مازالت الاستراحة الخاصة بعميد الأدب العربى الدكتور " طه حسين" كما هى بمركز ملوى بمنطقة «تونا الجبل» بمحافظة المنيا، وهى الاستراحة التى كتب فيها طه حسين روايته الشهيرة «دعاء الكروان»، التى تحولت لفيلم سينمائى فيما بعد تلك الإستراحة التى أنشأها الدكتور سامى جبره أستاذ الأثار المصرية وصديق عميد الأدب العربى " طه حسين " وزوج شقيقة زوجته بجوار إستراحته وقد خصصها وسماها باسم " إستراحة الدكتور طه حسين " حين تولى الدكتور طه حسين وزارة المعارف، والتى كان يقضى بها عميد الأدب العربى من شهر أو ثلاثة شهور بها فكان مصدر إلهامه هناك حيث الهدوء ومقبرة محبوبته " إيزادورا " وهى قصة حقيقية لفتاة عاشت فى مصر القديمة منذ القرن الثانى قبل الميلاد في العصر اليوناني وتتلخص قصتها في كونها فتاه يونانية كانت تسكن بالضفة الغربية للنيل بمنطقة الشيخ عباده بملوي واسمها القديم انصنا وكان والدها حاكم الإقليم ربطتها قصه حب بينها بشاب من عامه الشعب رفض والدها قصه الحب هذه ومنعها من لقاء حبيبها إلا أن الفتاه ايزادورا عشقت شابًا رفض أباها الزواج ثم وافق وحين ذهبت لرؤية المحبوب عبر ضفتى النيل اختل توازنها وغرقت وتم تحنيط جسدها ورثاها والدها بمرثية شعرية كتبت باليونانية وسجلت على جدران المقبرة وبقيت المومياء شاهدة على هذا الحب الذى سطر على صفحات النهر الخالد . وقال سيد عبدالمالك كبير مفتشى أثار المنياجنوب بملوى أن هذه الإستراحة منذ نشأتها وحتى الآن لم يتم إجراء أي عمليه ترميم أو صيانه لها بالرغم من أهميتها حيث تعتبر المكان الوحيد الباق لعميد الأدب العربي بمصر . وأضاف عبد المالك أن عميد الأدب العربي كان يعتبرها رمز الحب ولايكاد يمر يوم إلا ووضع لها الورد على تابوتها ، كما كان يتوجه لمقبرتها قبل غروب الشمس ليضئ الشموع لها، مشيراً إلى أن إستراحة عميد الأدب شاهدة على كتابته قصه حياته كتاب الأيام والتي كتبها في 3 أجزاء. كما طالب " كبير مفتشي الأثار " باستغلال استراحة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين بقرية تونة الجبل بالمنيا كمزار سياحى أو مكتبة أثرية يستفيد بها كل الزائرين من جميع أنحاء العالم . وكان قد ذكر الدكتور زاهى حواس أن الأديب والكاتب الكبير طه حسين هو من استلهم عظمة هذا المكان ووقع أسير غرام ايزادورا والأشعار المدونة علي مقبرتها تنعيها في مسكنها الأبدي, ولا نعرف بالضبط ماذا كان يدور في عقل وقلب طه حسين, فهو لم يحك لنا مشاعره نحو تونا الجبل التي كانت مكانه ومخبأ بعيدا عن صخب الحياة ولاتزال استراحته قائمة إلي يومنا هذا بالقرب من مقبرة معشوقته إيزادروا, تحكي لنا بأسوارها وحديقتها ونوافدها الخشبية المميزة سرا لا يعرفه أحد من أسرار عميد الأدب العربي.