قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف :" قال صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقال عن نفسه "أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة" بعد أن قال الله عنه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" . وأضاف شيخ الأزهر "كما يكون الانحراف عن منهج الأنبياء بإنكار الدين ومحاربته والدعوة إلى الإلحاد والكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر يكون الانحراف أيضا بصورة أشد خطرا وأكثر فتكا وأعتى تخريبا بانحراف جماعة شاذة شاء لها خيالهم المريض أن يتصوروا أنفسهم أوصياء على الناس وأنهم وكلاء الله في الأرض وهم وحدهم القائمون على فهم الدين وتفسيره". وأوضح الطيب أن الجماعات الإرهابية على اختلاف تسمياتها فإنها تنطلق من اعتقاد خاطئ يبرأ منه الله ورسوله والمؤمنون، موضحا أن هذا الاعتقاد هو أن من لا يعتقد معتقدهم من المسلمين فهو كافر وأن الكافر مستباح الدم والمال والعرض. وأشار الطيب إلى أن أمثال هذه الفئة الضالة ليست بدعا في تاريخ المسلمين، لافتا إلى أنه وجد نظراءهم في سائر الأديان والعقائد والمذاهب. وتابع الطيب "وما يروج الآن أن الإرهاب صناعة إسلامية خالصة هو خرافة يكذبه الواقع، ويفضح نوايا مروجيها، مشيرا إلى أن كتب التاريخ والسياسة مليئة بالحديث عن الإرهاب والإرهابيين المنسوبين إلى الأديان والمذاهب السياسية والاجتماعية" . وأضاف الطيب "لا نريد أن نسترسل في الحديث بعيدا عن أثر المصيبة التي زلزلت قلوب المصريين يوم الجمعة الماضية، بل زلزلت كيان الإنسانية جمعاء في الشرق والغرب" . ووصف حادث مسجد الروضة بأنه بشع وشنيع وأن تنفيذه من الوضاعة والخسة والدناءة، مشيرا إلى أنه حادث غير متوقع صدوره لا من الإنسان ولا من الوحوش في الغابات. وتابع "وهذا الرصاص الذي حصد أرواح المصلين في المسجد هو في المقام الأول حرب على الله ورسوله وتحد له سبحانه في عقر بيت من بيوته، لافتا إلى أن هؤلاء المجرمين ليس أول من نفذ مثل هذه الجرائم في بيوت الله. واستشهد بالخليفة الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وهو قائم يصلي في محراب مسجد رسول الله والخليفة الثالث عثمان بن عفان وهو يقرأ القرآن وتناثر دمه على صفحات المصحف. وتابع الطيب "وفي قتلة خلفاء رسول الله واستشهادهم بسلاح الغدر والخيانة عزاء وأي عزاء لنا ولأهلنا ممن فقدوا فلذات أكبادهم، مضيفا "وأن كنتم أهلنا في بئر العبد قد روعتم وفزعتم فاذكروا أن تاريخ هؤلاء الخوارج معروف في ترويع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" . وتابع "نحن سيادة الرئيس نعزيكم ونعزي شعبنا الصامد في شهدائنا الأبرار، نسأل الله تعالى أن يتقبلهم بواسع رحمته ورضوانه ويسكنهم فسيح جناته ويربط على قلوب أهلهم وذويهم وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمكلومين". واختتم كلمته "باعتذار كله حياء وخجل واستحياء منك يا سيد المرسلي ويا سيد الأنبياء ويا سيد الناس، اعتذاري إليك إن تطاول على مقامك الرفيع في ذكراك العطرة، قلة من الجهلة وقساة القلوب والخارجين على نهجك القويم، والذين لم تزدهم جرائمهم إلا بعدا منك ومن دينك ومن شريعتك، فعذرا رسول الله عن هذا التطاول وهذه الإساءة وسوء الأدب والعبث برسالتك السمحة، وغدا سيعلم المفسدون في الأرض حين يحرمون شفاعتك يوم القيامة أي منقلب ينقلبون".