعة الامل.. إننا نريد ان نزيل كل التعديات بكل اشكالها ونترك له حرما امنا على مساحة 200 مترعلى جانبيه من أسوان إلى رشيد.